في الأَسْر ينتفش الزَّبدْ
وتُشَدُّ آلافُ العُقَدْ
ويُدرَّب العملاءُ يومياً
على الدَّور المُعَدّ
في الأسر أغنية الفدا:
لسنا نخافك يا «لَحَدْ»
بل لا نخاف من اختبى
من خلف جيشك يا لَحَدْ
كلا ولو ذلاً تماهى
في اليهود أو اتَّحَدْ
سطع النهارُ وأشرقَتْ
شمس الفدا والبحرُ مَدّ
لن يقبل الذلَّ المُجَاهدُ
(عنده لله عَهْدْ)
لن يقبلَ السِّلمَ الذليلَ
ولو على الدنيا اعتمَدْ
ونقولها لغةً بأفواه
المدافع لا تُرَدْ
ويقولها الطفلُ الرضيعُ
ومن لذاك الطفل جَدّ
أفواجنا نحو الشهادة
لا تُعَدُّ ولا تُصَدّ
وبها سنصنع مِنْ
قوانين الشهادة كلَّ مَجَدْ
إنا لصُنَّاعُ الحياةِ
لها بدنيانا رَغَدْ
إنَّا إذا اقترب العدوُّ
إلى حمانا واسْتَعدْ
طرنا إليه كتائباً
لم ننتظرْ لقدوم غَدْ
لله غضبتنا تكونُ
ومنه نلتمس الـمَدَدْ
لسنا نُغَرُّ بكثرةٍ
عدداً تَجمَّع أو عُدَدْ
ما فتَّ في عزَماتنا
مَنْ فرَّ ذلاً أو قَعَدْ
أو بالفُتَاتِ المرِّ
في الدنيا وفتنتِها فَسَدْ
أو بالحرام من السَّلامِ
بنى قصوراً واستَبَدْ
أو بالحصار خيانةً
حازَ المناصب وانفردْ
بدموع أمته تغسَّل
في الظهيرة وابتردْ
أَسَدٌ على أوطانِهِ
وعلى القريب ابنِ البلدْ
وعلى العدوِّ أُرينَبٌ
هجر الحمية وافْتَقَدْ
ويفلسف الجبن الذَّليل
بأنَّه عين الرَّشَدْ
باع الأسير وحقَّه
ودمَ الشهيد وما ولَدْ
قل للأسير: فلا تهن
إن الظلام له أمَدْ
ولسوف يندحر العدوُّ
وما أعدَّ وما حَشدْ
يا أيها الليث الهصور!
فدا حذائك من جَحَدْ
اقبض على جمر الغضا
فَلأَنت من هذا أَشدْ
واصبر على نهش الذئابْ؛
لا يرهبُ الذئبَ الأَسدْ
قلها ولا تخشى الدُّنا
فلها العدوُّ قد ارتَعَدْ
واجعل شعارك في حياتك
«قل هو الله أحدْ»
أحدٌ أحد أحدٌ أحد
أحدٌ أحد أحدٌ أحدْ
إنا إذا حمي الوطيسُ
فليس يُرهبنا أَحَدْ