• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها  بين الواقع والمأمول: كيرالا نموذجًا

بعض مناهج الجامعات الواقعة في ولاية كيرالا تستحق التقدير؛ مثل مناهج الوافي ومناهج الهدوي، وغيرها؛ فقد شُكِّلت وصُمِّمت استيعابًا لكل النواحي المتعلقة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ حيث يستطيع الطالب الإلمام باللغة العربية ووسائلها من حيث منهجية ا


تمهيد

تعلُّم اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها صار مطلبًا مهمًّا؛ لأن هذه اللغة هي المفتاح الأول لفهم كلام الله -عز وجل-، وفهم علوم الشريعة الإسلامية. إلا أن أهل الهند تواجههم عدة معوقات عند رغبتهم في تعلُّم هذه اللغة، وقد حقَّق بعضهم نجاحًا لافتًا في تعلمها، وباءت محاولات البعض الآخر بالفشل.

يُسلّط هذا المقال الضوء على واقع تعلُّم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وخاصةً في ولاية كيرالا ومعاهدها، ويتضمن توصيف الواقع التعليمي للغة العربية، مع ذِكْر بعض المشكلات المتعلقة بذلك وحلولها.

في البداية، تُعدّ اللغة العربية من أغنى اللغات تراثًا وحضارةً، والعالم اليوم قد تجاوز أشواطًا شاسعةً في التطور العلمي والثقافي والسياسي والاجتماعي على كافة الأصعدة والمجالات، وسهَّلت التكنولوجيا الحديثة الاستفادة من وسائل تقنية جديدة في الاتصال والتواصل بين الناس.

وقد لُوحِظَ في الآونة الأخيرة ازدياد الاهتمام بتعلُّم اللغة العربية في ولاية كيرالا، وصار تعلُّمها مطلبًا مهمًّا لدى أبنائها، وهذا الاهتمام وصل إلى علوم اللغة العربية المتنوعة وفنونها المختلفة. واستتبع ذلك بناء عدة معاهد ومؤسسات جديدة تهتم بتعليم اللغة العربية في داخل ولاية كيرالا وخارجها. وكذلك ازداد عدد المؤسسات التي تهتم بتعليم اللغة العربية عبر منصات تعليم عن بُعْد (أونلاين) وغيرها.

وكان الأمر يسير في بعض الأحيان بشكل جيد، وفي بعض الأحيان كانت هذه الجهات تواجهها معوقات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وفي هذا المقال سنعمل على توصيف الواقع كما هو بموضوعية، محاولين غرس بصيص أمل حقيقي لتحسين نتائج تعليم اللغة العربية بطرق ناجحة.

ولا شك أن تعليم هذه اللغة لغير الناطقين بها تواجهه تحديات عديدة تؤثر في تعليمها وتعلُّمها. وسنعمل على وصف الواقع والمأمول في القضايا المتعلقة بمدرس المادة، والمادة الدراسية، والأمور المتعلقة بها، وقضايا متعلقة بنظام التدريس وطرائقه، وقضايا متعلقة بالطالب، مع ذكر الإيجابيات والسلبيات في كل منها.

ويأتي هذا الاهتمام بتعلم اللغة لكونها وسيلة مهمة لنقل المعاني الهادفة؛ حيث إنها أداة مهمة للتعلم والتعليم، ولولاها لن تتم العملية التعليمية، ولن تتحقق الصلة والاتصال بين المعلم والمتعلم؛ إذ لا بد أن تكون هذه الوسيلة أو الأداة مُيسَّرة وجذابة ومرتبطة بالحياة الواقعية؛ لأننا اليوم نشهد تطورات حاسمة في حياتنا الفكرية؛ فنحتاج إلى لغة سليمة قادرة على توصيل الأفكار بحقائقها وتناقل المعارف والمعلومات بالدقة والإتقان.

واللغة العربية تمتاز عن سائر اللغات بعدة مميزات، ولتعلم هذه اللغة ينبغي مراعاة قواعد وأمور مهمة، وهو ما تهتم به ولاية كيرالا، حيث توجد معاهد ومؤسسات متخصصة في ذلك.

 مُدَرس المادة العربية: محور أساسي بين الواقع والمأمول

من المعلوم للجميع أن المدرس هو محور أساسي في العملية التعليمية، وهو المعتمد عليه أولاً وآخرًا. وله دور بارز في تشكيل الطلبة وتعلمهم للغة ونشرها. ولذا على مدرس اللغة العربية أن يمتلك عدة مَلكات ومهارات في اللغة، ويقوم بتوصيلها بطرق متميزة إلى الطلبة.

وفي ولاية كيرالا أحيانًا يفشل بعض الطلبة في تعلُّم اللغة العربية؛ حيث يعتبرونها لغة صعبة وبعيدة المنال، ويكون المدرس سببًا وراء تسلل هذه الظنون إلى الطلبة.

وعندما نتكلم عن الشخصية التدريسية، فعلى المدرس أن يكون معلمًا قبل أن يكون مدرسًا؛ لأن المدرس مختص بتدريس المادة فقط دون طرقها ووسائلها ومهاراتها. وقد لا يكون عنده تلك اللياقة التي نجدها عند المعلمين؛ لأن أهم ما يميز المعلم[1] هو قدرته على تغيير الطريقة والأسلوب إذا اقتضت حاجة الطلبة ذلك.

وقد يلجأ لطرق أخرى لإيصال الفكرة حتى يُقرّب اللغة من أذهان الطلبة، ويكون خير داعم لهم؛ حيث يدرّسهم اللغة مع اليسر والسهولة، وهذه بعض الصفات التي نفتقدها في المدرس الذي يقدم المعلومة فقط دون أدواتها غالبًا.

والمدرس صاحب المَلَكة في تعليم اللغة العربية بأدواتها الممكنة ووسائلها المتوفرة ينجح في هذا المجال بكل سهولة. كما أن جهوده تؤثر في لغة الطلبة وتطورها.

والمعلم عليه أن يجعل اللغة العربية الفصحى منواله، والوسائل التعليمية المتاحة والممكنة سلاحه، والمهارات والأساليب فنّه، والمتابعة والاهتمام طبعه، والقدرة على قراءة الطالب وفهمه ومعرفة مفاتيحه مهارته، والرؤية والفكرة خطته، إلى غير ذلك من الصفات الشخصية المميزة للمعلم، وهذا ما يحتاجه متعلمو اللغة العربية من غير الناطقين بها أكثر من غيرهم. وإذا تحققت هذه الصفات في المعلم تتحقق هذا العملية بنجاح وإلا يتعرض للفشل كما هو معلوم.

وعلى المعلم أن يكون مُلمًّا بالطرائق الحديثة في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومهارات التعلم ومشكلاتها. وإن المطلع على تعليم اللغة الانجليزية للناطقين بغيرها سيرى مدى قوة الاهتمام بطرق إيصالها وتعليمها ومهارات تدريسها وتنوعها، وهذا لا يخفى على المطلعين من المهتمين بهذا. ومعلوم أن طرائق تعلُّم اللغات للناطقين بغيرها متشابه بشكل مجمل، مع وجود الخصوصيات لكل لغة، بما يتميز به أو تنفرد به عن غيرها.

واللغة العربية تشترك مع اللغات الأخرى في طرق تدريسها لغير الناطقين بغيرها بشكل مجمل، مع وجود بعض الأمور الخاصة بها. لذلك يجدر بالمدرسين الاطلاع على الطرائق التعليمية لكل مهارة من مهارات اللغة، وكذلك الاطلاع على كل جديد من الوسائل الحديثة؛ من التعلم التعاوني والعصف الذهني وحل المشكلات والتعلم باللعب، إلى غير ذلك، مما يساعد المعلم في أداء مهمته ويوفر عليه الوقت والجهد[2].

المادة الدراسية والقضايا المتعلقة بها بين الواقع والمأمول

تم إعداد عدة كتب ومؤلفات تهتم وتبحث في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في سلاسل ووحدات كتابية. وهذه الكتب تساعد الطلبة على تحصيل اللغة تدريجيًّا وتطبيقيًّا.

ولكن مثل هذه الكتب قد اختلت منها بعض الأركان، وتوجد بعض الملاحظات على هذه الكتب، على النحو التالي:

أكثر الكتب تحاول تبيين قواعد اللغة العربية بصفة عامة، ولكنَّ مجرد عرض قواعد اللغة تصيب الطلبة بالملل، ويعجزون عن تطبيقها. ومن المهم أن تدمج هذه الكتب بين وسائل متنوعة تشمل القواعد والأمثلة والتمارين والاختبارات، كل قاعدة تتبعها تمارين متعلقة بها؛ حتى ترسخ في أذهان الطلبة. وبعض الكتب تحتوي على جملة من النظريات في اللغة بعيدًا عن طرق تطبيقها، فهذا أيضًا يبعد الطالب عن استيعابها. ومن الجيد أن تتضمَّن هذه الكتب ملاحظات مهمة ومعاني المفردات الغريبة، بالإضافة إلى الصور والرسوم المطلوبة، وغيرها ما يفيد الطالب في الفهم والاستيعاب.

وأسلوب مثل هذه الكتب سيكون أجدر وأجود في أسلوب خطابي يفهم الطالب منه بشكل جيد وبشكل تدريجي؛ حتى يتقن ما فيها، ويطبّق التمارين المتعلقة بها.

ومن الملاحظ أيضًا، أن أهل البلاد غير الناطقين بها بعيدون عن سياقات الألفاظ والاصطلاحات المستخدَمة عنها، فلذا ينبغي أن تأخذ هذه الكتب بعين الاعتبار مصطلحاتهم واستعمالاتهم في اللغة مع سياقاتها اللاحقة. كما تعترضهم معوقات عندما يطّلعون على الكتب العربية بمختلف فنونها، ويكونون عاجزين عن فهم ما فيها، ولذا فتأليف شروح لمثل هذه الكتب يما يعادلها في لغتهم الأم يكون مهمًّا إذا اقتضت الحاجة ذلك.

المناهج التعليمية للغة العربية للناطقين بغيرها بين الإيجابيات والسلبيات

من ينظر في كتب اللغة العربية للناطقين بغيرها، سيجد أن كل كتاب منها قد أُلِّف بطريقة مختلفة عن الآخر ويتناسب مع طريقة تدريسه، أي أن لكل كتاب طريقة مستقلة.

جدير بالذكر أن بعض هذه الكتب أثبتت جدارتها لأسباب مهمة؛ وهي الالتزام بالخطة الزمنية المرسومة للكتاب، والالتزام بالخطة التدريسية الموضحة فيه، وجودة تأليف الكتاب، وكذلك التوافق بين المعجم اللفظي المستعمل وغير ذلك مما يرتبط بهذا الجانب. ولكن –للأسف- ثبت عدم فائدة بعض الكتب في هذا المجال، ومن أهم أسباب ذلك:

عدم التوافق والانسجام بين المكتسبات المعرفية.

عدم الانسجام في المعجم اللفظي.

وجود خلل في المادة العلمية المدونة في الكتاب، كاستخدام معلومات خاطئة.

ضعف طرق إيصال الفكرة الحقيقية.

عدم اعتماد الاصطلاحات والمعاني مع استعمالاتها اللاحقة.

عدم مراعاة القواعد المتعلقة بالعربية والمستجدات اللغوية.

عرض بعض القواعد العربية بدون تمارين.

عدم التوافق بين الأساليب والمفاهيم في الكتب.

التعقيد اللفظي ودمج المعاني مع المصطلحات الغربية المستخدمة في الكتب.

وهناك جوانب سلبيات أخرى نجدها عند تحليل مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. وإذا تم سدّ هذه الفجوات في المناهج ستسهل هذه العملية لدرجة تشوّق الطالب إلى متابعة تلك المناهج وتعلمها.

وبعض مناهج الجامعات الواقعة في ولاية كيرالا تستحق التقدير؛ مثل مناهج الوافي ومناهج الهدوي، وغيرها؛ فقد شُكِّلت وصُمِّمت استيعابًا لكل النواحي المتعلقة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ حيث يستطيع الطالب الإلمام باللغة العربية ووسائلها من حيث منهجية الدراسة، وبإشراف المعلمين المهرة فيها. والمناهج المتميزة تشجع الطلبة على استيعابها وفهمها.

قضايا متعلقة بنظام التدريس والطرائق بين الواقع والمأمول

لكل لغةٍ طريقة خاصة في تدريسها وتحصيلها في العموم، وهذا يمكن معرفته من خلال كتب طرائق تدريس اللغة العربية؛ إلا أن طرائق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها يطرأ عليها بعض التغيرات في تفاصيل الطريقة الجزئية فقط، مع بقاء الخط العام للطريقة ثابتًا.

ويجدر بنا أن نشير إلى بعض الطرائق المهمة والمتفق عليها في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، وهذه الطرائق معتمدة أيضًا في تعليم اللغة الأجنبية أيضًا.

لقد مرت طرائق تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها بالعديد من المراحل سعيًا وراء خطة عامة مستمدة من نظريات وفرضيات معينة لتعليم اللغة وتعلّمها، ويمكن للمعلم أن يتّبعها في تقديم المواد اللغوية في العملية التعليمية في قاعة الدرس من خلال إجراءات صفية تنطبق عليها، وإن اختيار طريقة مناسبة لتدريس اللغات الأجنبية تخضع لبعض الاتجاهات والطرائق التي يمكن إيجازها.

ولكن على سبيل المثال لا الحصر يمكن أن نذكر أبرز الاتجاهات وأشهر طرائقها لتعليم اللغة الثانية[3] فيما يلي:

 

طريقة القواعد والترجمة

تُعَدُّ هذه الطريقة من أقدم طرائق تدريس اللغات الأجنبية، ويرجع أصلها إلى تعليم اللغة اللاتينية واليونانية، الذي كان يتمحور حول الترجمة، وهذه الطريقة تقدم للمتعلم ثروة لغوية كبيرة، وتزوّده بالمفاهيم والمعارف والنصوص الأدبية؛ إلا أنها لا تركّز على تعليم اللغة بوصفها وسيلة للتواصل الاجتماعي، ولا تراعي الفروق الفردية، ومن أبرز عيوبها: استخدامها اللغة الأم في عملية التعليم[4].

الطريقة المباشرة

تركز هذه الطريقة على إتقان المهارات الشفوية بدون استخدام اللغة الأم داخل غرفة الدراسة، وتعلّم الأشياء والأفعال الجديدة عن طريق الربط بين تلك الأشياء ودلالاتها وألفاظها في اللغة الأجنبية، وعادة ما يكون دور المعلم توجيه التفاعلات، ويكون المتعلم مشاركًا فاعلاً، ويكثر استخدام الوسائل والأمثلة لتعميم المفردات[5].

طريقة القراءة

تركز هذه الطريقة على مهارة القراءة، وتتمحور حول قدرة المتعلم على قراءة اللغة الأجنبية قراءة صحيحة، وفهم المقروء من غير اللجوء إلى أسلوب الترجمة، وتهتم طريقة القراءة بالمدخل الشفوي، والقيام ببعض التدريبات الشفوية، مثل: القراءة الجهرية المرتبطة بالنص المقروء[6].

الطريقة السمعية الشفوية

تجمع هذه الطريقة بين الاستماع إلى اللغة أولاً، ثم السرد الشفوي ثانيًا، مع وجود عنصر مرئي؛ لمساعدة المتعلّم على تكوين صورة واقعية عن الصيغة اللغوية التي يجري تعلّمها. وتمتاز هذه الطريقة بالتخطيط المنظّم، واستخدام الوسائل التعليمية المختلفة، وبخاصة البصرية في شرح معاني الكلمات والجمل. والطالب الذي يدرس اللغة على وفق هذه الطريقة يجيد نطق اللغة الأجنبية؛ لأنها تقدم اللغة في مواقف لغوية طبيعية، وتتبع هذه الطريقة تسلسلاً معينًا للمهارات اللغوية، الاستماع، ثم الكلام، ثم القراءة، ثم الكتابة[7].

أما لو بحثنا عن طريقة أخرى مثل الطريقة الإفرادية في تدريس المهارات القدرات، وهي التي يقوم بها مدرس واحد لكل المهارات، وهذا بحد ذاته له إيجابيات، كما أن له سلبيات.

فمن إيجابياته: قدرة المعلم على رصد كل الجوانب المحيطة بالطالب والمادة التعليمية ومعرفة الثغرات وتلافيها، ومتابعة التطور لدى الطالب. أما عن سلبيات هذه الطريقة فقد يكون مستوى المدرس دون المأمول أو عنده نقص في طرائق التعليم ومهاراته، وبذلك يبقى الطلاب في دائرة المدرس الواحد. لذلك يحسن بنا أن نؤكد ضرورة الانسجام بين الطريقة ومستوى المعلم والكتاب بكل ما تعنيه الكلمة.

الطالب محور أساسي: بين الواقع والمأمول

من أبرز القضايا وأهمها البحث عن الطالب؛ حيث إنه أساس ومحور العملية التعليمة وهدفها، وكذلك مستوى الطالب يؤثر سلبًا وإيجابًا على تقدم أو تأخُّر العملية التعليمية، فالطالب يكون حريصًا على حصولها ويبذل قصارى جهده لاكتسابها، وكذلك مستواه الثقافي، كلها عوامل مؤثرة في تفاعله وتقدُّمه.

 وهناك أمر آخر وهو الاستعداد والدافعية عنده، فكلما كان الحماس موجودًا لتعلم اللغة العربية، كان هذا من العوامل الدافعة للطالب والمؤثرة في مستوى تعلمه، فبعض الطلاب مثلاً تحكمه دوافع اجتماعية أو فكرية أو دينية أو عملية لتعلم اللغة العربية، أو نجد بعض الطلاب يركزون على مهارة دون أخرى، وهذه بعض العوامل التي ترتبط بالطالب. وبعضهم يحكمهم سياقاتهم وبيئاتهم في تأثير اللغة العربية بحد.

ومن الملاحظ أيضًا أن بعضهم يلجأ لطرق فريدة لتحصيلها؛ بما فيها اتصالهم بالعرب عبر المنصات الأونلاين، وغيرها.

 لكن الحقيقة الصادقة هي قدرة المعلم خاصةً على جذب الطالب للغة، وقدرته على زرع الرغبة في نفسه لتعلمها، واستثمار كل الإمكانات الموجودة عند الطالب وتسخيرها في هذا السبيل. ومع التشجيع الدائم والمتابعة والاهتمام بها، يشرق المستقبل بين يدي الطالب حقًّا، بعون المدرس خاصة، وهو الأمر الذي يستحق كل التقدير.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن اختيار الطلبة للمدارس والمعاهد ينصبّ على تلك التي تهتم بتعليم اللغة العربية وتدريسها بطرق متميزة مع توافر المعلمين المهرة فيها، وهذا ما نشاهده في بلاد مثل ولاية كيرالا، التي قطعت بعض الأشواط المهمة في تعليم اللغة العربية وتدريسها بنجاح، ولا تزال تحاول التقدم في هذا المجال، والمدارس والمعاهد لا يُستغنَى عنه في هذه العملية النبيلة.

خاتمة

بعد عرض أبرز مشكلات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في ولاية كيرالا، يمكن القول: إن ولاية كيرالا تسير في طريق سليم نحو هدفها المنشودة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عبر المعاهد والمؤسسات التي تهتم بذلك.

ولكن هناك بعض الفجوات والمعوقات التي تواجهها، ومع إسهامات المدرسين وجهودهم المستمرة وبناء المعاهد والمدارس على أرضها يظهر بصيص الأمل في سيرها نحو الأمام. وستسير نحو التقدم والأفضل -بإذن الله- وتعالج هذه المشكلات بطرق مبتكرة والحلول الممكنة؛ لأن هذه اللغة تستحق عناية أكثر، وأبناؤها في طريقهم نحو تحقيق الأفضل.

 


 


[1] محمد بن إبراهيم الهزاع، صفات المعلم، دار القاسم، 2017م.

[2] التدريس طرائق وإستراتيجيات، مركز نون للتأليف والترجمة.

[3] الاتجاهات الحديثة في تعليم العربية لغة ثانية، شاكر رزق، جامعة السويس، ص 53.

[4] المصدر السابق نفسه.

[5] المصدر السابق نفسه.

[6] المصدر السابق نفسه، ص 53.

[7] المصدر السابق نفسه، ص22.

أعلى