مقالات الشيعة في أمصار المسلمين
أعني بالشيعة هنا طائفة الإمامية الإثنى عشرية التي شاع إطلاق لقب الشيعة عليها في عصرنا، والتي هي أكثر فرق الشيعة في زماننا عدداً وأكثرها جمعاً وأعظمها خطراً.
ومصادرها هي المعتمدة عند الحديث عن التشيع اليوم؛ لأن ما سواها زيدية أو إسماعيلية، والزيدية يلتقون مع الأمة في مصادر التلقي - من حيث الجملة -، والإسماعيلية لهم مصادرهم السرية التي لا يطلع عليها إلا خواصهم.
وقد جاء في نصوصهم - أعني من يسمون اليوم بالشيعة - البراءة العامة من أمصار المسلمين وبلدانهم، ولا يستثنون إلا من أخذ بمعتقدهم ودان بنحلتهم، وتأتي في مقدمة أمصار المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ثم ما دونهما من بلاد المسلمين، وإليك الأمثلة على ذلك من واقع كتبهم المعتمدة عندهم[1]:
مكة والمدينة:
يقولون في مصادرهم المعتمدة: «إن أهل مكة ليكفرون بالله جهرة، وإن أهل المدينة أخبث منهم سبعين ضعفاً»[2].
هذا النص ورد في أصول الكافي أهم مصدر وأوثقه في دينهم، وتاريخ صدور هذا الحكم هو منتصف القرن الثاني بمقتضى نسبة الرواية إلى جعفر الصادق[3] المتوفى سنة 148هـ، أي إن هذا حكم على مكة المكرمة بأنها دار كفر في فترة القرون الثلاثة المفضلة، ويعلق على ذلك أحد شيوخهم المعاصرين بقوله: «لعل هذا الكلام في زمن بني أمية وأتباعهم، كانوا منافقين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، والمنافقون شر من الكفار، وهم في الدرك الأسفل من النار... ويحتمل أن يكون هذا مبنياً على أن المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شر من سائر الكفار كما يظهر من كثير من الأخبار»[4].
فهو يرى أن هذا التكفير حق، ويوجه هذا الحكم عليهم بأنهم شر من الكفار بأحد أمرين:
إما باتباعهم للأمويين، أي بمقتضى مبايعتهم لخلفاء المسلمين من الأمويين[5]، وهذا نفاق أكبر عندهم.
أو لأن المخالف (يعني المخالف للشيعة من سنة وغيرهم من الفرق الإسلامية) شر من الكفار[6].
فاسمع وتعجب! حيث ترى أن المعاصرين يقرون ويؤيدون هذا الحكم الجائر الظالم الذي صدر من الزنادقة الغابرين في حق أهالي مكة والمدينة المجاورين للحرمين في فترة القرون المفضلة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في قوله: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» رواه البخاري وغيره. ولقد كان أهل المدينة ولاسيما في القرون المفضلة يمثلون الصفوة المختارة من المسلمين، حيث كانوا يتأسون بأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الأمصار، ولهذا لم يذهب أحد من علماء المسلمين إلى أن إجماع أهل مدينة من المدائن حجة يجب اتباعها غير المدينة[7].
وقد ظل أهل المدينة متمسكين بمذهبهم القديم، منتسبين إلى مذهب مالك إلى أوائل المائة السادسة أو قبل ذلك أو بعد ذلك، فإنهم قدم إليهم من رافضة المشرق من أفسد مذهب كثير منهم[8].
ويبدو أن التزام أهل المدينة بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة الذهبية من تاريخ الإسلام قد أغاظ هؤلاء الزنادقة الأقزام، فعبروا عن بالغ حقدهم بهذه الكلمات، وما تخفي صدورهم أكبر.
وإذا كان هذا حكمهم على خيار التابعين المجاورين للحرمين المشهود لهم بالفضل والخيرية فحكمهم على من جاء بعدهم أشد وأنكى، كما قال بعض السلف: «لا يغل قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان قلبه على المسلمين أغل»[9].
ولذلك فإن المعاصرين على أثرهم يهرعون يلعنون ويكفرون ويتبرؤون، ولا ينفكون عن ذلك إلا في ظل التقية التي أصبحت لهم ديناً ومسلكاً.
ومن لا يسير معهم في سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيهم ويتبرأ من أفضل الخلق بعد النبيين فهو في عداد الظالمين[10].
ويبدو أن مجرد خلو مكة والمدينة من مظاهر الشرك ورموزه يغيظ هؤلاء الروافض ويملأ قلوبهم حقداً، ولذلك فإن التاريخ يعيد نفسه، ففي هذا العصر وفي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبادان في 17/3/1979م تأييداً لإقامة «الجمهورية الإسلامية» في إيران، ألقى د. محمد مهدي صادقي خطبة في هذا الاحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية ووصفتها الإذاعة بأنها مهمة، ومما جاء في هذه الخطبة: «أصرح يا إخوتي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشر من اليهود»، وذكر أنه حين تثبت ثورتهم سينتقلون إلى القدس ومكة المكرمة وأفغانستان[11]. فأنت ترى أنه يساوي بين مكة التي يحكمها المسلمون وبين القدس التي يحتلها اليهود، وأفغانستان التي كان يحتلها الشيوعيون.
وقد نشرت مجلة الشهيد - لسان علماء الشيعة في قم - في العدد 46 الصادر بتاريخ 16 شوال 1400هـ صورة تمثل الكعبة المشرفة وإلى جانبها صورة تمثل المسجد الأقصى المبارك وبينهما يد قابضة على بندقية وتحتها تعليق نصه: «سنحرر القبلتين»[12].
وفي هذا الاتجاه يرون أن حكم الكفار للديار الإسلامية أولى من حكم المسلمين. وقد نقل الشيخ رشيد رضا أن الرافضي أبا بكر العطاس قال: إنه يفضل أن يكون الإنجليز حكاماً في الأراضي المقدسة على ابن سعود[13].
وقد كشف لنا آيتهم حسين الخرساني أن كل شيعي يتمنى فتح مكة والمدينة، وقال: «إن طوائف الشيعة يترقبون من حين وآخر أن يوماً قريباً آت يفتح الله لهم تلك الأراضي المقدسة لمرة أخرى [كذا] ليدخلوها آمنين مطمئنين، فيطوفوا بيت ربهم، ويؤدوا مناسكهم، ويزوروا قبور ساداتهم ومشايخهم.. ولا يكون هناك سلطان جائر يتجاوز عليهم بهتك أعراضهم، وذهاب حرمة إسلامهم، وسفك دمائهم المحقونة، ونهب أموالهم المحترمة ظلماً وعدواناً، حقق الله تعالى آمالنا»[14].
هكذا يتمنى هذا الرافضي فتح الديار المقدسة، وكأنها بيد كفار، ويعلل هذا التمني بأنه يريد الحج والزيارة، وكأنه وطائفته قد منعوا من ذلك، والواقع أنه يريد إقامة الشرك وهدم التوحيد في الحرمين الطاهرين.
ب - مصر وأهلها:
قد حظيت مصر وأهلها بنصيب وافر من سبهم، فقالوا في نصوص لهم مدونة في مصادرهم المعتمدة لديهم: «بئس البلاد مصر، أما أنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل، ولم يكن دخل بنو إسرائيل مصر إلا من سخطة ومعصية منهم لله.. إني أكره أن آكل شيئاً طبخ في فخار مصر، وما أحب أن أغسل رأسي من طينها، مخافة أن تورثني تربتها الذل وتذهب بغيرتي»[15].
وقالوا: «مالك ومصر؟ أما علمت أنها مصر الحتوف.. يساق إليها أقصر الناس أعماراً»[16].
وقالوا: «انتحوا مصر ولا تطلبوا المكث فيها.. هو يورث الدياثة»[17].
وقالوا: «ما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى - عليه السلام - أن يخرج عظام يوسف منها، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا في فخارها، فإنه يورث الذل ويذهب الغيرة»[18].
وقاولوا أيضاً: «أبناء مصر لعنوا على لسان داود - عليه السلام - فجعل الله منهم القردة والخنازير»[19].
وهذه الروايات وغيرها في ذم مصر وهجاء أهلها والتحذير من سكناها منسوبة إلى بعض آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمحمد الباقر، وعلي الرضا[20]، وفي حقيقة الأمر هي محاولة للطعن فيهم بنسبة هذا الكذب إليهم، وقد عقب المجلسي على هذه النصوص بقوله: «مصر صارت من شر البلاد في تلك الأزمنة؛ لأن أهلها صاروا من أشقى الناس وأكفرهم»[21].
فهذا رأي الروافض في مصر في تلك العصور الإسلامية الزاهرة، كل ذلك لأنها لم تأخذ بنهج الروافض، ويحتمل أن هذه الروايات قبل الحقبة الإسماعيلية من تاريخ مصر؛ لأن من يشاركهم في رفضهم، ويقيم دولة تسمح بكفرهم لا ينالون منه بمثل هذا. كما لا يبعد أن هذه النصوص بعد الحقبة الإسماعيلية وهي تعبير عن حقد الرافضة وغيظهم على مصر وأهلها بسبب سقوط دولة إخوانهم الإسماعيليين على يد القائد العظيم صلاح الدين، الذي طهر أرض الكنانة من دنسهم ورجسهم، وأين هذه الكلمات المظلمة في حق مصر وأهلها مما جاء في صحيح مسلم تحت باب: «وصية النبي صلى الله عليه وسلم بمصر وأهلها»، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط[22]، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة[23] ورحماً»[24]، أو قال: «ذمة وصهراً»[25][26].
والحقيقة أن ذمهم لمصر وأهلها مدح وثناء، كما قال الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
جـ - الشام وأهلها:
جاء في الكافي: «أهل الشام شر من أهل الروم»[27] يعني شر من النصارى. وجاء في مصادرهم: «لا تقولوا: من أهل الشام، ولكن قولوا: من أهل الشؤم، هم أبناء شر (يعني بلد) لعنوا على لسان داود عليه السلام فجعل الله منهم القردة والخنازير»[28].
أين هذه الكلمات الحاقدة على الشام وأهلها مما ورد في كتب السنة في فضل الشام[29]! وقد قال الإمام ابن القيم: «أرض الشام وصفها الله سبحانه بالبركة في أربعة مواضع من كتابه أو خمسة»[30]، وقد جاء في صحيح البخاري عن معاذ مرفوعاً: «أن الطائفة المنصورة بالشام»، وورد في فضل أهلها أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم»[31]، وقد صنف في فضل الشام بعض أهل العلم كتباً خاصة كالإمام الربعي[32] وابن الجوزي.
البراءة من بلدان المسلمين كلها إلا واحدة:
هذا وجاء عندهم ذم كثير من بلدان الإسلام وأهلها[33]، ولا يستثنون من أمصار المسلمين - في العصور الذهبية من تاريخ المسلمين وهو عصر القرون الثلاثة المفضلة - لا يستثنون سوى بلدة واحدة فقط، أما ما عداها من بلاد المسلمين في شرق الأرض وغربها فليس لها ولا لأهلها في ولايتهم نصيب، بل يتبرؤون منها ويعدونها في عداد بلاد المغضوب عليهم والضالين، بل أعظم وأشد.
جاء في البحار - لتقرير هذا الأمر - قولهم: «إن الله عرض ولايتنا على أهل الأمصار فلم يقبلها إلا أهل الكوفة»[34]، أي لم يقبل دينهم من بلاد المسلمين سوى «الكوفة»، ذلك أن بلاد الإسلام لقربها من العلم والإيمان لم تقبل مادة «الرفض الخبيثة» سوى الكوفة التي بليت بها بتأثير ابن سبأ اليهودي، الذي طاف الأمصار فلم يجد من يقبل دعوته إلا في ذلك المكان القاصي البعيد في تلك الفترة عن نور العلم والإيمان؛ إذ البدعة لا تنمو وتنتشر إلا في ظل الجهل وغيبة أهل العلم والإيمان، ولهذا «خرج التشيع من الكوفة»[35]، كما ظهر الإرجاء أيضاً من الكوفة، وظهر القدر والاعتزال والنسك الفاسد من البصرة، وظهر التجهم من ناحية خراسان، وكان ظهور هذه البدع كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية بحسب البعد عن الدار النبوية[36]، ذلك أن «سبب ظهور البدع في كل أمة هو خفاء سنن المرسلين فيهم، وبهذا يقع الهلاك، ولهذا كانوا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة»[37].
هذه النصوص المظلمة والمقالات الضالة في بلدان المسلمين ثابتة في مصادرهم المعتمدة لديهم والتي قرر مراجعهم منذ العصر الصفوي إلى اليوم أنها مصادر التلقي التي عليها المدار في جميع الأعصار، وعليها اعتمد الدستور الإيراني في مادته الثانية وسماها «سنة المعصومين».
وهذا التوجه في ذم أمصار المسلمين على العموم يعود إلى أصل أصيل عندهم وضعه متأخروهم، وهو أن أهل السنة أو أهل الإسلام الذين لا يؤمنون بمعتقدهم ولا يؤمنون بإمامة الاثني عشر وانتظار مهديهم أكفر عندهم من اليهود والنصارى، وقد قرر شيخهم ابن المطهر الحلي - الذي إذا أطلق لقب العلامة عندهم انصرف إليه - أن «الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص»[38]؛ يعني أن من لا يؤمن بوجود إمامهم المنتظر وحياته وإمامته[39] فهو عندهم بحسب اعتقادهم أشد كفراً ممن ينكر نبوة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ووردت روايـات كثيرة عندهم تكفر من أنكر إمـامة الأئمة الاثني عشر، وهذا التكفير يشمل خلفاء المسلمين من أبي بكر رضي الله عنه إلى أن تقوم الساعة - ما عدا حكم علي والحسن رضي الله عنهما - لأنهم ادعـوا الإمـامة بغير حق، كما يشمل الشعوب الإسـلامية التي بـايعت خلفاء المسلمين من عهد أبي بكر إلى أن تقـوم السـاعة، لأنهـا بـايعت إمـاماً ليس من عند الله. ومن رواياتهم في ذلك: عـن أبي عبدالله قال: «من ادعى الإمامة وليس من أهلها فهو كـافر»[40] وأهـلهـا هـم - بزعمهم - الأئمـة الاثنا عشر أو من ينوب عنهم من فقهاء الشيعة. وعن أبي عبدالله قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما[41] في الإسلام نصيباً»[42].
فهذا تكفير للأمة شنيع لم يبلغ الخوارج مبلغه، تكفير للأحياء والأموات، وحقد عظيم على أمة الإسلام وخلفاء المسلمين.
والعبادة عندهم لا قبول لها إلا بالإيمان بولاية الاثني عشر، ففي «البحار» للمجلسي: «لو أن عبداً عبد الله ألف سنة وجاء بعمل 72 نبياً ما تقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت، وإلا أكبه الله على منخريه في نار جهنم»[43]. وعن الصادق - كما يفترون - قال: «الجاحد لولاية علي كعابد الوثن»[44].
بل أعلنوا - على لسان شيخهم نعمة الله الجزائري - انفصالهم الكامل عن المسلمين وبراءتهم التامة من أمة محمدصلى الله عليه وسلم فقالوا: لم نجتمع معهم على إله ولا نبي ولا إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله عليه وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا، ولا ذلك النبي نبينا»[45].
والتكفير يشمل كل من لم يوافقهم على شذوذهم العقدي وانحرافهم السلوكي. ففي دين هؤلاء الروافض - مثلاً - من لا يدفع خمس أرباحه وأمواله وممتلكاته لآياتهم ومراجعهم فهو من الظالمين لآل محمد الخالدين في نار جهنم، بل عدوا من يستحل منعهم درهماً منه في عداد الكافرين، حتى قالوا: «ومن منع منه درهماً أو أقل كان مندرجاً في الظالمين لهم (أي لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) والغاصبين لحقهم، بل حكموا بالكفر على من استحل منع درهم منه[46]، قال د. علي السالوس في السخرية بهذا المبدأ: «إن مسلمي اليوم إن أردوا ألا يحكم عليهم الجعفرية بالكفر فعليهم أن يجعلوا خمس مكاسبهم ورؤوس أموالهم ويبعثوا به إلى علماء الجعفرية»[47].
ومن لا يوافقهم مثلاً على الفوضى الجنسية المسماة بالمتعة عندهم فهو ليس منهم، حتى قالوا: «ليس منَّا من لم يؤمن بكرتنا ويقُل بمتعتنا»[48].
ومن لا يؤمن بخرافة مهديهم المنتظر فهو كافر كفر إبليس[49].
والتفصيل في هذا الباب لا يحتمله هذا المقال.
فهل يعي أهل الأمصار قدر الحقد الذي يحمله هؤلاء الباطنية تجاههم؟! ومتى يدركون أن التشيع لآل البيت شعار كاذب ينتحله هؤلاء الباطنيون لتحقيق أغراضهم الدنيئة وتنفيذ مخططاتهم الخطيرة؟!
وها نحن نرى اليوم وتنفيذاً لهذه المقالات والمعتقدات في أمصار المسلمين أنهم ما دخلوا بلداً إلا بدَّلوا أمنه خوفاً، واجتماعه فرقة، وتقدمه تخلفاً، وغناه فقراً، وسعادة أهله بؤساً وشقاء، كما هو واقع اليوم في العراق واليمن والشام وغيرها من بلاد الإسلام، وهو ثمرة هذا الحقد الدفين على أهل الإسلام: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
:: مجلة البيان العدد 351 ذو القعدة 1437هـ، أغسطس 2016م.
[1] بينت مصادرهم المعتمدة في مقدمة كتابي: أصول مذهب الشيعة 1/ 17-23.
[2] أصول الكافي 2/410.
[3] ونبرئ الإمام من هذا الافتراء، ومثل هذه المقالات جزء من عدوانهم وعدائهم لأهل البيت، فهم يطعنون فيهم باسم التشيع والمحبة لهم.
[4] علي أكبر الغفاري في تعليقه على أصول الكافي 2/409 - 410 (الهامش).
[5] مما يتعين التنبيه عليه هنا: أن مصطلح الأمويين عندهم يشمل الخلفاء الراشدين الثلاثة ثم خلفاء بني أمية، ولذلك عدوا أول الظالمين أبا بكر ثم عمر! قاتلهم الله أنى يؤفكون.
[6] أصول الشيعة 2/470.
[7] اشتهر عن الإمام مالك وأصحابه أن إجماع أهل المدينة حجة، وإن كان بقية الأئمة ينازعونهم في ذلك، والمراد إجماعهم في تلك الأعصار المفضلة، أما بعد ذلك فقد اتفق الناس على أن إجماعهم ليس بحجة [مجموع فتاوى شيخ الإسلام 20/300].
[8] ينظر: الفتاوى 20/299-300.
[9] انظر: الإبانة لابن بطة 165.
[10] سيأتي ذكر النص.
[11] أذيعت هذه الخطبة من صوت الثورة الإسلامية من عبادان الساعة 12 ظهراً يوم 16/3/ 1979م، وانظر: «وجاء دور المجوس» 344-247.
[12] انظر: مجلة الشهيد العدد المذكور، وانظر: جريدة المدينة السعودية الصادرة في 27 ذي القعدة 1400هـ، وانظر: ما كتبه الشيخ محمد عبد القادر آزاد: رئيس مجلس علماء باكستان عما شاهده في أثناء زيارته لإيران حتى قال إنه رأى على جدران فندق هيلتون في طهران، الذي يقيمون فيه، شعارات مكتوباً عليها: «سنحرر الكعبة والقدس وفلسطين من أيدي الكفار»، وانظر: الفتنة الخمينية للشيخ محمد آزاد ص9.
[13] المنار - المجلد (9) ص 605.
[14] الإسلام على ضوء التشيع ص132-133.
[15] بحار الأنوار 60/ 210، تفسير العياشي 1/305، والبرهان 4571.
[16] بحار الأنوار 60/211.
[17] الموضع نفسه من المصدر السابق.
[18] قرب الإسناد ص220، وبحار الأنوار 60/208-209، تفسير العياشي 1/304، والبرهان 1/456.
[19] بحار الأنوار 57/ 208.
[20] انظر: المصادر السابقة، وتفسير القمي 996، وبحار الأنوار 60/208.
[21] انظر: بحار الأنوار 57/208.
[22] القيراط: جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرها، وكان أهل مصر - في ذلك الزمان - يكثرون من استعماله والتكلم به.
[23] الذمة: هي الحرية والحق.
[24] الرحم: لكون هاجر أم إسماعيل منهم.
[25] الصهر: لكون مارية أم إبراهيم (ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم) منهم.
[26] صحيح مسلم 2/1970 (ح227).
[27] أصول الكافي 2/409.
[28] تفسير القمي 596، وبحار الأنوار 60/208.
[29] انظر: كتاب فضائل الشام لأبي الحسن الربعي، مطبعة الترقي بدمشق، تحقيق صلاح الدين المنجد.
[30] بدائع الفوائد 2/187.
[31] أخرجه الترمذي (ح2192)، وقال: «حسن صحيح»، وأحمد في «المسند» (ح15596).
[32] هو علي بن محمد بن صافي بن شجاع الربعي، أبو الحسن، ويعرف بابن أبي الهول (المتوفى: 444هـ).
[33] انظر: بحار الأنوار 60/ 208 وما بعدها.
[34] المصدر السابق 100/ 259.
[35] مجموع فتاوى شيخ الإسلام 20/300-301.
[36] انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام 20/ 300-301.
[37] المصدر السابق 4/ 137.
[38] الألفين لابن المطهر 3.
[39] وهو مجرد وهم لا وجود له إلا في أذهان الروافض، فقد قرر علماء التاريخ والنسب ونقيب الطالبيين من آل البيت وسائر بني هاشم أن الحسن العسكري مات عقيمًا، وأن دعوى وجود ولد له اختفى فور ولادته خوفاً لا سند لها في الواقع، وراجع في هذه المسألة منهاج السنة النبوية 2/164، والمنتقى ص31، وأصول مذهب الشيعة 2/899.
[40] «الكافي»، كتاب الحجة، باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل: (1/372).
[41] يعنون بهما اللذين أقاما دولة الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم ونشرا دينه، الخليفتين الراشدين أبا بكر وعمر.
[42] «الكافي»، كتاب الحجة، باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل إلخ: (1/373)، وانظر: «تفسير العياشي»: (1/178)، «تفسير البرهان»: (1/293)، «البحار»: (8/218).
[43] «البحار»: (27/197).
[44] المصدر السابق: (27/181).
[45] الأنوار النعمانية 2/279.
[46] انظر: اليزدي، العروى الوثقى، الموثق من مراجعهم في هذا العصر 2/366.
[47] علي السالوس، أثر الإمامة في الفقه الجعفري ص394 (الهامش).
[48] من لا يحضره الفقيه، لابن بابويه 2/ 128، وسائل الشيعة 7/438، تفسير الصافي 1/ 347.
[49] انظر: إكمال الدين لابن بابويه ص13.