الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، وبعد:
ما أكثر ما تعلو أصوات غربية للحديث بكلام جميل عن حقوق الإنسان، والتسامح، والتعايش، ومن ثقتهم بأنفسهم الاستمرار في الحديث عن حقوق الحيوان، والآثار، والشواذ، وكأنهم رعوا حقوق الإنسان حق رعايتها قبل أن يلتفتوا لغيرها.
ولو أردنا فحص هذه الدعوات الغربية المتكررة لحقوق الإنسان لاستبان لنا منها ما يلي دون تعميم وإنما هو الغالب:
1 - يستخدم الغرب حقوق الإنسان ورقة ضغط لابتزاز الأمم الضعيفة والمستكينة، كما يستخدمها حجة لاحتلال البلاد التي تخرج عن طوعه، أو التضييق عليها وحصارها لدرجة الخنق.
2 - في الوقت الذي ينادى الغرب فيه علانية برعاية حقوق الإنسان، لا نسمع أي اعتذار عن تاريخ الغرب الطويل الأسود في المجازر وأعمال الإبادة.
3 - لا يكف الغرب عن استخدام الشعوب الضعيفة ونهب ثرواتها، أو غض الطرف عما يقع عليها من تهجير ومذابح لا تنسى.
4 - تبيع مصانع الغرب الأسلحة بأنواعها لدول العالم كي تتقاتل بها، وتبيع أسلحة خاصة لا تستخدم إلا للقمع والترهيب، وغالب من يشتريها حكومات استبدادية تواجه شعباً أعزل.
5 - لا يدافع الغرب عن شيء من حقوق الإنسان إلا ما أشرب من هواه، فقد يرفع عقيرته للدفاع عن قضية ويسكت عن مئات أو ألوف من جنسها سواء تخص أفراداً، أو جماعات، أو دولاً.
6 - تحظى كثير من الحكومات الظالمة بمساندة غربية من نوع أو آخر، وتكتفي دول الغرب بكلام مغسول مستهلك ضد انتهاكات الطغاة، وهم أول من يعلم أنها لا تساوي شيئاً.
7 - ازدواجية الغرب بادية في تعامله مع قضايا المسلمين المهاجرين إليه، وكم يعاني أولئك من ظلمات الغرب خاصة وهم يرون استمتاع العرق الأبيض من يهود ونصارى بدلال الحقوق.
ومع ذلك، فالواجب بعد وجود اليقين بكذب الغرب ومتاجرته بقضية حقوق الإنسان، أن يتواصل الأقوام المنتهكة حقوقهم مع من يستطيع مساعدتهم من منطلق إنساني خال من كدر السياسة، خاصة من تلك المنظمات البريئة من خبايا السياسة وإفك رجالاتها.