جرائم العصائب في ليلة عاشوراء
الحدث الأبرز خلال فعاليات العزاء بأيام عاشوراء وما سبقها في
مدينة سامراء السنية، تمثلت بمساندة قوات المغاوير تلك الميليشيات من سرايا السلام
وبعض العصائب، وجميعهم يضعون عصائب على رؤوسهم تحمل “لبيك يا حسين” و “يا علي يا
حسين”، واغلاق مناطق سكنية بأكملها وشن عمليات اعتقال واختطاف عشوائية وإجبار
الأهالي على رفع رايات العزاء.
يقول أحد المواطنين:”قامت تلك القوات بإغلاق شوارع سامراء
القديمة، منها شارع البورحمن وفلكة عمارة الشروق وقاموا بتشغيل “اللطميات” بسيارات
الشرطة والجيش وعبر مكبرات الصوت وهم يتجولون بها وسط الأحياء السكنية كشارع
الجامعة وغيره، كنوع من الاستفزاز ودعوة الناس لدعوة التشيع في سامراء، علما أنها
لا تحوي ولا عائلة واحدة شيعية”.
وأضاف بقوله أن :”تلك الحملات الاستفزازية لم تكتفي بها
الميليشيات، بل تعدت إلى رموز المدينة التراثية والعمرانية، فقد رفعوا قطعة قماش
طويلة جدا حول ملوية سامراء القديمة، ورفع عليها علم كبير جدا يصل طوله إلى أكثر
من 15 متر مربع، ومكتوب عليه “ياحسين”،
وأشار بقوله إلى أن :”هناك 4 رايات سوداء وعليها عبارات شيعية
مازالت مرفوعة إلى الآن على عمارة الشروق”، مبيناً أن :”القوات شنت عمليات دهم
وتفتيش على بعض المنازل وتلفظت بألفاظ نابية وطائفية لاستفزاز الأهالي وتهديدهم في
الأيام السابقة، وان هذه الحوادث وهذه الحملات للتشيع لأول مرة تحدث في تاريخ
المدينة”.
ومن الجدير بالذكر أن مدينة سامراء مدينة سنية
100% وليس فيها أي تواجد شيعي إلا الميليشيات التي احتلتها بذريعة حماية قبر إمامهم
الهادي والعسكري وسرداب المهدي. ويشار إلى أن الملوية هي منارة الجامع الكبير في سامراء الذي بناه الخليفة العباسي
المتوكل وتعتبر اكبر مسجد بعد الحرمين.
وينقل
مراسلنا من مناطق غرب سامراء كمنطقة الحويش، أن :”القوات الحكومية ومن رافقهم من
المليشيات اقتحمت المنطقة في وقت سابق مما دفع كافة الأهالي إلى الخروج بسبب
التهديد والتهجير القسري التي تقوم بها تلك القوات، ثم احكموا إغلاق المنطقة
بالكامل واستحلوا جميع المنازل ورفعوا عليها الرايات الشيعية لتبدو المنطقة قد تم
تشييعها بالكامل”.
ويؤكد
أحد سائقي الأجرة لمراسلنا انه :”دخل بصعوبة بالغة لتلك المنطقة، وشاهد أشخاص
يتكلمون بلغة إيرانية، ومقاتلين يحملون شعارات انتماءاتهم الميليشياوية كبدر
والعصائب وغيرها”، مبيناً أن :”المنطقة تحوي 150-200 منزل خالية تماماً من أي
تواجد بشري وهي سنية بالكامل”.
وتحدث
مراسلنا عن وجود حملات مماثلة وبصورة كبيرة بمناطق أخرى قرب سامراء كالضلوعية التي
تسكنها عشائر الجبور، وناحية الاسحاقي، وشهدت مناطق أخرى كعوينات والزلاية
وميكشيفة والبوبدور جنوبي وجنوب غرب المدينة رفع الرايات قسرا على منازل المواطنين
وجيمع السيطرات الحكومية.
يأتي
ذلك مع تكتم الإعلام الحكومي والمحلي والدولي لتغطية الحملة التي تنفذها
الميليشيات الشيعية لاحتلال المناطق وإقصاء وإخراج أهاليها من المواطنين البسطاء
السنة بتهديد السلاح والاعتقال والاختطاف، الأمر الذي أدى إلى إخلاء مناطق ومئات
المنازل بأكملها من دون حق العودة .. لتولد بذلك أزمة ديمواغرافية وطائفية جديدة.
وكشف بعض أصحاب الرأي في سامراء عن توجه جمع والمشايخ من أهل السنة إلى
قيادة عمليات سامراء وابلغوهم عن استهجان واستنكار المواطنين
تلك الحملات الاستفزازية والعمليات التعسفية لرفع الرايات وإجبار المواطنين السنة
على ذلك، واخبرهم قيادي رفيع المستوى بأنهم لايمتثلون لأوامرهم وأكد لهم أن الأمر أعلى
من سلطة القيادة، وهو خارج نطاق صلاحياتهم !
ويقول شاب رفض الكشف عن اسمه
خوفا من تعرضه للملاحقة من قبل المليشيات الشيعية :”قام شباب من المدينة بالتسلل
بعد غروب الشمس إلى منارة الملوية ورفع وتمزيق الرايات ورفع السواد فقاموا بتمزيق
الراية التي كتب عليها “ياحسين” ورفعوا الراية المكتوب عليها “عراق الحسين” ومزقوا
السواد الذي لف بها أعلى الملوية المسمى بـ“الجاون”، قبل أن تمطرهم الميليشيات
بوابل من الرصاص وتقبض عليهم وتعتقلهم ليوم كامل وتطلق سراحهم بعد أن أذاقوهم ألوان
العذاب، وبعدها قاموا بإرجاع اللافتة واستبدال الراية”.
ويفيد مراسلنا ” إن المنطقة التي تقع فيها مرقد الإمامين العسكريين،
يتواجد فيها مسجدين، وهي حسن باشا وجامع سامراء الكبير، وتلك المنطقة محاصرة
ومحتلة بالكامل من قبل الميليشيات والقوات الحكومية، وتجري محاولات دائمة
لتحويلهما إلى حسينيات ورفع الرايات فيهما وإظهار طابع التشيع فيها.
لم
يتوقف الأمر عند مدينة سامراء بل تعداها إلى قضاء طوزخرماتو شمال سامراء حيث كشف
مصدر محلي لمراسلنا، بأن الميليشيات الشيعية من سرايا السلام والعصائب وقوات أخرى، وبعضها من البيشمركة،
استطاعوا احتلال نحو 55 قرية بقضاء طوزخرماتو التابعة لصلاح الدين، والتي رفعت فيها رايات شيعية وتم تهجير أهلها من السنة وشن عمليات
اعتقال واغتيال واختطاف لم يشهد له مثيل.
وأضاف بقوله ان :”قرى بنكجة
وبسطامي والبوحسنات وبير احمدات والسرحة وشرف والمفتول وخشامنة كوكس جيام،
والمجموع 57 قرية تسكنها غالبية سنية وبعض الأقليات كالتركمان، استطاعت تلك
الميليشيات احتلالها وإخراج أهلها وتهجيرهم أو إجبارهم على التطبع بمظاهر الشيعة
خصوصاً في مواكب الزيارة الشيعية بايام عاشوراء”.
في حين أكد لنا أن جميع تلك
القرى تحوي على أكثر من 60 مسجد، و مصيرها مجهول في هذه الفترة، فقد أكد شهود عيان
من الأهالي أن عددا كبيراً منها تم تحويله إلى حسينيات وتم حرق العدد الآخر، وسرقة
وتدمير مساجد وجوامع أخرى، حينما أفرغت جميع المناطق تلك من أي مظاهر سكانية سنية أو
بشرية.
وأشار بقوله أن :”بعض القرى آنفة
الذكر تابعة لناحية سليمان بيك، وهي تابعة بدورها لقضاء طوزخرماتو”، وبين :”أن
جميع تلك المناطق سيطرت عليها الميليشيات الشيعية بعد إرهاب الأهالي وشن عمليات
تهجير قسري بالمئات والتي أدت بدورها إلى استيلاء تلك القوات على جميع المنازل
ونشر الشعارات والرايات الشيعية والطائفية في شوارع القضاء”.