الوسطية في تزكية النفوس
قد يستغرب القارئ من عنوان المقال، ويتساءل؛ كيف تكون الوسطية في تزكية النفوس؟! وهل ثمة تطرف أو غلو أو إفراط وتفريط في هذا الباب المهم من أبواب السلوك؟! الجواب على هذه التساؤلات يحتاج إلى معرفة حقيقة الوسطية ودعائمها التي تقوم عليها، وكيف يمكن جعل تزكية النفس على نهج الوسطية الذي ارتضاه الله لعباده المسلمين.
حقيقة الوسطية: في لغة العرب يأتي «الوسط» بمعنى العدل والخيار والأفضل والنفيس الجيد والعزيز وبين شيئين[1]، وفي الاصطلاح يأتي أيضاً على معان شتى، أُخذت دلالاتها من القرآن الكريم، فهو العدل، والأعدل، والصراط المستقيم، والخير والخيار، والقوام، وعدم الإفراط أو التفريط، والعلو، واليسر والتيسير، والحسن والأحسن، وقد خلصت بعد البحث والتعمق في معنى هذا المصطلح إلى أن الوسطية هي: منهج وسلوك في كل مجالات الحياة، يستند إلى العدل، والاستقامة، والخيرية، والأفضلية، واليسر؛ بلا تطرف أو غلو ولا إفراط أو تفريط.
واستناداً لهذا التعريف الاصطلاحي للوسطية سيتطرق المقال إلى دعائم الوسطية الخمس وأثرها في ضبط تزكية النفوس.
وتزكية النفس لغة: طهارة النفس ونماؤها وإظهار محاسنها[2]. واصطلاحاً: تطهيرها عن الصفات المذمومة وتكميلها وتحليتها بالأعمال الصالحة وتزيينها بجمال التعظيم لله عز وجل.
تزكية الإنسان نفسه ضربان:
أحدهما بالفعل؛ وهو محمود، وإليه قَصَد بقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس: ٩]. والثاني بالقول كتزكية العدل غيره. ومذمومٌ أن يزكي الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عن ذلك بقوله: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ} [النجم: 32]، ونهيه هذا تأديب؛ لقبح مَدْح الإنسان نفسه عقلاً وشرعاً، ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإِن كان حقاً؟ فقال: مَدْح الإنسان نفسه». ومقالنا يركز على الضرب الأول.
ولتزكية النفوس ثمار عظيمة ومهمة نذكر أهمها:
1. الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة؛ فلا يصلح لِمُلك الآخرة ونعيمها ولا القرب من رب العالمين إلا قلب سليم صار طاهراً بطول التزكية والتطهير، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9 وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].
2. راحة البال وسكينة القلب وطمأنينته وانشراح الصدر وسعته: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْـمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إيمَانًا مَّعَ إيمَانِهِمْ} [الفتح: ٤]، {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 125].
3. الثبات على الدين والطاعة: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِـمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]، فكلما قويت النفس وتهيأت بالذكر والاستغفار والتوبة والإنابة كلما كانت أقدر بإذن الله على تجاوز العقبات والتغلب على الصعوبات فتثبت ولا تتزحزح[3].
لماذا الوسطية في تزكية النفوس؟
جعل الله أمة الإسلام أمة الوسطية فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]، وهي مرتبة عالية رفيعة لم تتبوأها إلا هذه الأمة لتشهد على الأمم كلها والبشر كلهم يوم القيامة، ويشهد عليها خاتم الأنبياء والمرسلين، ولهذا كان لزاماً على هذه الأمة أن تتمثل الوسطية واقعاً في حياتها كلها، فهي المنهج الرباني المتكامل الشامل، ومن ذلك تزكية المسلم نفسه، فيزكيها متمثلاً الوسطية فيها، ولن يكون كذلك إلا باقتفاء أثر الرسول وهو الشهيد على أمة الوسطية ومن ثم هو معلم الوسطية؛ «وتزكية النفوس مُسلّم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاهم إياها. وجعلها على أيديهم دعوة، وتعليماً وبياناً، وإرشاداً، لا خلقاً ولا إلهاماً. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم. قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّـمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [الجمعة: ٢]، وقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّـمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَيُعَلِّـمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ 151 فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 151، 152]»[4].
إن تزكية النفس في واقع المسلمين شهدت شيئاً من ملامح غياب النهج الوسطي عنها، فإما إلى إفراط وإما إلى تفريط، فأما الإفراط فالتشديد على النفس بغية الوصول إلى المستوى الأرقى من مستويات التزكية، وأما التفريط فهو بترك التزكية وعدم العناية بأحوال النفس ومراقبتها وتقوية ضعفها وسد خللها بل تركها تتناوشها سهام الشهوات والشبهات حتى تسقط صريعة الهوى والملذات فتبتعد عن معية الرب وتسلك طريق التيه والسراب.
ولهذا ينبغي لمن أراد تزكية نفسه أن يسير في ذلك وفق منهج الوسطية فيبني بنيانه شامخاً قوياً يصمد في وجه الأمواج العاتية، والذي يعتمد على خمس قواعد:
أولاً: العدل: وبه قامت السموات والأرض واستقامت النفوس لبارئها، و«العدل: الأمر المتوسط بين الإفراط والتفريط»[5]، هذا التعريف يؤكد على التلاحم بين معنى الوسطية ومعنى العدل، وفي تزكية النفس يحتاج السالك في طريقها إلى توسط واعتدال، وهو أمر صعب الوصول إليه كما قال الإمام الغزالي رحمه الله: «ولما كان الوسط الحقيقي بين الطرفين في غاية الغموض، بل هو أدق من الشعر وأحد من السيف فلا جرم أن من استوى على هذا الصراط المستقيم في الدنيا جاز على مثل هذا الصراط في الآخرة، وقلما ينفك العبد عن ميل عن الصراط المستقيم - أعني الوسط - حتى لا يميل إلى أحد الجانبين فيكون قلبه معلقاً بالجانب الذي مال إليه»[6]، ولهذا يرى الإمام ابن القيم رحمه الله أن «خير الأمور الوسط، وضابط هذا كله العدل، وهو الأخذ بالوسط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط هو العدل وهو الذي عليه بناء مصالح الدنيا والآخرة، بل حتى مصلحة البدن لا تقوم إلا به؛ لأنه متى خرج بعض أخلاطه عن العدل وجاوزه أو نقص عنه ذهب من صحته وقوته بحسب ذلك، ومثل ذلك الأفعال الطبيعية كالنوم والسهر والأكل والشرب والحركة والرياضة والخلوة والمخالطة وغير ذلك، إذا كانت وسطاً بين الطرفين المذمومين كانت عدلاً وإن انحرفت إلى أحدهما كانت نقصاً وأثمرت نقصاً»[7].
وقال الإمام الماوردي رحمه الله «إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق، ونصبه للحق فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، واستعن على العدل بخلتين: قلة الطمع، وكثرة الورع. فإذا كان العدل من إحدى قواعد الدنيا التي لا انتظام لها إلا به، ولا صلاح فيها إلا معه، وجب أن يبدأ بعدل الإنسان في نفسه، ثم بعدله في غيره. فأما عدله في نفسه، فيكون بحملها على المصالح وكفها عن القبائح، ثم بالوقوف في أحوالها على أعدل الأمرين: من تجاوز أو تقصير، فإن التجاوز فيها جور، والتقصير فيها ظلم، ومن ظلم نفسه فهو لغيره أظلم، ومن جار عليها فهو على غيره أجور.. ولست تجد فساداً إلا وسبب نتيجته الخروج فيه عن حال العدل، إلى ما ليس بعدل من حالتي الزيادة والنقصان، وإذن لا شيء أنفع من العدل كما أنه لا شيء أضر مما ليس بعدل»[8].
ثانياً: الاستقامة: وتعني: «لزوم العدل بين طرف الغلو والإفراط وطرف التقصير والتفريط، وهي ضد الطغيان الذي هو مجاوزة الحدود في كل شيء، كما أنها ضد التفريط والتقصير الذي هو ترك الواجبات وفعل المحرمات»[9]، وقال الطبري: «أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه»[10]، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «كل عبد مضطر دائماً إلى مقصود هذا الدعاء وهو هداية الصراط المستقيم، فإنه لا نجاة من العذاب إلا بهذه الهداية، ولا وصول إلى السعادة إلا به، فمن فاته هذا الهدى فهو: إما من المغضوب عليهم، وإما من الضالين، وهذا الاهتداء لا يحصل إلا بهدى الله: {مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْـمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} [الكهف: 17]. فإن الصراط المستقيم: أن تفعل في كل وقت ما أمرت به في ذلك الوقت من علم وعمل، ولا تفعل ما نهيت عنه. وهذا يحتاج في كل وقت إلى أن تعلم: ما أمر به في ذلك الوقت، وما نهى عنه، وإلى أن يحصل لك إرادة جازمة لفعل المأمور، وكراهة لترك المحظور. والصراط المستقيم قد فسّر بالقرآن والإسلام وطريق العبودية، وكل هذا حق، فهو موصوف بهذا وبغيره، فحاجته إلى هذه الهداية ضرورية في سعادته ونجاته»[11]، وقد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112]، «وهو خطاب للرسول ومن معه من المؤمنين بها، والتثبيت على الاستقامة التي هي العدل، فإن الزوال عنها بالميل إلى أحد طرفي إفراط وتفريط فهو ظلم على نفسه أو غيره، بل ظلم في نفسه»[12]، صراط الذين أنعم الله عليهم ممن اقتفوا أثر الأنبياء والمرسلين وساروا على نهجهم.
ثالثاً: الخيرية: إذا لم تولد التزكية نفساً خيرة تفعل الخير وتأمر به وتحض عليه فليست هذه تزكية يقول ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]: «يعني خير الناس للناس، والمعنى: أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس»، إلى أن قال: «كما في الآية الأخرى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143] أي خيارًا. والوسط هاهنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسطُ العرب نسباً وداراً، أي: خيرها»[13]، وعن أبي هريرة، قال: قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: «هي في النار»، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وأنها تصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها بلسانها؟ قال: «هي في الجنة»[14]. وكان معلم تزكية النفوس صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أكرم الناس وأجودهم وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، توافرت وتجمعت كل صفات الخير فكان الأنموذج والقدوة الحسنة، فكل من يسعى لتزكية نفسه لا بد أن يكون له حظ وافر من صفات الخير ليكتمل له الاقتداء بنبي الوسطية صلى الله عليه وسلم .
رابعاً: اليسر والتيسير: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ دِينَ الله يُسرٌ، ولَن يُشَادّ الدِّين أَحدٌ إلاَّ غَلَبَهُ»[15]. وقال صلى الله عليه وسلم : «إن خير دينكم أَيْسره، إن خير دينكم أَيْسره، إن خير دينكم أَيْسره» وفي لفظٍ: «إنكم أمة أُريد بكم اليُسْر»[16]. وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: «ما هذا الحبل؟» قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا، حلوه. ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد»[17].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «من كان مستناً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد كانوا خير هذه الأمة، أبرّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم»[18].
وقال سفيان الثوري رحمه الله: «إنَّما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشدد فيحسنه كلُّ أحد»[19]. والناس قدرات وطاقات، فقد يصلح سلوك روحي أو عملي من الطاعات والقربات لشخص بشكل عفوي وسهل، لكنه في المقابل لا يصلح لآخر أقلّ منه طاقة وهمة، ومن الخطأ تعميم تلك العزيمة على من لا يستطيعها، ومن ذلك استحضار ونقل بعض مواقف ومشاهد بعض السلف الذين شددوا على أنفسهم في العبادة والطاعة في الصلوات والصدقات ونحوها وكأنها سنة متبعة أو أنموذج ينبغي أن يحتذى به، وهو لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم فالتوسط والاعتدال ما كان عليه صلى الله عليه وسلم في عبادته وشأنه كله.
خامساً: الأفضلية: وما كانت تزكية النفس إلا لتكون الأفضل، فطهارتها ونماؤها تدل على سعي صاحبها لتكون الأفضل، والوسطية تقتضي الأفضلية كما في تفسير قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، و{الْوُسْطَى} تعني الفضلى والأفضل، وكذلك قوله تعالى: {قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ} [القلم: 28]، وقوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} [المائدة: 89].
زكيُّ النفس أفضل الناس في قوة إيمانه وشجاعة قلبه، من الأحقاد والضغائن نفسه تقية، وجوارحه من المعاصي نقية، ومع الطاعات والقربات في المرتبة العلية، خفيف الظهر من حقوق الآخرين، يسارع إلى صعود سلم الكمال.. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.
فمن سار على نهج الوسطية في تزكية نفسه فإنه أحرى أن يدوم ويستمر ويثبت على تزكيتها، فإذا كان بالعدل تُنصر الدول والممالك فإن النفس منطلقها فهي منصورة متى ارتكزت على العدل والاستقامة والخير واليسر والأفضلية، وهي دعائم رئيسة لتشييد صرح الوسطية قوياً منيعاً رزقنا الله وإياكم نفساً زكية وقلوباً سليمة وعقولاً ذكية وخاتمة حسنى جميلة.
[1] انظر: محمد بن مكرم بن علي بن منظور، لسان العرب، ط3 (دار صادر، بيروت، 1414هـ) (7/427-432)، ومحمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط، ط8 (مؤسسة الرسالة، بيروت، 1426هـ/2005م) (1/691-692)، وإسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، ط4 (دار العلم للملايين - بيروت، 1407 هـ/1987م) ص1167-1168.
[2] انظر: لسان العرب، مرجع سابق، (14/358)، والقاموس المحيط، مرجع سابق، ص(1292).
[3] طه حسين بافضل، مختصر الدروس في تزكية النفوس(1)، موقع الألوكة:
5436//0www.alukah.net/sharia
[4] مدارج السالكين، مرجع سابق (2/300).
[5] علي بن محمد بن علي الجرجاني، التعريفات، تحقيق: إبراهيم الأبياري، ط1 (دار الكتاب العربي، بيروت 1405هـ) (1/191).
[6] محمد بن محمد الغزالي، إحياء علوم الدين، ط1 (دار الكتب العلمية، بيروت 1406هـ/1986م) (3/69).
[7] ابن القيم، فوائد الفوائد، ط2 (دار ابن الجوزي، الدمام، السعودية 1418هـ/1997م)ص253.
[8] علي بن محمد بن حبيب الماوردي، أدب الدنيا والدين، ط2 (دار مكتبة الحياة، 1986م)ص139.
[9] عبد العزيز ناصر الجليل، فاستقم كما أمرت، ضمن وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم (دار طيبة 1423هـ/2002م) ص21.
[10] محمد بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تحقيق: أحمد محمد شاكر ط1 (مؤسسة الرسالة، 1420هـ/2000م) (1/170).
[11] محمد جمال الدين القاسمي، تفسير محاسن التأويل، ط1 (دار الكتب العلمية، بيروت، 1418هـ) 1/234.
[12] محمد رشيد بن علي رضا، تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1999م) (12/164).
[13] إسماعيل بن عمر بن كثير، تفسير القرآن العظيم، ط2 (دار طيبة للنشر والتوزيع 1420هـ/1999م) (1/454).
[14] أخرجه أحمد 2/440 (9673)، والبخاري في الأدب المفرد (119)، وابن حبان (5764).
[15] أخرجه البخاري (39)، ومسلم (2816).
[16] أخرجه أحمد (3/479) بسندٍ صحيح.
[17] أخرجه البخاري (1150) ومسلم (1781) (1782).
[18] أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ط1 (السعادة، مصر، 1394هـ/ 1974م) (1/305-306).
[19] يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، جامع بيان العلم وفضله، (دار ابن الجوزي، السعودية، 1414 هـ /1994م) (1/784).