• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
القرم والبحر الأسود حتمية الحسم وصراع الوجود

ومن قبله كان ثعلب الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر يقترح خطة لتحسين علاقة واشنطن بموسكو عبر صفقة (تقبل فيها الولايات المتحدة بعودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وفي المقابل، تسوية الوضع في شرق أوكرانيا)..

«إن مَن يملك سيفاستوبول يمتلك البحر الأسود» [الأدميرال بافل ناخيموف أعظم قائد بحري روسي في القرن التاسع العشر، وقائد أسطول الروس المدافع عن الميناء الاستراتيجي].

سيفاستوبول هو أهم ميناء بحري في البحر الأسود، وحاضرة القرم الأبرز، يكتسب أهمية استراتيجية كبيرة باعتباره الميناء القادر على استضافة القِطَع البحرية الثقيلة، والعميقة، بخلاف موانئ روسيا المطلة على البحر الأسود. تشبثت به روسيا القيصرية والبلشفية والقومية؛ إيمانًا بما قاله ناخيموف، وكرره العديد من جنرالات وأمراء أوروبا على مدى قرنين.

إطلالة القرم على البحر الأسود عبقرية، فهي تُجسِّد تمامًا تسمية السفاح السوفييتي جوزيف ستالين لها أنها (حاملة طائرات غير قابلة للغرق)، وتفرُّدها ذلك جعلها بؤرة للتأثير، وبؤرة للصراع.

في التاريخ، كانت (خانية القرم) الناجمة عن تفتت القبيلة الذهبية للمغول، هي الوريث (المسلم) لدولة المغول، نشأت قوية على يد الحاج كراي (حفيد جنكيز خان)، وحكمت أسرة الحاج كراي منطقة القرم وما جاورها من أراضٍ -تقع الآن ضمن حدود روسيا وأوكرانيا- لمدة تزيد عن ثلاثة قرون، وبالتحديد من العام 1441 حتى 1783م، وتوالى على حكم البلاد حوالي خمسين خانا من ذريته.

كانت موسكو تدفع الجزية للخانية، إلى أن توسَّعت الأولى على حساب بقايا دولة المغول (المسلمة)، وضعفت الخانية؛ فلجأت إلى الحماية العثمانية، ثم ضعف العثمانيون؛ فأضاعوها نهائيًّا في ذلك العام، ثم لم يتمكنوا من استعادة غير مينائها الأثير سيفاستوبول في معركة القرم الكبرى 1853-1856م بمساعدة بريطانيا وفرنسا ومصر وتونس والنمسا، وعند قيام الثورة البلشفية في روسيا 1917م، أعلنت القرم استقلالها في العام 1919م، وظلت حتى 1921م مأرزًا لمقاومي البلشفية، إلى أن سقطت في أيدي الشيوعيين، الذين شرعوا في تهجير أهلها التتر المسلمين، وتهجير أعداد كبيرة منهم، وحينما اندلعت الحرب العالمية الثانية؛ اتَّهم ستالين أهلها التتر بمعاونة الألمان، فعمد إلى تهجير معظم أهلها إلى سيبيريا وغيرها، ومات كثير منهم في تلك الظروف القاسية، وأجرى عملية تغيير ديموغرافي هائلة بتسكين مئات الآلاف من الروس في القرم؛ لضمان بقائها ضمن أملاك الاتحاد السوفييتي، حتى بات المسلمون التتر فيها أقلية لا تكاد تجاوز نسبة 15% من السكان بحسب آخر الإحصاءات المحلية المعلنة.

ومع سقوط الاتحاد السوفييتي أوائل تسعينيات القرن الماضي، الذي كان زعيمه خروشوف في الخمسينيات قد منح القرم إلى أوكرانيا ضمن إطار الاتحاد السوفييتي؛ فإن كثيرًا من التتر قد عادوا إلى بلادهم، وباتوا يتمتعون بحقوقهم في ممارسة عباداتهم بقدرٍ عالٍ من الحرية. إلى أن سقطت مجددًا في العام 2014م في يد الروس، معيدين اضطهاد مسلميها وتهميشهم.

*    *    *

في فبراير 2022م اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها كانت روسيا تضع يدها على القرم، ومعظم مناطق دونيتسك ولوغانسك منذ أكثر من تسع سنوات من الآن. وقد تمكنت أوكرانيا بدعم غربي كبير من صد غزو روسي عنيف منذ البداية، ألجأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من الشمال، ووَقْف قصف العاصمة كييف، والانكفاء على الجبهتين الشرقية والجنوبية المتصلة.

ونستطيع القول: إن هدف روسيا كان ضم أوكرانيا كلها، لكنَّ اصطدامها بصخرة المقاومة الشديدة؛ دفعت موسكو إلى الاقتصار على تحقيق أهداف استراتيجية، تتمثل فيما يلي:

1- المحافظة على احتلال إقليم القرم الاستراتيجي الذي لم تزل تحتفظ فيها بأسطولها الرئيس، والذي يضعها في صدارة المتحكمين في تجارة البحر الأسود، ويُمكّنها من الاستمرار في فرض إرادتها العسكرية على أجزاء واسعة من البحر، ويساعدها على ممارسة الضغوط على كل البلدان المشاطئة للبحر.

2- المحافظة على احتلال السواحل الشرقية لأوكرانيا، ويمهّد لها السيطرة على السواحل الغربية منها لو استطاعت، وبالتالي يضع أوكرانيا تحت الحصار البحري، ويُضعفها تمامًا، ويُخضعها اقتصاديًّا وسياسيًّا لموسكو.

3- الاحتفاظ بـ(قلب أوكرانيا الصناعي النابض) -على حد تعبير بلومبرغ- في منطقتَي دونيتسك ولوغانسك، وهما جزء من الأقاليم ذات الغالبية الروسية، بعدما سيطر عليهما انفصاليون موالون لموسكو، في عام 2014م. وهذا يُعدّ إضافةً للاقتصاد الروسي، وخصمًا من غريمه الأوكراني.

4- يؤهلها للوصول إلى البحر المتوسط بعد انتهاء الحرب، وهو ما يحافظ على قدرات موسكو في الوصول لشرق المتوسط، ويُقرّبها من التواصل الأقوى مع مناطق نفوذ روسيا القديمة والجديدة في إفريقيا، ويساعدها على المزيد من الضغط على أوروبا.

وحتى الآن، نجحت موسكو في تحقيق الأهداف الثلاثة الأولى، وصدَّت هجوم الربيع الذي حضَّرت له كييف لشهور، بمعاونة كبيرة هذه المرة من الدول الغربية، وأُصيبت العسكرية الأوكرانية بالإحباط لفشلها في تحرير أيّ من مدنها الكبيرة في الجنوب القرمي والشرق الساحلي (المطل على بحر آزوف)؛ وإذ يتواصل هجومها الذي يتصادم باستحكامات روسية قوية، يبلغ معدلات التلغيم فيها نحو 3 ألغام في المتر المربع في بعض المناطق، وخنادق ممتدة لمسافات طويلة، حفرتها أجهزة حفر سوفييتية ضخمة وفريدة من نوعها في العالم، ونُظُم دفاعية لم تُخْتَرق بسهولة إلا في حالات نادرة (كتلك التي تمكنت فيها أوكرانيا من تدمير منظومة صواريخ S400 المتطورة)، وأعماق دفاعية يصل عرضها في بعض المناطق في الجنوب على حدود القرم لنحو 30 كيلو مترًا. فإن الزمن لا يسير في صالح الأوكران، والخريف على الأبواب مؤذنًا بتباطؤ العمليات العسكرية عمومًا بسبب الطقس، ومعلنًا عن فشل الهجوم الأوكراني الشامل الذي كان يستهدف تحرير كل التراب الأوكراني.

*    *    *

يدرك الأوكران أن الوقت ليس في صالحهم، لا بسبب الشتاء القارس وحده، وإنما لمدى قدرة الجيش الروسي على تحمُّل حرب الاستنزاف الطويلة أكبر مما تحتمله أوكرانيا، وقدرته على بناء استحكاماته الدفاعية، واستعداداته لتجاوز الخسائر المحدودة التي مُنِيَ بها مؤخرًا، والكبيرة التي حصلت في الهجوم السابق، وكذلك فالاقتصاد الأوكراني بحاجة لإعادة استقرار سريع ليتمكن من تجاوز أزمته الخانقة. ولهذا فالرئيس الأوكراني زيلنيسكي يسعى بكل قوته لتحقيق مكاسب على الأرض تمنح مقاتليه الأمل في تحرير القرم تحديدًا، والدونباس تاليًا (التي تضم الإقليمين الانفصاليين)، وتشجّع الحلفاء الغربيين على مواصلة دعم قواته.

ولعل في تغيير الرئيس الأوكراني لوزير دفاعه أليكسي ريزنيكوف بعد 550 يومًا قاد فيها الجيش الأوكراني في أصعب الظروف، واختيار شخصية تترية مسلمة لهذه المهمة دلالة واضحة على ما يَرمي إليه الرئيس في تلك المرحلة. لقد اختار زيلنسكي، رستم عمروف، مستشار زعيم تتر القرم الشهير مصطفى جميليف، صاحب العلاقة الوثيقة مع الرئيس التركي أردوغان، والمملكة السعودية أيضًا، وزيرًا لدفاع أوكرانيا ليقود هجومًا يستهدف الإقليم الذي نُفِيَت عائلته منه إلى سمرقند قبل عقود، مُحفِّزًا تتر القرم على مساندة هذا الهجوم.

وفي ظل جمود الموقف العسكري تقريبًا، عدا عدد من الضربات التي تستهدف جسر مضيق كيرتش الذي يربط بين شبه جزيرة القرم ومقاطعة كراسنودار كراي الروسيتين، وبعض الضربات التكتيكية، وتحرير بعض القرى، أبرزها قرية روبوتين بالقرب من حدود القرم الشمالية؛ فإن أوكرانيا -كما روسيا التي تزج بالشيشان في أتون المعركة في صفوفها الأمامية- تريد أن يلعب المسلمون التتر دورًا أكبر في تحرير القرم، ووفقًا لصحيفة الغارديان، (تشير مصادر وزارة الدفاع إلى أن تعيين عمروف يُعدّ إشارة واضحة إلى أن كييف عازمة على طرد روسيا وقواتها المحتلة من شبه جزيرة القرم).

وقبل ذلك بشهور صدرت إشارة أخرى واضحة، حين خاطب زيلنسكي العرب في قمتهم بجدة في مايو الماضي، قائلًا: (هنا معي مصطفى جميليف قائد التتار الأوكرانيين، وهم من السكان الأصليين في أوكرانيا، وهم موطنهم جزيرة القرم، موطن المسلمين لقرون، التتار الأوكرانيون كانوا ويجب أن يظلوا جزءًا من المجتمع الأوكراني والإسلامي في العالم، وهم يعانون من الغزو الروسي، وأغلبية مَن يعانون من القمع في جزيرة القرم هم مسلمون).

القيادة الأوكرانية عازمة على تحرير القرم، والأقاليم الشرقية، رغم إدراكها بصعوبة ذلك كثيرًا الآن؛ لأن فقدان هاتين المنطقتين الاستراتيجيتين يعني عمليًّا انتهاء أوكرانيا كدولة، ويُمهِّد الطريق للروس لابتلاعها فيما بعد، وعليه؛ فإن هذا الصراع حول القرم أولًا، ثم القلب الصناعي لها في الدونباس (وكلاهما بالمناسبة معقل للمسلمين التتر، وإن لم يشكلا أغلبية فيهما) هو صراع وجودي بالنسبة لأوكرانيا، وهو مصيري بالنسبة لروسيا.

ولا يعني ذلك أن فرص إيجاد حل وسط بين الطرفين ليس ممكنًا تمامًا؛ فأوكرانيا لا تخوض حربها وحدها من دون دعم غربي، خصوصًا من واشنطن، وتلك الأخيرة لا تريد انتصارًا كاسحًا للروس، ولا تقبل في المقابل بارتداد الأسهم الروسية للداخل، ما يُنذر بتفكك هذا البلد الذي يضمن بوحدته تحقيق عدة أهداف للأمريكيين، منها موازنة الصين، وعدم ترك فراغ لها لتتمدد في اتجاه أوروبا، ومنها الاستمرار بالاضطلاع بـ(مسؤوليتها التاريخية) تجاه كبح انتشار الإسلام وهيمنته في آسيا، الاتحاد الروسي، آسيا الوسطى، والقوقاز.

وفي الحقيقة، لم تكن واشنطن مُعارِضَة بقوة للإبقاء على القرم تحت الاحتلال الروسي، وهي سرَّبت أكثر من مرة على لسان قريبين من البيت الأبيض على واقعية استمرار احتلال القرم، ومع وصول ترامب للسلطة كان ذلك الرأي الذي يتبنَّاه الرئيس الأمريكي، ففي ولايته قال ترامب صراحة: (إن الناس في شبه جزيرة القرم، حسبما سمعت، يُفضِّلون أن يكونوا مع روسيا)، ومن قبله كان ثعلب الدبلوماسية الأمريكية هنري كيسنجر يقترح خطة لتحسين علاقة واشنطن بموسكو عبر صفقة (تقبل فيها الولايات المتحدة بعودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وفي المقابل، تسوية الوضع في شرق أوكرانيا).. ولم يزل يصرّ وزير الخارجية الأمريكي الأسبق على رأيه هذا حتى يومنا هذا.

*    *    *

والواقع أن القضية الأوكرانية ليست شأنًا خاصًّا بالأوكران والروس؛ فالعالم كله متأثر بما يجري في ميدان الحرب الأوكرانية، على مستويات مختلفة من الأهمية، وأبرز المهتمين هم تلك الدول المتشاركة مع الروس والأوكران في الإطلالة على البحر الأسود، وهي جورجيا وتركيا وبلغاريا ورومانيا.

فجورجيا -التي غزتها روسيا في العام 2008م، ولم تزل تقع خُمس أراضيها ونحو ثُلث ساحلها تحت السيطرة الروسية، وتستفيد من موقعها في تصدير نفطها، ويقع ميناء سوبسا التابع لها كنقطة النهاية لخط أنابيب ينقل النفط الخام من أذربيجان- تدرك مخاطر أن تخرج روسيا من الحرب منتصرة.. أو حتى منهزمة، ولهذا تتخذ موقفًا متوازنًا خشية تكرار خذلان الغرب لها أثناء الغزو الروسي لها.

ورومانيا وبلغاريا تستوردان النفط الخام عبر موانئ على سواحلهما على البحر الأسود، كذلك، فإن مصافي التكرير الساحلية في بلغاريا ورومانيا تغذي شركات شحن المنتجات المكررة. وقد أصبحت الدولتان جهات شحن بارزة للمحاصيل إلى حد كبير. وهما يتخذان موقفًا مقاربًا للموقف الجورجي، لكنهما أكثر اقترابًا من الغرب منها بطبيعة الجغرافيا والعلاقات الأوروبية.

وأما تركيا؛ فهي الدولة الثالثة القوية المطلة بأكبر ساحل على البحر المتوسط، وهذه الإطلالة لها تبعاتها كما مميزاتها، فبقاء القرم محتلة، أو الغرب الساحلي الأوكراني حال سقوطه يجعل إسطنبول ذاتها مكشوفة تمامًا أمام البحرية الروسية، وهذا مزعج لها بالتأكيد، لكنها في المقابل غير قادرة على اتخاذ موقف متشدد حيال روسيا بسبب تشابك الملفات والمصالح معها، اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، وهي بَنَت موقفها على تقدير يُرجِّح عدم رغبة الغرب -أو قدرته- على حسم المعركة تمامًا لصالح الأوكران، وبالتالي رأت أنقرة أن من الرعونة أن تنحاز تمامًا إلى أوكرانيا وإلى الحلف الأطلسي الذي لم يرمِ هو نفسه بثقله دعمًا لأوكرانيا في معركة التحرر. وبالتالي فقد اكتفت تركيا بدور الوسيط فيما يخص اتفاقية الحبوب، والخروج منها بمكاسب سياسية واقتصادية ودبلوماسية دون أن تخسر أيًّا من الطرفين المتنازعين.

*    *    *

ومن بعد تلك الدول المشاطئة؛ فإن أهمية البحر الأسود نفسه ودوله جذب أنظار العالم كله، لا سيما أن البحر الأسود الذي يُعتَبر شريانًا رئيسًا لحركة السلع عند مفترق طرق أوروبا وآسيا، يمر عبره ربع صادرات القمح العالمية (من روسيا وأوكرانيا معًا والأخيرة ثاني أكبر مصدر للحبوب في العالم)، وما يقرب من خُمس تجارة الذرة والجزء الأكبر من زيت عباد الشمس، علاوةً على تجارة الطاقة عبر خطوط أنابيبه المهمة والمتشعبة، وناقلاته النفطية، والصلب إلى غير ذلك، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية كمعبر للبحر المتوسط الذي يمثل الحدود البحرية الممتدة لأوروبا التي طالما أقلقتها القوة الروسية تاريخيًّا.

*    *    *

وبالعودة إلى التاريخ؛ فلقد كان لشيخوخة سلطة آل كراي التي حكمت خانية القرم لثلاثة قرون، التي تدرَّجت من حكم قوي في البداية أسَّسه حاكمها الأول حاج كراي، الذي بنى دولته بحِكْمة ودراية وبنى المساجد والمدارس وأسَّس حكمًا رشيدًا في القرم، بلغ شأنه أن تدفع له موسكو الجزية، إلى أن آلت إلى حكم ضعيف لشاهين كراي الذي وَالَى الروس ضد السلطنة العثمانية؛ فمات منفيًا في رودس مخذولًا..

كان لشيخوخة تلك الدولة الصغيرة أثر بالغ على العالم كله؛ فروسيا بسبب ضعف القرم تغوَّلت، والدولة العثمانية انكشفت ثم انهزمت في أهم معاركها الحربية، وبسبب هذا الانهيار تدخلت بريطانيا وفرنسا وفرضت شروطهما على العثمانيين.

من هنا كانت البداية للنهاية العثمانية، والبداية للبزوغ الروسي، الذي تعاظم لاحقًا من خلال الاتحاد السوفييتي، ثم لما تراجع قليلًا صار من القوة بحيث جعل أنقرة مجرد وسيط بين دولتين تتنازعان إحدى حاميات الدولة العثمانية.. إنه البحر الأسود بأمواجه التي أطاحت بسفن وجاءت بأخرى، وتلك القرم التي مَن يملكها يملك البحر كله، بكل تداخلاته الإقليمية والدولية.. فمن سيحظى بتلك الجائزة في معركة الحسم الحالية، أو مَن سيحوزه على مائدة اللئام الدولية؟

أعلى