• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
في مقبرة الإمبراطوريات الحرب الأمريكية في أفغانستان

في مقبرة الإمبراطوريات الحرب الأمريكية في أفغانستان

سيث ج. جونز (*)

تناولتُ في مقال (الـتـوقـعـات: أهميتها وأثرها في الحروب)، المنشور في مجلة الحرس الوطني السعودية، العدد 318، أن التوقعات وسيلة حربية مهمة لا تقلُّ عن الوسائل الأخرى؛ حيث تؤثِّر التوقعات الإيجابية في رفع معنويات الجنود، وتثبيتهم، وبث الثقة والتفاؤل بينهم، كما تؤثر التوقعات السلبية في إحداث هزيمة نفسية لهم، فتُزعزع نفوسهم، ويغلب التشاؤم عليهم، وتحدث ثغرات في صفوفهم؛ وهو ما يضعف من إقدامهم، ومقاومتهم أعداءهم. وأشار المقال إلى أن للتوقعات السلبية أثراً في خلخلة التماسك الداخلي في الأفرد حتى عند الأذكياء منهم.

لذا كان الشيخان (أبو بكر وعمر) - رضي الله عنهما - عندما يُغزِيان الجيوش يذكِّرونهم ما وعدهم الله في إظهار دينه؛ ليثقوا بالنصر، وليستيقنوا بالنُّجْح.

وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقول للكفار: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْـمِهَادُ} [آل عمران: 12وهو كلامٌ حقٌ، يكون له أثر وفعل في نفوس الكافرين، ويقذف الرعب في صدورهم .

وقد قال بعض المسلمين للأمريكان لـمَّا غزو أفغانستان: (ستُغلبون)، وليس هذا القول بالغريب على المسلمين؛ فهو في كتابهم الكريم؛ إنما الغريب أن يقول الأمريكيون أنفسهم لأهلهم: (ستُغلبون)، وأغرب منه أن يصدر هذا عن أساتذة أكاديميين، والأغرب أنهم ينتمون لمؤسسة بحثية مصنَّفة بالمرتبة الأُولَى في العالم[1]؛ أعني: مؤسسة (راند للبحث والتطوير)، وهي رائدة الدراسات المستقبلية بلا منازع.

من المفرح حقّاً لكل مسلم، ومن المبشرات بنصر الإسلام والمسلمين، أن يعترف العدو الغازي بأنه جاء إلى حتفه، وساقته نفسه إلى حيث يكون قبره.

لقد تمثَّل هذا الاعتراف في كتاب (في مقبرة الإمبراطوريات... حرب أمريكا في أفغانستان)، تأليف (سيث ج. جونز). وهذا الكتاب يمثِّل تطبيقاً عملـيّاً لما جاء في المقال المشار إليه، وكان من المُفترض أن يكتبه أحد المسلمين، لكن مما يَسُـرُّ أنه كتبه باحث أمريكي لصيق بمراكز التأثير في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يلتقي بالمسؤولين من صناع القرار السياسي والعسكري هناك، وقد بَنى جُلَّ كتابه من خلال هذه المقابلات؛ فتأثيره سيكون أشد مما لو كتبه مسلم.

فهذا الكتاب يمثل - في رأي كاتب المقال - طعنة من مؤلِّف الكتاب في صدر أُمَّته، ولو لم يتضمَّن الكتاب إلا عنوانه لكفى بها طعنة قاتلة؛ وكيف لا يكون ذلك وقد تضمَّن الكتاب دلائل ونصوصاً تصبُّ في سياق عنوانه؟

لقد صدر الكتاب بالحجم المتوسط، بعنوان (IN THE GRAVEYARD OF EMPIRES  )، في آخر عام 2009م وأوائل عام 2010م، نشرته (w.w. Norton & Company, Inc) في (نيويورك ولندن). ويقع في 430 صفحة سوى المقدمة.

تقسيم الكتاب:

بدأ الكتاب بسرد تسلسل تاريخي للحروب التي تعرضت لها أفغانستان، وقُسِّم الكتاب إلى مقدمة وثمانية عشر فصلاً، تناول فيها الحديث عن المجاهدين، وطالبان، والقاعدة وأعمالها وأهدافها في أفغانستان وفي الدول العربية، وخطرها على أمريكا، وتناول تاريخ الحروب في أفغانستان، والحرب الأمريكية فيها، وبداية نجاحها، ثم تَراجعها، وضراوة المقاومة الأفغانية، وفُشوَّ الفساد في الحكومة الجديدة في أفغانستان، وما نتج عنه من ازدياد زراعة الخشخاش والاتجار بالمخدرات.

ويتحدث الكتاب عن دعم باكستان لأمريكا، ودعمها أيضاً لطالبان.

ويتحدث الكتاب عن مشاركة حلف شمال الأطلسي للمرة الأولى استناداً إلى المادة الخامسة من معاهدة واشنطن عام 1949م، وثيقتِه التأسيسية، وفيها: «يتفق الطرفان على أنَّ أي هجوم مسلح ضد بلد أو أكثر في أوروبا أو أميركا الشمالية يعتبر هجوماً ضدهم جميعاً». ويشير المؤلِّف إلى جملة من أسباب عدم الرضى عن مستوى مشاركة الحلف، منها: أن معظم جنوده غير مدربين في مكافحة (التمرد)، ومحدودية التزامه في نوع المشاركة في الحرب.  

تاريخ الحروب في أفغانستان:

بدأ الكتاب بذكر التسلسل التاريخي للحروب في أفغانستان، وذكر الحروب القديمة قبل الميلاد وبعده، والحروب البريطانية، والحرب السوفييتية، وأخيراً الحرب الأمريكية. وفي ما يلي مجمل هذا التسلسل:

- تقريـباً في سنة 330 قبل الميلاد، تكبد (الإكسندر الأكبر) وجيشه خسائر هائلة في معارك ضارية ضد القبائل الأفغانية، ولم يستطع (في أفغانستان والهند) مواصلة الفتح المذهل الذي ناله في آسيا وأوروبا. وينقل المؤلف عن المؤرخ الروماني (كينتوس روفوس) قوله: حقيقة، لم تكن أفغانستان دولة سهلة، فقد كانت أشق وأشد حملة يقوم بها (الإكسندر)، وقد فشل جنوده في إخضاع الشعب الأفغاني، وانهارت قواته في المنطقة بعد وفاته.

 - على مدى 2000 سنة بعد ذلك التاريخ: كانت المنطقة صعبة للغاية بالنسبة للإمبراطوريات الكبرى من الغرب والشرق، وبالنسبة للجيوش العربية، وكذلك الفاتحين الأسطوريين مثل (جنكيز خان)، و(تيمور لنك).

-  في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي: أصبحت أفغانستان دولة عازلة بين روسيا ومناطق النفوذ البريطاني؛ فبين عامَي 1839 - 1919م، خاضت بريطانيا ثلاث حروب وحشية في أفغانستان لمواجهة النفوذ الروسي في المنطقة.

-  بين عامَي 1839 - 1842م : وقعت الحرب البريطانية الأُولَى، التي أدت إلى هزيمة ساحقة لبريطانيا؛ وخروج قواتها العسكرية المكونة من (16.000) جندي.

 - بين عامَي 1878 - 1880م: وقعت الحرب البريطانية الثانية، وبلغت ذروتها في معركة قندهار، وانتصرت فيها بريطانيا.

-  في عام 1893م : وقَّع وزير الخارجية البريطاني اتفاقـاً مع الحاكم الأفغاني، الأمير عبد الرحمن خان، يقضي بفصل أفغانستان عن المستعمر البريطاني الهندي.

 - في عام 1919م : وقعت الحرب البريطانية الثالثة، وأدَّت إلى معاهدة (راوالبندي)، وتضمنت الاعتراف باستقلال أفغانستان.

 - في عام 1979م : اقتحمت القوات السوفييتية القصر الرئاسي الأفغاني، وقتلت حفيظ الله أمين، ونصبت (بابراك كارمل) رئيساً.

 - في عام 1986م : أعلن الرئيس السوفييتي (ميخائيل غورباتشوف) عن انسحاب جزئي للقوات السوفييتية من أفغانستان.

-  في عام 1989م : خرج السوفييت بأجمعهم من أفغانستان، دون تحقيق نصر.

 - في عام في 1992م: أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية شحن الأسلحة إلى الحكومة الأفغانية والجماعات الإسلامية.

 - في عام 1994م : استولت قوات طالبان على قندهار.

 - في عام 1996م : سقطت كابول بأيدي طالبان، وأُعلن الملا محمد عمر أميراً لأفغانستان.

-  في عام 2000م : سيطرت قوات طالبان على معظم أفغانستان.

 - في عام 2001م : بدأت الولايات المتحدة الأمريكية الحملة العسكرية ضد طالبان.

 - في عام 2004م : انسحبت منظمة أطباء بلا حدود من أفغانستان، إشارة إلى التدهور الأمني فيها. 

 - في عام 2006م : حصل خلاف وتوتر في قمة حلف شمال الأطلسي، بشأن زيادة عدد الجنود في أفغانستان.

  - في عام 2007م : انتقد وزير الدفاع الأمريكي بشدة بعض دول حلف شمال الأطلسي؛ لعدم زيادة جنودها في أفغانستان، وعدم تقديم مساعدات أخرى رغم الحاجة الماسة إلى ذلك.

 -  في عام 2008م : جرت محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.

 - في عام 2009م : أعلن الرئيس الأمريكي زيادة القوات الأمريكية في أفغانستان بنسبة 50 %.

 - في عام 2009م : جرى تغيير وزير الدفاع الأمريكي، وكذا قائد القوات الأمريكية في أفغانستان.

 - في عام 2009م : أعلن الرئيس الأمريكي أن القوات الأمريكية ستخرج من أفغانستان في يوليو 2011م، وأن الشعب الأفغاني سيكون مسؤولاً عن أمنه.

حرب الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان، والانهزام النفسي:

يشير المؤلف إلى أن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان ، شأنها في ذلك شأن الدول الكبرى التي غزت أفغانستان.

لقد حاول البريطانيون مِن قَبْلُ بعدد من الإستراتيجيات خلال حروبهم لأفغانستان ضد قبائل (البشتون)، لكنهم كانوا غير قادرين على السيطرة على البلاد، وهو ما دعا (ونستون تشرشل) إلى وصف رجال القبائل بأنهم: «شجعان وسباقون للحرب».

وقد عانى الاتحاد السوفييتي من مصير مماثل؛ حيث واجهته مقاومة شرسة من الشعب الأفغاني، مات خلالها آلاف من الجنود الروس ومن المجاهدين، ولم يحقق أيَّ مكسب، بل ترك البلاد مدمرة، وقَتلَ نحو مليون أفغاني، وأجبر أكثر من خمسة ملايين على الهروب خارج أفغانستان.

والمسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية من عسكريين ودبلوماسيين، يدركون جيداً تاريخ أفغانستان؛ ففي أواخر عام 2001م قال الجنرال (تومي فرانكس) قائد القيادة المركزية الأمريكية، مخاطـباً الوزير (دونالد رامسفيلد): «لقد اتفقنا على أن لا ننسحب من البلاد مع وجود تشكيلات كبيرة من القوات التقليدية، ونحن لا نريد تكرار أخطاء السوفييت... هذه المنطقة احتضنت ثقافة الأبطال المحاربين الفخورين بصد الجيوش الغازية لأكثر من 2000 سنة».

وينقل المؤلف عبارة (توماس أونيل) أحد الأعضاء المخضرمين في مجلس النواب الأمريكي؛ حيث يقول: «قد وجدت الإمبراطوريات السابقة التي تجرأت على دخول أفغانستان من الإسكندر الأكبر إلى بريطانيا العظمى، والاتحاد السوفييتي، وجدت أنَّ الدخول إلى أفغانستان مبدئياً شيء ممكـن وسهل، لكنها لا تلبث حتى تجد نفسها غارقة في مقاومة محلية».

ووضَّحت المخابرات الأمريكية للرئيس (جورج بوش) أن العمليات لن تكون سهلة بسبب طبيعة الموقع الجغرافي لأفغانستان، وأنه سيكون هناك خسائر جسيمة، وأن الحرب ليست عادلة للجيش الأمريكي.

يقول المؤلف: إن صعود حركة (التمرد)[2] في أعقاب انتصار الولايات المتحدة على طالبان مؤسف للغاية؛ فالإطاحة بنظام طالبان كانت نعمة، لكنها تحولت إلى لعنة عندما بدأت المقاومة تطغى على موارد الولايات المتحدة القليلة الموجودة على أرض الواقع. ويعبِّر مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية عن ذلك بقوله: «لقد اجتذبنا الهزيمة من بين فكَّي النصر»؛ «فالتمرد الأفغاني سرعان ما تحول إلى عنف شديد... ونجح تنظيم القاعدة في إعادة تكوين قاعدته بمهارة فائقة من خلال استغلال ضعف الدولة الباكستانية في منطقة قبائل البشتون؛ بدلاً من هزيمة القاعدة وحركة طالبان في عام 2001م؛ فقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لم تتمكن إلا من إخراج القيادية الأساسية لتنظيم القاعدة ونظام طالبان من أفغانستان إلى باكستان. ولم تكن هذه النتيجة هي الحتمية المتوقعة، وإنما كان ذلك نتيجة لعدم قدرة الولايات المتحدة على إنهاء المهمة التي بدأتها، وتوفير الاهتمام والموارد اللازمة».

«وبحلول عام 2006م، شمل التمرد كل أجزاء دولة أفغانستان. وارتفع العدد الإجمالي لهجمات المسلحين إلى 400 % عما كان عليه عام 2002م حتى عام 2006م، وعدد الوفيات الناجمة عن هذه الهجمات زاد أكثر من 800 % في غضون الفترة نفسها».

لقد كانت هناك شروط مسبقة ومهمة لصعود حركة (التمرد)، من أبرزها: ضعف الحكومة الأفغانية الجديدة في جميع المستويات، وعدم قدرتها على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين الأفغان؛ فالحكومة قد فشلت على جميع المستويات في توفير الحكم الرشيد، وانتشر فيها الفساد، وبرز فيها انعدام الكفاءة في إدارة مؤسسات الدولة والمجتمع.

 ومما أسهم أيضاً في ارتفاع حركة (التمرد): أنَّ المساعدات الدولية الأمريكية وغيرها كانت من بين أدنى المعدلات في أي مهمة لبناء الدولة منذ الحرب العالمية الثانية، وهذه إحصائية مقلقة لدى المؤلِّف، بالنظر إلى أنه جرى إطلاق المهمة في أفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001م الإرهابية.

وينتقد المؤلف طريقة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب؛ حيث أخذت في بداية غزوها عام 2001م تكرِّر أخطـاء الاتحـاد السوفييتي والأنظمـة التـابعة له؛ فحـاولت - كما حاولوا - فرض النظام بالكامل من أعلى إلى أسـفل. ويَعُدُّ المؤلفُ هذا من الأخطاء، ويرى أن الصواب أن يكون العمل من أعلى إلى أسفل بتثبيت حكومة مركزية قوية، وفي الوقت نفسه يكون العمل من أسفل إلى أعلى، من خلال التقرب إلى السكان في جميع المناطق وسدِّ احتياجاتهم.

إنَّ تمركُز الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف في المدن الكبرى وتركهم الأريافَ، سيؤدي بهم إلى مصير الاتحاد السوفييتي نفسه.

كما أن أمريكا تعلم اليوم كما علم السوفييت من قَبْل أنهم لن ينجحوا في حربهم ضد قادة (تمردٍ) يدفعهم الإيمان (الأصولي) الإسلامي.

وإنَّ تَذكُّرُ أمريكا للتجربة السوفييتية في أفغانستان، وإدراكها جيداً، يدفعها للقلق من أنها سوف تقع في الفخ نفسه.

ولـمَّا جاءت إدارة (أوباما)، وحاولت تغيير إستراتيجيات الحرب في أفغانستان، واجهتها مشكلة؛ وهي أن الأمريكيين قد يئسوا وبدؤوا يتساءلون: ما فائدة وجود أمريكا في أفغانستان؟ وماذا ستستفيد منه؟ وقال (جون ميرشايمر) الأستاذ في جامعة (شيكاغو) : «إنَّ على أمريكا أن تقبل الهزيمة». 

بعد تلك النقول، والقراءات، والأحاسيس، يَذكر المؤلف في آخر كتابه المقبرة على مشارف (كابول)، التي تحتوي قبور مئة وثمانية وخمسين من الجنود والدبلوماسيين البريطانيين الذين قُتلوا خلال الحروب البريطانية بين عامي 1839 - 1842م، وبين عامي 1879 - 1880م، ويشير إلى أنه في الحرب الحالية جرى بناء نُصُب تذكاري حديث في هذه المقبرة، وأضيف في هذه المقبرة أسماء القتلى الأمريكيين والأوروبيين الجدد.

بهذه النفسية المهزومة يختم المؤلف آخر فصل في كتابه، ويسدل الستار بنظرة تشاؤمية سوداوية لمستقبل حرب الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان.

ومن خلال اختصاصي في الدراسات المستقبلية، واستناداً إلى صدور هذا الكتاب بهذا العنوان، من مؤلِّف أمريكي له شيء من التأثير الأكاديـمي والفكري والسياسي، أقول: إنَّ هذا الكتاب سيكون - والله تعالى أعلم - سبباً من الأسباب المتعددة الأخرى للهزيمة المتوقعة لأمريكا في أفغانستان؛ كما أنَّ صدور الكتاب، ورغبة مؤلفه بأن يكون مرجعاً أكاديمـيّاً،  يمثل مظهراً من مظاهر بدايات هذه الهزيمة.

وحيث ظهر البغي جلـيّاً في أفعال الولايات المتحدة الأمريكية، وبخاصة في هذا العقد من الزمان، فإنَّ البغي مُؤْذِن بالخراب. قالت العرب: «البغْي آخِرُ مُدَّةِ القوم. يُضرب في أن الظلم يؤذن بالانتهاء والدمار»[3]. وخيرٌ من هذا قول الله - تعالى -: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إنَّ اللَّه لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج: 60].

 

 


[1] تُصنَّف بالمركز الأول أو بقربه، بحسب المصدر التالي:

The Four Pillars of High Performance: How Robust Organizations Achieve Extraordinary Results, Paul C. Light, (McGraw-Hill companies, New York, م 2005).P x.

[2] يُعبَّر المؤلف وغيره من المؤلفين الأمريكيين عن المقاومة بـ)التمرد)؛ للتمويه بعدم شرعيتها.

[3] تهذيب مجمع الأمثال للميداني، أحمد فهمي محمد، )الطائف، مكتبة المعارف، 1391هـ)، ص68.

أعلى