كما لا يخفى على ذي عقل، فسبتتنا الحبيبة المغربية محتلة من طرف
جيراننا الإسبان الذين يعلمون أنها للمغاربة، وقد كنتُ في أحد الأيام أحادث أحد
الأصدقاء الأعزاء، وقد اتفق أنه من أبناء سبتة، فكنت أحدثه عن استعمار الإسبان لهذه
المدينة المغربية، فأظهر لي وبيَّن أنه متضجر ومتضايق من ذلك وسألني قائلاً: هل
تحسن قرض الشعر فأجبته بأنني أحسن النظم فقط، فسألني أن أنظم له قصيدة يتمثلها في
حياته دائماً فكتبت له هذه القصيدة:
يـا سـبـتةَ الأمجادِ والأجداد!ِ
سـأعـود رغـم تـكالبِ الحسادِ
سـأعـود لـيثاً ناشباً أظفارَه
فـي كـل عـلـجٍ ظالم ٍمتمادي
سـأعود أُوصِد كلَّ بابٍ للعِدا
وأثـور فـيـكِ مـنـادياً لجهادِ
وأُبـيـدُ محتلاً طغـى في أرضنـا
وأُعـيـدُ عـزاً ضـائعاً لبلادي
وأذبُّ عنكِ وعن حياضكِ دائماً
بـجـمـيع أسلحتي وكلِّ عتادي
يـا سـبـتة! فيها وُلدْت مهمشاً
سـأعـود فـيـهـا سيِّد الأسيادِ
سأعود أنشرُ ديننَا في أرضها
فـي كـلِّ رابـيـة بـها أو نادِ
كعياض حين أقام فيها ناصحاً
ومـعـلـمـاً لـلمَكرُماتِ ينادي
هـذا لعَمري وَعْدُ حرٍّ لا يرى
تَـرْك الـسـليبةِ في يَدِ الأوغادِ
يـا سبتة! سأردُّها رغم العِدا
والـشـامـتـين وكلِّ ذي أحقادِ
يا سبتتي! يا مهجتي وحبيبتي!
يـا سـبـتـتـي يا فلذة الأكبادِ!
لن أُخلِف الوعدَ الذي أعطيتُه
فـتـمـهَّـلـي يا سبتة الأمجادِ!
فالحرُّ يدحر من يراه محارباً
للديـن أو للأرض والأولادِ؛
ولـذاك أدعـو ربـنا وإلهنا
لـيـمـدَّنـي مـن عـندِه بسدادِ