وتحاول إسرائيل تنفيذ المشروع ضمن خطة «اليوم التالي» في قطاع غزة، وفق تقدير المصادر التي أوضحت أن الجهات الإسرائيلية التي تروج للمشروع تضم ممثلين للحكومة، على رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع ويتولى مسؤولية الإدارة المدنية في الضفة الغربية.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن أهدافه في غزة، ارتباطاً بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للهجرة الطوعية. وفي مقابل الطلب الأمريكي بمعرفة خطته لليوم التالي في غزة، راح يطرح فكرة روابط القرى، لكن ليس بمعزل عن الإصرار على تحقيق «نصر عسكري» في غزة والضفة.
وفي غزة، باشر نتنياهو مع رئيس أركان الجيش الجديد، إيال زامير، تنفيذ خطة تشمل الاستيلاء على الأراضي، أولاً في شمال قطاع غزة، وطرد أكبر عدد ممكن من المدنيين، وفرض «أمراء حرب» محليين داخل «فقاعات» إقليمية صغيرة تدير حياة من يبقون.
هذه هي «نسخة غزة» من خطة «الكانتونات» التي طرحها أول مرة المستشرق اليميني المتطرف، مردخاي كيدار، واقترح فيها إقامة إمارات أو جزر معزولة ذات حكم ذاتي فلسطيني محدود في الضفة الغربية، لكن تحت سيطرة أمنية إسرائيلية لحماية المستوطنات وازدهارها.
وقال الباحث في شؤون إسرائيل والشرق الأوسط، أساف دافيد، لصحيفة «هآرتس»، يوم الجمعة الماضي، إن هذه الخطة تعكس المعنى العملي لـ«صفقة القرن» التي طرحها ترامب. وعلى الرغم من أنها تحدثت عن «دولة فلسطينية»، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن نظام ترامب الحالي لن يحبط تنفيذ مثل هذه الخطة، بل سيروج لها.