• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تعاظم

نص شعري


تَعَاظمَ جَهْلُ النَّاسِ في كلِّ واقعٍ

وعَمَّتْ بِنا البَلوى بِهَجْرِ المنافعِ

وَحُورِبَ جَهْلاً ربُّ كُلِّ فَضيلةٍ

وعُظِّمَ أَرْبابُ الخَنا والتَّنازعِ

وعَمَّتْ بِنا الأَدواءُ تَعْصِفُ كُلَّما

نَرُومُ صُعودًا يَنْتهي بالتَّراجعِ

فَكُلُّ الذي نَسْعَى إِليهِ كرامةٌ

وتَوحيدُ أَشْتاتٍ بنُبْلِ الدَّوافعِ

فما أَكْرمَ الإِنسانَ يَحْمي ذِمارَه

إِذا جَرَّعَ الأَعدَاءَ عُقْبَى الفواجعِ

وما أَهْوَنَ الإِنسانَ يَرْضى مذلَّةً

ويَذْهَلُ مَخْدوعًا ببعْضِ المطامعِ

سلامٌ على الأَوطَانِ مِنْ دونِ خائنٍ

يُجازي بَنِيها بالسُّيوفِ القواطعِ

ذليلٍ لدى الأَعداءِ يَعْنو مُطأْطِئًا

ويَعْدو على أَهليهِ عَدْوَ المُنازعِ

خَنِيثٍ تَرَدَّى الخَسْفَ برْدًا وخطَّةً

وما هُوَ يومًا للأَعادي بدافعِ

يَصولُ بدُنْيا النَّاسِ صولةَ وَالغٍ

ويُغْرَى من العادي بحَرْقِ المَرابعِ

نَخِيبٍ إِذا الأَقْرانُ سَلَّتْ صَوارمًا

وينْأَى عن الجُلَّى بَخَيْبَةِ خانعِ

يَخرُّ على أَعْتابِ سيِّدِه الذي

حَماه وغذَّاهُ بسوءِ الطَّبائعِ

يُدافِعُ عنْه كلَّما جَدَّ حادثٌ

ويَرْمي الذي قد ساءَه بالبواقعِ

تَرى الوَغْدَ عنْدَ الحقْدِ زادَ ضراوةً

وصالَ بأَوباشٍ شداةِ الهيازعِ

وآلتْ بِنا الأَحداثُ سُودًا كأَنَّها

تَعيدُ عُهودَ المُهْلكاتِ القوارعِ

فَصرْنا شتاتًا، والتَّنازِعُ دَيْدنًا

عداواتُنا أَرْبَت على كلِّ وازعِ

بِأَحْلامِنا نَرْنو إِلى هَامةِ العُلا

وَواقِعُنا يَعْيا بزَحْفِ القواقعِ

وهَمُّ الفَتى قد صارَ في مَلءِ جَوفِهِ

وفي رَدْغَةِ الأَهْواءِ أَجْشَعُ راتعِ 

يَجورُ بما يُدْمي القلوبَ موقِّعًا

على جُثثِ الأَحرارِ خَتْمَ الفظائعِ

جَزُوعًا إذَا يُدْعَى لِنَيْلِ فَضيلةٍ

وَتَلْقاهُ في خزْيٍ سريعَ التَّدافعِ

تَمادت بِنَا الأَهْوالُ سودًا وأَتْأَمَت

تَمورُ بنا مَوْرَ الرِّمالِ الزَّوابعِ

فَرُحْماكَ يا مولايَ من كلِّ فِتْنةٍ

يَجِيءُ بها أَهْلُ الهَوى والزَّعازعِ

وأَصْلحْ لنا حالاً تَعَاصَى عِلاجُها

بخيرِ خِتامٍ بَعْدَ خَيرِ المَطالعِ

أعلى