يقول مصطفى صادق الرافعي: «إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلَّبت أمر اللغة -من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها- وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها».
إن للغة قيمةً جوهريةً كبرى في حياة كل أُمَّة؛ فإنها الأداة التي تحمل الأفكار
وتنقل المفاهيم، فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وبها يتمّ
التقارب والتشابه والانسجام بينهم. وإن القوالب اللغوية التي تُوضَع فيها الأفكار،
والصور الكلامية التي تُصاغ فيها المشاعر والعواطف؛ لا تنفصل مطلقًا عن مضمونها
الفكري والعاطفي.
إن اللغة هي الترسانة الثقافية التي تبني الأمة وتحمي كيانها. وقد قال فيلسوف
الألمان فيخته:
«اللغة
تجعل من الأمة الناطقة بها كلًّا متراصًّا خاضعًا لقوانين. إنها الرابطة الحقيقية
بين عالم الأجسام وعالم الأذهان».
ويقول الراهب الفرنسي غريغوار:
«إن
مبدأ المساواة الذي أقرته الثورة يقضي بفتح أبواب العمل أمام جميع المواطنين،
ولكنَّ تسليم زمام الإدارة إلى أشخاص لا يُحسنون اللغة القومية يُؤدّي إلى محاذير
كبيرة، وأما ترك هؤلاء خارج ميادين الحكم والإدارة فيخالف مبدأ المساواة، فيترتب
على الثورة -والحالة هذه- أن تعالج هذه المشكلة معالجة جدية؛ وذلك بمحاربة اللهجات
المحلية، ونشر اللغة الفرنسية الفصيحة بين جميع المواطنين».
ويقول فوسلر:
«إن
اللغة القومية وطن روحي يُؤوي مَن حُرِمَ وطنَه على الأرض».
ويقول مصطفى صادق الرافعي:
«إن
اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلَّبت أمر اللغة -من حيث
اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها- وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا
بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها».
وقد صدر بيان من مجلس الثورة الفرنسية يقول:
«أيها
المواطنون: ليدفع كلًّا منكم تسابقٌ مقدّس للقضاء على اللهجات في جميع أقطار فرنسا؛
لأن تلك اللهجات رواسب من بقايا عهود الإقطاع والاستعباد».
لقد حمل العربُ الإسلامَ إلى العالم، وحملوا معه لغةَ القرآن العربية، واستعربت
شعوب غرب آسيا وشمال إفريقيا بالإسلام، فتركت لغاتها الأولى وآثرت لغة القرآن؛ أي
أن حبّهم للإسلام هو الذي عرّبهم، فهجروا دينًا إلى دين، وتركوا لغة إلى أخرى.
لقد شارك الأعاجم الذين دخلوا الإسلام في عبء شرح قواعد العربية وآدابها للآخرين؛
فكانوا علماء النحو والصرف والبلاغة بفنونها الثلاثة: المعاني، والبيان، والبديع.
وقد غبر دهر طويل كانت اللغة العربية هي اللغة الحضارية الأولى في العالم.
واللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف
ونحو وأدب وخيال، مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة. ونظرًا لتمام
القاموس العربي وكمال الصرف والنحو فإنها تُعدّ أُمّ مجموعة من اللغات تُعرف
باللغات الأعرابية؛ أي التي نشأت في شبه جزيرة العرب، أو العربيات من حميرية
وبابلية وآرامية وعبرية وحبشية، أو الساميات في الاصطلاح الغربي، وهو مصطلح عنصري
يعود إلى أبناء نوح الثلاثة: سام وحام ويافث. فكيف ينشأ ثلاثة إخوة في بيت واحد
ويتكلمون ثلاث لغات؟!
إن اللغة العربية أداة التعارف بين ملايين البشر المنتشرين في آفاق الأرض، وهي
ثابتة في أصولها وجذورها، متجددة بفضل ميزاتها وخصائصها.
إن الأمة العربية أُمّة بيان، والعمل فيها مقترن بالتعبير والقول، فللغة في حياتها
شأن كبير وقيمة أعظم من قيمتها في حياة أيّ أمة من الأمم. إن اللغة العربية هي
الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون، وعن طريقها وبوساطتها اتصلت الأجيال
العربية جيلًا بعد جيل في عصور طويلة، وهي التي حملت الإسلام وما انبثق عنه من
حضارات وثقافات، وبها توحد العرب قديمًا، وبها يتوحدون اليوم، ويؤلفون في هذا
العالم رقعة من الأرض تتحدث بلسان واحد وتصوغ أفكارها وقوانينها وعواطفها في لغة
واحدة على تنائي الديار واختلاف الأقطار وتعدد الدول. واللغة العربية هي أداة
الاتصال ونقطة الالتقاء بين العرب وشعوب كثيرة في هذه الأرض أخذت عن العرب جزءًا
كبيرًا من ثقافتهم واشتركت معهم -قبل أن توجد اليونسكو والمؤسسات الدولية الأخرى-
في الكثير من مفاهيمهم وأفكارهم ومُثُلهم، وجعلت الكتاب العربي المبين ركنًا
أساسيًّا من ثقافتها، وعنصرًا جوهريًّا في تربيتها الفكرية والخلقية.
إن الجانب اللغوي جانب أساسي من جوانب حياتنا، واللغة مقوم من أهم مقومات حياتنا
وكياننا، وهي الحاملة لثقافتنا ورسالتنا، والرابط الموحد بيننا، والمكون لبنية
تفكيرنا، والصلة بين أجيالنا، والصلة كذلك بيننا وبين كثير من الأمم.
إن اللغة من أفضل السبل لمعرفة شخصية أُمتنا وخصائصها، وهي الأداة التي سجّلت منذ
أبعد العهود أفكارنا وأحاسيسنا. وهي البيئة الفكرية التي نعيش فيها، وحلقة الوصل
التي تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل. إنها تمثل خصائص الأمة، وقد كانت عبر التاريخ
مسايرة لشخصية الأمة العربية، تقوى إذا قويت، وتضعف إذا ضعفت.
لقد غدت العربية لغةً تحمل رسالة إنسانية بمفاهيمها وأفكارها، واستطاعت أن تكون لغة
حضارة إنسانية واسعة اشتركت فيها أمم شتى كان العرب نواتها الأساسية والموجهين
لسفينتها، اعتبروها جميعًا لغة حضارتهم وثقافتهم فاستطاعت أن تكون لغة العلم
والسياسة والتجارة والعمل والتشريع والفلسفة والمنطق والتصوف والأدب والفن.
واللغة من الأمة أساس وحدتها، ومرآة حضارتها، ولغة قرآنها الذي تبوأ الذروة فكان
مظهر إعجاز لغتها القومية.
إن القرآن بالنسبة إلى العرب جميعًا كتابٌ لبست فيه لغتهم ثوب الإعجاز، وهو كتاب
يشدّ إلى لغتهم مئات الملايين من أجناس وأقوام يقدّسون لغة العرب، ويفخرون بأن يكون
لهم منها نصيب.
وأُورد هنا بعض الأقوال لبعض العلماء الأجانب قبل العرب في أهمية اللغة العربية.
يقول الفرنسي إرنست رينان:
«اللغة
العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها
طفولة ولا شيخوخة».
ويقول الألماني فريتاغ:
«اللغة
العربية أغنى لغات العالم».
ويقول وليم ورك:
«إن
للعربية لينًا ومرونةً يُمكّنانها من التكيُّف وفقًا لمقتضيات العصر».
ويقول الدكتور عبد الوهاب عزام:
«العربية
لغة كاملة محبَّبة عجيبة، تكاد تُصوّر ألفاظها مشاهد الطبيعة، وتُمثّل كلماتها
خطرات النفوس، وتكاد تتجلَّى معانيها في أجراس الألفاظ، كأنما كلماتها خطوات الضمير
ونبضات القلوب ونبرات الحياة».
ويقول مصطفى صادق الرافعي:
«إنما
القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به،
متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكمًا».
ويقول الدكتور طه حسين:
«إن
المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص
كبير ومهين أيضًا».
إن الكلمات العربية في اللغات الإسلامية: الفارسية والتركية والأوردية والمالاوية
والسنغالية أكثر من أن تُحْصَى. والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في
الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضًا.
لقد التقت العربية بالفارسية والسريانية والقبطية والبربرية. وكان عندها أسباب
القوة، فهي لغة القرآن، وتتميز ببناء قوي مُحكَم، وتملك مادة غزيرة.
لقد حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عما جاء به الإسلام من
مفاهيم وأفكار ونُظُم وقواعد سلوك. وأصبحت لغة الدين والثقافة والحضارة والحكم في
آنٍ واحدٍ.
غزت اللغة العربية اللغات الأخرى كالفارسية والتركية والأوردية والسواحلية؛ فأدخلت
إليها حروف الكتابة وكثيرًا من الألفاظ. وكان تأثيرها في اللغات الأخرى عن طريق
الأصوات والحروف والمفردات والمعاني والتراكيب.
وأدَّى اصطدام اللغة العربية باللغات الأخرى إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية
محلها كما حصل في العراق والشام ومصر, وإلى انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها
الآخر كالفارسية.
لقد أصبحت لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تُكتَب جميعها بالحروف العربية.
وكان للعربية الحظ الأوفر في الانبثاث في اللهجات الصومالية والزنجبارية؛ لرجوع
الصلة بين شرق إفريقيا وجزيرة العرب إلى أقدم عصور التاريخ.
لقد اتخذت محاولات الطعن في العربية أشكالًا ومظاهر شتَّى, فهي تلبس تارة ثوب الطعن
في الأدب القديم وصحته, وتظهر تارة بمظهر تشجيع اللهجات المحلية لتفتيت اللغة
الواحدة وتمزيق الناطقين بها, وتارة تلبس ثوب الثورة على القديم والدعوة إلى
التجديد. فمن مُنادٍ بالتمرُّد على الأسلوب العربي القديم, وهو لا يتمرد في حقيقته
على قِدَم الأسلوب، وإنما يتمرد على صحة اللغة وسلامتها, ومن قائل بضيق العربية
وقِصَر باعها عن مواكبة الحضارة, ومن مُصرِّح بهجر الحرف العربي إلى الحرف
اللاتيني, ومن داعٍ إلى تغيير القواعد.. ومن داعٍ للاعتراف بالعلمية وما فيها من
أدب وفن! ويُلْبِس كلّ ذلك ثوب الإصلاح اللغوي.
وبلغ الأمر بأحدهم أنه لا يرى سببًا لهزيمة العرب إلا لغتهم الفصحى, أو يراها من
أسباب هزيمتهم. وثانٍ نظر إلى تخلُّف العرب العلمي في عصر الذرة فأعلن أنه لا يرى
لهذا سببًا غير تمسك العرب بلغتهم في مراحل التعليم عامة، والتعليم العالي منها
خاصة. وثالث لم يجد داء عند العرب أخطر من بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها,
فدعا إلى نَبْذها وإحلال الحروف اللاتينية محلها.
ودعا آخرون إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلك اللهجات باسم البحث العلمي في علم
اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العامية ودراستها. وما هذا إلا دعوةٌ مفرقة ممزقة
بطريقة علمية في عصر تبحث فيه الأمة عن وحدتها وترفع فيه شعار قوميتها. ولقد تأسَّى
كثير من أصحاب هذه الدعوات بما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركيا حين نبذ الحروف
العربية، وكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية؛ فقطع بذلك كل صلة للشعب التركي
بمحيطه الشرقي والعربي والإسلامي؛ ظنًّا منه أن ذلك يجعل تركيا في صدارة العالم
المتقدم.
إنّ المفاهيم السابقة تعطي مؤشرًا واضحًا على واقع اللغة العربية اليوم؛ إذ
بفقدانها فقد العربي استقلاله، وهو ما أدركته قوًى تعاقبت على استعمار العلم في
العصور الحديثة، بدءًا من الجمعية الطورانية التركية في أوائل القرن الماضي؛ التي
شكَّل
«تتريك»
العرب واستبدال اللغة العربية بالتركية، جوهر أهداف هذه الجمعية التي قامت على أساس
قومي، فيما يتم النظر اليوم لاستخدام القوة الناعمة في تحويل العرب عن لغتهم الأم
إلى اللغة الإنجليزية، أحد أبرز مظاهر الغزو الثقافي الغربي، وخاصة الأمريكي، وهي
مقاربة، حريّ بالدارسين التوقف عندها، في ظل حقيقة أن هناك الكثير من الولايات
الأمريكية (الجنوبية) تتحدث الإسبانية، فيما تتحدث كندا الإنجليزية إلى جانب
الفرنسية، ودون أن ينعكس ذلك سلبًا على الانتماء الثقافي لسكان أمريكا وكندا، وهو
ما يدعو للتساؤل عن حقيقة كون اللغة إحدى أدوات التصدي للخارج.
وفي ظلّ ما يُوصَف بـ (سطوة) العولمة وعمق تأثيرها؛ فإنَّ دراسات موثقة تشير إلى
أنّه ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف لغة ستختفي خلال القرن الواحد والعشرين،
خاصَّة في القارة الأوروبية.
من هنا، فإنَّ الدراسة تنطلق من التوقف عند المفاصل الأساسية، التي تُشكِّل معايير
حقيقية يمكن الركون إليها، في استجلاء حقيقة تأثيرات العولمة على اللغة العربية، في
ظلّ سيادة رؤية أُحادية تزعم أنَّ اللغة العربيّة في خطر، وأنّها تخوض حربًا ضروسًا
بمواجهة العولمة التي تستهدف اقتلاعها من جذورها، وبالتالي التأثير على القرآن
الكريم، وهو الكتاب المقدَّس ليس عند العرب فقط، بل عند كلّ المسلمين.
إن تتبُّع هذه القضية يرمي لاستجلاء آثار العولمة السلبية والإيجابية، في اللغة
العربية، ومدى انتشار لغة الضاد، وتقلُّصها أمام اللغات التي تُمثِّل القوى الفاعلة
والرائدة في العولمة (الإنجليزية والفرنسية)، وما يُوصَف بأنّه حرب داخلية تُشنُّ
مِن قِبَل بعض أبناء اللغة العربية على اللغة الفصحى، بالمطالبة بتقنين اللهجات
المحلية في الأقطار العربية، بوصفها واقعًا معيشًا، وبديلًا عن اللغة الفصحى،
والشُّبهات حول وجود ارتباط ما بين دعوات المستشرقين ودوائر غربية تستهدف الأمة
العربية، وتاريخها، ولغتها.
تكمن أهمية الدراسة في استجلاء مدى إدراك الباحثين والدارسين في العالم العربي،
للجوانب الإيجابية والسلبية للعولمة على اللغة العربية، والوصول إلى خلاصات علمية،
تُبيِّن وفق منهجية الدراسة، حقيقة الأفكار والأحكام والمواقف تجاه هذه القضية،
خاصةً أنّ غالبيتها تتَّخذ موقفًا سلبيًّا من العولمة، وتنظر لتأثيرات العولمة في
اللغة العربية، بأحكام مسبقة، تعكس في جوهرها أبعادًا ثقافية ونفسية تجاه الآخر
المستعمر، الذي يستهدف الأمة ولفظها وتاريخها وإرثها الحضاري.
تطرح الدراسات جملة من الأسئلة، بوصفها إشكاليات تُواجه اللغة، وتأمل أنَّ الإجابات
عليها ستُشكِّل مفاتيح لدراسة الظاهرة، واكتشاف حقيقة هذا التأثير للعولمة.
* * *
وفي سبيل مواجهة كل تلك التحديات لا بُدَّ من تعزيز الانتماء إليها؛ فالحفاظ عليها
هو حِفَاظ على الهوية، وهو واجب مقدَّس، لا ينفي الانفتاح على الثقافات الأخرى،
وكذلك لا بد من زيادة المحتوى الرقمي على الشابكة؛ إذ إن ذاك المحتوى كما تشير بعض
الدراسات لا يتعدَّى الواحد بالمئة على صفحات الويب العالمية، ولذلك لا بد من زيادة
المحتوى الرقمي على الشابكة بزيادة المواقع التعليمية والثقافية والمكتبات
الإلكترونية العربية، إضافةً إلى كل ذلك لا بد من تعريب البرمجيات واستخدام العربية
فيها، وفي البرمجيات الإدارية والحكومية.
لا شكّ أن كل ذلك يحتاج إلى توحيد المصطلحات العربية المتعلقة بالمعلوماتية، وكذلك
يتطلب تأهيل الكوادر البشرية بالتقانات المعاصرة المرتبطة بالتأهيل اللغوي.
أخيرًا؛ لا شك أننا سنبقى محكومين بالأمل، ومتفائلين بالمستقبل، إلا أن ذلك يحتاج
إلى عمل يقترن بالتفاؤل، {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ
وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: ١٠٥].