• - الموافق2024/11/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
منتدى القراء

منتدى القراء

 

لماذا كثر المَعُوقون في بلادنا العربية؟

هل تصدق أن نسبة المعوقين في بلادنا تبلغ95%؟ وهذه النسبة ليست بمؤكدة فهي قابلة للزيادة.

هذه قضية تحتاج لعلاج، أنا لا أقصد الإعاقة الجسدية، وإنما أقصد إعاقة الإرادة، وهي أن يستطيع المرء أن يفعل شيئاً ولا يسعى له، فكم رأينا من أناس يستطيعون القيام بأعمال نافعة له ولبلاده، ولكنهم لا ينهضون إليها، ألفوا الراحة والكسل، وآثروا البطالة على العمل، وفضلوا الشكوى على العلاج، وانتظار المساعدة من الآخرين على الغنى، نرى الكثير من الناس يريدون الوصول للوظائف الحكومية، حتى يجدوا الراتب الشهري، والبطالة المقنعة، حيث لا يجدون فيها شيئاً عظيماً يكلفهم بذلاً للجهد، إن أرشدتهم إلى عمل تجاري فيه شيء من المغامرة تعللوا بعدم استطاعتهم أو خوفهم من الخسارة، فيريدون  أن يدركوا من الحياة الغنائم الباردة رخيصة دون أن يبذلوا الثمن، وإن نصحتهم بالاجتهاد والعمل ليحققوا ما يتمنون، أخذوا يحصون الأعذار والمبررات، التي تبرر لك عجزهم.

مظاهر الإعاقة في بلادنا:

1 ـ الحرص على المنافع الشخصية والأسرية، ثم الإعراض عن الأعمال التطوعية التي فيها نفع لعامة الناس.

2 - البحث عن الأعمال السهلة، وترك الأعمال الصعبة التي فيها شيء من المغامرة.

3 - كثرة الشكوى من المشكلات وعدم السعي لعلاجها.

  4 - النظر لما في أيدي الناس من مال ووظائف وأعمال، والتحسر على ما فاته من حظوظ الدنيا، والجلوس عن السعي نحو ما يحقق أهدافه.

أسباب الإعاقة:

1 - البعد عن منهج الله، فالمنهج الإسلامي هو خير طريق لبناء للشخصية الإسلامية في جوانبها المتعددة؛ بل هو كفيل بإذن الله في علاج مشكلات الإنسان وتحقيق ما يسعى له من طموحات، فهو يربي المسلم على الإخلاص في العمل وقوة الإرادة والصبر وغير ذلك ممَّا فيه خير عظيم للبشرية جمعاء، فالبعد عن ذلك المنهج يجعل المرء ضعيفاً، وإن قام بالبناء والعمل الجاد كان عمله مشوباً بالنقص.

2 - ضعف التربية الأسرية منذ الصغر، وعدم التوجيه إلى الجدية المطلوبة.

3 - كثرة الشهوات والمغريات، فلا شك أن لها أثراً كبيراً في ضعف الإرادة الشخصية.

4 - اعتياد الراحة والكسل، والبعد عن القيام بالإنجازات ولو كانت صغيرة.

سبل العلاج:

1 ـ معرفة المسلم  لواجبه نحو أمته في نصرتها ونصرة دينها وقضاياها المختلفة.

2 - الاهتمام بالتربية الذاتية، فكلُّ مسلم مسؤول عن نفسه، من إصلاحها وتزكيتها.

3 - الاهتمام بالمحاضن التربوية التي تقوم على تربية أبناء الأمة مثل الأسرة و المساجد والمدارس والمؤسسات التربوية، والتعاون فيما بينها لعلاج هذه المشكلة، والعمل على إيجاد سبل لذلك.

4 - الاهتمام بتربية الأطفال على الجدية وخشونة العيش والبعد عن الترف، الذي قد ينشأ عنه البطر والإسراف، وعدم تقدير النعم حق قدرها، والتأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل ما يعين على ذلك.

أحمد نصيب علي حسين

خواطر وجدانية: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْـمُؤْمِنُونَ} [الروم: ٤]

ذات صباح... أطلَّت ثلَّة مباركة.. نيِّرة وجههم، طيبة نفوسهم، كريمة أخلاقهم... إمامهم عمر، وقائدهم عمرو... على أكتافهم رأية الهداية، يرمقون الأرض الليبية وقد غشيها الظلام.. إنهم فرسان الإسلام، أتوها من بلاد بعيدة يحملون إليها نوراً ربانياً، وهدياً قرآنياً.. هاهم يرصُّون الصُّفوف، ويهيئون النفوس، يقفون بشموخ على مشارف أرضها، وينادي منادي الكفاح «يا خيل الله اركبي» فيتعالى الصياح، وتتناثر الرماح، وتهبُّ الرياح؛ لتبشر السهل والبطاح... الله أكبر.. الله أكبر... حي على الفلاح.

هتاف يزلزل الأرض، تتهاوى دونه الرايات، وتتساقط عروش الكفار فيأتي النصر يطهر الترب شبراً شبراً.. مِصراً مصراً.. الله أكبر، تطرق أسماع الليبين لأول مرة؛ غير أنها تلامس في قلوبهم الفطرة، فيدخل الناس في دين الله أفواجاً ويتخذونه هدياً ومنهاجاً.. ويبزغ الفجر فيغمر أرجاء أرضهم نوراً.. ويعطر أجواءها ذكراً.. تتفتح أفئدتهم متعطشة للإيمان.. وتتشنَّف آذانهم توَّاقةً للقرآن، ثمَّة تناغم جميل، وحب فريد بين الشجر والحجر، والجبل والبحر، والرمل والمطر، والطير والبشر، كلها تسبِّح لله وتحني له الجباه، حينها تبتهج الحياة؛ فتسطع الشمس باسمة تلقي إليهم بأشعتها البرَّاقة تحية إجلال! وتطير العصافير، حاملة على أجنحتها التباشير.. إلى الحجاز حيث الخليفة الأمير والجمع الغفير، والخير الوفير فتعلو أصواتهم؛ لتعانق تكبيرات إخوانهم {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْـمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: ٤ - ٥] ما أعظم فرحهم! وما ألذَّ عيشهم! كلَّما هاجت بفكر الذكريات، ومرَّت بخاطري تلك اللحظات؛ اهتزت أوتار الشوق والحنين وتعاقبت الأجيال عليها؛ لكنَّ الزمن يتقلب والنفس منه تتحير وتتعجَّب تمرُّ بأمتي الحبيبة أزمان عصيبة؛ تتزعزع من هولها الصُّم الصُّلاب، فما تلبث أن تنقضي ويعود الرخاء، والازدهار والنماء، وتأتي عليها سنوات عجاف، تتجرع فيها السُّم الزِّعاف، ثم تأتي من بعد ذلك أعوام فيها يُغاث الناس ويعصرون... هكذا تُخيَّلُ إليَّ الدنيا؛ ساحة صراع، ومحل نزاع، غواية وهداية غفوة وصحوة، يرتع الظلم حيناً؛ ليسود العدل أحياناً أخرى، سنن كونية لا تتبدل: {لِيُحِقَّ الْـحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ} [الأنفال: ٨]، تتقاذفنا أمواج الزمن فتبعدنا عن ماضينا، وفي لحظة ركود، وتقهقر وخمود، ينهض الغرب نهضة أذهلت العالم وأدهشته.

وكلمة أخيرة: تأبى مشاعري إلا أن تفيض بها، أهمس بها في أذن حبيبتي الغالية.. وأمي الحنونة تلك هي أرض اليمن.. كما همس الشافعي - رحمه الله - معبراً عن شوقه.. وحبه لأهل غزة قائلاً:

وإني لمشتاق إلى أرض غزة

وإن خانني بعد التفرق كتماني

سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها

كحلت به من شدة الشوق أجفاني

مشاعركِ وأحاسيسكِ يختلط بها دمي ولحمي، أعلم يقيناً كم قاسيتِ من أبنائكِ الجفاء، وربما الاحتقار والانتقاص ورأيتهم يسومونك سوء البلاء .. مهلاً يا حبيبتي.. لا تلوميهم لستِ السبب، إنما هم حكامهم الذين دنسوا اسمك حين ربطوه بأسمائهم، وأهانوا عَلَمكِ يوم رفعوه مع صورهم، حينها فقد كره أبناؤكِ سماع اسمكِ أو رؤية بريق علَمكِ.. غير أني أعدكِ ويعدكِ إخواني اليمانيون أنهم سيغمرونكِ حباً، ويعمرونكِ حقاً، ويسقونكِ شهداً، ويضعونكِ في أجفانهم صدقاً، ألا فلتقبلي عذرهم... وانتظريهم فهم على درب إخوانهم سائرون

يُسرى بنت سعيد با صالح

 

:: مجلة البيان العدد 300 شعبان 1433هـ، يوليو 2012م.

أعلى