إن بعض الخلق -أفرادًا أو جماعات- قد لا يدرك طلبه لمرضٍ أو عارضٍ شرعيّ، ويكون من المأجورين -بإذن الله-. وبعض الخلق يدركه بكامل عافيته وفراغه ويفعل ما يُضادّ ذلك فيكون من الآثمين.
١/ إذا كنا أُمِرْنا (فَلْيَغْرِسْهَا) وقت الشدة والضيق. فما عذرنا الآن وقت
الرخاء والسعة؟! (فَلنغْرِسْهَا).
٢/ قد تكفّل الله بحفظ كتابه من التبديل والتحريف، بخلاف الحافظ لكتابه؛ فإنّ حفظه
إيّاه موكول إلى ما يبذله من أسباب الحفظ. ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩].
٣/ لو كان العتاب الشديد، وتصحيح المسار ممنوعًا؛ لما عُوتب أفضل الخلق، وصحابة هم
خير القرون، وفي مكة والمدينة خير البقاع، بل علنًا بأحسن الطرق والألفاظ، وفي أصدق
الكتب الباقي إلى يوم الدين.
٤/ ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩]
تكفّل الله بحفظ كتابه الكريم وحراسته عن التبديل والتغيير، ولكنَّ بعض حفظته قد
يبدّلون ويغيّرون، {وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} [فصلت: 41] عَزَّ
الثَّابت؛ فالثبات عزيز.
٥/ كما كنا نُلزم الناس بأخذ جرعات اللقاح، ينبغي أن نُوصيهم بأنْ يلزموا الدعاء
والإلحاح.
٦/ {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} [التوبة: 108]
القائمون عليه انحرفوا عن رسالته، والرسول صلى الله عليه وسلم وقتئذ بينهم، فكيف
بالمشاريع التي هي في أساس رسالتها مُشجِّعة على الانحراف؟! كل هذا النهي الشديد في
شأن (مسجد).. إذًا فما موقف الشريعة من المحرمات المُجْمَع على حرمتها؟!
٧/ قولوا كلمة (الحق)، قبل أنْ يقول (الحق) كلمته فينا.
٨/ يقول المنهزم مُتهكِّمًا: رجالات الغرب وطئت أقدامهم القمر.
قلتُ: من رجالاتنا الشرفاء النبلاء الكرماء مَن وطئت أقدامهم الجنة، ومنهم من يخوض
في الجنّة بعَرجتِهِ. رضي الله عنهم ومن اقتفى أثرهم.
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
٩/ تأخر.. {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ
وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ} [هود: 89].
لا تحرص على المقدمة دائمًا، بعض البروز هلاك.
١٠/ نسَخَ الله القِبْلَة، ولو شاء نسخ القدسية عن المسجد الأقصى.
النسخ فيه رمزية لمن تأمل في ضبط الشعائر والمشاعر.
(مَا تَبِعُوا قِبْلَتكَ) هذا في شأن القِبْلَة؛ فكيف بعقيدتك وأرضك؟!.. يهود!
١١/ {ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ} [النور: 58]
هذه الأوقات يَقِلّ فيها التستر، وهي أين؟ في بيوتنا، ومع هذا شرع الإذن حتى لا
تتكشف عوراتنا في بيوتنا! أمام أطفالنا.. (أَوْلاَدُنَا أَكْباَدُنَا).. ومع هذا
كله سماها -عورة-، اليوم برامج ومشاريع تظهر ملابس خادشة أمام عين الجميع في كل
الأوقات.
١٢/ الحديث عن الجراحات لا يعني أنّ القلب جريح..
هو يشارك إخوته في الديانة، ويواسيهم الأمر وفق المتاح.
ثم يواصل رَكْضه في ميدان الحياة الفسيح..
رجل يدور حيث دار الشرع، هو بهذه الصورة على المنهج الصحيح..
الذي لا يهتم، أو المخذل والمتلوّن مع السياسة بوجهها القبيح..
هو الرجل الكسيح، وكل من استغرق في حزنه، ينتظر نزول المسيح.
١٣/ {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ
تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26]
أمس.. ارتفعت أصواتهم.
اليوم.. ارتفعت شُبهاتهم.
تشابهت المواقف. كل هذا جاء في سورة فصلت؛ يفصّل الله لنا مواقفهم مرة بعد مرة. متى
نعقل كلام الله حقيقة، ونعقل معانيه؟!
١٤/ كثرة التحذير من الباطل وأهله، لا يعني أنك قانط وتُقنّط مَن حولك كما يتصوره
بعض الناس.
(التحذير) منهج رشيد ندب القرآن إليه.
أما (القنوط) فسلوك حذّر القرآن منه. وأكثر الناس قد لا يرون بينهما فرقًا.
١٥/ ونحن نسأل ربنا إدراك الشهر المبارك، أو كل يوم فاضل مشروع أو ساعة فاضلة من
أيام العام.. نسأله أن يبلغنا كل عمل صالح فيه؛ ظاهرًا كان أم باطنًا.
إن بعض الخلق -أفرادًا أو جماعات- قد لا يدرك طلبه لمرضٍ أو عارضٍ شرعيّ، ويكون من
المأجورين -بإذن الله-. وبعض الخلق يدركه بكامل عافيته وفراغه ويفعل ما يُضادّ ذلك
فيكون من الآثمين.
شَتَّان بين بلوغ السلامة، وسلامة البلوغ.
١٦/ ليس كل ما تراه في الشارع مَرْضيًّا عند الشارع..
احذر.. لا تلعب في (الشارع)، ولا تلعب على (الشارع)... وعي.
١٧/ ترك (امرأة) العزيز.. ثم صيَّره العزيز على (إمْرة) أرْض العزيز.
طاعات الخلوات، تُورث الهبات..
{مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ
بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس: 11].
١٨/ ﴿... وجَعَلْنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أفَلا يُؤْمِنُونَ ﴾
[الأنبياء: ٣٠].
المسلم حتى والماء يغرقه، (يحيا) بالشهادة!
القرآن الكريم خطاب (حياة الروح) وهو (روح الحياة).