• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لماذا تعلُّم أشراط الساعة؟(2-2)

ولا يزال المسلمون يُصنّفون الكتب في أشراط الساعة والفتن منذ وقتٍ مبكرٍ مع بداية حركة التأليف، إلى جانب ما تناوله كبار المحدثين لتلك الأبواب وإيرادهم لأحاديث الفتن في كتب السنة، كالكتب الستة تحت تبويب خاص


تناول المقال السابق حديث القرآن الكريم والسنة النبوية عن أشراط الساعة، وفي هذا المقال نستعرض الأخبار التي وردت في ذلك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ تدل على تداول تلك الأشراط بينهم، وترقُّبهم لما يقع من الغيوب التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم  لتمييز الخير من الشر فيها، ومواطن الإقدام والإحجام عنها، ولعلنا نستعرض جانبًا تاريخيًّا من تأثير ذلك:

 

(1) سياسة أمير المؤمنين الفاروق -رضي الله عنه- في الفتوحات، وتقديمه التمدُّد ناحية الشام على العراق وجهة المشرق؛ حذرًا من قرن الشيطان؛ حيث جاء في طلوعه مِن ثَمَّ، وفي ذم المشرق جملة أحاديث نبوية صحيحة مستفيضة، وإخباره بأن الفتنة ورأس الكفر وأصل الشر منه، كقوله: «الفتنة من هاهنا، الفتنة من هاهنا»، ويشير إلى المشرق، وقوله صلى الله عليه وسلم : «رأس الكفر نحو المشرق»، ونحو ذلك، وأشار ابن تيمية إلى أنه كان يفضل لذلك التوسع نحو الغرب، ولخبر النبي صلى الله عليه وسلم  في أهل الشام وفَضْلهم[1].

والشواهد كثيرة على ترقُّبه -رضي الله عنه- لخروج الشيطان بقرنيه من تلك الجهة، يشير لذلك سؤاله بين أصحابه عن فتنةٍ تموج كموج البحر، فوجدها عند حذيفة بن اليمان، وقال: «ليس عليك بها يا أمير المؤمنين بأس، بينك وبينها باب مُغلَق. قال عمر: فيُكسَر الباب أو يُفتَح؟ قال حذيفة: لا، بل ُيُكْسَر، قال عمر: فإنه إذا كُسِرَ لم يُغلَق أبدًا، قال حذيفة: أجل». يقول الراوي: فهِبْنَا أن نسأله من الباب، فقلنا لمسروق: سَلْه، قال: فسأله، فقال: عمر -رضي الله عنه-. قال: قلنا، فعلم عمر مَن تعني؟ قال: نعم، كما أن دون غد ليلة؛ وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط[2].

فلما قُتِلَ عمر أقبلت أول الفتن وأعظمها بقتل خليفة المسلمين عثمان -رضي الله عنه-، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من نجا من ثلاث؛ فقد نجا -ثلاث مرات-: موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق مُعطيه»[3].

وانفتح باب الفتنة إلى يوم القيامة[4]. فوقعت الجمل وصفين، ثم ظهر الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق، وأقبلت البدع من هناك، ووقع فساد ذات البين وافتراق الكلمة وفساد النيات إلى يوم القيامة، وكان رسول الله يُحذِّر من ذلك ويعلمه قبل وقوعه، وذلك دليل على نبوّته[5].

(2) إمساك أكثر الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن القتال في الفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه-، واعتزال غالب الأصحاب لها؛ فإن الناس -كما ذكر ابن تيمية- كانوا في زمن عليّ -رضي الله عنه- على ثلاثة أصناف: صنف قاتلوا معه، وصنف قاتلوه، وصنف لا قاتلوه ولا قاتلوا معه، وأكثر السابقين الأولين كانوا من هذا الصنف. وروي في ذلك عن محمد بن سيرين قال: «هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  عشرة آلاف، فما حضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين»[6].

ولم يكن في العسكرين بعد عليّ أفضل من سعد بن أبي وقاص، وكان كغيره يراه قتال فتنة[7]. وهو الذي يروي عند فتنة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، قال: أفرأيت إن دخل عليّ بيتي وبسط يده إليَّ ليقتلني؟ قال: كن كابن آدم»[8].

وهذا حديث يرويه جملة من الصحابة عملوا بما فيه، وتركوا القتال؛ كأبي هريرة، وأبي بكرة الثقفي، وأبي موسى الأشعري، وغيرهم، وروي عن أبي هريرة قال: «إني لأعلم فتنة يُوشك أن تكون التي معها قبلها كنفجة -وثبة- أرنب، وإني لأعلم المخرج منها، قلنا: وما المخرج منها؟ قال: أُمسك بيدي حتى يجيء من يقتلني»[9].

وكان ابن عمر يقول: لو حدثكم أبو هريرة أنكم تقتلون خليفتكم، وتفعلون كذا وكذا، لقلتم: كذب أبو هريرة[10]. وكذا ترك محمد بن مسلمة الأنصاري القتال، وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا محمد بن مسلمة، إنها ستكون فتنة وفُرْقة واختلاف، فإذا كان ذلك فاكسر سيفك، واكسر نبلك، واقطع وَتَرك، واجلس في بيتك»، فقد وقعت الفتنة وفعلت الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم [11]. وكذا عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد بن حارثة، وجرير بن عبد الله البجلي، وعمران بن حصين الخزاعي، والمغيرة بن شعبة، وعقبة بن عمرو، أبو مسعود الأنصاري، كلهم امتنعوا ونَهوا عن الدخول في تلك الفتنة.

في حين كان الناس يسألون عليّ بن أبي طالب وعمار بن ياسر عن عَهْد من رسول الله صلى الله عليه وسلم  بشيءٍ من ذلك القتال، فلا يجدون، فعن قيس بن عباد قال: قلت لعمار: أرأيت قتالكم رأيًا رأيتموه؟ -فإن الرأي يخطئ ويصيب- أو عهدًا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: ما عَهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم  شيئًا لم يعهده إلى الناس كافة[12].

وثبت كذلك عن جماعة من التابعين؛ منهم الحارث بن سويد، وقيس بن عباد، وأبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي، ويزيد بن شريك، وأبو حسان الأجرد، وغيرهم أن كلاً منهم قال: قلتُ لعليٍّ: هل عندكم شيء عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يعهده إلى الناس؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهمًا يُؤتيه الله عبدًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قيل: وما في هذه الصحيفة؟ فإذا فيها العقل وفكاك الأسير، وأن لا يُقتل مسلم بكافر، وأن المدينة حرم ما بين عير إلى ثور. وسأله آخر: أخبرنا عن مسيرك هذا، أعهدٌ عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم  أم رأي رأيته؟ قال: ما عَهد النبي صلى الله عليه وسلم  إليَّ شيئًا، ولكنه رأي رأيته[13].

وكادت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن ترجع، وتسكّن الفتنة، لما أن مرَّت في مسيرها للبصرة بماء يُقال له الحوأب، فنبحتهم كلاب عنده، فضربت بإحدى يديها على الأخرى، وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون! ما أظنني إلا راجعة. قالوا: ولِمَ؟ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول لنسائه: «ليت شعري! أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب». وفي رواية: «أيتكن صاحبة الجمل الأدبب؟ يُقتل حواليها قتلى كثيرون، وتنجو بعد ما كادت»[14].

ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته، وقالت: رُدّوني، أنا والله صاحبة ماء الحوأب، فأناخ الناس حولها يومًا وليلة، وقال لها عبد الله بن الزبير: «إن الذي أخبرك أن هذا ماء الحوأب قد كذب»، ولم يزل بها وهي تمتنع.

وجاء في رواية أن الزبير قال لها: ترجعين؟! عسى الله أن يُصْلِح بكِ بين الناس، ثم قال الناس: النجاء النجاء! هذا جيش علي بن أبي طالب قد أقبل، فارتحلوا نحو البصرة[15]. ثم ندمت على مسيرها، وعتبت على ابن عمر -رضي الله عنهما- وقد منع أخته حفصة أن تسير معهم، وقالت: ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلاً قد استولى عليك، وظننتُ أنك لن تُخالفيه، يعني: ابن الزبير. قالت: أما إنك لو نَهيتني ما خرجتُ[16].

ولما قُتل عمار يوم صفين اضطرب معسكر معاوية -رضي الله عنهما-، وقد علم الناس ما ثبت في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  أنه تقتله الفئة الباغية[17]. حتى ذكر أن خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين كان ممن شهد صفين مع عليّ ولم يقاتل، فلمّا قُتل عمار بن ياسر جرد سيفه وقاتل حتى قُتل، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «تقتل عمارًا الفئة الباغية»[18]. فألجأ ذلك معاوية لتأويل الحديث، وحرَّفه عن معناه، وقال: أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاءوا به[19].

 (3) قتال عليّ -رضي الله عنه- للخوارج، لما رأى مطابقة صفاتهم لصفات الفئة المارقة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم  أنهم يخرجون في أُمته، فاجتهد في التحقق من علامة ذلك، وأن فيهم المخدج ذا الثدية، فقال عليّ: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقال: ارجعوا فانظروا فو الله ما كَذبت ولا كُذبت، مرتين أو ثلاثًا، فقام عليّ بنفسه حتى أتى ناسًا على جانب النهر في أربعين أو خمسين قتيلًا بعضهم إلى بعض، فقال: أخِّروه فوجدوه مما يلي الأرض، فأتوه به حتى وضعوه بين يديه، فكبر، ثم قال: صدق الله وبلَّغ رسوله، ولولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو لسمعتَ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فاستحلفه ثلاثًا وهو يحلف له أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم [20].

(4) تفاعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم  مع الوقائع والدعاوى التي تُطلَق وكأنها من الأشراط، فتكشف عن عِلْم وفهم وتوجيه دون إنكار لها، كما وقع حين نادى منادٍ بالكوفة أن الدجال قد خرج، فجاء رجل إلى حذيفة بن أسيد، فقال له: أنت جالس هاهنا وأهل الكوفة يقاتلون الدجال! فقال له: اجلس، ثم جاء عريفهم، فقال: أنتما هاهنا جالسان وأهل الكوفة يطاعنون الدجال! فقال له حذيفة: اجلس، فمكثوا قليلاً، ثم جاء آخر، فقال: إنها كذبة صبّاغ، فقالوا لحذيفة: حدِّثنا عن الدجال؛ فإنك لم تحبسنا إلا وعندك منه عِلْم، فقال حذيفة: «لو خرج الدجال اليوم إلا ودفنه الصبيان بالخذف، ولكنه يخرج في قلة من الناس، ونقص من الطعام، وسوء ذات بَيْن، وخفقة من الدين»[21].

ولما فتحت إصطخر نادى منادٍ: ألا إن الدجال قد خرج! قال الراوي: فلقيهم الصعب بن جثامة؛ فقال: لولا ما تقولون لأخبرتكم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذِكْره، وحتى تترك الأئمة ذِكْره على المنابر»[22]. وكذا لما هاجت ريح حمراء بالكوفة، فجاء رجل ليس له هجيرى إلا: يا عبد الله بن مسعود! جاءت الساعة قال: وكان متكئًا فجلس، فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يُقسم ميراث، ولا يُفرَح بغنيمة... الحديث[23].

وكانت الآثار حاضرة دائمًا في غير ذلك من الحوادث والفتن، بعضها كما مر خصّ به رسول الله أصحابها كعثمان وعلي -رضي الله عنهما- في مقتلهما، وعائشة في خروجها، وبعضه شاع في الناس كفتوح البلدان، ومقتل عمار، وصلح الحسن، وبعضه علمه ناس دون آخرين كمقتل الحسين وبيعة الصبيان عند الستين التي كان يتعوّذ منها أبو هريرة، وحوادث غير ذلك كثيرة ذُكِرَت في كتب الفتن، والله أعلم بصحتها.  

 (5) وعلى مستوى الدولة، وتداول الحكم؛ كانت كذلك حاضرة بقوة، فعبد الله بن الزبير تسمى في الحجاز بعائذ البيت، في حين كان المختار الثقفي بالعراق يُلقِّب محمد بن الحنفية بالمهدي يجمع بذلك الناس عليه. وهو أول من افتتح هذا الباب[24].

فروي أن الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وعبيد الله بن القبطية دخلوا حينئذ على أم سلمة أم المؤمنين، فسألوها عن الجيش الذي يُخْسَف به، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يعوذ عائذ بالبيت فيُبْعَث إليه بَعْث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خُسِفَ بهم»[25].

وبنو العباس كانوا يرون أنفسهم أصحاب الرايات السود آخر الزمان، فقال قائلهم على منبر الكوفة: «واعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج عنا، حتى نسلّمه إلى عيسى ابن مريم -عليه السلام-» [26].

ولما خرجوا لقتال مروان بن محمد -آخر خلفاء بني أمية- عند الزاب من أرض الجزيرة، وتصافّ الفريقان في أول النهار، قال مروان لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز: إن زالت الشمس يومئذ ولم يقاتلونا كنا نحن الذين ندفعها إلى عيسى ابن مريم، وإن قاتلونا قبل الزوال فإنا لله وإنا إليه راجعون[27]. وصفحات التاريخ تحمل الكثير من ذلك.

ولعل دعوى المهدية المتكرّرة التي لم يخلُ منها قرن من تاريخ الإسلام الممتد شاهِدة على حضور تلك الآثار التي تواترت عن النبي صلى الله عليه وسلم  في ظهور المهدي آخر الزمان، حتى روي عنه قوله: «لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلًا مني، أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا»[28].

فما زال يخرج -خاصة من الهاشميين- الواحد بعد الآخر، كلهم يرجو أن يكون صاحبه، حتى سمى الخليفة أبو جعفر المنصور ابنه محمد بن عبد الله بالمهدي فما كان به. قال ابن تيمية: «ولما كان الحديث المعروف عند السلف والخلف أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال في المهدي: «يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي»، صار يطمع كثير من الناس في أن يكون هو المهدي، حتى سمى المنصور ابنه محمدًا ولقبه بالمهدي مواطأةً لاسمه باسمه واسم أبيه باسم أبيه، ولكن لم يكن هو الموعود به»[29].

ثم لا يزال المسلمون يعلّمون صغارهم أحاديث الدجال؛ لعلمهم بخَطَره، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم  حذَّر، وقال: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خَلْق أو أَمْر أكبر من الدجال»، فكان أبو محمد عبد الرحمن بن محمد المحاربي أحد أتباع التابعين، المتوفى سنة خمس وتسعين ومائة، يقول في حديث طويل رُوِيَ في شأن الدجال: إنه ينبغي أن يُدفَع -حديث الدجال- إلى مؤدّب الأبناء ليعلّمه الصبيان في الكتَّاب[30]. وكذا قال النووي وغيره: كان السلف يستحبّون أن يُلقّن الصبيان أحاديث الدجال ليحفظوها وترسخ في قلوبهم ويتوارثها الناس[31].

وقال البرزنجي -المتوفى أوائل القرن الثاني عشر الهجري-: «ولما كانت الدنيا لم تُخْلق للبقاء ولم تكن دار إقامة، وإنما هي منزلٌ من منازل الآخرة، جُعِلَتْ للتزود منها إلى الآخرة، والتهيُّؤ للعرض على الله ولقائه، وقد آذنت بالانصرام وولَّت، لذا كان حقًّا على كل عالم أن يُشِيع أشراطها، ويبث الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويسردها مرةً بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من سِنَة الغفلة، ويغتنموا المهْلة قبل الوَهلة»[32].

ويقول السفاريني -المتوفى نهاية القرن الثاني عشر الهجري-: «ومما ينبغي لكل عالمٍ أن يبث أحاديث الدجال بين الأولاد والنساء والرجال، وقد ورد أن من علامات خروجه نسيان ذِكْره على المنابر، فينبغي لكل عالِم، ولا سيما في زماننا هذا الذي اشرأبت فيه الفتن، وكثرت فيه المِحَن، واندرست فيه معالم السنن، وصارت السنة فيه كالبدع، والبدعة شرعًا يُتَّبع، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم»[33].

ولا يزال المسلمون يُصنّفون الكتب في أشراط الساعة والفتن منذ وقتٍ مبكرٍ مع بداية حركة التأليف، إلى جانب ما تناوله كبار المحدثين لتلك الأبواب وإيرادهم لأحاديث الفتن في كتب السنة، كالكتب الستة تحت تبويب خاص؛ فالبخاري ضمَّن كتابه الصحيح كتاب الفتن ذَكَر فيه بعض أشراط الساعة، وأبو داود في سننه: كتاب الفتن، وكتاب المهدي، وكتاب الملاحم، والترمذي في سننه: كتاب الفتن، ذكر فيه باب ما جاء في أشراط الساعة، وهكذا لا يكاد يخلو كتاب من كتب الحديث أو العقيدة عن ذِكْر أشراط الساعة أو بعض منها[34].

ولا يزال الناس على إيمانهم بأشراط الساعة وتداولهم للفتن وترقُّبهم وقوعها، حتى كثر من يشكّكهم فيها، أو يُزهّدهم في جدوى دراستها أو معرفتها[35]؛ يحضُّهم على ذلك أمران[36]:

(1) دَجل بعض الخائضين وتَخرُّصهم، وتسرُّع الكثيرين بالجزم في حوادث أنها مما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم  كذا وكذا، ثم تكشف الأيام عن غير ذلك، أو استعجال آخرين وقوع بعضها كدعوى المدّعي أنه المهدي أو السفياني أو القحطاني، أو غير هؤلاء مما سطّرته حوادث التاريخ قديمها وحديثها، وترتب عليه من الفساد العريض، فلما رأوا تلك الفوضى فكّروا في الإجهاز عليها بوأد هذه الآثار، وإنكار تلك الأشراط جملةً أو تفصيلًا.

(2) اعتقادهم أن تعلُّق الناس ببعض تلك الآثار -وخصوصًا ظهور المهدي أو نزول عيسى بن مريم عليه السلام- له دور في استسلامهم للواقع المؤسف الذي تعيشه الأمة المسلمة، أو هروبًا من مواجهته والنهوض في خدمة الدين والعمل له؛ انتظارًا للخلاص الذي يأتي آخر الزمان، وادعاء البعض أن ذلك من التأثر بعقيدة الانتظار لمهدي السرداب الإمام المنتظر الذي تنتحله الرافضة ليقاتلوا تحت لوائه.

ومع الإقرار بكثرة الدجل والانتحال في هذا الباب؛ إلا أن الصحيح منه كثير -بحمد الله- يُميّزه أهله ويُدْرَك في مظانّه، وهو ما قصدناه بكلامنا هنا، وله ضوابط لفهمه -كسائر أبواب العلم- جرّد فيه الكثيرون أقلامهم لمنع مثل تلك الشطحات[37]. ولا يُعْقَل أن نعود على بعض النصوص الثابتة بالتشكيك -كالنصوص المتواترة في خروج المهدي[38]-؛ لأن بعض الكذابين ينتحلونها، فإن أَبى البعض إلا ذلك؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  قوله: «وإنه سيكون في أُمّتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي»[39]. ولا يقتضي ذلك تكذيبًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولا بمقام النبوة، فيلزمهم من ذلك ما لزم هؤلاء.

وتعلُّم أشراط الساعة وترقُّبها لم يكن يومًا مدعاة للقعود عن العمل عند أهل السنة ولا غيرهم، بل كان ما يزال حافزًا عليه دافعًا إليه، وانظر إلى هذا الارتباط في كلام النبي صلى الله عليه وسلم : «بَادِرُوا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو خاصة أحدكم أو أمر العامة»[40]. كان قتادة يقول إذا قال: وأمر العامة، قال: يعني أمر الساعة[41].

وعنه صلى الله عليه وسلم : « بادِرُوا بِالأعمالِ سبعًا، هل تَنظُرُونَ إلّا فَقرًا مُنْسِيًا، أو غِنًى مُطْغِيًا، أو مَرَضًا مُفسِدًا، أو هَرَمًا مُفَنِّدًا، أو مَوتًا مُجْهِزًا، أو الدَّجالُ، فشَرُّ غائِبٍ يَنتَظِرُ، أو الساعةُ، فالساعةُ أدْهى وأمَرَّ»[42]. وقوله صلى الله عليه وسلم : «بادِرُوا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَض من الدنيا»[43].

ثم إن دعوى تعلل البعض بعقيدة الانتظار لمهدي الرافضة لا تخدم قائليها، بل تقلب الاحتجاج عليهم؛ فإن تاريخ الرافضة يشهد بمكرهم الذي لا يتوقف وكيدهم الذي لا يَكِلّ ولم يُثنهم اختباؤه في السرداب عن العمل، حتى إنهم حديثًا سيطروا على أربعة عواصم عربية، وأوشكوا على امتلاك قنبلة ذرية، فأين الانتظار في ذلك؟! وليس انتظار مُبشَّرٍ به في آخر الزمان من عقيدة أهل الإسلام وحدهم، بل عند ملتي اليهود والنصارى كما ذكر ابن القيم فقال: «والمهدي المعلوم الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم  وأخبر بخروجه، وهي تنتظره كما تنتظر اليهود القائم الذي يخرج في آخر الزمان فتعلو به كلمتهم، ويقوم به دينهم، ويُنصرون به على جميع الأمم، والنصارى تنتظر المسيح يأتي قبل يوم القيامة فيقيم دين النصرانية، ويبطل سائر الأديان، فالملل الثلاث تنتظر إمامًا قائمًا يقوم في آخر الزمان، ومُنتظَر اليهود الدجال الذي يتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفًا، والنصارى تنتظر المسيح عيسى ابن مريم، ولا ريب في نزوله، ولكن إذا نزل كسر الصليب وقتل الخنزير وأباد الملل كلها سوى ملة الإسلام»[44].

ثم إن تلك الأشراط كما كانت تَكِئَة تسلَّقها بعض الأدعياء عبر التاريخ، كانت كذلك بابًا تسارع فيه الأصفياء للحاق ركب الفاتحين، كأم حرام -رضي الله عنها- لما علمت بأول جيش يغزون البحر، وأبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- لمَّا علم بالجيش الذي يفتح القسطنطينية، ولم يتم لهم ذلك إلا في القرن التاسع الهجري، وكان حلمًا يراود الكثيرين حتى فُتِحَت على يد السلطان العثماني الفاتح محمد بن مراد، وغيرها من الحوادث التي بشَّر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولم تقع بعد، ويُبلي فيها الصالحون بلاءً حسنًا إن شاء الله. وقد بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم  بطائفةٍ من أُمته لا يزالون ‌‌يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة[45]. وفي رواية: «حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال»[46]. وفي أخرى: «فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير، ليكرم الله هذه الأمة»[47].

وعلى الجانب الآخر من ذلك، فما يزال تسرُّع البعض -بعيدًا عن تلك الأشراط- وسَوق الناس نحو مغامرات غير مدروسة وتحركات عاطفية، لا تُبنَى على إدراك لواقع الأمة ومحيطها المتربص وعلمٍ بالمآلات، تُستنزف فيها الطاقات ثم تذهب معها الآمال أدراج الرياح هو السبب الأقرب لليأس الذي دبَّ في أوساط العاملين الراغبين في النصرة والعمل للدين، فإن الإقدام ليس ممدوحًا في جميع أحواله، بل قد يكون الإقدام الأهوج أضرّ على الأمة من القعود المستكين.

 وقد سبقت الإشارة لموقف الممْسِكين عن القتال عن غير جُبْن وضعف في الفتنة بعد مقتل عثمان -رضي الله عنه- وجرّت على الأمة الكثير من الويلات؛ رغم استفزاز الكثير لهم للخروج والمشاركة، وكانوا أقرب الطوائف للحق يومئذ إن شاء الله، وما ذاك إلا لعلمهم بالفتنة والمخرج منها وتمسكهم بذلك، فإن الفتن -كما قال حذيفة- مُشبَّهة مقبلة، وتبين مدبرة، لذا كان حذيفة -وقد توفي بعد مقتل عثمان بأربعين يومًا- ينهى ويقول: «إيّاكم والفتن؛ لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلاّ نسفته كما ينسف السيل الدمن»[48].

وقد بينت لنا بعض الأخبار النبوية أن التعقُّل وملاحظة الواقع سبب رئيس في السلامة والنجاة منها، مصداق ذلك قول صلى الله عليه وسلم  في الدجال: «مَن سمع بالدجال فلْينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يُبعث به من الشبهات»[49]. وكما أخبر في خروج يأجوج ومأجوج: «فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحَرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون»[50].

وقد سطر التاريخ بالدم جُرحًا غائرًا في جسد الأمة ونفوس المسلمين، بغفلتهم عن تنبيه سيد المرسلين: «دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم»[51]. وكان معاوية -رضي الله عنه- ينهى عن تحريكهم، وكتب إلى عامله بأرمينية جوابًا -بعدما بلّغه أنه أوقع فيهم-: «ثكلتك أمك، لا تُحرّكهم بشيء، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «تاركوا الترك ما تركوكم»[52].

فكان كذلك حتى استفزهم السلطان علاء الدين خوارزم شاه صاحب خرسان أوائل القرن السابع الهجري، فأقبلت جحافل التتار تكنس البلاد وتقتل العباد حتى سقطت عاصمة الخلافة بغداد، قال ابن كثير: «وقد قَتل جنكيز خان من الخلائق ما لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم، ولكن كان البُداءة من خوارزم شاه، وقد ورد الحديث: «اتركوا الترك ما تركوكم»[53].

فالصبر على قضاء الله واستفراغ الوسع في العمل والإعداد انتظارًا لفرج من الله أو لحظة مواتية هو المنهج الذي سار عليه أهل السُّنة، وليس هذا مقام تفصيل ذلك، ويكفي من ذلك قول أنس بن مالك -رضي الله عنه- وقد جاءه الناس يشكون ما يلقونه من الحجاج -وقد ذاق منه أنس رضي الله عنه ما ذاق الناس وأشد- فقال: «اصبروا؛ فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم »[54].

 ثم ما لبثوا أن نفّث الله عليهم بأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز حتى ظنه البعض المهدي، فعن وهب بن منبه قال: «إن كان في هذه الأمة مهدي فهو عمر بن عبد العزيز، قال ابن كثير: ونحو هذا قال قتادة وسعيد بن المسيب وغير واحد»[55].

 وكتب حبيب بن سالم حديث الأمراء إلى يزيد بن النعمان بن بشير -وكان من صحابة عمر بن عبد العزيز الخليفة-، فقال له: «إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاضّ والجبرية، فأدخل كتابه على عمر بن عبد العزيز فسُرَّ به وأعجبه»[56].

ثم إنه يتأكد تعلُّم أشراط الساعة الآن لأمور مهمة؛ منها:

(1) اكتمال ظهور الكثير من علاماتها، فتصبح أقرب من أيّ زمن مضى، وكذلك كل علامة تؤكد اقتراب ما وراءها من الفتن[57]. يشير لذلك ما جاء من حديث ابن حوالة أن صلى الله عليه وسلم  وضع يده على رأسي، أو قال: على هامتي، ثم قال: «يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك»[58].

وجاء بعد فتنة يأجوج ومأجوج: «ففيما عهد إليَّ ربي -عز وجل- أن ذلك إذا كان كذلك، فإن الساعة كالحامل المتمّ التي لا يَدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلاً أو نهارًا»[59].

(2) انتشار الجهل عامة، وبالفتن خاصة، وفي العلم بها نجاة منها -إن شاء الله-، وقد كان حذيفة يقول: «لوددتُ أنّ عندي مئة رجل قلوبهم من ذهب فأصعد على صخرة فأحدّثهم حديثًا، لا يضرهم بعده فتنةٌ أبدًا، ثم أذهب فلا أراهم ولا يروني أبدًا»[60].

وقد عبّر أبو إدريس الخولاني عن دور ذلك العلم في العصمة من الفتن بقوله: «إنها فِتَن قد أظلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس، إلَّا من كان يعرفها قبل ذلك»[61]. ثم النجاة من أولها نجاة من أخرها -إن شاء الله-، فالفتن تُسلّم بعضها بعضًا، كما جاء عن حذيفة لما ذكر الدجال عند رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها، وما صُنِعت فتنةٌ -منذ كانت الدنيا- صغيرةً ولا كبيرة إلا لفتنة الدَّجال»[62]. والآيات آخر الزمان كما شبَّهها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الآيات خرزات منظومات في سلك، فإن يُقطع السلك يتبع بعضها بعضًا»[63].

نسأل الله العصمة من الفتن.


 


[1] انظر: (الفتاوى): ص4/446-448.

[2] انظر: (صحيح البخاري): رقم 1435.

[3] انظر: (مسند أحمد): رقم 16973.

[4] انظر: (المنهاج): ص4/546.

[5] انظر: (شرح صحيح البخاري) لابن بطال: ص10/44.

[6] انظر: (المنهاج): ص4/326، وص6/236-237.

[7] انظر: (الفتاوى): ص35/77، وانظر (المنهاج): ص7/57، وص6/335، وص4/393، وص6/111-113، وص4/502.

[8] انظر: (سنن الترمذي): رقم 2194.

[9] انظر: (مصنف عبد الرزاق): رقم 21844.

[10] انظر: (الفتاوى) لابن تيمية: ص2/218.

[11] انظر: (معجم الطبراني): رقم 517.

[12] انظر: (صحيح مسلم): رقم 9- (2779).

[13] انظر: (صحيح البخاري): رقم 111، وانظر (المنهاج): ص6/111-113.

[14] انظر: (مسند أحمد): رقم 24654، وانظر (السير) للذهبي: ص1/259.

[15] انظر: (البداية) لابن كثير: ص6/211، وص7/231، وانظر (الكامل) لابن الأثير: ص2/573.

[16] انظر: (السير): ص3/211، و(التاريخ): ص2/507.

[17] انظر: (صحيح مسلم): رقم 72 - (2916)، وانظر (السير): ص1/421، قال الذهبي بعد أن ساق طرقًا للحديث: وفي الباب عن عدة من الصحابة، فهو متواتر. قال يعقوب بن شيبة: سمعت أحمد بن حنبل سئل عن هذا، فقال: فيه غير حديث صحيح عن النبي ﷺ وكره أن يتكلم في هذا بأكثر من هذا.

[18] انظر: (الكامل): ص2/677.

[19] انظر: (البداية) لابن كثير ص6/215، وص7/270.

[20] انظر: (صحيح مسلم): رقم 156 - (1066)، ورقم 157 - (1066)، وانظر (المنهاج): ص6/332، وانظر (البداية) لابن كثير: ص7/291.

[21] انظر: (مصنف عبد الرزاق): رقم 21905.

[22] انظر: (مسند أحمد): رقم 16667.

[23] انظر: (مسند أحمد): رقم 3643.

[24] انظر: (البداية) لابن كثير: ص8/221، وانظر (الكامل): ص3/257.

[25] انظر: صحيح مسلم): رقم 4 - (2882).

[26] انظر: (البداية): ص10/42.

[27] انظر: (البداية): ص10/43.

[28] انظر: (سنن أبي داود): رقم 4282، وانظر (الإذاعة) للقنوجي: ص150.

[29] انظر: (المنهاج): ص4/95-98.

[30] انظر: (سنن ابن ماجه): رقم 4077.

[31] انظر: (القناعة) للسخاوي: ص1/10.

[32] انظر: (الإشاعة) للبرزنجي: ص26.

[33] انظر: (لوامع الأنوار): ص2/106-107.

[34] انظر: (أشراط الساعة) لعبد الله الغفيلي: ص27-31، ذكر المؤلف قرابة الثلاثين كتابًا في الفتن والملاحم عامة، وغيرها مما أفرد في مسائل بعينها كالمهدي والدجال ونزول عيسى ابن مريم، وانظر (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) حمود التويجري: ص27-30.

[35] انظر: (النهاية) لابن كثير: ص1/164، وانظر (آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى) مشاري سعيد المطرفي: ص 164،- انظر: (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) حمود التويجري: ص59، وص70، وص160، وص287-288.

[36] انظر: (العراق في أحاديث وآثار الفتن) مشهور بن حسن: ص620.

[37] انظر: (معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة) لعبد الله العجيري. انظر: (فقه أشراطِ السَّاعَة) لمحمد بن إسماعيل المقدم، وانظر (العراق في أحاديث وآثار الفتن) مشهور بن حسن.

[38] انظر: (الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر) حمود التويجري: ص42-45، وذكر عدد كثيرًا من أئمة العلم الذين قالوا بصحة الآثار فيه وتواترها.

[39] انظر: (سنن أبي داود): رقم 4252.

[40] انظر: (صحيح مسلم): رقم 128 - (2947).

[41] انظر: (النهاية): ص1/84.

[42] انظر: (سنن الترمذي): رقم 2306.

[43] انظر: (صحيح مسلم): رقم 186 - (118).

[44] انظر: (المنار المنيف): ص154.

[45] انظر: (صحيح مسلم): رقم 247 - (156).

[46] انظر: (سنن أب داود): رقم 2484.

[47] انظر: (مسند أحمد): رقم 14720.

[48] انظر: (مصنف عبد الرزاق): رقم 21817.

[49] انظر: (سنن أبي داود): رقم 4319.

[50] انظر: (صحيح مسلم): رقم 110- (2937).

[51] انظر: (سنن أبي داود): رقم 4302.

[52] انظر: (المعجم الكبير) للطبراني: رقم 883.

[53] انظر: (البداية): ص13/118-119.

[54] انظر: (صحيح البخاري): رقم 7068.

[55] انظر: (البداية) لابن كثير: ص9/200.

[56] انظر: (مسند أحمد): رقم 18406.

[57] انظر: (الإذاعة) للقنوجي: ص147.

[58] انظر: (سنن أبي داود): رقم 2535، وانظر (مسند أحمد): رقم 22487.

[59] انظر: (مسند أحمد): رقم 3556.

[60] انظر: (مصنف ابن أبي شيبة): رقم 37168.

[61] انظر: (مصنف ابن أبي شيبة): رقم 37195.

[62] انظر: (مسند أحمد): رقم 23304.

[63] انظر: (مسند أحمد): رقم 7040.

أعلى