أستغرب
حينما أعلم أن مثل هؤلاء القوم يسمعون لتلك التفاهات من رجل مجنون أقل ما يقال
بشأنه، أنه مجنون يقرر أن القيامة ستقوم في 21 مايو ثم يذهب للاعتكاف في أحد
الفنادق للانتظار، لكن الليل حل ولم تأتي القيامة فخرج على إذاعته وقال إنه تم
تأجيل يوم القيامة، أنصاره كثر قاموا ببيع منازلهم ومقتنياتهم استعداداً لليوم
الذي سيصطفي فيه (الرب) الصالحين من العالمين لكنهم صدموا حينما علموا أن (علّامتهم)
أخطأ في حساباته.
نحن
لا نتحدث عن خرافة، أو رواية خيال علمي أمريكي جديد تنتظر هوليود اكتمال السيناريو
لإنتاجه. نحن نتحدث عن المبشر الأميركي هارولد كامبينغ الذي ألهب حماسة أنصاره من
خلال برامجه الإذاعية بأنه يتوقع نهاية العالم في 21 مايو الحالي.
ثم
عاد العجوز كامبينع (89) عاما، بعد مرور هذا التاريخ بأمان دون أن يأتي اليوم
الموعود ليقول «لن نغير التاريخ أبداً بل نتعلم أن علينا أن نكون روحيين أكثر فيما
يتعلق بذلك» ولكن «في 21 أكتوبر سيدمر العالم، لن تكون 5 أشهر من الدمار بل سيدمر في
يوم واحد».
وبحسب
معتقداته التي لا نعلم لها مصدر ويؤمن بها الكثيرين من أتباعه، فهو توقع أن يعود السيد
المسيح إلى الأرض يوم السبت 21 مايو وأن يذهب بين 2 – 3 % من سكان العالم إلى الجنة
فيما سيواجه الباقون أشهراً من البلاء قبل أن يموتوا حين تدمر الأرض.
ولا
غرابة حينما نسمع بأن هذا الرجل قال لأتباعه بأن (الرب) سيعاقب البشرية بخمسة أشهر
من الدمار، لكن الغرابة أنه وجد من يصغي
إليه ويؤمن بما يقول في ظل المكانة العلمية التي وصلت إليها البشرية، وكم
المعلومات التي يتلقى الإنسان الأمريكي، أم أن كثرة المجموعات الدينية في المجتمع
الأمريكي والغربي جعلت التبشير لها غاية تبرر استغلال عواطف الناس لتضليلهم.
وتابع
قائلا «لطالما قلنا إن 21 أكتوبر هو اليوم المقصود، ولكننا لم نفهم روحية تاريخ 21
مايو، فنحن نرى ذلك كأمر روحي يحصل وليس كأمر ملموس»، مشيرا إلى أنه لا يملك أي سلطة
روحية بل ينقل ما جاء في الإنجيل بحسب قراءته له.
إن
هذه الحادثة لا يمكن تفسيرها إلا بثلاثة أمور، أولها أنّ هذا الرجل بعد أن بلغ من
العمر عتياً أصبح يفقد بعض اتزانه أو يمكن أن نصفه بنوع من الجنون الذي أصابه في
الكبر، وحبه للشهرة جعله يستغل عمله كمذيع للترويج لأفكار منحرفة لتحقيق ما لم
يستطع تحقيقه من خلال عمله كإعلامي، ولكن كيف استطاع أن يغطي حملة إعلامية وينشر
إعلانات لأفكاره وحملته في تايلند والأردن و الإمارات العربية، وكذلك في الضفة
الغربية، هل يملك شخص مثله تكاليف هذه الحملة ؟ ، وهل مجموعته لها شهره عالمية مثل
تيارات فكرية أخرى، أم أنها مجرد حيلة من حيل المخابرات الأمريكية لتضليل الرأي
العام العالمي، أو التغطية على نشاط من أنشطتها حول العالم..أقل ما يقال فيه بأنه
لا يجب أن يعطى مساحة إعلامية في الصحافة العربية..