• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأديب الأردني أحمد أبو شاور: (بقدر ما يكون في القصة من عبر ترتفع مظاهر النجاح فيها)

الأديب الأردني أحمد أبو شاور: (بقدر ما يكون في القصة من عبر ترتفع مظاهر النجاح فيها)

 

البيان: بدايةً لعلك تعرِّفنا بأبرز المحطات في سيرتك الأدبية والعملية بإيجاز.

أحمد أبو شاور: المحطات في سيرتي الأدبية والعلمية والعملية كثيرة ومتنوعة، وإن كان أبرزها محطتين:

الأولى: تلك المحطة التي جعلتني أحب الأدب العربي حتى النخاع، وأكتب في كل أفرعه من شعرٍ عمودي وشعر التفعيلة وشعرٍ مسرحي تمثَّل في مسرحية (فسطاط سبيطلة)، وشعرٍ درامي: تمثَّل في قصيدة (وما صاحبكم بمجنون)، ثم انتقلت لكتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً فيما بعد.

تلك المحطة كانت عندما كنت في المرحلة الإعدادية في مخيم (عين السلطان) للاجئين بمدارس وكالة الغوث الدولية، وحدث أنَّ معلم اللغة العربية الأستاذ نهاد الموسى الذي أصبح فيما بعد أستاذاً للغة العربية في الجامعة الأردنية، وبينما كان يشرح لنا عن صور وأشكال البلاغة في الشعر طلب منَّا أن نلقي على سمعه أبيات شعر متضمِّنة بلاغة، فقال أحد الطلاب:

بلادي وإن جارتْ عليَّ عزيزةٌ

وأهلي وإن ضنُّوا عليَّ كرامُ

فأُعجب المعلم، ومضى في شرح ما في البيت الشعري من معان وبلاغة، ثم أومأ إليَّ فقلت:

أتاك الربيعُ الطلْق يختالُ ضاحكاً

من الحُسْن حتى كاد أن يتكلَّما

فأُعجب ورَبَت على كتفي مُطْرياً وهو ما حفَّزني على قراءة الشعر وتفهُّم أوزانه.

المحطة الثانية: كانت سنة 1393هـ إذ تعاقدت مع وزارة المعارف في المملكة العربية السعودية للتدريس فيها، وحُدِّد مركز عملي في (فيفا) في منطقة جيزان، تلك القرية النائية في جبال عسير، وما إن وصلت إلى المدرسة سيراً على الأقدام، وبينما كانت المشاعر والأحاسيس والمتاعب تتملَّكني إلا أنني قرأت للمرة العاشرة كتاب التوجيه لمدرسة (الخشعة) الابتدائية فدققت النظر في كلمة (الخشعة)، خشع، يخشع، خشوعاً، وهي الخشعة، فتفاءلت ونظرت إلى ما دون مستوى نظري حيث الوادي السحيق الذي يفصل جبال عسير عن اليمن، وما إن رأيت السحب المعتمة وسمعت صوت الرَّعد حتى خطر ببالي قول الشاعر الجواهري:

بيافا يومَ حطَّ بها الرِّكابُ

تَمطَّر عارضٌ ودجا سحابُ

فقلت:

(بفيفا) يومَ حطَّ بها الرِّكاب

تَبسَّم عابس ودنا سحابُ

البيان: ديوانك الشعري ( أربعة أسماء لزنبقة واحدة) هل لك أن تجلو لنا عنوانه وكيف نقلِّب أوراق شذاه؟

أحمد أبو شاور: هذا الديوان الذي صدر في سنة 1985م كان عبارة عن القصائد التي نشرتُها في صحف المملكة الأردنية الهاشمية (الدستور، الرأي، الشعب، شيحان)، وقد صدر في تلك السنة وكان بتشجيع العديد من المحررين الثقافيين في تلك الصحف.

عنوان هذا الديوان مكوَّن من أربعة أصوات كلها تشير إلى زنبقة واحدة، هي في نظري المرأة (الأم، الأخت، الزوجة، الابنة).

المقلِّب لشذى هذا الديوان يكتشف بما لا يدع مجالاً للشكِّ التوجه الإسلامي العقائدي للشاعر والقصيدة في آنٍ واحدٍ معاً؛ فقد ذخرت قصائده بالمناسبات الدينية مثل معارك الإسلام ومعجزة الإسراء والمعراج، كما ظهر بين سطوره مدح المجاهدين، وظهرت فيه أول محاولة جادة لكتابة الشعر الدرامي كما ظهر في قصيدة (وما صاحبكم بمجنون) حتى عدَّها أحد النقاد أول محاولة للشعراء في الأردن في كتابة القصيدة الدرامية.

البيان: كتبت قبل سنوات للتلفاز الأردني مسلسلاً تاريخيّاً بعنوان: (تحت ظلال السيوف)، تُرى ما الذي نجده في هذا المسلسل؟

أحمد أبو شاور: المسلسل التاريخي تحت ظلال السيوف هو محاولة جادة في استظهار إنجاز العرب والمسلمين وتضحياتهم البطولية في الدفاع عن دينهم وأرضهم وممتلكاتهم؛ فقد ضم ثلاثين حلقة لمعارك إسلامية خالدة بأسلوب درامي.

البيان: كان لك نشاط واضح في المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في الأردن. دَعْنا نستعرض بعضاً من فعاليات هذا النشاط؟

أحمد أبو شاور: للحقيقة أقول: إن من يكون عضواً عاملاً أو مشجعاً في مكاتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية في مختلف مكاتبها المتعددة، يجد نفسه متحفِّزاً لخدمة الأدب الإسلامي بمختلف الطرق، وكان لا بد من المشاركة في العديد من الأمسيات الشعرية بشكل شخصي فردي أو جماعي مع العديد من شعراء الرابطة، أو ممَّن هم خارج الرابطة، وكان لي شرف تقديم كثيرٍ من الشعراء والأدباء والمحاضرين في الأمسيات المتعدِّدة، وقد سعيت خلال عامَي 2002 - 2004م حين كنت رئيساً للجنة الشعر في المكتب الإقليمي في الأردن إلى رفد الرابطة بعدد لا بأس به من الشعراء والأدباء الجدد ودعمتهم في الحصول على عضوية الرابطة.

البيان: كتاب (أميرات الشعر العربي) الذي صدر لك في بيروت سنة 2003م، ماذا أضاف لشعر المرأة؟ وما الخصوصية التي ميَّزته برأيك؟

أحمد أبو شاور: استعرضت في هذا الكتاب أسماء وسير العديد من الشاعرات اللواتي وُفِّقن في كتابة القصيدة، وأعمال الشاعرات المبدعات اللواتي لم أجد لهن ذكراً في العديد من المصادر أو حتى في الدراسات، رغم تميز أشعارهنَّ وَفْقَ معايير الشعر التي حاولتُ أن أنتهجها لقياس مدى الشاعرية لديهنَّ، إضافةً إلى نوعية المضامين المطروقة لدى كل شاعرة وأسلوبها في صياغة الألفاظ وإبراز المعاني من خلال القالب الشعري المُتَّبع... جميع هذه العوامل ساعدت في انتقاء واختيار ما سمَّيته بـ (أميرات الشعر العربي)، وأجزم أن هذا الاختيار لم يكنْ ولن يكونَ حصراً على مَن ذكرت من الشاعرات دون غيرهنَّ؛ فقد تأتي الأخبار والدراسات بشاعرات مبدعات أُخَريات لم تصلني أخبارهنَّ أو أشعارهنَّ رغم دراستي المستفيضة وقت تأليف الكتاب.

البيان: أنت مِن كتَّاب القصة القصيرة في الأردن... ماذا تمثِّل لك القصة القصيرة؟ وماذا لديك من الإصدارات في هذا المجال؟

أحمد أبو شاور: برأيي الشخصي أن القصة فرع من فروع الأدب وهي - في الحقيقة - المسلسل، وهي الفيلم السينمائي أو التلفازي، وهي الأحدوثة التي تشد الأسماع، وتتفتح لها الأذهان وتستوعبها المدارك، وتعبِّر عن الأحاسيس والمشاعر سلباً أو إيجاباً فيأتي بعضها أو كلها فتحقِّق المغزى الذي قد يكون رمزياً، ضمنياً أو واضحاً وضوح الشمس في وقت الظهيرة، وبقدر ما يكون في القصة من عِبَر ترتفع مظاهر النجاح فيها، ولهذا، ولِـمَا لنا في قصص القرآن الكريم من أمثلةٍ تحتذى بالأسلوب والعرض والمغزى والهدف؛ فقد عمدتُ إلى استعمال الأسلوب القصصي في توضيح وإظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فكانت قصة (الزاوية السوداء)، ثم تلتها قصص أخرى نُشرت في العديد من الصحف والمجلات، إلى أن صدرت لي المجموعة الأولى بعنوان (عاشقة البنِّ الأخضر) الصادرة عن دار رواية من المملكة المتحدة - لندن في سنة 2013م، وفي سنة 2015م نُشر لي إلكترونياً في القاهرة عن دار وهج مجموعة قصص قصيرة جداً بعنوان: (نوافذ).

البيان: أخيراً، ما المشاريع الأدبية القادمة لديك؟

أحمد أبو شاور: أودعت سنة 2016م ديواناً شعرياً لي في المكتبة الوطنية بعمَّان ولم أتمكن من إكمال نشره بسبب حالتي الصحية التي تردَّت وقتئـذٍ، ولم أسعَ لنشره أو نشر ما لديَّ من إنتاج أدبي تمثَّـل بالقصص والمسرحيات الشعرية والنثرية التي نشر منها (فسطاط سبيطلة) في مجلة الأدب الإسلامي، ومسرحية (ليسوا سواءً) في مجلة الفرقان الأردنية، وكذلك بعض التمثيليات الإذاعيَّة مثل (كريم حيّاً أو ميتاً) التي نشرت في مجلة الأدب الإسلامي... ولعلِّي أختم بقولي:

تولَّى العُمرُ وابْتعَد الصِّحابُ

فلا خِلٌّ يُسامِر أو كتابُ

كأنَّ سجيَّة الإنسان ضاعَتْ

على هَضِبٍ يبدِّدها السرابُ

فلا تسجو القلوبُ بغير ذكرٍ

إذا عَظُمَ التوجُّع والـمُصابُ

 

 

 


أعلى