• - الموافق2024/11/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
غزوة الخولاني لمملكة الفرنج الجنوبية وحصار طولوشة

يشير المستشرق الفرنسي، رينو في كتابه (غارات العرب على فرنسا) إلى أن العرب في تغلغلهم في فرنسا؛ لم يكونوا مقتصرين على نية الاستيلاء على هذه المملكة فقط، وإدخالها في الإسلام


بعد أن انتهى السمح بن مالك الخولاني، أمير الأندلس (رمضان 100- ذي الحجة 102هـ)، من فتح مدينة أربونة في رمضان سنة 102هـ، وشحنها بالمجاهدين، وجعلها قاعدة إسلامية للجهاد فيما وراء البرت، وبعد أن استكمل فتح ولاية سبتمانيا القوطيّة الساحلية، وقضى على آخر فلول المقاومة القوطية التي فرَّت من الأندلس وتحصَّنت في معاقل هذه المنطقة؛ توغَّل في غالة (فرنسا)، وتحديدًا في جنوبها الغربي؛ وذلك لغزو مملكة الفرنج الجنوبية، أو دوقية أكيتانيا، التي يسميها العرب «أقطانية». فلماذا زحف السمح على مقاطعة أقطانية؟ وما أهمية هذه المقاطعة؟ وإلى ماذا انتهت الحملة؟ 

أولاً: لماذا زحف السمح بن مالك على أقطانية؟

كانت غالة (فرنسا) -غداة عبور السمح إليها- مقسمة إلى عدد من مراكز القوى، التي تتوزع مساحتها الشاسعة، أهمها: دوقية أكيتانية المذكورة، والواقعة في جنوب غربي فرنسا حاليًا، بين نهر اللوار شمالاً، ونهر الجارون جنوبًا، ونهر الرون شرقًا، وخليج بسكاي غربًا. ثم دوقية بروفانس، في شمال سبتمانيا الشرقي، وعاصمتها أبنيون، الواقعة على وادي رودنة (نهر الرون). وإلى الغرب من هذا النهر، تقع دوقية برغندية، وعاصمتها ليون. وكانت المنطقة الواقعة في شمال أقطانية، بعد نهر اللوار، خاضعة للدولة الميروفنجية، وتشمل معظم الغالات وعاصمتها باريس.

واختار السمح التوجُّه على رأس جيشه؛ لضرب معاقل القوة الرئيسية الأقرب إلى أربونة، القاعدة الإسلامية الجديدة وراء جبال البرت، والأكثر خطرًا عليها، والتي كانت تتمثل، إذ ذاك، في دوقية أكيتانية، وكانت تمثل مركز الثقل لدى الفرنجة، بعد المملكة الفرنجية الواقعة في شمالها، ولذلك قصدها السمح؛ لأن الضربة، التي ستُوجَّه لهم هنا، ستكون أجدى، وقد يكون لها أثرها في التعجيل بالفتح؛ إذا أراد الله ذلك.

لقد زحف السمح على رأس جيشه، توًّا وبشكل مباشر، نحو قلب هذه الدوقية؛ في محاولةٍ منه لفتحها، ولكي يضرب أولئك الفرنج، الذين رفضوا دعوة الإسلام، في عقر دارهم، وتأديب سيد هذه الدوقية، وهو الدوق أودو، الذي كان ظهيرًا لفلول القوط، الذين فرُّوا من وجه الزحف الإسلامي، واستقروا في وديان وشعاب جبال البرتات المرتفعة، ويُقدِّم لهم المساعدات، كما أنه قدّم لبعضهم الملاذ والمأوى في بلاده، وكان طبيعيًّا أن يلجأ مَن نجا بجلده من أفراد البيت القوطي المالك في إسبانيا، إلى أودو دوق أكيتانيا؛ لأنه كان الزعيم الإفرنجي الأقوى، في جنوب فرنسا، كما أن دوقيته، كانت هي الأقرب إلى إسبانيا؛ إذ لم تكن تفصل بين أراضيهما سوى جبال البرتات.

وتذكر بعض المصادر الحديثة، أن الدوق أودو أراد استغلال هذه الأوضاع لصالحه؛ لكي يُقوِّي سُلطته على جنوب فرنسا. وأيًّا كان الأمر، فإن الحقيقة الباهرة، والتي لا خلاف عليها تبقى، وهي أن السمح قد جعل فتح هذه الدوقية (أقطانية) هدفه التالي، بعد فتح مقاطعة سبتمانية، وذلك، بطبيعة الحال، قبل التغلغل شمالًا في أعماق بلاد غالة، التي كان العرب يطلقون عليها، اسم «الأرض الكبيرة»، وهي فرنسا حاليًّا.

ويشير المستشرق الفرنسي، رينو في كتابه (غارات العرب على فرنسا) إلى أن العرب في تغلغلهم في فرنسا؛ لم يكونوا مقتصرين على نية الاستيلاء على هذه المملكة فقط، وإدخالها في الإسلام، بل كان هدف رَمْيهم الاستيلاء على سائر أوروبا، وإضافة هذه القارة التي كادت في زمان الرومانيين تستولي على العالم، إلى سلطنة الإسلام، كإحدى مقاطعاتها.

ثانيًا: نبذة عامة عن دوقية أقطانية

كانت دوقية أقطانية هذه مترامية الأطراف، في حوض نهر الجارون في جنوب غربي فرنسا، ويطلق عليها في بعض الأحيان اسم «مملكة الفرنج الجنوبية»؛ وذلك تمييزًا لها عن مملكة الفرنج الغربية (أوسترازيا)، ومملكة الفرنج الشرقية (نوستريا)، واللتين كانتا تشكلان معًا جناحي المملكة الميروفنجية في الشمال. وكانت أقطانية، من أغنى الدوقيات وأوسعها، في جنوبي غالة، واشتهرت بخصوبة أرضها، وبوفرة إنتاجها، من القمح ومن الفاكهة، كما اشتهرت بكثرة مياهها وأنهارها، التي تتغذى من ذوبان الثلوج، ومن ذلك اشتق اسمها «أكيتانية»، والذي يعني باللغة اللاتينية «بلاد المياه». وقد تغنَّى الشعراء، في ذلك العصر، بأكيتانيا القوطية، ووصفوها بجوهرة بلاد الغال، وفردوس الأرض، ودُرَّة الولايات، وأرض القمح والنبيذ والزيت، وهكذا. وكانت هذه الدوقية الفرنجية (أقطانية)، تتكون من عددٍ من الكونتيات (جمع كونتية)، أكبرها غسقونية، والتي تمتد وراء جبال البرت، وترتبط بإسبانيا، من خلال ممر الرونسسفال، وممر بوسيردا وغيرهما، في جبال البرت.

وكانت أقطانية، أعظم إمارات غالة، بعد المملكة الفرنجية، التي كانت تصاقبها على حدودها الشمالية مباشرة؛ إذ إنها كانت تمتد بين نهر الرون شرقًا، وخليج غسقونية غربًا، وبين نهر اللوار شمالاً، ونهر الجارون جنوبًا، وتشمل مقاطعات فرنسا الحديثة، جويان وبيرجور، وسانتونج، وبواتو، وفندة، وجزءًا من إنجو، وفيها المدن الشهيرة، تولوز، وبواتييه، وبوردو.

وأما سكانها في ذلك الوقت؛ فقد كان معظمهم من أعقاب الرومان والقوط، وكانوا مسيحيين كاثوليك، يسيطر على نفوسهم قساوسة خاضعون لسلطان روما، وأسقفها الكبير (البابا). وقام نوع من التحالف بين مدن هذه الدوقية وبين الغسقونيين؛ حتى يستطيع سيدها الدوق لوبوس الوقوف في وجه رؤساء البلاط، في كل من مملكتي استراسيا ونستريا في الشمال، وظل لوبوس أميرًا قويًّا لأكيتانيا حتى توفي سنة 674م، فتولى أمرها ابنه الدوق أودو، الذي عاصر الغزوات الإسلامية الأولى لبلاد غالة من جهة، وعاصر شارل مارتل، زعيم بلاط مملكة الفرنجة القوي، من جهة أخرى. 

 

ثالثًا: أهمية مدينة طولوشة

يذكر كثير من المؤرخين المعاصرين، أن مدينة طولوشة التي انتهت إليها حملة السمح بن مالك الخولاني، وفرضت الحصار عليها، كانت عاصمة أكيتانيا (أقطانية) آنذاك. وقد حققنا في هذه المسألة، فوجدنا أن الأصح تاريخيًّا، أن عاصمة أكيتانيا، كانت هي: بوردو الواقعة على مصبّ نهر الجارون، في جنوب غرب فرنسا، على بُعد 96كم من المحيط الأطلسي، وكانت بوردو، في الوقت ذاته مدينة بلاد جيرندة الفرنسية، وكانت ميناء نهريًّا رئيسًا، ومركزًا تجاريًّا مُهمًّا في العصور الرومانية، وصارت الحاضرة العلمية لبلاد الغال. وفي القرن الرابع الميلادي، أصبحت عاصمة أقطانية، وأَطلق عليها العرب اسم «برديل» أو«بردال»: بيد أن هذا لا يقلل من أهمية مدينة طولوشة، وكانت أهميتها تكمن، إذ ذاك، في كونها إحدى المراكز الكبرى، التي تسيطر على جنوب فرنسا، وكانت هي مفتاح الدخول إلى دوقية أكيتانيا إلى قاعدتها بوردو، وإلى سائر مدنها، كما كانت رأس حربة في مهاجمة قواعد المسلمين في سبتمانيا.

وكانت طولوشة تمثل عقدة مواصلات مهمة جدًّا في جنوبي فرنسا، وقد ذكر الإدريسي خمس طرق رئيسة تخرج منها: إلى أربونة، وإلى قرقشونة، وإلى بزارش، وإلى بوي، وإلى مرلانش. وتاريخيًّا كانت مدينة طولوشة أقدم عاصمة للقوط الغربيين، الذين قامت دولتهم في أكيتانيا، المقاطعة التي منحت كترضية لهم مِن قِبَل الرومان، مقابل خروجهم من شبه جزيرة إيطاليا، قلب الإمبراطورية الرومانية، والتي كانوا قد احتلوها سنة 410م، بما فيها روما، عاصمة الإمبراطورية.

فما لبث القوط، بعد ذلك، أن أخضعوا لنفوذهم السكان الأصليين، وأقاموا لأنفسهم دولة قوطية كبيرة (إمبراطورية)، كانت عند سقوط الإمبراطورية الرومانية سنة 476م، تضم جنوبي بلاد غالة، ومعظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية، ومركز هذه الإمبراطورية مدينة تولوز. وكان القوط، على مذهب آريوس: الذي اعتبر مذهبًا مسيحيًّا منشقًّا. ولذلك ما لبث كلوفيس، زعيم قبائل الفرنج، أن أخرجهم من أراضي غالة، واتخذت حربه ضدّهم صفة دينية عام 507م؛ كونه وقبائله، كانوا على المذهب الاثناسيوسي (الكاثوليكي فيما بعد). وبقيت تولوز دار مملكة للقوط من سنة 419 إلى سنة 508م. وكانت طولوشة -كما وصفها الشريف الإدريسي في جغرافيته المسماة (نزهة المشتاق)- «مدينة حسنة نبيلة لها قرى ومزارع وأقاليم جملة، وتقع على ضفة نهر الجارون، على بعد سبعين ميلاً من مدينة أربونة الساحلية».

وكانت طولوشة، معروفة، منذ أيام الرومان والقوط الغربيين بمناعتها وبقوة تحصيناتها، وبأسوارها المتقنة، المحكمة البناء، وبكثرة الحصون والقلاع في جبالها، ولكنها كانت قليلة السكان، كغيرها من مدن غالة، حينذاك. فالذعر الذي سبَّبته الغارات البربرية الأولى دفع الغاليين الرومانيين إلى إحاطة المدن بالأسوار، بعد أن كانت مفتوحة، كما دفع النبلاء إلى الهجرة من المدن إلى الأرياف.

 

رابعًا: هل استخدم الخولاني المنجنيق في حصار طولوشة؟

عند أسوار مدينة طولوشة، بدأت مشكلة المسلمين الحقيقية في حملة السمح بن مالك الخولاني على جنوبي فرنسا؛ فقد أغلقت حاميتها أبوابها دونهم، ويبدو أنها، كانت قد استعدت، للحصار الطويل بما يلزمها من مؤن وأقوات، قبل وصول المسلمين إليها، ومع ذلك، فقد شرع المسلمون في نصب معسكرهم في مواجهة المدينة، على الضفة الجنوبية لنهر الجارون، وبعد ذلك بدأت المحاولات الجدية لعبور النهر، ومن ثَم اقتحام حصون المدينة وأسوارها.

وذكر المستشرق الفرنسي جوزيف رينو أن المسلمين: «أخذوا بمخنقها، واستعملوا المنجنيقات، وسائر آلات الحصار في قتالها». وقوله: «واستعملوا المنجنيقات»، أمر غير مؤكد؛ وذلك لأن المنجنيق (وهو آلة عسكرية تُستخدَم لدكّ الأسوار وقذف الأحجار الضخمة والنيران إلى داخل المدينة المحاصرة) تحتاج إلى عربة ضخمة لجرّها، ومن الصعوبة بمكان إحضار هذه العربة من الأندلس، وجرّها عبر ممرات جبال البرتات الغليظة الضيقة. وإن الذي ينظر، إلى طبيعة هذه الجبال الشاهقة، وإلى الممرات الطبيعية الضيقة، التي كانت تخترقها، والتي لا تسمح إلا بمرور فارس واحد، يدرك مدى المشقة، التي كان يلاقيها المسلمون في عبورهم لها، فقد كانت هذه الجبال تشكل حاجزًا طبيعيًّا صعبًا وخطرًا، حال دون توسُّع أمراء المسلمين في الأندلس، في إرسال الحملات العسكرية الكبيرة إلى جنوبي فرنسا.

هذا فضلاً عن الطريق الطويل الوعر، من الأندلس إلى بلاد الغال، والتي أيضًا تعترضها العديد من الأنهار والوديان والغابات والأوحال. هذا من جهة. ومن جهة أخرى؛ فإن جيش المسلمين الذي كان يخرج في هذه الحملات كان يتكوّن في غالبيته الساحقة من الفرسان؛ لأن هذه الحملات أصلاً كانت تقوم على نظام الصوائف، الذي يقتضي الخفة والسرعة في الحركة.

ونتيجة لكل ذلك، وطالما أن السمح بن مالك الخولاني، لم يكن لديه آلة الحصار المهمة هذه، أقصد المنجنيق، فلم يكن أمامه لإجبار المدينة على طلب الصلح أو التسليم سوى منع وصول المؤن والمدد إليها، وفي نفس الوقت، تلمس أي ثغرة أو نقطة ضعف في الأسوار للنفاذ منها إليها، أو محاولة تسلقها عبر سلالم الحصار المتحركة، التي يصعد المحاربون بواسطتها إلى أعالي الأسوار، ليقتحموها من الأعلى، أو محاولة نقب هذه الأسوار بآلات الثقب المتعارف عليها، في ذلك الوقت.

وكل هذه الوسائل لا تخلو من مخاطرة لسهولة قنصها مِن قِبَل الأعداء المحَاصَرين. ومهما كان من أمر؛ فإن من الواضح أنه، لم تكن هناك أي وسيلة ناجعة من هذه الوسائل لاقتحام المدينة، وبخاصة أن مخاضة النهر كانت تفصلها عنهم، وتلتوي حولها كالأفعى، وكل هذا، ولا شك قد انعكس على طول أمد الحصار، وتعذر اقتحام المسلمين للمدينة.

خامسًا: نتيجة حصار الخولاني لطولوشة

لا توجد أي أخبار، في مصادر مؤرخي الأندلس، حول نتيجة حصار السمح بن مالك الخولاني، لمدينة طولوشة، وفيما إذا تم فتحها أم لا؟ لكن بعض المؤرخين العرب المعاصرين، يذكرون أنها سقطت في أيدى المسلمين في هذه الحملة، ومن هؤلاء المؤرخين، الدكتور أحمد العبادي في كتابه (في تاريخ المسلمين في المغرب والاندلس)، بل إنه قال: إن السمح بن مالك الخولاني تجاوزها «وتوغل في دوقية أكيتانيا».

ولعل هذا قد يتفق مع ما ذكرته إحدى الحوليات الكنسية الغربية، بهذا الخصوص، وإن كانت تشير إلى أنها قد سقطت بممالأة مِن قِبَل سكانها اليهود للمسلمين، وبسبب ذلك اضطهدهم شارلمان، فيما بعد. فكان يأمر أن يُؤْتَى كل سنة بيهودي ليُصْفَع أمام الملأ على باب الكاتدرائية. وقد بقيت هذه العادة مدة طويلة، ثم تبدَّلوا بها، دفع مبلغ من الدراهم. ويذكر هذه الواقعة المستشرق الفرنسي رينو في كتابه (غارات العرب على فرنسا)، لكنه ينفي مسألة سقوط تولوز بيد السمح بن مالك، في هذه الحملة، فهو يعقب على القصة السابقة قائلاً: ولنا اعتراض على هذه الرواية، من جهة أن العرب، لم يدخلوا طلوزة، فعلاً، فلعل هذه الحادثة، وقعت في فتح مدينة أخرى.

ويؤيد هذا الرأي الأمير شكيب أرسلان، الذي يقول، في سياق حديثه عن تولوز: «ولما شنَّ العرب الغارة على فرنسة، كانت طلّوزة من المدن التي قصدوها، لكنهم لم يتمكنوا منها، كما تمكنوا من أربونة وقرقشونة وغيرهما. ومع ذلك، فإن الدكتور حسين مؤنس في كتابه (فجر الأندلس)، يذهب إلى أبعد من القول بفتح المسلمين لمدينة تولوز، في هذه الحملة، وهو أنها ظلّت بأيديهم، رغم هزيمتهم، في معركة طولوشة، ومقتل قائدهم السمح بن مالك الخولاني. يتضح ذلك من سياق حديثه عن حملة عنبسة بن سحيم الكلبي، أمير الأندلس (صفر 103 - شعبان 107هـ) بعد السمح؛ لأن عنبسة هذا، عندما قام بحملته على جنوب فرنسا، فإنه غيَّر وجهته، ولم يتابع السير، في الاتجاه الذي سلكه السمح أي نحو الشمال الغربي، أي أنه لم يهاجم طولوشة، مرة أخرى، وإنما قام بفتح قرقشونة القريبة منها، ثم انعطف شرقًا نحو مدينة نيمة، فنهر الرون في جنوب شرقي فرنسا.

ولا يعلل ذلك، كما قال، إلا بأن مدينة طولوشة، كانت ما تزال إذ ذاك في أيدي المسلمين، ولو كانت في أيدي النصارى لما تركها (عنبسة)، وهي أقرب البلاد إليه، واتجه نحو بلاد الرون. وجاء في موسوعة (أزمنة التاريخ الإسلامي)، حين الحديث عن مدينة طولوز (تولوز)، ما نصه: «فتحها المسلمون في القرن الثامن للميلاد، وقامت بها أول جامعة فرنسية، ظلت تدرس الطب بالعربية عدة قرون».

 


أعلى