قبل حرب صيف 1994م كتبت مقالاً في مجلة (المجتمع) الكويتية واستشرفت فيه نذر الحرب
القادمة، فرد عليَّ أحد الإخوة في العدد الذي يليه واتهمني بالعمالة والجهل.
وبعكس ما قلت في ذلك الزمن، فإني أزعم اليوم ألاَّ بوادر للحرب في نظري - على الأقل
حالياً - وهذا ما سيتضح من خلال حديثي هذا.
(رياح التغيير في اليمن) هو عنوان أصدق كتاب تحدث عن ثورة سبتمبر اليمنية عام 1962م
لمؤلِّفه الأستاذ الأديب (أحمد محمد الشامي) رحمه الله. هذه الرياح عادت بقوة الآن
في المنطقة العربية واليمن جزء منها لتجتث النُّظم والمنظومات الفاسدة، وباتفاق
المراقبين لدهاليز السياسة والعارفين بسنن التاريخ؛ فإن التغيير حاصل وإن اختلفت
نسبته من دولة لأخرى.
عموماً، ما يهمني هنا بلدي، وكلُّ علماء بلد ومفكروه أخبر بمستقبل كيانهم السياسي.
أما اليمن وبلادي التي كانت سعيدة، فالتغيير فيه نوع تعقيد؛ في قوة رياحه، في شكله
الراهن ومستقبله القادم، في تأطيره الشرعي لدى العلماء، وإخراجه المقبول والفاعل
لدى السياسيين، وفي سقف مطالبه المنشودة لدى الشارع؛ فضلاً عن تقاطعات المصالح،
ومحاولة فرض الأجندات من كل الطوائف الفاعلة في الساحة.
ودعونا نسلط الضوء على بعض محركات التغيير في اليمن حتى تتضح الصورة أكثر:
أولاً: محركات داخلية:
1 -
القبائل: من المعلوم أن تركيبة المجتمع اليمني في كثير من المحافظات المؤثرة في
القرار، قائمة على سلطة القبيلة، وعلى التراكب الهرمي لمشايخ القبائل الكبرى، التي
ترتفع فيها الطاعة والعصبية للقبيلة إلى أعلى من أي ولاء آخر.
وقد كان النظام الحاكم يراهن على القبيلة، ولكننا نلاحظ بوضوح في الآونة الأخيرة أن
أغلب التكتلات القبلية وقفت مع مطالب الشارع اليمني بوضوح، خصوصاً قبيلتي حاشد
وبكيل صاحبتي القوة والنفوذ.
2 -
العلماء: كلمة العلماء في اليمن لها صيت وقَبُول واسع على مستوى الشعب ومشايخ
القبائل، بل حتى لدى قطاعات كبيرة من الجيش. أما النظام السياسي فلا أدري هل يتعامل
معهم من باب الاحترام، أم أنهم مجرد (كرت) يستخدمهم الحاكم لتحقيق أغراضه فقط؟
وعلى العلماء أن يعوا دورهم ومكانتهم، وأن لا يتوانوا أو يضعفوا وقد بدؤوا
المبادرات التي ترضي جميع الأطراف وقبل ذلك ترضي الله بتحقيق مرادِه تسديداً
وتوفيقاً، وعليهم أن يكونوا كلمة واحدة في المواقف والخطوب، وأن يحافظوا على صورتهم
الحسنة أمام الناس؛ فالعامة لا يعذرون بالاختلاف في الخطوب والمدلهمات، وواجب الوقت
التطاوع والتكاتف.
3 -
الشارع: وهو الأمر الذي أثبت جدواه في الثورتين الرائدتين بتونس ومصر، وهو ما يراهن
عليه أحزاب اللقاء المشترك، وإن كان رأيي أنه ليس المحرك الوحيد عندنا ما لم تتفاعل
معه بقية محركات التغيير.
وعلى شباب التغيير في الشارع أن يضعوا لهم قيادات ورموزاً من المخلصين والصادقين
يعودون إليهم ويصدرون عن قولهم.. ويستطيع الشباب التنسيق مع بقية محركات التغيير
(وقد بدؤوا في ذلك الآن ولكن ليس بالشكل المطلوب والمنظ)
4 -
الأحزاب السياسية: وهي أحزاب فاعلة ومؤثرة لها ثقلها في الشارع، بخلاف الأحزاب
السياسية الضعيفة في مصر وتونس أو المعدومة كما في ليبيا، فلدينا على الأقل أحزاب
اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الحاكم، والذي أخشاه - وهو ما بدأت بوادره - أن نتغافل
عن كل محركات التغيير، وعن المطالبات الحقوقية لرجل الشارع، وتتحور القضية إلى
المناكفات السياسية والشد والجذب في تحقيق بعض المآرب السياسية ليس إلا، وتضيع في
متاهات ذلك قضية الشعب.
5 -
الحراك الجنوبي والتمرد الحوثي: فكل منهما يرجو الانفصال، والخبرة السياسية تنبيك
أن السقوط المفاجئ والمدوي للنظام ينتج عنه حتماً الانفصال، وهذا ما دعاهما إلى
تغيير الشعارات السابقة إلى المناداة بسقوط النظام. وفي حالة كان سقوط النظام
سلمياً ومبرمجاً فسيعودون بسرعة للسيمفونية القديمة.
6 -
القوات المسلحة: بخلاف أغلب الجيوش العربية التي تدين بالولاء للقائد الرمز أو يكون
ولاؤها للغرب فإن الجيش اليمني كما هو معلوم للمراقب متعدد الولاءات لبعض قادة
المعسكرات ولبعض مشايخ القبائل، وما حدث أثناء حروب صعدة المتتالية لدليل واضح على
ما أقول، ولا أريد التحدث عن الخيانات التي حدثت فليس هذا مجالها. وربما لن يصفو
للنظام الحاكم سوى (الحرس الجمهوري) و (القوات الخاصة).
ثانياً: محركات خارجية:
القنوات الإعلامية: ويأتي على رأسها (الجزيرة ) خارجياً، و (سهيل) محلياً وإن كانت
تبث من الخارج. وبغض النظر عن مصداقية كل ما يطرح؛ إلا أن كثرة الطَّرق وقوته على
موضوع يصنع شيئاً من التهويل ويصور للرائي أن السقوط قاب قوسين أو أدنى، وهكذا هي
صناعة الإعلام اليوم.
ولا شك أن هذه الآلة الإعلامية الساحرة تسيطر على عقول الرأي العام وتصنعه وتشكِّله
كيف شاءت؛ خصوصاً إذا علمتَ أن (الجزيرة) بالذات تحظى بمصداقية عالية لدى الشعب
اليمني (حتى أكثر من القطريين)، في الوقت الذي تضعف فيه المؤثرات الإعلامية الأخرى
كالفيس بوك والتويتر.
السعودية: وهي الجارة الكبرى لليمن، التي تمسك بأغلب خيوط اللعبة منذ قيام
الجمهورية اليمنية، وتعتمد بشكل كبير على علاقاتها القوية بمشايخ القبائل، وإذا
أردنا أن نعرف موقفها من التغيير في اليمن فعلينا بمتابعة ما يصدر من تحركات لأولئك
المشايخ.
أمريكا: بحسب البحوث التي صدرت عن مؤسسة (كارنيجي) وتقارير مؤسسة (راند ) في العام
المنصرم فإننا نجد تياراً قوياً داخل الإدارة الأمريكية يرى أن الوضع غير المستقر
في اليمن - سواء كان سياسياً أو اقتصادياً - سببه هذا النظام الفاسد الذي هو على
حافة الهاوية كما قال مجموعة من الباحثين، وأن تنامي القاعدة كان بنوع من التواطؤ
من بعض الأطراف الحاكمة في اليمن. وبناءً على ذلك فإن الولايات المتحدة إن لم تساهم
في الإسقاط، فلن تأسف على أقل تقدير في ذهابه، مع محاولتها صنع نظام أكثر تعاوناً
وانضباطاً بحسب رؤيتها، وهي التي لم تأسف على من كان أكثر ولاءً في مصر كما هو
معلوم، ومع ذلك فما زال لديها تخوف من اليمن؛ لأنها لم تعرف من هو الزعيم المقبل.
وهي من جهة أخرى تسعى إلى تقسيم اليمن عبر إشاعة (الفوضى الخلاقة)، أو عبر دفع
اليمن لإقامة نظام (فيدرالي) ينتهي بتقسيم حقيقي في ظل غياب دولة النظام والقانون.
والسياسة الأمريكية ليس لها خرائط نهائية، وهي لم تصنع الثورات ولكنها تتلصص وتقتنص
الفرص في محاولة للاستفادة من الحدث، وتتدخل في شؤون البلد عبر ممارسة الضغوط
الدولية والمحلية لتحقيق رؤيتها الإستراتيجية في المنطقة.
جماعات المعارضة اليمنية في الخارج بكل أطيافها: وهي جماعات ليس لها رصيد كبير في
الشارع اليمني؛ لأن أغلبها قد مارس دوره في اليمن في فترة من الفترات، واكتوى بناره
الشعب المسكين، ولا يُلدَغ المؤمن من جحر مرتين. وليس لهم من حبل يصلون به إلى
اليمن إلا عبر الدعم الخارجي؛ المادي والإعلامي والسياسي.
قوة النظام وقدرته على السيطرة تنبع من المرتكزات التالية:
القوات المسلحة:
وهو في محاولة جادة الآن لجمع صفوفه تحت كلمة واحدة.
الولاءات القبلية:
وبدأ يشتريها بالمال والهدايا، والزيارات المكثفة.
عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام:
وهو حزب قائم على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة، وليس له أدبيات واضحة وفكر
تنظيمي ظاهر. وقد تكاثرت الاستقالات ولما تقع بَعْدُ الواقعة؛ فكيف إذا وقعت؟
حرب القاعدة:
وهي الفزاعة التي طالما استخدمها النظام ضد الغرب والخليج، والتي شعرت الدول
المانحة فيها بنوع من الابتزاز والخداع والتهويل.
الجهل وضعف التربية لدى الشعب:
ففي شعب تتجاوز فيه نسبة الأمية 60%، ناهيك عن كثير من المتعلمين الذين لا يحسنون
القراءة والكتابة؛ فإن النظام باستطاعته خداعه ببعض الوعود الموهومة والكلمات
المعسولة، كما أن ضعف التربية يسهم في شراء الذمم وبيع القضية المصيرية بخمسة
دولارات فقط حتى قال الزبيري أبو الأحرار:
هي الشاةُ تتبعُ جزَّارها
وتنسى ببرسيمهِ ثارها
تباعُ وتشرُى من الذابحين
وتجهل في البيع أسعارها
ولكني أظن الآن أن الأمر مختلف، ويكفينا شاهداً على ذلك أولئك الشباب المصري
والتونسي الذي كان يوصف بالمنحط أخلاقياً (إن جاز التعبير)، وشاء الله أن يكون مشعل
الثورة ورائدها.
مؤشرات سقوط ورحيل النظام كثيرة وهذه بعضها:
1 -
تفشي الظلم ونخر الفساد في جميع أجهزة الدولة بلا استثناء: فالرشاوى و (حق القات)
والحمايات العسكرية للاستثمار أصبحت شيئاً رسمياً، والمتسولون من (العسكر) أكثر من
المتسولين على أبواب المساجد، فضلاً عن سياسة التجهيل في ما يسمى بالتعليم، وقتل
الأبرياء المرضى في أعظم جريمة قتل على أبواب المستشفيات الحكومية.
ناهيك عن ممارسة الظلم الفادح في نهب الأراضي لحساب كبار المتنفذين والمقربين،
وشراء ذمم القضاة بشكل علني فضلاً عن غيرهم ممن هو دونهم... إلخ القائمة الطويلة.
وإن من سنن الله الربانية التي لا تحابي أحداً أخذ الظالمين، وأن الله لا يمكِّن
لدولة الظلم مهما انتفشت وأزبدت، وهو من أعظم أسباب سقوط الدول.
2 -
عمق المعاناة والمأساة لدى الشعب اليمني عبر حربه بثالوث الرعب (الجهل - الفقر -
المرض) في بلد غني جداً بثرواته المتعددة والمتنوعة فوق أرضه وتحت أرضه وعلى
سواحله، ومع ذلك فاليمني صاحب أقل دخل في البلاد العربية، ولولا لطف الله بهذه
الأحداث لكانت الأزمة الاقتصادية القاتلة على الأبواب.
3 -
عدم استمراء الشعب اليمني العريق هذه الذلة والمهانة التي وصل إليها بين أمم
العالم، وارتباط اسم (اليمن) بالتخلف والفقر: ففي جميع تقارير المنظمات الدولية
والإنسانية التي تعتمد الشفافية نجد اليمن يتصدر قوائم (الفساد المالي والإداري) و
(عدم الاستقرار) و ( تفشي الأمراض) و (انخفاض دخل الفرد) و (الأمية) وحتى قائمة
(الإرهاب)... وغير ذلك من القوائم السوداء، واسأل المغتربين خارج الوطن: كيف تنظر
إليهم الشعوب الأخرى؟
ولم يبق لليمني إلا العيش على عبق التاريخ، وذكرى حضارة إسلامية ممتدة عبر الزمان
والمكان لبلد كان يشع نوراً لجميع حضارات العالم.
4 -
انعدام المصداقية في الإصلاح الشامل: من رأس الهرم إلى قاع الوزارات؛ فأزمة
المصداقية والوعود الجوفاء جردت النظام من ثقة الشعب، وسارعت بطوفان الثورة، بل
الأدهى من ذلك استبعاد الصادقين المخلصين حتى من الحزب الحاكم، وتقريب أصحاب
المصالح الشخصية والوصوليين المنتفعين والأقرباء الموالين، ومن لفَّ لفَّهم من
الأبواق الصداحة المسبِّحة بحمد النظام؛ فلا يرى الحاكم بعد ذلك ولا يسمع إلا كل
تبجيل بالمنجزات الكبيرة في يمن جديد ومستقبل أفضل.
5 -
وصول الأحزاب السياسية إلى طريق مسدود مع الحزب الحاكم في ظل ديمقراطية زائفة مفصلة
على ما يشتهي النظام الفاسد، هذا النظام يسخِّر كل مقدَّرات الدولة المالية وعناصره
العسكرية وآلته الإعلامية للدخول في حروب الانتخابات مع أحزاب لم تقف على سوقها
بالشكل المطلوب، ثم بعد ذلك يتبجح في المحافل الدولية بتعزيز الديمقراطية وتحرير
المرأة.
هناك بعض السيناريوهات المتوقعة لمستقبل التغيير لعلنا نستعرضها:
أولاً:
أن يتعقل النظام ويتفهم الأزمة ويخضع لمطالب الشعب، وتكون لديه المبادرة للخروج من
السلطة بشكل سلس ومبرمج، وَفْقَ آليات وزمن محدد قريب، وبخطوات صادقة وملموسة تنتهي
بانتخابات حرة نزيهة.
ثانياً:
أن يتداعى جميع الأطراف ومِن ضمنهم أطراف الداخل والخارج إلى مؤتمر حوار وطني جاد،
على أن تقدم السلطة ضمانات لإنجاحه، ويتم من خلاله تشكيل حكومة وحدة وطنية فاعلة،
ذات صلاحيات حقيقية، ويشكَّل النظام الجديد بالتوافق.
تصعيد الاحتجاجات والاعتصامات والعصيان المدني، وهو ما سينتج عنه نوع من الانفلات
الأمني، وعدد من ضحايا اعتداءات المرتزقة، ومواجهات خفيفة بين بعض القبائل،
واستجرار الثارات القديمة لتصفية الحسابات، ثم يحدث السقوط المفاجئ للنظام.
تدخُّل أمريكي أو سعودي أو بريطاني في الجنوب أياً كان نوع التدخل لحل الأزمة، ولو
استدعى ذلك استخدام القوة الدولية لفرض الأمن في المنطقة.
على كل حال فقد استبعدت من جميع السيناريوهات قيام حرب أهلية شاملة للأمور التالية:
1 -
أن هذه الأحداث والتغييرات هي من تهيئة الله لهذه الأمة لتقوم بدورها الريادي
المنشود، وهي مقدمة لزوال المشؤومة (إسرائيل)، والتاريخ يعيد نفسه؛ فكما هيأ الله
أمة بني إسرائيل بالقائد والملك (طالوت) ثم تتابعت الانتصارات من بعده؛ فسيهيء الله
لهذه الأمة المحمدية قيادة جديدة تقوم بأمر الله في الأرض. ولنا تفاؤل كبير أننا
سنشهد مقدمات ذلك قريباً.
2 -
وهو مرتبط بما قبله ولكنه خاص بأهل اليمن، الذين كانوا مدداً للفتوحات الإسلامية
عبر العصور، وسيكونون مدداً إلى آخر الزمان بنص حديث النبي # فاليمن هو بداية
التاريخ ومهد الحضارات وهو نهاية العالم بالنار التي تخرج من قعرة عدن، فإذا كانت
هذه مكانته؛ فكيف يكون له دور عالمي مرتقب وقد هلك أغلب رجاله في حروب داخلية بين
أهل الإسلام؟
3 -
حرص دول العالم وخصوصاً دول الخليج على استقرار هذا الجزء الهام من الجزيرة
العربية، حرصاً على المصالح الدولية، وخوفاً من وصول آثار الحرب إلى الدول
المجاورة.
4 -
انتشار السلاح الخفيف والمتوسط بين فئات الشعب، وهو في حقيقته عامل ردع لكل الأطراف
من التهور في استخدام العنف، وقد ذاق الشعب اليمني مرارة حرب الانفصال، وما زالت
دماء أبناء اليمن لم تجف من حروب صعدة، فسيفكر من سيرفع السلاح الآن ألف مرة قبل
استخدامه.
5 -
في كل الحروب التي خاضها الجيش اليمني كانت هناك فكرة آيديولوجية تجاه العدو، فحرب
الانفصال كانت ضد النظام الشيوعي الكافر، وحروب صعدة كانت ضد الرافضة الذين يسبون
الصحابة. وليس من عادة الجيش اليمني المتدين أن يقاتل بلا عقيدة يقاتل من أجلها؛
فكيف يقاتل أخاه المؤمن بلا هدف شرعي ومن أجل تثبيت السلطة فقط؟ وهذا الكلام مطرد
على كل الأطراف وهي متدينة بالفطرة في وطن يعتبَر الأول في العالم في المحافظة
الدينية.
وأؤكد أولاً وأخيراً على أننا متفائلون بأن الله لن يخيب رجاءنا، وسيجيب دعاءنا..
ومن بين كل أكوام الهم والقلق سيتسلل الفجر بإذن رب الفلق، وقديماً قال الزهاوي:
ورُبَّ حرٍّ رأى الأوطان صائرةً
إلى الدمار بحكم العَسْفِ والنكبِ
يقول قد وجب اليوم النزاعُ لها
كأنه
قبل هذا اليوم لم يَجِبِ
ماذا على السلطان لو أجرى الذي
تشتاقه الأحرارُ من إصلاحِ
تالله لو منح الرعية حقها
لفدَّاه كل الشعبِ بالأرواحِ