الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه، وبعد:
دخلت مجلة البيان عامها الثلاثين بعد أن عاصرت أحداثاً مختلفة، وتغيرات كبرى على أكثر من صعيد، وما زالت مستمرة على ما اختطته لنفسها من منهج، يتلخص فيما يلي:
أنها منبر إسلامي ينطلق من منهج أهل السنة والجماعة وفق فهم سلف الأمة واجتهاد علمائها المحققين.
أنها تخاطب النخبة بالدرجة الأولى.
أنها عالمية غير مرتبطة بالجغرافيا ولا بالسياسة، وإنما تنطلق من مشتركات الدين واللغة والتاريخ ولوازم الاجتماع.
ومع التزام البيان بذلك خلال مسيرتها، فلدى البيان إيمان راسخ بما يلي:
أن مجال خدمة الدين وأهله واسع للغاية، وما زالت الجهود دون المأمول.
أن اختصاصها بموضوعات، وشرائح، لا ينفي أهمية غيرها، وحاجة الأمة لمن يحمل عبء ذلك.
من المناسب اختصاص أعمال بمناطق ذات طابع مشترك، ولا تثريب في ذلك ما دام الرابط الديني يعلو أي رابطة أخرى ويحكم عليها.
ومن منطلقات البيان فإنها ترحب دائماً بالأقلام الجادة في المجالات التي توليها العناية، وأياً كانت المشاركة ابتدائية أو تفاعلية، كما أنها تتُبع إيمانها بعرض خدماتها في نقل التجربة لمن شاء ابتداء عمل مماثل أو شبيه بغية نفع الأمة والانتصار لقضاياها.
وإن مسيرة العقود الثلاثة قد أوجبت مواكبة التطورات التقنية في الطباعة والإخراج، ثم التفاعل مع ثورة الاتصالات من خلال الموقع على الشبكة العالمية؛ وصولاً إلى حسابات البيان على مواقع التواصل الاجتماعي التفاعلية المكتوبة والمرئية، وتطبيقات الهواتف الذكية، لتكون البيان مع جمهورها حيثما كانوا.
ولأن المجلة تخاطب نخبة القراء، وصفوة العلماء والدعاة، وأميز المثقفين والمفكرين، فإنها تدعوهم للمشاركة معها في اقتراح الموضوعات والملفات، وحمل هم نشر العلم، ورفع الوعي، وتجديد الشكل والمضمون، والارتقاء بالفكر، وتجلية الحقائق، وغير ذلك مما يعين على انتشال أمة الإسلام من واقعها؛ لتصل إلى حيث أراد الله لها من عزة وخيرية، فصلاح العمل مسبوق بصلاح التصور والنية، وأبواب البيان مشرعة لمن شاء المشاركة في مسيرة الإصلاح وفق ضوابطها المعلنة.