• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأقلية المسلمة في شيلي

الأقلية المسلمة في شيلي

 

 

تقع تشيلي في غرب  قارة أمريكا الجنوبية على سواحل المحيط الهادي، تحدُّها من الشمال البيرو، وبوليفيا من الشمال الشرقي، والأرجنتين من الشرق. يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، وتوزيع الأديان فيها على النحو التالي:

كاثوليك 80.7 %، وبروتستانت 6.1 %، ويهود 3 %، ومسلمون 0.3%، وبدون 12.8 %، وغيرهم 0.3 %.

إجمالي عدد المسلمين حوالي أربعة ألاف 4000 مسلم. وتعيش أغلب الجالية المسلمة في العاصمة «سانتياجو»، ومدينة «إكيكي»، ومدن متفرقة أخرى.

ويتضح تأثر الثقافة والهوية التشيلية بالثقافة المغربية؛ نظراً لدور الموريسكيين (وهم مسلمو الأندلس) الذين أُجبِروا على اعتناق المسيحية الكاثوليكية وكانوا من أصول مغاربية، وتم تهجير جماعات كبيرة منهم قسراً إلى العالم الجديد، ومنه إلى تشيلي؛ بحسب ما ذكره المؤرخ أوريليو دياز ميزا.

ويوجد في تشيلي عدد من المساجد، ويُعَد مسجد «السلام» بالعاصمة سانتياجو - الذي بدأ بناؤه في 1988م، وافتُتِح أمام المصلين في عام 1996 - أول مسجد شيد بتشيلي، وللمسجد مركز تابع له يتميز بنشاطاته الدعوية وخدمة المسلمين.

وفي سنة 1997م تم بناء مسجد «بلال» في مدينة إكيكي (بفضل جهود التجار الباكستانيين)، ثم أعطى ملك المغرب محمد السادس في عام 2004م أثناء زيارته لتشيلي أمراً ببناء أكبر مركز ثقافي ومسجد في تشيلي على نفقته الخاصة، وتخصص نشاطات المركز في التعريف بالإسلام والدعوة الإسلامية.

وقام المؤتمر الذي عقدته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية، والذي جمع بين رؤساء المراكز والجمعيات الثقافية في أمريكا اللاتينية في العاصمة الأرجنتينية (بوينس آيرس) خلال الفترة من 15 - 19 مايو 2009م، وحضره أكثر من خمسة وعشرين مسؤولاً عن العمل الثقافي الإسلامي في أمريكا اللاتينية، قام بوضع إستراتيجية للعمل الثقافي العربي والإسلامي في بلاد المهجر لمساعدة المسلمين هناك في الحفاظ على هويتهم الإسلامية، ولتنسيق العمل الإسلامي المشترك، وتعزيز التعاون بين المراكز الإسلامية في أمريكا الجنوبية واللاتينية.

وأبرز التحديات والمصاعب التي رصدها المؤتمر سابق الذكر، تتركز في ما يلي: عدم معرفة الدين الإسلامي معرفة صحيحة، وكذلك عدم الإلمام بالثقافة الإسلامية، وعدم التزام كثير من مسلمي تلك الدول بالعبادات وإقامة شعائرهم الدينية، إضافة إلى عجزهم عن التمسك بالهوية العربية والإسلامية، وعدم قدرتهم على إبراز ثقافتهم الإسلامية، بسبب عدم فهمهم للإسلام، محاولين الظهور بمظاهر مناوئة لثقافتهم الدينية إرضاءً للمجتمع، وتقليداً للعادات الغربية، إضافة إلى عدم الاهتمام بتعليم اللغة العربية، وعدم توفر المصادر الإسلامية من كتب وأشرطة، وفقدان البرامج الخاصة بالشباب والأطفال المتعلقة بالتوعية الدينية، وغياب الهيئات المتخصصة بإدارة الأوقاف الإسلامية وتنميتها، وعدم توفر المنشآت التعليمية الدينية والعربية للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وندرة المصادر الإسلامية باللغة الإسبانية، وغياب التنسيق والتعاون في نشاطات الهيئات الإسلامية، كما أن الإعلام المحلي في تشيلي وبقية دول أمريكا اللاتينية يشوه صورة الإسلام والمسلمين.

ومن المشاكل التي تعاني منها الجالية الإسلامية في تشيلي خاصة:

- الوضع الاقتصادي المتدني؛ حيث تنتشر البطالة ويكثر الفقر في تشيلي عموماً.

- كثرة زواج الشباب من غير المسلمات أو بالمسلمات اسميّاً؛ وهذا يؤثر في مستوى التزام الشباب أنفسهم بالإسلام وأبنائهم بعد ذلك، ويزداد الأمر سوءاً عندما ينفصل الزوجان وتتولى الأم حضانة أبنائها فتنشئهم بعيداً عن تعاليم الإسلام كما يحدث في جل الدول الغربية.

- الانفلات الأمني الذي تعاني منه الحكومة التشيلية المتمثل في ضعف التشريعات والإجراءات الإدارية، وعدم كفاية إجراءات الشرطة كما ذكرت منظمة حقوق الإنسان، وقد ألقت هذه المشكلة بظلالها على الجالية الإسلامية.

- جهل كثير من المسلمين بتعاليم الإسلام الأساسية.

- قلة الموارد البشرية؛ مثل قلة عدد الدعاة المجيدين للغات المحلية مع دراية كافية بعادات شعوب تلك الدول وتقاليدها، وقلة العناصر القادرة على تمثيل المسلمين في بعض المناسبات والحوارات التلفزيونية، والتفاعل مع وسائل الإعلام المحلية للتعريف بالإسلام والرد على دعاوى التضليل الإعلامي المعادي للإسلام والمسلمين.

- غياب برامج رعاية المرأة والطفل؛ وهذه تضعِف بناء الأجيال التالية للمهاجرين؛ نظراً لكون الأطفال يتأثرون أكثر ببيئتهم المحيطة وبأمهاتهم.

أهم الخطوات التي اقترحها المؤتمر ووجَّهها للحكومات الإسلامية والعربية، والتي تخص مسلمي تشيلي:

- إنشاء مدارس إسلامية وإعداد مناهج تتبع التعليم الرسمي في البلاد؛ لكي لا يعزف الآباء عن تدريس أولادهم في المدارس الإسلامية؛ فإذا كانت المدارس الإسلامية معترفاً بها، فإن هذا مما يزيد إقبال أبناء الجالية عليها، وتضاف إلى هذه المناهج المواد الإسلامية ومواد اللغة العربية.

- التركيز على ترجمة الكتب الإسلامية والأدبية للغة الإسبانية وهذا مما يربطهم ويقوي صلتهم بالثقافة الإسلامية.

- تواصل الدول العربية والإسلامية مع الجالية الإسلامية في تشيلي عن طريق المؤتمرات الدولية وغيرها من صور التبادل الثقافي، وهو ما يعزز الانتماء لدى الجالية المسلمة في تشيلي لدينها.

- أن تهيَّأ معاهد لتدريب الدعاة في الدول الإسلامية، ويتم من خلالها تعريف بأحوال الجالية الإسلامية في تشيلي؛ حيث يكون لدى الداعية معرفة تامة بأحوال الجالية؛ لكي يكون التأثير عليهم قوياً وفعالاً في الوقت نفسه.

- ابتعاث الطلاب المسلمين من تشيلي إلى الدول العربية وتسهيل المنح الدراسية لهم؛ لكي يتعلموا العلوم الدينية والعربية ويعودوا لمجتمعهم سفراء صالحين ومؤثرين لنشر دينهم ورفع رايته.

- توجيه الفضائيات الإسلامية ووسائل الإعلام المختلفة لمخاطبة هؤلاء الأخوة وتدريب العناصر لذلك من حيث اللغةُ وأسلوبُ الدعوة.

 

أهم المصادر :

موقع الفاكت بوك، وإسلام ويب، وهدي الإسلام، والموسوعة الثقافية، وإسلام أون لاين، ومفكرة الإسلام، العرب في أمريكا اللاتينية... صراع الغربة والاندماج، مجموعة باحثين، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط1، 2006م، وموقع طريق الإيمان، والمعرفة، وويكيبيديا.

 

أعلى