كي لا ننسى نكبة فلسطين!!
ما أن تُذكر النكبة الفلسطينية حتى يتبادر إلى عقولنا قيام دولة الاحتلال الصهيوني وتنفيذ المجازر بحق الفلسطينيين عام 1948م، لكن الأمر أوسع من ذلك بكثير، ولم تبدأ في عام 1948م، بل بدأت أحداثها منذ التفكير بعملية الاستيطان الإحلالي في فلسطين وما تلاه من هجرات صهيونية، ولم تنتهِ النكبة بعد، بل ما زالت تداعياتها حاضرة لدى الجمع الفلسطيني الذي يعيش الحصار في غزة، أو الاحتلال في الضفة وأراضي الـ48، أو اللجوء والتجهير في دول الجوار.
لم تخفِ الدول الاستعمارية نيتها إيجاد وطن قومي لليهود الذين أوغلوا فساداً في أوروبا والعالم الجديد. لقد طُرحت مجموعة من الأماكن لتوطين اليهود مثل أوغندا وأثيوبيا وسيناء وفلسطين وغيرها، إلا أن القرار وقف عند فلسطين لِما تتمتع به من مزايا تاريخية واقتصادية وعسكرية واستراتيجية، هذا فضلاً عن أن إنشاء الدولة الصهيونية في فلسطين سيشكل حلقة فصل أو كياناً حاجزاً بين الجزأين الشرق والغربي للوطن العربي، ويمنع إقامة دولة عربية قومية كبرى على 14 مليون كيلومتر مربع.
بدأت الدول الاستعمارية -على رأسها بريطانيا- فعلياً بعملية تغييرٍ ديمغرافيٍ من خلال توطين اليهود والصهاينة في أرض فلسطين تحت زعم "أرض بلا شعب، لشعبٍ بلا أرض"، حيث تعرضت الأراضي الفلسطينية لخمس موجات متتالية من الهجرات اليهودية، كانت الموجة الأولى بين عامي 1882-1903م، وهاجر نحو 10 آلاف يهودي من روسيا في أعقاب حادثة اغتيال قيصر روسيا. ثم هاجر بين 20 - 30 ألف يهودي نتيجة لقضية دريفوس التي أدت لموجة من العداء لليهود في فرنسا عام 1894م. أما الموجة الثانية فكانت في الفترة من (1905 - 1918م)، وكان معظم أفرادها من روسـيا أيضاً، وقد قدر عددهم بما يتراوح بين 35-40 ألف يهودي.
ومع صدور وعد جلالة ملك بريطانيا (تصريح بلفور المشئوم) في 2 نوفمبر 1917م والاحتلال البريطاني لفلسطين؛ انتعشت حركة الاستيطان اليهودي والهجرة إلى فلسطين بتشـجيعٍ ودعمٍ من حكومة الانتداب البريطاني التي أخذت على عاتقها تنفيـذ مخطط التهـويد، ونتيجة لـذلك أخذ عـدد اليهـود يتزايد يوماً بعد يوم. وبلغ عدد المهاجرين (الموجة الثالثة 1919-1923م) نحو 35 ألف مهاجر. وتمت الموجة الرابعة في 1924-1932م، حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر بسبب قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسن قوانين حدَّت من الهجرة إليها. أما الموجة الخامسة فكانت في 1933-1938م، حيث بلغ عدد المهاجرين في تلك المرحلة نحو 174 ألف مهاجرٍ يهوديٍ، مما رفع عدد اليهودي في فلسطين إلى 370 ألف يهودي، وأخذت أفواج عديدة من المهاجرين تتدفق إلى البلاد بشكلٍ لم يسبق له مثيل مما أثار شعور الاستياء والغضب لدى الشعب الفلسطيني، وكان هذا أحد الأسـباب الرئيسـية التي فجـرت ثورة 1936م الكبرى، وكان ذلك مع بداية عهد نازية هتلر وانتشـار اللاسامية في أوروبا.
لعله من المهم التأكيد على أنَّ الموجات سابقة الذكر كانت علنية، هذا بجانب موجات الهجرة السرية التي قام بها اليهود الشرقيين (السفارديم) فترة الأربعينات من جهات مختلفة من اليمن وتركيا وإيران، واليهود الفلاشا من الحبشة وأفريقيا الشمالية وغيرها. لقد بلغت حصيلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين حتى عام 1948م حوالي 650 ألف مهاجرٍ يهوديٍ.
رغم الجهود البريطانية الكبيرة في تهويد فلسطين وتشجيع الهجرة الصهيونية؛ إلا أنَّها أقرت بصعوبة نجاحها فعادت من جديد للأمم المتحدة، فشكَّلت الجمعية العمومية للأمم المتحدة لجنةً خاصة لتقصِّي الحقائق في فلسطين وتقديم الحلول المقترحة. توصلت تلك اللجنة إلى قرارين لحل المشكلة، القرار الاول الذي نال تأييد الأقلية؛ فقد نصَّ على منح الفلسطينيين استقلالاً، بينما القرار الثاني الذي أيَّدته الأغلبية بدعم الدول الاستعمارية فقد نصَّ على منح فلسطين استقلالها، شريطة أن تقسَّم إلى دولتين؛ عربية ويهودية. وفي 29 نوفمبر 1947م؛ صوتت إلى جانب قرار الأكثرية القاضي بتقسيم فلسطين 23 دولة وعارضته 12 دولة، فيما امتنعت عشر دول عن التصويت منها بريطانيا. نص القرار (وهو قرار 181) على منح الدولة اليهودية ما يقارب 54% من مساحة فلسطين، بينما تُقام الدولة العربية على 45%، ويبقى 1% مساحة فلسطين (وهي مدينة القدس) تحت سيطرة دولية.
لقد لاقى هذا القرار ترحيباً كبيراً من الحركة الصهيونية بينما قوبل بالرفض القاطع من الفلسطينيين والدول العربية، واستمر العرب مطالبين بالاستقلال التام لأرض فلسطين، وبإقامة دولة عربية عليها. وعلى الأثر؛ عقدت اللجنة السياسية للجامعة العربية اجتماعاتها في القاهرة يوم 8 ديسمبر1947م، وقررت العمل على إحباط قرار التقسيم والحيلولة دون قيام دولة يهودية في فلسطين، معتبرين أن التقسيم باطل، ويجب أخذ التدابير الحاسمة واللازمة لإبطاله ومنها تقديم الأسلحة للفلسطينيين، واعتماد الأموال اللازمة للإنفاق على حركة المتطوعين، وإجراء التسهيلات الخاصة لإرسال 3 آلاف متطوعٍ عربيٍ إلى فلسطين، للدفاع عن عروبتها. وفي يناير 1948 دخل إلى فلسطين الفوج الأول من جيش الانقاذ الذي عهدت قيادته إلى فوزي القاوقجي، وتمرز في شمال فلسطين. ثم دخل الفوج الثاني في فبراير وتمركز في منطقة بيسان. ودخل الفوج الثالث في مارس، وعسكر في لواء نابلس.
وفي الأشهر الخمسة الأولى التي تلت قرار التقسيم، كان الثوار الفلسطينيون يخوضون معارك عنيفة ضد الصهاينة، فتمكنوا من جرح وقتل بعض الصهاينة، فضلاً عن تنفيذ بعض أعمال نسف استهدفت مؤسسات الوكالة اليهودية، والمعامل والمراكز العسكرية اليهودية.
لقد بلغت قوة المقاومة الفلسطينية والعربية في تلك المعارك من القوة، بحيث كان النصر حليفاً للعرب، الأمر الذي حمل الوكالة اليهودية على رفع شكوى ضد الحكومات العربية إلى مجلس الامن، واتهمت هذه الدول، محاولاتها منع تنفيذ قرار التقسيم، وطالبت مجلس الامن بتنفيذ قرار التقسيم بالقوة.
اجتمع مجلس الأمن الدولي، وقرر رئيس اللجنة استحالة العمل وسط العنف، وأنه ليس أمام الأمم المتحدة إلا: إرسال جيش دولي لتنفيذ التقسيم بالقوة، وإما إهماله. وقرر مجلس الأمن أن تتشاور الدول الخمس الكبرى، للبحث في وسيلة لتنفيذ التقسيم بغير القوة. في 19/3/1948م، أعلن مندوب الولايات المتحدة سحب حكومته لتأييدها مشروع التقسيم، لعدم تنفيذه بالقوة، واقترح وضع فلسطين تحت الوصاية الدولية، وإعادة القضية إلى هيئة الأمم المتحدة، ودعوة العرب واليهود إلى عقد هدنة سياسية وعسكرية، انتظاراً للنتيجة.
اشترط العرب لموافقتهم عليها حل الهاغانا وتجريد اليهود من السلاح ووقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، واشترط اليهود لقبولهم الهدنة، ألَّا تحول دون قيام دولتهم. أمَّا نظام الوصاية فقد رفضه العرب واليهود، فاعتبره العرب نظاماً مؤقتاً يكسب اليهود قوة تعوضهم عن تفوق العرب في القتال، بينما رفضه اليهود لأنَّ قرار التقسيم أصبح وثيقةً دوليةً لا يرغبون في خسارتها.
في تلك الأثناء؛ قرر الإنجليز مغادرة فلسطين في 15/5/1948م، وبدأوا يجلون عن المناطق اليهودية، ليتولَّى اليهود إدارة الحكم بمختلف تفاصيله من مؤسسة مدنيَّة ومرافق عسكرية ومطارات وأسلحة وعتاد، في حين كان الإنجليز يُحكمون سيطرتهم على المناطق العربية. وأعلنت السلطات البريطانية في حينه أنَّ أيَّ تدخلٍ عسكريٍ قبل الموعد المحدد لجلاء آخر جندي بريطاني عن فلسطين هو15 مايو؛ يعتبر عدواناً عليها تقابله بالقوة.
هزيمة العرب في حرب 1948م
بعد إعلان قيام دولة الاحتلال الصهيوني بيومٍ واحدٍ فقط اشتعلت الحرب بين العرب والصهاينة على أرض فلسطين، حيث هاجمت الجيوش العربية المستوطنات اليهودية بفلسطين، كما هاجم الجيش المصري تجمعي "كفار داروم، ونيريم" بمنطقة النقب. وعبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين، ثم عبر لواء رابع وعدد من كتائب المشاة خلال الحرب. أما الجيش العراقي فقد خاض معارك في مدينة جنين شمال الضفة الغربية مدعوماً بمقاتلين فلسطينيين، وتمكَّن من إخراج كافة القوات اليهودية منها وعلى رأسها قوات الهاغانا سنة 1948م، كما اقترب من تحرير مدينة حيفا (شمال غرب القدس) بعد أن حاصرها، ولكنَّه توقف بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه أمراً بتحرير المزيد من الأراضي. أما القوات النظامية اللبنانية فقد استولت على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية (الجبهة الشمالية للقتال)، وواصلت القتال حتى فرض مجلس الأمن على لبنان وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو/حزيران 1948، وحظر تزويد أطراف الصراع بالأسلحة، سعيا لإيجاد حل سلمي.
لقد تكوَّنت الكتائب العربية من: 20 ألف جندي مصري، و15 ألف جندي أردني، و5 آلاف سوري، و900 جندي لبناني في كتيبتين بجانب البطاريات والمدافع والدبابات، و3200 جندي سعودي، و 3000 جندي عراقي، فضلاً عن الجنود السودانيين.
أما قوات الاحتلال أو العصابات الصهيونية: فمع نهاية 1947 كانت أعداد منظمة الهاغانا نحو 45300 عنصراً، بينهم 2200 من البلماخ، وعقب قرار التقسيم انضم لها نحو 30 ألفا من يهود فلسطين، و 20 ألفاً من يهود أوروبا، حتى إعلان قيام دولة الاحتلال. وحينما اندلعت الحرب ارتفعت أعداد الهاغانا في الأسبوع الأول من يونيو 1948 إلى نحو 107 آلاف.
حقَّق العرب تقدماً كبيراً في بداية لحرب، ثم بدت إشارات الهزيمة واضحةً لدى الكتائب العربية بعد ظهور فضيحة الأسلحة الفاسدة من ناحية ووجود فارق كبير في خبرة القتال والعدد والتسليح بين العرب واليهود، والموافقة على الدخول في هدنة لمدة أربعة أسابيع، فضلاً عن حظر التسليح أو إرسال أي قوات جديدة لجبهات القتال. هذا بجانب التصرفات اللامسئولة من جانب الكتائب العربية مثل انسحاب القوات الأردنية من مواقعها بأمر من قيادتها السياسية، وهو ما تسبب في خسارة أراض واسعة كانت مخصصة للدولة العربية وفقاً لتقسيم فلسطين، ومنها الجليل الأعلى والنقب، كما أدَّت إلى كشف المواقع المصرية ومحاصرتها من قبل الإسرائيليين، وضعف فرق المقاومة الفلسطينية، وقلة تسليحها وخبرتها التنظيمية.
وفي 7 يناير 1949 انتهى القتال بعد أن استولى الجيش الصهيوني على معظم منطقة النقب وطوَّق القوات المصرية التي كانت موجودة حول الفالوجة في النقب الشمالي. ثم بدأت المفاوضات في جزيرة رودس اليونانية حيث توسطت الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب، وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر.
السيطرة على الأرض وتهجير السكان الأصليين
مع انتهاء ما تسمى ب"حرب فلسطين" وصل عدد قتلى الكتائب الفلسطينية نحو 15 ألفا، فيما يقدر عدد قتلى الجيوش العربية الأخرى بما بين 3700 إلى 7 آلاف جندي. كما فقد الفلسطينيون 77% من مساحة فلسطين التاريخية في حين لم يكن يسيطر الصهاينة سوى على 7% من مساحة فلسطين في الفترة 1882-1948م، هذا فضلاً عن تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم وديارهم وأماكن سكناهم من 513 قرية، إلى الضفة وغزة ودول الجوار، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد النازحين من سكان فلسطين الذين أجبروا على مغادرة فلسطين حتى ديسمبر 1948م بلغ 725.000 نسمة، وبعض التقديرات تشير إلى أن العدد يصل إلى حوالي 900.000 نسمة، وأعلن قيام دولتهم على هذه الرقعة التي انتزعوها من أهلها، وسيطر اليهود آنذاك على معظم السهل الساحلي وبحيرة طبريا وشمال نهر الأردن وجزء كبير من سهل مرج بن عامر، وسقطت عدة مدن في أيديهم مثل يافا وحيفا وطبريا وصفد وبيسان.
لم تقف دولة الاحتلال عند ذلك بل تقدمت نحو الجنوب باتجاه صحراء النقب واحتلت مساحات شاسعة حتى مدينة بئر السبع وجنوب القدس والساحل الجنوبي، وأصبح عدد اللاجئين 664.000 لاجئ طردوا من 531 قرية أخفيت معالمها التاريخية والأثرية والجغرافية فيما بعد وأصبحت كأنَّها لم تكن من قبل، واستطاعت العصابات الصهيونية تدمير 221 قرية تدميراً كاملاً شكلت ما نسبته 53% من مجمل قرى فلسطين و134 قرية تدميراً جزئياً وشكلت ما نسبته 32% من مجمل قرى فلسطين و52 قرية تدميراً بسيطاً شكلت ما نسبته 13%، وهناك 11 قرية شكلت 3% لم يتم التعرف عليها، وكان أصحاب هذه القرى يملكون 17 مليون دونم (17 ألف كم2).
لقد نجحت العصابات الصهيونية في الاستيلاء على معظم أراضي فلسطين، وفصلت أهلها عنها وفرَّقتهم في أنحاء الأرض وأصبح أهلها مشردين فيها "فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية"، وقامت بتحويل الأراضي إلى ملكيتها وتمت مصادرة كثير من أملاك الغائبين. وأصبحت الصهيونية تعمل على لملمة قطعان متناثرة هنا وهناك من اليهود ويوطنوهم مكان العرب ينعمون بخيرات أرض فلسطينية هي الإرث الشرعي لأكثر من 5 ملايين لاجئ موزعين في كل أنحاء الدنيا ويتكدس منهم 1 مليون لاجئ في قطاع غزة.
وكانت هناك عدة جمعيات صهيونية قد نشطت في ظل غياب القانون الواضح لتنظيم الأراضي وحيازتها ولعل أهمها:
1- الجمعية اليهودية للاستعمار (البيكا): أنشأها رجل المال والأعمال اليهودي البريطاني البارون أدموند دي روتشليد عام 1883. تمكنت البيكا من زيادة استحواذها على الأراضي الفلسطينية من 25 ألف دونم عام 1882 إلى 520 ألف دونم عام 1930م أي نحو 20 ضعفاً خلال 52 سنة.
2- الصندوق القومي اليهودي (الكيرن كاييمت): تأسس عام 1901 بهدف استملاك الأراضي في فلسطين، ووصل مجموع ما استولى عليه الصندوق حتى العام 1948 حوالي 936 ألف دونم وصلت في نهاية العام حوالي 1.022.657 دونم من أخصب أراضي فلسطين من خلال عمليات النهب والسلب أثناء حرب 1948 من خلال قانون "مصادرة الأراضي ساعة الطوارئ".
3- شركة تطوير الأراضي الفلسطينية: تأسست عام 1908 بهدف الحصول على الأراضي الفلسطينية. لقد سهلت بريطانيا عمل هذه الشركة حيث استولت عام 1935 على 512.979 دونم، وحصلت الشركة على ما مجموعه (25.351) دونماً من أراضي بئر السبع، فضلاً عن امتياز سهول الحولة الذي أطلق يد الشركة عام 1934 بمساحة قدرها (165) الف دونم.
4- الصندوق الفلسطيني التأسيسي (الكيرن هايسود): أنشئ عام 1920 بهدف شراء الأراضي والاستيلاء عليها من الفلسطينيين وتحويلها إلى اليهود بشرط الإقامة في هذه الأرض والزراعة فيها وعدم استخدام عمال غير يهود، وقد استولى هذا الصندوق على مساحات كبيرة جداً من فلسطين.
مجازر صهيونية حاضرة حتى اليوم
لقد ارتقى مئات المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ وشباب بفعل التنكيل والتمثيل أثناء تنفيذ المجاز الصهيونية، وفي حقيقة الأمر لا يوجد رقم دقيق حول الشهداء، ولعل المجازر التالية تظهر حجم الكارثة:
- مجزرة فندق سميراميس: وقعت بتاريخ 5/1/1948م، في فندق "سميرأميس" بحي القطمون بالقدس حيث نسفت عصابة "الأرغون" بالمتفجرات الفندق، مما أدى إلى انهيار الفندق على من فيه من النزلاء وكلهم فلسطينيون واستشهد 19 شخصاً وجرح أكثر من 20.
- مجزرة القدس: وقعت بتاريخ 5/1/1948م، حيث ألقى أفراد من عصابة "الأرغون" الإرهابية قنبلة على بوابة يافا في مدينة القدس فقتلت 18 فلسطينيا وجرحت 41 آخرين.
- مجزرة السرايا العربية: وقعت بتاريخ 8/1/1948م، في السرايا العربية وهي بناية تقع قبالة ساعة يافا المشهورة، كانت تضم مقر اللجنة القومية العربية في يافا، بعدما وضعت العصابات الصهيونية سيارةً ملغومةً قربها مما أدى انفجارها، واستشهاد 70 فلسطينيا إضافة إلى عشرات الجرحى.
- مجزرة السرايا القديمة: وقعت بتاريخ 14/1/1948، حيث وضع أفراد من عصابة "الأرغون" الإرهابية سيارة مملوءة بالمتفجرات بجانب السرايا القديمة في مدينة يافا فهدمتها وما جاورها، واستشهد نتيجة ذلك 30 فلسطينيا.
- مجزرة حيفا: وقعت بتاريخ 16/1/1948، حيث دخل إرهابيون صهاينة كانوا متخفين بلباس الجنود البريطانيين، محزناً بقرب عمارة المغربي في شارع صلاح الدين في مدينة حيفا بحجة التفتيش ووضعوا قنبلة موقوتة، وأدى انفجارها إلى تهديم العمارة وما جاورها، واستشهد نتيجة ذلك 31 من الرجال والنساء والأطفال، وجرح ما يزيد عن 60 آخرين.
- مجزرة يازور: وقعت بتاريخ 22/1/1948، حيث قامت مجموعات من "الهاغانا" الصهيونية بمهاجمة أهالي قرية يازور الواقعة على بعد 5 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة يافا، وأدت إلى ارتقاء 15 شهيدا من سكان القرية، وقد قتل الصهاينة معظم هؤلاء الشهداء في الفراش وهم نيام.
- مجزرة شارع عباس: وقعت بتاريخ 28/1/1948، حيث دحرج الإرهابيون الصهاينة من حي الهادر المرتفع عن شارع عباس العربي بمدينة حيفا في أسفل المنحدر، برميلاً مملوءً بالمتفجرات، فهدمت بعض البيوت على من فيها، واستشهد 20 فلسطينيا وجرح حوالي 50 آخرين.
- مجزرة سعسع: وقعت بتاريخ 14/2/1948، في قرية سعسع حيث هاجمت قوة من كتيبة "البالماخ" الثالثة التابعة لـ"الهاجاناة " القرية، ودمرت 20 منزلاً فوق رؤوس أصحابها، بالرغم من أن أهل القرية قد رفعوا الأعلام البيضاء. وكانت حصيلة المجزرة استشهاد حوالي 60 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال.
- مجزرة بناية السلام: وقعت بتاريخ 20/2/1948، المحتلة حيث سرقت عصابة "شتيرن" الإرهابية الصهيونية سيارة جيش بريطانية وملأتها بالمتفجرات، ثم وضعتها أمام بناية السلام بمدينة القدس، وعند الانفجار استشهد 14 فلسطينيا وجرح 26 آخرون.
- مجزرة الحسينية: وقعت بتاريخ 13/3/1948م، في قرية الحسينية حيث هاجمت عصابة "الهاجاناه" الإرهابية الصهيونية قرية الحسينية، فهدمت بعض البيوت بالمتفجرات، فاستشهد أكثر من 30 من أهلها.
- مجزرة الرملة: وقعت بتاريخ 30/3/1948، حيث خُطط لها ونفذها الإرهابيون الصهاينة، في سوق مدينة الرملة واستشهد فيها 25 فلسطينياً.
- مجزرة قطار القاهرة-حيفا: وقعت بتاريخ 31/3/1948، حيث لغمت عصابة "شتيرن" الإرهابية الصهيونية قطار القاهرة ـ حيفا السريع، فاستشهد عند الانفجار 40 شخصاً وجرح 60 آخرون.
- مجزرة قطار حيفا-يافا: وقعت بتاريخ 31/3/1948م على يد مجموعة من عصابة الهاغانا الإرهابية الصهيونية، التي قامت بنسف قطار حيفا ـ يافا أثناء مروره بالقرب من (ناتانيا)، فاستشهد جراء ذلك 40 شخصاً.
- مجـزرة ديـر ياسيــن: وقعت بتاريخ 9/4/1948، في دير ياسين، وهي قرية فلسطينية تبعد حوالي 6 كم للغرب من مدينة القدس المحتلة، حيث باغت الصهاينة من عصابتي "الأرغون" و"شتيرن " الإرهابيتين الصهيونيتين، سكان دير ياسين، وفتكوا بهم دون تمييز بين الأطفال والشيوخ والنساء، ومثلوا بجثث الضحايا وألقوا بها في بئر القرية، وكان أغلب الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ، وقد وصل عدد الشهداء من جراء المجزرة 254 شهيداً.
- مجزرة ناصر الدين: وقعت بتاريخ 14/4/1948 بقرية ناصر الدين التي تبعد 7 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا، حيث أرسلت عصابتا "الأرغون " و"شتيرن" قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية وعندما دخلت القرية فتحت نيران أسلحتها على السكان، فاستشهد جراء ذلك 50 شخصاً، علماً بأن عدد سكان القرية الصغيرة آنذاك كان يبلغ 90 شخصاً.
- مجزرة حيفا: وقعت بتاريخ 22/4/1948، حيث هاجم الصهاينة بعد منتصف الليل مدينة حيفا من هدار الكرمل، فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني العامة، وقتلوا 50 فلسطينياً، وجرحوا 200 آخرين، وقد فوجئ سكان الحي فاخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى منطقة الميناء لنقلهم إلى مدينة عكا، وأثناء هربهم هاجمتهم المواقع الصهيونية الأمامية، فاستشهد 100 شخص من المدنيين وجرح 200 آخرون.
- مجزرة عين الزيتون: وقعت بتاريخ 4/5/1948، في قرية عين الزيتون قضاء صفد، حيث إنه في 3 - 4 مايو 1948 أُعدم حوالي 70 أسيراً مقيداً.
- مجزرة صفد: وقعت بتاريخ 13/5/1948، في صفد حيث ذبحت عصابة "الهاجاناه" الإرهابية الصهيونية، حوالي 70 شاباً في مدينة صفد.
- مجزرة أبو شوشة: وقعت بتاريخ 14/5/1948، في قرية أبو شوشة قرب الرملة، على يد جنود لواء "جفعاتي" الذين حاصروا القرية من كافة الجهات، ثم قاموا بإمطار القرية بزخات الرصاص، وقذائف المورتر، ثم دخلوها وأطلقوا الرصاص في جميع الاتجاهات، وقد أسفر ذلك عن استشهاد 60 من أهل القرية.
- مذبحة بيت دراس: وقعت بتاريخ 21/5/1948، في شمال شرق غزة حيث وصلت قوة صهيونية معززة بالمصفحات، إلى قرية بيت دراس وطوقتها لمنع وصول النجدات إليها، ثم بدأت تقصفها بنيران المدفعية والهاونات بغزارة كبيرة.
المصادر:
- أ.د. نعيم سلمان بارود، البعد الجغرافي لنكبة عام 1948، الجامعة الإسلامية – غزة، 1429هـ/2008م.
- حسن صبري الخولي، سياسة الاستعمار تجاه فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، الجزء الأول، دار المعارف، ص 160.
- د. أحمد عبدالرحيم مصطفى، بريطانيا وفلسطين (1945-1949) دراسة وثائقية، دار الشروق، الطبعة الأولى، 1986م.
- د. سلمان أبو ستة، حق العودة، المركز القومي للدراسات والتوثيق، إصدارات سياسية (1)، غزة، فلسطين، يناير 1999، ص 20.
- عبد الله الحوراني، اللاجئون قضية وموقف، المركز القومي للدراسات والتوثيق، إصدارات سياسية (7) الطبعة الأولى، فلسطين، غزة، 2001، ص 11.
- عصام ارشيدات وآخرون، دراسات في القضية الفلسطينية، الطبعة الأولى، دار الكندي للنشر والتوزيع، الأردن، إربد، 1992، ص 40.
- محمود محمد توفيق، البعد المكاني والبعد الزماني، مرجع سابق، 1978، ص 19.
- مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، المجازر الإسرائيلية، انظر الرابط التالي: http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=5037