• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأحزاب الإسرائيلية ودعم نتنياهو

الأحزاب الإسرائيلية ودعم نتنياهو

في الوقت الذي يعرف فيه المشهد الفلسطيني انشقاقاً سـياسياً حادّاً وفاصلاً إزاء الموقف من المفاوضات المباشرة، لا سيما أن السلطة الفلسطينية تذرَّعت بالغطاء العربي وقرار لجنة المبادرة العربية من أجل الذهاب إلى واشنطن وبَدء المفاوضات، في ظل رفض معظم الفصائل الفلسطينية قرار المشاركة، وتزييف قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمام كل ذلك يبدو المشهد السياسي الإسرائيلي موحداً ومترابطاً إزاء القضايا الأساسية التي يعارضهم فيها الفلسطينيون، وبالذات قضية الاستيطان والتفاوض والقدس.

 والمريب في الأمر أن زعيمة المعارضة الإسرائيلية وحزب كاديما (تسيبي ليفني) اختفت عن المشهد السياسي برمته، وامتنعت عن انتقاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أوج الصخب الذي تشهده الساحة السياسية الإسرائيلية بشأن قضية استئناف البناء الاستيطاني الذي يهدد بتفجير عملية السلام، بينما دعا وزيرٌ من حزب الليكود الحاكم إلى تشكيل حكومة وحدة من خلال ضم كاديما إليها.

ولاحظت صحيفة هآرتس أن: (صوت رئيسة المعارضة وزعيمة كاديما لم يُسمَع، في الأسابيع الماضية، بكل ما يتعلق باستئناف البناء في المستوطنات).

 وأضافت الصحيفة أن: (ليفني قررت «النزول إلى العمل السري» وعدم إطلاق تصريحات علنية في الموضوع). ونقلت الصحيفة عن مقربين من ليفني قولَهم: (إن الحديث يدور عن «قرار مبدئي» اتخذته ليفني، يقضي بدعم نتنياهو وتمكينه من اتخاذ قرارات دون توجيه انتقادات علنية له بكل ما يتعلق بدفع عملية السلام).

وادَّعى المقربون من ليفني أنه: (لا توجد أي إمكانية لمعرفة التفاهمات في الغرف المغلقة بين نتنياهو والفلسطينيين حول استمرار البناء؛ ولذلك فإن أي انتقاد قد يُلحِق ضرراً بالمفاوضات).

 لكن هآرتس رجحت أن ليفني لم تبلور حتى الآن موقفاً حيال موضوع استمرار تجميد البناء في المستوطنات، علماً أنها في الماضي عارضت التجميد بشدة، لكن منذ بدء التجميد اعتبرت أن أي دعوة لاستئناف البناء من شأنها المسُّ بالقيادة الفلسطينية وبجمهور ناخبيها الذين وصفتهم الصحيفة بأنهم يميلون إلى اليسار.

وفي موازاة صمت ليفني، فقد عمل أعضاء الكنيست من قِبَلها بصورة منسقة أمام وسائل الإعلام، وتضمنت تصريحاتهم رسالة واحدة، لكنها مزدوجة، مفادها: أن قرار تجميد البناء كان خاطئاً منذ البداية، لكن حزب كاديما عازم على دعم ودفع أية عملية سياسية يقودها بنيامين نتنياهو.

 وفي السياق ذاته، نشر الوزير ميخائيل إيتان من الجناح المعتدل في حزب الليكود مقالاً على موقعه الإلكتروني دعا فيه إلى تشكيل حكومة وحدة وضم حزب كاديما إليها؛ وذلك على ضوء استئناف البناء الاستيطاني، وخضوع نتنياهو الآن وفي الأيام المقبلة لضغوط دولية، وخصوصاً من جانب الإدارة الأميركية؛ ولذلك فإن (ثمة حاجة إلى وحدة قومية من المناسب أن يكون كاديما جزءاً منها).

 وعقَّب حزب كاديما على دعوة إيتان بالقول: إن (كاديما سينضم إلى الحكومة إذا كان نتنياهو جادّاً في نواياه للتوصل إلى اتفاق سلام كامل، وإذا تشكل تحالف آخر (غير الحالي) يمثل هذه النوايا ويدعمها). في إشارة إلى ائتلاف نتنياهو اليميني الحالي، وتضارب توجهاته مع توجهات حزب كاديما.

 إذن فمؤازرة حزب كاديما وزعيمته المتوارية عن الأنظار لحكومة نتنياهو لا يعكس توافقاً حزبياً مؤقتاً أو طارئاً، بقدر ما يؤكد الثوابت الإسرائيلية التي لا تختلف باختلاف الأحزاب أو الأشخاص أو الحكومات، في عملية التفاوض مع الفلسطينيين، وفي مقدمتها الموقف من القدس والبناء الاستيطاني والأمن، ورفض أي عودة محتملة لأي لاجئ فلسطيني إلى أرضه، مهما كانت الظروف والضغوط، وأيّاً كان حجم الخلافات الموهومة بالنسبة لنا ولحلفاء (إسرائيل)، على حد سواء.

أعلى