ساهرٌ
ذات مساءٍ
والدُّنا
حولي رقودُ
والفضاء
الرحبُ شِعرٌ
يزدهي
فيه القصيدُ
أتْرَعَت
روحي صفاءً
شفَّ
من حَولي الوُجودُ
زارَني
وَجهٌ حييٌّ
ناضِرٌ،
سَمحٌ، ودود
ناصعُ
الجبهة بدرٌ
ثغرُهُ
دُرُّ نضيدٌ
حَقل
عينيه خصيبٌ
ضحِكتْ
فيهِ الوُرودُ
قال
لي: تعرفُني أم...؟
قلتُ
وجهٌ
ليس
هذا الوجهُ عني بالغريب
إنّ
فيه شَبَهاً فيَّ
شبَهاً
جدُّ قريب
نحن
لا شكَّ التقينا؟
قال:
مهلاً
إنني
وجهٌ قديمُ
بيننا
قد كان يوماً
ذلك
الودُّ الحميمُ
لم
تكنْ تعرفُ غيري
لم
تكن غيري ترومُ
قد
تحادَثنا طويلاً
وتعاتبنا
سنينا
ثم
شرَّقتَ شمالاً
ثم
غرَّبت يمينا
رُحتَ
تنسى عهدنا
وغدا
وجهي هجينا
قلتُ:
عُذراً
إن
طول العهد يُنسي
أين
- يا هذا - التقينا؟
قال:
إني... إننا
ذات
يومٍ كُنتَ أنا
كنتَ
مثلي
كان
يغشاك السَّنا
كُنتَ نبعاً من صفاءِ
كنتَ
نهراً من وفاءِ
كنتَ
معطاءً بما تجني اليمينْ
كنت
حقل المتعبين
مرَّ
عهدٌ
غاب
وجه الأمس في قلب السنينْ
نزلتْ
من قلبك الدنيا
نزولَ
العاشقين
أصبحَ
الدربُ بعيداً بيننا
لمْ
تعدْ أنتَ - كما كُنتَ - أنا