صرخة فلسطينية
سيروا
على بركات الله وانطلقوا
فقد
يئسنا وما في كأسنا رمق
سيروا
ولا تشعلوا إلا ضمائركم
ولا
تعودوا إلى روما فتحترقوا
ما
زالت القدس من عشرين فاجعةً
ترنم
وأنتم على أبوابها مزق
كأنكم
لم تروا للقدس منزلةً
ولا
رأيتم بها الثوب الذي حرقوا
إن
لم نثق بدموع الثاكلات هنا
والصابرين
على البلوى بمن نثق؟
لئن
بقيتم على ما كان حالكم
فسوف
نمضي ويمضي فوقنا النفق
ألم
تغاروا على أبناء جلدتكم
وكيف
من يأسهم في البحر قد غرقوا[1]
ألم
تغاروا على اليرموك[2] كيف بدا
وكيف
دارت على أهواله الحدق؟
أما
سمعتم عن الأطفال إذ أكلوا
لحم
الكلاب وفي أبوالها شرقوا؟
ضاقت
عليهم بلاد الله قاطبة
وفي
وجوههم قد سدت الطرق
وكل
من هبّ أو من دب يدفعهم
كأنهم
ورق في الريح أو خرق
نعم
صبرنا نعم ذقنا مرارتكم
وقد
عرفنا من احتالوا ومن سرقوا
عرفت
من ركبوا يوماً قضيتنا
وكل
من سمنوا منها ومن رزقوا
لا
الشعب يرضى ولا الأعذار مقنعة
ولا
الوعود التي ساخت ولا الملق
لقد
غدونا بأرض الله مسخرةً
وقد
وقفنا على الأبواب نرتزق
ما
كان أجدر أن نبقى يداً بيد
ومن
براثن هذا الخلف ننهتق
حتى
نقول لكل الناس إن لنا
رأساً
تسوس وسيفاً راح يمتشق
حتى
نعيد إلى الأيام هيبتها
ونركب
الصعب إن الصعب منطلق
وقد
تهر كلاب حول خيمتنا
وقد
يعكر ماء الألفة النزق
لكنها
خطوة والله باركها
وينصر
الله من قالوا ومن صدقوا
:: مجلة البيان العدد 329 محرّم 1436هـ، أكتوبر
- نوفمبر 2014م.
[1] أشار إلى
الفلسطينيين الذين غرق بعضهم في البحار بسبب الهجرة غير الشرعية.
[2] مخيم
اليرموك في دمشق.