نص شعري
كالطود شامخة يا عزة الدين
ما دمت ماثلةً لا شيء يؤذيني
أنا الغنيّ ولو رثَّتْ ملابسه
فليس شيءٌ بهذي الأرض يُغريني
أنا الثبات على ذاك الصراط وما
من كان ذا عوج بالمكر يحنيني
منارتي سُنَّة المبعوث سيدنا
محمدٍ وبها كانت قوانيني
ما ضرَّني وأنا أمضي لخالقنا
بلا حبّ من كتاب الله مسنونِ
أنا العَصِيّ على ضرب الضلال وقد
أيقنت أن الذي أحيا سيفنيني
أيقنت أنّ الدُّنا لو أنها اجتمعت
من دون إذن إلهي ليس تؤذيني
يا رُبَّ أعزل والأقوام تَرْهبه
وكيف يُرهب فرد بالملايين
وكيف يُرهبهم والدارعونَ همُ
عقيدةٌ غَيّرتْ كل الموازين
وكم رموا شبهاتٍ قصد فتنتهِ
فعاد بعد قراعٍ غير مفتونِ
أناهجٌ من كتاب الله سُنته
كناهج بالعمى درب الشياطينِ؟
لا يستوون وربي كيفما وُزنوا
ما الريح من جيفةٍ مثل الرياحينِ
من ذاق من طعم إيمانٍ حلاوتهُ
عزّت به النفس عن عيش المفاتينِ
دينٌ تكامَل في دنيا وآخرةٍ
وتاركوه أراهم كالمجانينِ
والنفس تسحبهم في كل هاويةٍ
والعين في غِوَشٍ والقلب في لِينِ
فلا تغرّ بدنياهم وزخرفها
كلٌّ يُحالُ لمقبورٍ ومدفونِ
الحمد لله أن أهدى شريعته
للعارفين بدرب جدّ ميمونِ
وسنةٌ عضّها منا نواجذنا
وليس يردعنا طعن السكاكينِ
صلى إلهي على من جاء يَشْرَعُها
وكان شافعنا عند الموازينِ