الحمدُ للَهِ ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه، وبعدُ:
مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الثالث بدأت علامات الإنهاك تظهر على الجيش الأوكراني في شرق أوكرانيا، وظهرت معالم المشروع الروسي الذي تعدَّى حمايةَ الجمهوريتين الانفصاليتين إلى إغراء الأوكرانيين الناطقين بالروسية بالحصول على الجنسية الروسية؛ فقد وقَّع بوتين مرسوماً لتسهيل منح الجنسية الروسية لسكان مقاطعتَي (زابوروجيا، وخيرسون). وهو ما يعني عملياً ابتلاعَ أجزاء واسعة من شرق أوكرانيا والباقي سيكون محل نزاع مع بولندا الطامعة بغرب أوكرانيا؛ وهو مسار سيؤدي إلى جر بولندا إلى المستنقع ومن ثَمَّ ابتلاعها. ولذا نلاحظ الهوس الغربي بضم السويد وفنلندا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو للوصول إلى القطب الشمالي؛ وهو ما يعني تراجع أهمية وسط أوروبا وجنوبها.
ولكن بايدن الذي نجح في إشعال الحرب الأوكرانية بدأ ينفخ في جمر تايوان، وأصبح التهديد باللعب بالنار متبادلاً بين بايدن والحكومة الصينية، ثم سارع بايدن لإحياء تحالف كواد مع اليابان والهند وأستراليا وخرج من الاجتماع خالي الوفاض؛ فالهند لم تسمح بانتقاد العملية الروسية في أوكرانيا وطالبت بالتركيز على الصين، واليابان أكدت على تعهُّد بايدن بحمايتها من الصين التي أرسلت أساطيلها حول تايوان، بل قامت القاذفات الإستراتيجية الروسية والصينية من طراز (تو - 95 إم أس) و (خون - 6 كا) بدورية جوية مشتركة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
والمتوقع أن اللعب بالنار سيستمر، وستبتلع الصين تايوان، وستنشغل أمريكا بالدفاع عن اليابان أمام الكماشة الصينية الروسية... وأخيراً: أين اختفت بريطانيا؟