"بونوكيو"
أيها الهجين
الخشبي بونوكيو.. نحن لا
نريدك بأرضنا
لا لأن
كذبك المُعمَّى بات
يفضحك
بل لأنك
لست سوى وهم
متطفل على أخشاب
حديقتنا
تمثول يصنعك
الخشاب
إنك بحجم
معدنك حتى إن
بلغت شهرتك الآفاق
ليست مشكلتنا
أنك لا تعرف
حجمك
ولا أنك
تنافس الحقيقة بسيف
من الباطل
إن أرضنا
التي احتضنت معدنك
وتلك الشجيرة
التي هي أصلك
فخرجت عليها..
ستغضب لنا
يوماً ما؛ لأنها
أوفى منك
إن عينك
الطفولية المستديرة
ووجهك البريء
الباسم
وتواضعك الدمث
ومرحك المتصافي
لم يعد
يمر على قلوبنا
فإن نهاية
التلون دياثة بلا
حدود
لقد قتلت
فينا العاطفة منذ
أول دفقة بسلاحك
أهرقت بها حياء
الثلوج المتصافي
بونوكيو.. لم نكن
نتخيل أن الأخشاب
يوماً يتفرع عنها
حرارة حقد، لأنك
لست من جنس
البشر، لكن ما
تجهله أنها ستطول
عنصرك ويشتعل قبل
أي شيء
لم نكن
نتوقع أن الجماد
ستفوح منه كل
هذه الروائح الثخينة
الممزوجة برماد التماسيح
وذباب النار
لم يكن
ذلك إلا بعد
أن وجدناها تتصاعد
من أنفك المستطال
إن الرحمة
تتجسد لا في
ظهور حقيقة أنفك
بقدر ما تجسدت
في أنك مفضوح
للجميع، إلا لك؛
لأنك لا تمتلك
روحاً حقيقية مثلنا
تدرك بها كل
مضامين الحياة
الجميع يرون
قبحك إلا أنت
أيها الدميم..
:: مجلة البيان العدد 326 شوّال 1435هـ، أغسطس 2014م.