• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
طبائع اليهود ومكائدهم  في الآداب العالمية

أضحت «القضيةُ الفلسطينية» هي القضية الأولى لدى الأدباء العرب منذ منتصف الأربعينيات وحتى اليوم. لذلك صَبغت هذه القضية، وكفاح شعبها ضد المحتل الغاصب، فِكْر ووجدان المُواطن العربي كقضية هويَّة دينية ووطنية، مِمَّا انعكس في الدراما وعلى خشبة المسرح.


 

مَن يتصفَّح الآداب والفنون العالمية يَهوله حجم الأعمال الإبداعية التي كشفت عن طبائع اليهود ومكائدهم، وقد كان السبْقُ للأدب الأوروبي في كشف مكائد اليهود؛ لأنَّ اليهود الغربيين تغلغلوا في أروقة الحُكم والسياسة منذ عهدٍ بعيد، وشكّلوا مراكز قُوى وجماعات ضغط سياسي، واقترفوا من الفظائع ما دفع الأوروبيين إلى طردهم ومعاقبتهم ... وحسبنا أن نتوقف عند الحادثة الشهيرة التي وقعت في عام 1549م، وألهمتْ الأُدباءَ وفجّرتْ قرائحهم، فألّفوا عددًا كبيرًا من الأعمال الإبداعيَّة التي تظلّ شاهدةً على جرائر اليهود وطبائعهم الذميمة، مثل: روايــة «يهودي مالطا» للكاتب كرستوفر مارلو، و«ملهاة البندقية» للكاتب Dekker، كما كتب شكسبير رائعته «تاجر البندقية»، أو «يهودي البندقية»؛ التي أثارت حفيظة اليهود، فصبُّوا عليه جامّ غضبهم، واتّهموه بتزوير التاريخ، ومعاداة السامية ... إلخ.

  «الحادثة الشهيرة» التي وقعتْ عام 1549م، هي محاكمة «طبيب يهودي» اتُّهِمَ بالخيانة العظمى؛ لوضعه السُّمّ في طعام مَلكة بريطانيا، وانتهت حياته بالإعدام... ومِن ثمَّ حدثَ تغيُّر كبير في معاملة اليهود آنذاك؛ فقد تمَّ إجلاؤهم من أوروبا لِمَا أحدثوه من قلاقل، وإجبارهم على البقاء في ملاجئ محددة داخل المملكة المتحدة، وإلزامهم بارتداء قبّعات حمراء لتمييزهم عن غيرهم.

وقد اغتنمَ «شكسبير» هذه الحادثة، وألّف رائعته «تاجــر البندقيــة»، التي دارت أحداثها بين عامي 1596 -1598م في «البندقيّة» إحدى الممالك الإنجليزية، وكانت مدينة استثمارية كبرى، وموطنًا للتجَّار اليهود؛ لأنَّ سلطاتها أقرَّت التعامُل بالربا لإنعاش الاقتصاد!

فكان «شَيْلوك» المُرابي اليهودي الجشع -كما تصفه القصّة- يجمع كل خصائص اليهود وصفاتهم العامة. إنّه يُمثّل الشعب اليهودي أصدق تمثيل؛ ففيه التعالي والعجرفة التي تُثير العداوات، وفيه الشُّحّ المفرط الذي يقود إلى الجشع البغيض، وفيه الخُبث والخداع، والاستغلال والانتهازية، والضعف والذلَّة... فهو نموذج لآلام اليهود وكراهيتهم. وقد كان هو نفسه موضِعًا للازدراء الشديد والإهانات المتَّصلة من المحيطين به من مسيحيي البندقية. بلْ كان له من السمات الخاصة ما يزيد على سمات قومه!

ولقد صوّره «شكسبير» انتهازيًّا حقيرًا، حقودًا منتقمًا أكثر منه طمَّاعًا جَشِعًا؛ فالحقد كان يجري في مفاصله مجرى الدم، فقد أنساه حقده حُبّ المال، وهو يخاصم «أنطونيو» أمام دوق البندقية، حتى إنه رفض أن يُدفَع له دَيْنه أضعافًا مضاعفة لقاء أن يَشفي حقده باقتطاع رطل من اللحم من جسد أنطونيو. وكل ذنب أنطونيو لديه أنه رجل تجمعت فيه أكرم خِلال الإنسانية، فهو متسامح كريم مُنجِد مُغيث للملهوف، لا يُقْرِض بالربا ولا يتعامل به!

  ولقد بلغت شهوة حُبّ المال وتملُّكه وغريزة الحرص عند «شيلوك» حدًّا جعلت منه شخصًا بليد الحسّ، وَضِيع النفس. فلم يَحزن حينما هربت ابنته «جسيكا» مع عاشقها المسيحي أكثر مِن حزنه على المال الذي هربت به، كأنَّ «الشرف» عنده شيء لا اعتبار له بجانب المال. وحينما عَلِمَ نبأ هروبها بالمال والذهب، قال: «مَن لي بابنتي ميتة عند قدمي، والماستان في أُذنيْها»؟!

وبلغ مِن بلادة حسّه أنه ألِفَ أن يسمع أفحش الطعن فيه فلا يتحرك ولا يثور، ولا يُبدي أيّ نوعٍ من الغضب! وكثيرًا ما ندَّد به الناسُ فلم يَبْدُ عليه أنه سمع أيّ كلمة!

ويَحظى شيْلوك بنصيب كبير من الخُبث الذي بدا جليًّا في المحاورة بينه وبين أنطونيو وبسانيو، حينما جاءاه لطلب القرض منه. كما بدا جليًّا في المحاورة بينه وبين سالانيو وسالارينو حينما فات أَجَل الدَّيْن، وحقّ تنفيذ الشرط القاضي باقتطاع رطل من لحم جسد أنطونيو.

لا جَرَمَ أنَّ مرجع حقد «شيلوك» أنه كان ناقمًا على المسيحية بحُكْم يهوديته، وكان ناقمًا على «أنطونيو» لأنه كان تاجرًا شريفًا نبيلًا غير مُرابٍ، وناقمًا على «لورنزو» المسيحي صديق باسانيو؛ لأنه أغرى ابنته بمُغريات الحُبّ فهربت معه حاملةً معها ما حملت من الذهب والجواهر.

 في الخاتمة، ضاع اليهودي الخبيث «شيْلوك» في نهاية الخصومة مع صاحبه ضياعًا ماديًّا لا قيامة بعده، ضاعت أمواله كلها التي أزهقَ العمر في جمعها لتذهب إلى المسيحي الذي تزوَّج بابنته جسيكا. كما عاد مِن صفقة القرض التي كان يحسبها رابحة بأفدح خسران!

إنَّ رائعـة (تاجر البندقية) أجمل ما خطّته أناملُ «شكسبير»؛ لِمَا حملته من كشف القناع عن جرائر اليهود ومكائدهم، وانتصار الحقّ والخير والفضيلة، وهزيمة الشر والاستغلال والجشع!

«فلسطين» في الأدب الحديث

بعد أن حصلت البلدانُ العربية على استقلالها، وبقيَت «فلسطين» تحت الانتداب، أضحت «القضيةُ الفلسطينية» هي القضية الأولى لدى الأدباء العرب منذ منتصف الأربعينيات وحتى اليوم. لذلك صَبغت هذه القضية، وكفاح شعبها ضد المحتل الغاصب، فِكْر ووجدان المُواطن العربي كقضية هويَّة دينية ووطنية، مِمَّا انعكس في الدراما وعلى خشبة المسرح.

 نعم، إنَّ ما حدث لفلسطين تتشابه فصوله مع بعض ما حدث لبلدانٍ عربية أخرى -أوْ كما يقول المفكر جمال حمدان: «إنَّ هناك أوجه تشابُه بين الاحتلال التي عانت منه كلّ من الجزائر وفلسطين، في ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: الابتلاع السياسي؛ ففي (الجزائر) ادَّعت فرنسا أنها مقاطعة منها كمقاطعة السين أوْ الرون لا يفصلهما البحر المتوسط إلاَّ كما يفصل نهر السين بين شمال باريس وجنوبها، وهو ما حدث في «فلسطين» التي اغتصبتها الصهيونية، لتقيم دولةً دخيلةً.

  المرحلة الثانية: اغتصاب الأرض، وترهيب السكان بالنفي والتهجير والإبادة، مثل ظاهرة اللاجئين الجزائريين في تونس ومراكش أثناء حرب التحرير. وفي فلسطين تمَّ شراء الأرض في ظل الانتداب وطرد أصحابها منها.

  المرحلة الثالثة: مؤامرة الاستيطان، وقد تمَّت عن طريق تقاطر أفواج المستعمرين، في ظل خطط استيطانية ضخمة مرسومة سلَفًا.

بدأ الاحتلال الصهيوني لفلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لأسباب مهمة، فقد «أدرك الزعماءُ الصهاينة أنه إذا كانت الحرب العالمية الأولى قد مكَّنتهم من الحصول على «وعد بلفور» لإقامة الوطن القومي لليهود؛ فإنَّ الحرب العالمية الثانية سوف تُمكِّنهم من إقامة كيانهم، ومِن أجل تحقيق هذا الهدف أخذوا يعملون على نسف سياسة «الكتاب الأبيض»، وإقناع الساسة البريطانيين والأمريكيين بضرورة قيام دولة يهودية في فلسطين بعد انتهاء الحرب»!

فلسطين على المسرح السياسي

يتفق دارسو الأدب على أنَّ بواكير «المسرح السياسي» في الوطن العربي ظهرتْ أثناء استعمار بلادنا من قوى أجنبية. وكان هدف المسرح عرض مساوئ الاستعمار بصور رمزيَّة عبر وقائع مستقاة من التاريخ في كثير من الأحيان؛ من أجل فضح الاستعمار وجرائمه، وتوعية الشعوب وتنوير الجماهير؛ لأنَّ أحداث المسرح السياسي أحداث واقعية مِمَّا يحدث بين المقاومة والاحتلال. أوْ كما يقول الدكتور عبد العزيز حمودة: «استخدام خشبة المسرح لتصوير جوانب مشكلة سياسية، مع تقديم وجهة نظر محدَّدة بُغيةَ التأثير في الجمهور أوْ توجيهه بطريقة فنية، فهو مسرح يهدف إلى نقل أيديولوجية معينة بطريقة مباشرة، مسرح قائم على العطاء فكريًّا أوْ بمعنى أدق سياسيًّا».

هذه هي رسالة المسرح السياسي؛ إذْ ينحو منحًى تحريضيًّا للجمهور يدفعه إلى الوقوف بجانب البطل والاقتناع بخطابه وهدفه ورسالته؛ إنه مسرح حماسيّ يهدف إلى تأجيج الروح الوطنية في المُشاهِد ودَفْعه لشكلٍ ما مِن أشكال المقاومة.

روائع الأعمال الفنيَّـة

لقد بدأ تناول أحداث الصراع العربي- الإسرائيلي قبل وقوع النكبة، عندما كتب الأديبُ اليمني «علي أحمد باكثير» مسرحية (شيلُوك الجديد) عام 1945م، أيْ: قبل النكبة بثلاث سنوات، ثمّ أعقبها بثلاث مسرحيات: (شعب الله المختار- إله إسرائيل- التوراة الضائعة).

هذا، وقد كتب نجيب الكيلاني (حارة اليهود) و(دم لفطير صهيون)، وكتب عبدالرحمن الشرقاوي مسرحية (وطني عكــا)، وكتب ألفريد فرج (النار والزيتون) في حقبة الستينيات، ثمَّ كتب نعمان عاشور (حياة الخيانة)، وكتب يسري الجندي (واقدساه) و(اليهودي التائه) في السبعينيات، وكتب سهيل إدريس (زهرة من دم)، وكتب الدكتور إبراهيم حمادة مسرحية (رطل اللحم) في الثمانينيات، وكتب محمد العفيفي (أرض كنعان)، وكتب عبدالسلام العشري (يوم القدس)، و(ثورة الزنج) و(شمشون ودليلة) لمعين بسيسو، ومسرحية (السؤال) لهارون هاشم رشيد، التي قُدّمت باسم (سقوط بارليف) بعد حرب أكتوبر مباشرة... وإلي جانب هذه النصوص التي تتناول القضية الفلسطينية بشكل مباشر، هناك العشرات من النصوص التي تناولتها بصيغة الإسقاط السياسي؛ مثل: (النسر الأحمر) للشرقاوي و(الوزير العاشق) لفاروق جويدة .. وما زالت هذه الأعمال تُقدّم على المسارح العربية.

ومِن خلال استعراض تلك الأعمال الفنية، يمكن استخلاص المعالِم التالية:

 - تنوُّع الشكل الفني في نصوص الدراما التي تناولت القضية الفلسطينية؛ فمنه ما جاء حسب البناء الكلاسيكي مثل: (وطني عكا) و(شيلوك الجديد)، ومنه ما اتبع التكنيك الملحمي التاريخي مثل (النار والزيتون) و(اليهودي التائه).

  - لُوحظَ أنَّ أنسب الأشكال التي نجحت في طرح القضية هو الشكل التسجيلي مثل: «النار والزيتون» و«اليهودي التائه»، أوْ الشكل الرمزي مثل «شمشون ودليلة».

 - استلهام بعض الكُتّــاب آيات القرآن الكريم، كما فعل «باكثير» في افتتاحية (شيلوك الجديد)، وكذا في (إله إسرائيل). بينما في مسرحية (اليهودي التائه) اعتمد يسري الجندي على نصوص الإنجيل، سيّما عند الحديث عن علاقة السيد المسيح (ع) باليهود.

- قدّمت بعضُ النصوص نقدًا للدور العربي في قضية فلسطين مثل (النار والزيتون) يصل لحد اتهام بعض الأنظمة العربية بالتخاذل، بينما بعضها يُبرز الكفاح العربي المشترك من أجل فلسطين كقضية قومية عربية مثل: (وطني عكا) و(واقدساه) و(لن تسقط القدس).

  - أبرزت النصوصُ دور المرأة المؤثّر في الكفاح الوطني مثل الرجل تمامًا، فهي تُضحّي بحياتها في العمليات الفدائية، وهناك مَن تثكل وتترمَّل، لكنّها تُظهِر دائمًا القوة والعزم على مواصلة طريق النضال من أجل وطنها.

  - عند التأمل في تلك الأعمال الإبداعية، نرى أنَّ زمن كتابتها أوْ تقديمها كعروض مسرحية، ارتبط بفترات الحروب والمواجهات العسكرية مع إسرائيل... على النحو التالي:

الفترة الأولى من 1948- 1956م؛ أي: منذ احتلال فلسطين حتى العدوان الثلاثي على مصر، نجد في تلك الفترة نصوص (التوراة الضائعة- شعب الله المختار- إله إسرائيل). بينما نجد أعمالًا أخرى مثل: (العائد- إسرائيل -حياة الخيانة- مش حنسلّم)، تمَّ عرضها بعد العدوان الثلاثي.

الفترة الثانية كانت ما بين 1967- 1973م، وقد شَهِدتْ عرض أكبر عدد من الأعمال الدرامية، وقد حاول بعضها تبرير الهزيمة ولوْم البطل المهزوم، مثل مسرحيات: (كوابيس في الكواليس- وطني عكا). وفي نصوص أخرى نجد محاولة لاستنهاض روح القتال، والتأكيد على سلامة الروح المعنوية للمقاومة العربية، كما في (أغنية على الممر- حبيبتي شامينا).

النبـوءة الصادقة

 يقول النقّاد: إنَّ الحِسّ الفني عندَ الأدباء العباقرة مساوٍ للتاريخ وحقائقه... ويتجلَّى ذلك المعنى فيما أبدعه «علي أحمد باكثير» الذي تَنبَّأ بقيام إسرائيل وَسُقوطِها في رائعته «شايلوك الجديد» التي كتبها عام 1945م؛ حيث تنبَّأ بقيام الكيانِ الصهيوني 1948م وسقوطه؛ لأنّه زُرِعَ في تُربةٍ غير مناسبةٍ له، وجميع وسائل الإعاشة التي ستُستخدَم لنموّه وبقائه ستبوء بالفشل، ولا تقوى على الاستمرار؛ كما جاء في نهاية تلك المسرحية الفذَّة!

أمَّا عن الدوافع التي كانت وراء تأليف مسرحية «شايلوك الجديد»، فيقول باكثير في كتابه «فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية»: «إنه قبل أن يكتب هذه المسرحية كان يتابع باهتمام ما يُكتَب عن فلسطين في الصحف العالمية سنة 1945م؛ وما يُقال عنها في إذاعات وتصريحات زعماء الغرب، إلى أن حدث ذات يوم أن وقعت عيناه على خبر يفيد بأنَّ الزعيم الصهيوني (جابوتنسكي) خطب في مجلس العموم البريطاني فضرب المنضدة بيده وهو يقول: (أعطونا رطل اللحم، لن ننزل أبدًا عن رطل اللحم)، مشيرًا بذلك إلى «الوطن القومي لليهود» الذي تضمّنه وعد بلفور، ووجد باكثير في هذه العبارة ضالّته، وقال لنفسه في ذلك الحين: هذه الكلمة حُجّة على الصهيونية لا لها، وسأتَّخِذها فكرةً أساسيةً لمسرحيتي، وبالفعل وجد في مسرحية (تاجر البندقية) الهيكل الذي يمكن أن يكسوه لحمًا عربيًّا، فإذا به ينطق بالنبوءة ويصرخ بالحقيقة قبل وقوعها».

هذا، ويَصف «باكثير» شخصية اليهودي (شايلوك) التي اقتبسها من مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير فيقول: «شايلوك رجل في الستين من العمر، قصير القامة، كبير الرأس، قد أكل الصلع وسطه فتركه أملس لامعًا، وله عينان كبيرتان يسطَع منهما بريق عجيب كبريق البومة...»!

  (شايلوك) رمز للاستيطان اليهودي؛ يقوم بالاستيلاء على أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل الخبيثة، ولا يتورّع عن سفك الدماء والقتل والمكر والحيلة وإغواء العرب بالنساء والملذّات؛ لكي يسهل له السيطرة عليهم وسلبهم كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم.

قد ينجح (شايلوك) في مخطّطاته الخبيثة بسبب مساندة الأوروبيين له؛ لأنهم يرغبون في الخلاص من شروره، وطرده من بلادهم، ويستمر (شايلوك) في ممارسة خداعه وبطشه سنوات وسنوات؛ لِمَا يجده من معاونة المنافقين له... لكنَّه لا يستطيع أن يستمر في خداعه وهذيانه إلى آخِر الشوط... فالمعادلات تتغيَّر، والأيام دُوَل، وسيأتي الجيلُ الذي تتحقّق على يديْه البشارة الصادقة... فالنصر قريب، والنصر حليف الحقّ؛ لأنه وعد الله الذي لا يتبدَّل ولا يتغيّر.

  

جم الأعمال الإبداعية التي كشفت عن طبائع اليهود ومكائدهم، وقد كان السبْقُ للأدب الأوروبي في كشف مكائد اليهود؛ لأنَّ اليهود الغربيين تغلغلوا في أروقة الحُكم والسياسة منذ عهدٍ بعيد، وشكّلوا مراكز قُوى وجماعات ضغط سياسي، واقترفوا من الفظائع ما دفع الأوروبيين إلى طردهم ومعاقبتهم ... وحسبنا أن نتوقف عند الحادثة الشهيرة التي وقعت في عام 1549م، وألهمتْ الأُدباءَ وفجّرتْ قرائحهم، فألّفوا عددًا كبيرًا من الأعمال الإبداعيَّة التي تظلّ شاهدةً على جرائر اليهود وطبائعهم الذميمة، مثل: روايــة «يهودي مالطا» للكاتب كرستوفر مارلو، و«ملهاة البندقية» للكاتب Dekker، كما كتب شكسبير رائعته «تاجر البندقية»، أو «يهودي البندقية»؛ التي أثارت حفيظة اليهود، فصبُّوا عليه جامّ غضبهم، واتّهموه بتزوير التاريخ، ومعاداة السامية ... إلخ.

 «الحادثة الشهيرة» التي وقعتْ عام 1549م، هي محاكمة «طبيب يهودي» اتُّهِمَ بالخيانة العظمى؛ لوضعه السُّمّ في طعام مَلكة بريطانيا، وانتهت حياته بالإعدام... ومِن ثمَّ حدثَ تغيُّر كبير في معاملة اليهود آنذاك؛ فقد تمَّ إجلاؤهم من أوروبا لِمَا أحدثوه من قلاقل، وإجبارهم على البقاء في ملاجئ محددة داخل المملكة المتحدة، وإلزامهم بارتداء قبّعات حمراء لتمييزهم عن غيرهم.

وقد اغتنمَ «شكسبير» هذه الحادثة، وألّف رائعته «تاجــر البندقيــة»، التي دارت أحداثها بين عامي 1596 -1598م في «البندقيّة» إحدى الممالك الإنجليزية، وكانت مدينة استثمارية كبرى، وموطنًا للتجَّار اليهود؛ لأنَّ سلطاتها أقرَّت التعامُل بالربا لإنعاش الاقتصاد!

فكان «شَيْلوك» المُرابي اليهودي الجشع -كما تصفه القصّة- يجمع كل خصائص اليهود وصفاتهم العامة. إنّه يُمثّل الشعب اليهودي أصدق تمثيل؛ ففيه التعالي والعجرفة التي تُثير العداوات، وفيه الشُّحّ المفرط الذي يقود إلى الجشع البغيض، وفيه الخُبث والخداع، والاستغلال والانتهازية، والضعف والذلَّة... فهو نموذج لآلام اليهود وكراهيتهم. وقد كان هو نفسه موضِعًا للازدراء الشديد والإهانات المتَّصلة من المحيطين به من مسيحيي البندقية. بلْ كان له من السمات الخاصة ما يزيد على سمات قومه!

ولقد صوّره «شكسبير» انتهازيًّا حقيرًا، حقودًا منتقمًا أكثر منه طمَّاعًا جَشِعًا؛ فالحقد كان يجري في مفاصله مجرى الدم، فقد أنساه حقده حُبّ المال، وهو يخاصم «أنطونيو» أمام دوق البندقية، حتى إنه رفض أن يُدفَع له دَيْنه أضعافًا مضاعفة لقاء أن يَشفي حقده باقتطاع رطل من اللحم من جسد أنطونيو. وكل ذنب أنطونيو لديه أنه رجل تجمعت فيه أكرم خِلال الإنسانية، فهو متسامح كريم مُنجِد مُغيث للملهوف، لا يُقْرِض بالربا ولا يتعامل به!

  ولقد بلغت شهوة حُبّ المال وتملُّكه وغريزة الحرص عند «شيلوك» حدًّا جعلت منه شخصًا بليد الحسّ، وَضِيع النفس. فلم يَحزن حينما هربت ابنته «جسيكا» مع عاشقها المسيحي أكثر مِن حزنه على المال الذي هربت به، كأنَّ «الشرف» عنده شيء لا اعتبار له بجانب المال. وحينما عَلِمَ نبأ هروبها بالمال والذهب، قال: «مَن لي بابنتي ميتة عند قدمي، والماستان في أُذنيْها»؟!

وبلغ مِن بلادة حسّه أنه ألِفَ أن يسمع أفحش الطعن فيه فلا يتحرك ولا يثور، ولا يُبدي أيّ نوعٍ من الغضب! وكثيرًا ما ندَّد به الناسُ فلم يَبْدُ عليه أنه سمع أيّ كلمة!

ويَحظى شيْلوك بنصيب كبير من الخُبث الذي بدا جليًّا في المحاورة بينه وبين أنطونيو وبسانيو، حينما جاءاه لطلب القرض منه. كما بدا جليًّا في المحاورة بينه وبين سالانيو وسالارينو حينما فات أَجَل الدَّيْن، وحقّ تنفيذ الشرط القاضي باقتطاع رطل من لحم جسد أنطونيو.

لا جَرَمَ أنَّ مرجع حقد «شيلوك» أنه كان ناقمًا على المسيحية بحُكْم يهوديته، وكان ناقمًا على «أنطونيو» لأنه كان تاجرًا شريفًا نبيلًا غير مُرابٍ، وناقمًا على «لورنزو» المسيحي صديق باسانيو؛ لأنه أغرى ابنته بمُغريات الحُبّ فهربت معه حاملةً معها ما حملت من الذهب والجواهر.

 في الخاتمة، ضاع اليهودي الخبيث «شيْلوك» في نهاية الخصومة مع صاحبه ضياعًا ماديًّا لا قيامة بعده، ضاعت أمواله كلها التي أزهقَ العمر في جمعها لتذهب إلى المسيحي الذي تزوَّج بابنته جسيكا. كما عاد مِن صفقة القرض التي كان يحسبها رابحة بأفدح خسران!

إنَّ رائعـة (تاجر البندقية) أجمل ما خطّته أناملُ «شكسبير»؛ لِمَا حملته من كشف القناع عن جرائر اليهود ومكائدهم، وانتصار الحقّ والخير والفضيلة، وهزيمة الشر والاستغلال والجشع!

«فلسطين» في الأدب الحديث

بعد أن حصلت البلدانُ العربية على استقلالها، وبقيَت «فلسطين» تحت الانتداب، أضحت «القضيةُ الفلسطينية» هي القضية الأولى لدى الأدباء العرب منذ منتصف الأربعينيات وحتى اليوم. لذلك صَبغت هذه القضية، وكفاح شعبها ضد المحتل الغاصب، فِكْر ووجدان المُواطن العربي كقضية هويَّة دينية ووطنية، مِمَّا انعكس في الدراما وعلى خشبة المسرح.

 نعم، إنَّ ما حدث لفلسطين تتشابه فصوله مع بعض ما حدث لبلدانٍ عربية أخرى -أوْ كما يقول المفكر جمال حمدان: «إنَّ هناك أوجه تشابُه بين الاحتلال التي عانت منه كلّ من الجزائر وفلسطين، في ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: الابتلاع السياسي؛ ففي (الجزائر) ادَّعت فرنسا أنها مقاطعة منها كمقاطعة السين أوْ الرون لا يفصلهما البحر المتوسط إلاَّ كما يفصل نهر السين بين شمال باريس وجنوبها، وهو ما حدث في «فلسطين» التي اغتصبتها الصهيونية، لتقيم دولةً دخيلةً.

  المرحلة الثانية: اغتصاب الأرض، وترهيب السكان بالنفي والتهجير والإبادة، مثل ظاهرة اللاجئين الجزائريين في تونس ومراكش أثناء حرب التحرير. وفي فلسطين تمَّ شراء الأرض في ظل الانتداب وطرد أصحابها منها.

  المرحلة الثالثة: مؤامرة الاستيطان، وقد تمَّت عن طريق تقاطر أفواج المستعمرين، في ظل خطط استيطانية ضخمة مرسومة سلَفًا.

بدأ الاحتلال الصهيوني لفلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية لأسباب مهمة، فقد «أدرك الزعماءُ الصهاينة أنه إذا كانت الحرب العالمية الأولى قد مكَّنتهم من الحصول على «وعد بلفور» لإقامة الوطن القومي لليهود؛ فإنَّ الحرب العالمية الثانية سوف تُمكِّنهم من إقامة كيانهم، ومِن أجل تحقيق هذا الهدف أخذوا يعملون على نسف سياسة «الكتاب الأبيض»، وإقناع الساسة البريطانيين والأمريكيين بضرورة قيام دولة يهودية في فلسطين بعد انتهاء الحرب»!

فلسطين على المسرح السياسي

يتفق دارسو الأدب على أنَّ بواكير «المسرح السياسي» في الوطن العربي ظهرتْ أثناء استعمار بلادنا من قوى أجنبية. وكان هدف المسرح عرض مساوئ الاستعمار بصور رمزيَّة عبر وقائع مستقاة من التاريخ في كثير من الأحيان؛ من أجل فضح الاستعمار وجرائمه، وتوعية الشعوب وتنوير الجماهير؛ لأنَّ أحداث المسرح السياسي أحداث واقعية مِمَّا يحدث بين المقاومة والاحتلال. أوْ كما يقول الدكتور عبد العزيز حمودة: «استخدام خشبة المسرح لتصوير جوانب مشكلة سياسية، مع تقديم وجهة نظر محدَّدة بُغيةَ التأثير في الجمهور أوْ توجيهه بطريقة فنية، فهو مسرح يهدف إلى نقل أيديولوجية معينة بطريقة مباشرة، مسرح قائم على العطاء فكريًّا أوْ بمعنى أدق سياسيًّا».

هذه هي رسالة المسرح السياسي؛ إذْ ينحو منحًى تحريضيًّا للجمهور يدفعه إلى الوقوف بجانب البطل والاقتناع بخطابه وهدفه ورسالته؛ إنه مسرح حماسيّ يهدف إلى تأجيج الروح الوطنية في المُشاهِد ودَفْعه لشكلٍ ما مِن أشكال المقاومة.

روائع الأعمال الفنيَّـة

لقد بدأ تناول أحداث الصراع العربي- الإسرائيلي قبل وقوع النكبة، عندما كتب الأديبُ اليمني «علي أحمد باكثير» مسرحية (شيلُوك الجديد) عام 1945م، أيْ: قبل النكبة بثلاث سنوات، ثمّ أعقبها بثلاث مسرحيات: (شعب الله المختار- إله إسرائيل- التوراة الضائعة).

هذا، وقد كتب نجيب الكيلاني (حارة اليهود) و(دم لفطير صهيون)، وكتب عبدالرحمن الشرقاوي مسرحية (وطني عكــا)، وكتب ألفريد فرج (النار والزيتون) في حقبة الستينيات، ثمَّ كتب نعمان عاشور (حياة الخيانة)، وكتب يسري الجندي (واقدساه) و(اليهودي التائه) في السبعينيات، وكتب سهيل إدريس (زهرة من دم)، وكتب الدكتور إبراهيم حمادة مسرحية (رطل اللحم) في الثمانينيات، وكتب محمد العفيفي (أرض كنعان)، وكتب عبدالسلام العشري (يوم القدس)، و(ثورة الزنج) و(شمشون ودليلة) لمعين بسيسو، ومسرحية (السؤال) لهارون هاشم رشيد، التي قُدّمت باسم (سقوط بارليف) بعد حرب أكتوبر مباشرة... وإلي جانب هذه النصوص التي تتناول القضية الفلسطينية بشكل مباشر، هناك العشرات من النصوص التي تناولتها بصيغة الإسقاط السياسي؛ مثل: (النسر الأحمر) للشرقاوي و(الوزير العاشق) لفاروق جويدة .. وما زالت هذه الأعمال تُقدّم على المسارح العربية.

ومِن خلال استعراض تلك الأعمال الفنية، يمكن استخلاص المعالِم التالية:

 - تنوُّع الشكل الفني في نصوص الدراما التي تناولت القضية الفلسطينية؛ فمنه ما جاء حسب البناء الكلاسيكي مثل: (وطني عكا) و(شيلوك الجديد)، ومنه ما اتبع التكنيك الملحمي التاريخي مثل (النار والزيتون) و(اليهودي التائه).

  - لُوحظَ أنَّ أنسب الأشكال التي نجحت في طرح القضية هو الشكل التسجيلي مثل: «النار والزيتون» و«اليهودي التائه»، أوْ الشكل الرمزي مثل «شمشون ودليلة».

 - استلهام بعض الكُتّــاب آيات القرآن الكريم، كما فعل «باكثير» في افتتاحية (شيلوك الجديد)، وكذا في (إله إسرائيل). بينما في مسرحية (اليهودي التائه) اعتمد يسري الجندي على نصوص الإنجيل، سيّما عند الحديث عن علاقة السيد المسيح (ع) باليهود.

- قدّمت بعضُ النصوص نقدًا للدور العربي في قضية فلسطين مثل (النار والزيتون) يصل لحد اتهام بعض الأنظمة العربية بالتخاذل، بينما بعضها يُبرز الكفاح العربي المشترك من أجل فلسطين كقضية قومية عربية مثل: (وطني عكا) و(واقدساه) و(لن تسقط القدس).

  - أبرزت النصوصُ دور المرأة المؤثّر في الكفاح الوطني مثل الرجل تمامًا، فهي تُضحّي بحياتها في العمليات الفدائية، وهناك مَن تثكل وتترمَّل، لكنّها تُظهِر دائمًا القوة والعزم على مواصلة طريق النضال من أجل وطنها.

  - عند التأمل في تلك الأعمال الإبداعية، نرى أنَّ زمن كتابتها أوْ تقديمها كعروض مسرحية، ارتبط بفترات الحروب والمواجهات العسكرية مع إسرائيل... على النحو التالي:

الفترة الأولى من 1948- 1956م؛ أي: منذ احتلال فلسطين حتى العدوان الثلاثي على مصر، نجد في تلك الفترة نصوص (التوراة الضائعة- شعب الله المختار- إله إسرائيل). بينما نجد أعمالًا أخرى مثل: (العائد- إسرائيل -حياة الخيانة- مش حنسلّم)، تمَّ عرضها بعد العدوان الثلاثي.

الفترة الثانية كانت ما بين 1967- 1973م، وقد شَهِدتْ عرض أكبر عدد من الأعمال الدرامية، وقد حاول بعضها تبرير الهزيمة ولوْم البطل المهزوم، مثل مسرحيات: (كوابيس في الكواليس- وطني عكا). وفي نصوص أخرى نجد محاولة لاستنهاض روح القتال، والتأكيد على سلامة الروح المعنوية للمقاومة العربية، كما في (أغنية على الممر- حبيبتي شامينا).

النبـوءة الصادقة

 يقول النقّاد: إنَّ الحِسّ الفني عندَ الأدباء العباقرة مساوٍ للتاريخ وحقائقه... ويتجلَّى ذلك المعنى فيما أبدعه «علي أحمد باكثير» الذي تَنبَّأ بقيام إسرائيل وَسُقوطِها في رائعته «شايلوك الجديد» التي كتبها عام 1945م؛ حيث تنبَّأ بقيام الكيانِ الصهيوني 1948م وسقوطه؛ لأنّه زُرِعَ في تُربةٍ غير مناسبةٍ له، وجميع وسائل الإعاشة التي ستُستخدَم لنموّه وبقائه ستبوء بالفشل، ولا تقوى على الاستمرار؛ كما جاء في نهاية تلك المسرحية الفذَّة!

أمَّا عن الدوافع التي كانت وراء تأليف مسرحية «شايلوك الجديد»، فيقول باكثير في كتابه «فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية»: «إنه قبل أن يكتب هذه المسرحية كان يتابع باهتمام ما يُكتَب عن فلسطين في الصحف العالمية سنة 1945م؛ وما يُقال عنها في إذاعات وتصريحات زعماء الغرب، إلى أن حدث ذات يوم أن وقعت عيناه على خبر يفيد بأنَّ الزعيم الصهيوني (جابوتنسكي) خطب في مجلس العموم البريطاني فضرب المنضدة بيده وهو يقول: (أعطونا رطل اللحم، لن ننزل أبدًا عن رطل اللحم)، مشيرًا بذلك إلى «الوطن القومي لليهود» الذي تضمّنه وعد بلفور، ووجد باكثير في هذه العبارة ضالّته، وقال لنفسه في ذلك الحين: هذه الكلمة حُجّة على الصهيونية لا لها، وسأتَّخِذها فكرةً أساسيةً لمسرحيتي، وبالفعل وجد في مسرحية (تاجر البندقية) الهيكل الذي يمكن أن يكسوه لحمًا عربيًّا، فإذا به ينطق بالنبوءة ويصرخ بالحقيقة قبل وقوعها».

هذا، ويَصف «باكثير» شخصية اليهودي (شايلوك) التي اقتبسها من مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير فيقول: «شايلوك رجل في الستين من العمر، قصير القامة، كبير الرأس، قد أكل الصلع وسطه فتركه أملس لامعًا، وله عينان كبيرتان يسطَع منهما بريق عجيب كبريق البومة...»!

  (شايلوك) رمز للاستيطان اليهودي؛ يقوم بالاستيلاء على أراضي وممتلكات الشعب الفلسطيني بشتى الطرق والوسائل الخبيثة، ولا يتورّع عن سفك الدماء والقتل والمكر والحيلة وإغواء العرب بالنساء والملذّات؛ لكي يسهل له السيطرة عليهم وسلبهم كرامتهم وأرضهم ومقدساتهم.

قد ينجح (شايلوك) في مخطّطاته الخبيثة بسبب مساندة الأوروبيين له؛ لأنهم يرغبون في الخلاص من شروره، وطرده من بلادهم، ويستمر (شايلوك) في ممارسة خداعه وبطشه سنوات وسنوات؛ لِمَا يجده من معاونة المنافقين له... لكنَّه لا يستطيع أن يستمر في خداعه وهذيانه إلى آخِر الشوط... فالمعادلات تتغيَّر، والأيام دُوَل، وسيأتي الجيلُ الذي تتحقّق على يديْه البشارة الصادقة... فالنصر قريب، والنصر حليف الحقّ؛ لأنه وعد الله الذي لا يتبدَّل ولا يتغيّر.

 

أعلى