الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.. وبعد:
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، أنشئت منظمة الأمم المتحدة لتفرض على العالمِ المنهَكِ من جراء الحرب سياسةً استبداديةً موحّدة، من حاد عنها كان جديراً بالعقوبة. أشار إلى هذه السياسة الاستبدادية «ستانفيلد تيرنر» - عضو «مجلس العلاقات الخارجية» ومدير الـ CIA الأسبق – عندما علّق على أزمة الخليج قائلاً: «هنا أحد الأمثلة؛ ألا وهو الوضع القائم بين الأمم المتحدة والعراق، حيث تتدخل الأمم المتحدة عامدة في سيادة دولة مستقلة.. هذه سابقة رائعة ينبغي أن توظّف في كل الدول».
لكننا اليوم على مشارف اتحاد أممي جديد، لا يستبد بالسياسة فحسب، بل يحدد المقبول وغير المقبول من شرع الله، ويكون السلطة المطلقة للإفتاء! فكما فرضت الأمم المتحدة شريعتها فيما يتعلق بحقوق المرأة من خلال اتفاقية «سيداو» ونحوها، سيفرض هذا الاتحاد معنى التوحيد، ومفهوم القيم والجهاد، والولاء والبراء.
لقد غرست بذرة المنظمة سلفاً، وهي اليوم تعرف باسم «مبادرة الأديان المتحدة» (United Religions Initiative)، لكنها لا تزال في أطوارها الأولى، بيد أن تصريحات رئيس الكيان الصهيوني السابق شمعون بيريز نقلتها إلى طور جديد، ووضعت النقاط على الحروف؛ فقد دعا في زيارته الأخيرة إلى الفاتيكان لإقامة ما أسماه «منظمة أديان متحدة» تكون رادعاً للتطرف الديني.
وأكد ضرورة أن يكون لهذه المنظمة ميثاق موحد – أي شريعة واحدة – كما أن للأمم المتحدة ميثاقاً.
وختم تصريحه بأن خير من يتزعم هذه المنظمة كبير الروم البابا فرنسيس. فما الذي سيُبقي عليه رأس الصليبية من معاني الدين ومعالم الولاء والبراء؟!