• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأقليات الإسلامية في الكاميرون

الأقليات الإسلامية في الكاميرون

 تقع الكاميرون في وسط القارة الإفريقية، تحدُّها نيجيريا شمالاً وغرباً، والمحيط الأطلنطي من الجنوب الغربي، وغينيا الاستوائية والغابون والكونغو جنوباً، وإفريقيا الوسطى شرقاً، وتشاد من الشمال الشرقي. يبلغ عدد السكان حوالي 18 مليون نسمة، وتتوزع الأديان فيها على النحو التالي: مسيحيون (53 %)، (مسلمون 22 %)، معتقدات تقليدية (25 %).

الجماعات الإثنية: توجد حوالي 250 جماعة عرقية، منها: الباميلكي والبامون، الباسا والدوالا، الإيوندو والبولو، الفانج والماكا والأقزام «باكاس»، وجماعات الفولالني، وجماعات الكيردي.

بدأت الدعوة للإسلام على يد الزعيم الإسلامي عثمان فوديم الذي وصل الكاميرون قبل 160 عاماً وساهم في نشر الإسلام في الجزء الشمالي من البلاد، وأسس أنصاره مملكة إدماو الإسلامية في عام 1826م، وساهمت قبيلة الهوسا في نشر الإسلام في الكاميرون عبر عملهم في التجارة. أما في مناطق الجنوب فقد بدأ الإسلام في الانتشار في العقود الثلاثة الأخيرة عبر عدد من الدعاة.

وقد أدت سلوكيات المسلمين وأخلاقهم المتواضعة دوراً كبيراً في اعتناق آلاف النصارى والوثنيين مبادئ الإسلام الحنيف، ومن أبرز الزعماء المسلمين هناك (أحمد إيجو) الذي استمر في الحكم أكثر من عشرين عاماً أسهم خلالها في دعم المؤسسات الإسلامية وشهد عصره انتشاراً للإسلام في معظم أنحاء البلاد وليس الأجزاء الشمالية منها فقط. لكن تبدلت الأوضاع وتصاعد نفوذ النصارى حين وصل إلى حكم البلاد (بول بييا)، الذي يعتمد على أعداد كبيرة من المستشارين الصهاينة الذين تغلغلوا في جميع مؤسسات الدولة.

ويوجد في الكاميرون أكثر من 1200 مسجد، حالة معظمها سيئة جداً، ولا يوجد دعم إلا من عدد قليل من بعض مؤسسات الإغاثة في الكويت والإمارات التي قامت بإنشاء عدد من المدارس والمراكز الإسلامية في العاصمة ياوندي التي يعيش فيها أكثر من 950 ألف مسلم.

وينتشر الفقر في مناطق المسلمين وفي مدنهم الكبرى: في ناروا وماروا وساميان؛ وهو ما أعطى فرصة ذهبية لمنظمات التنصير كي تنشر سمومها؛ حيث تنتشر في الكاميرون كثير من الإرساليات التنصيرية، منها: الإخوة الكومبنيون، وإرساليات إفريقيا المعمدانية، ومنظمة كاريتاس، ورغم إنفاق هذه المنظمات ملايين الدولارات لتنصير المسلمين هناك؛ إلا أن النتائج التي حققتها هذه المنظمات ضئيلة جداً. ويقابَل هذا الغزو التنصيري الكثيف بغياب إسلامي شبه كامل؛ فلا توجد في الكاميرون مؤسسات إغاثة إسلامية إلا القليل جداً بعد تشديد الدولة ضغوطها على الجمعيات الإغاثة الإسلامية التي كانت تعمل في الكاميرون قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

والصلات بين الكاميرون والعالم الإسلامي شبه مقطوعة وتقتصر على بعض المنح التي تقدِّمها جامعات إسلامية لطلاب كاميرونيين للدراسة في جامعة الأزهر في مصر والجامعة الإسلامية بالسعودية. ونادراً ما نجد في العاصمة ياوندي أو أي من المدن الكاميرونية بناءً أسهمت دولة عربية في بنائه أو مسجد شيدته، حتى التي يوجد لها كليات أو جامعات إسلامية متخصصة في الدراسات الإسلامية أو اللغة العربية. إلا أننا نفاجأ بأن 4 % من الكاميرونيين يجيدون اللغة العربية إجادة تامة ويحفظون أجزاءً من القرآن الكريم، وهو ما يشير إلى أن الظروف الصعبة التي مر بها المسلمون في الكاميرون لم تؤثر سلباً على مستقبل هذا الدين الحنيف في البلاد.

ومـن نتائج نشاط الدعـاة الكـاميـرونيين في عـام 2009م ما صرَّحت به الندوة العالمية للشباب الإسلامي من أن ما يقرب من 7 آلاف كاميروني اهتدوا للإسلام بفضل الله وهم يشكلون سكان 8 قرى.

ولقد نشر موقع الندوة أن ثلاث قرى من قرى الكاميرون هي «كوادي»، و «تولوم»، و «بيزيل» أسلمت واحدة تلو الأخرى واعتنق الإسلامَ ثلاثةُ آلاف شخص فيها. كما قام دعاة من المهتدين الجدد بنشر الإسلام بين الناس في قرى مجاورة، حتى أسلمت 5 قرى أخرى على أيدي هؤلاء الشباب. وصار عدد المهتدين للإسلام 7 آلاف شخص.

وصرح أيضاً الداعية الكاميروني عبد الكريم أبو يريما موضحاً أسلوب عمل الدعاة فقال: إن الدعاة يبذلون جهودهم في اتجاهين:

الأول: نحو المسلمين ليتعرفوا دينهم أكثر، ويلتزموا به بصفته نظاماً للحياة.

والثاني: مع غير المسلمين ليتعرفوا الإسلام وتعاليمه؛ رجاء أن يهديهم الله للإسلام

وقال أيضاً: إن المنطقة التي تقع فيها تلك القرى، كانت تدين بالوثنية وتنصَّر معظم أهلها بسبب نشاط التنصير المنتشر هناك؛ حيث يصل إلى كل بيتٍ وكل شخصٍ، ووضح أن هؤلاء المنصرين لديهم من إمكانات ما لا قِبَل للدعاة المسلمين بها. ودعا الهيئات والمنظمات الإسلامية لمساعدة مسلمي الكاميرون للتصدي لتلك التحديات.

 

المصادر:

- موقع الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة.

- موقع نور الحق.

- fact book.

- د. محمد عاشور، دليل الدول الإفريقية، جامعة القاهرة، معهد البحوث والدراسات الإفريقية، 2007م، ص 278. 

أعلى