أزمة الدستور والانتخابات الأمريكية
لتفادي نتائج مخيفة تبشر بها إستطلاعات الراي في الولايات المتحدة يسعى الحزب الجمهوري وعلى رأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حشد كامل طاقته للحؤول دون حصول الديمقراطيين على الأغلبية في المجلسين. ففي الأسبوع الماضي اضطر ترامب للصعود إلى المسرح ملوحاً بيديه في تكساس لدعم غريمه السابق في الانتخابات الرئاسية مرشح الحزب الجمهوري تيد كروز. خلال خطابه أمام الجمهور قال ترامب " إن كروز كان سيئاً خلال انتخابات 2016 لكنه الآن كروز الجميل".
منذ بدأ موسم الانتخابات رفض الجمهوريين إجراء استفتاء على شعبية الرئيس الذي لا يزال غير محبوب عند أغلب الأمريكيين، وعوضاً عن ذلك قاموا بالترويج لإنجازاته على الصعيد الاقتصادي مثل تخفيض الضرائب وجلب المزيد من فرص العمل لكن ذلك الأمر صداه ضعيف عند الناخبين.
وفي مواجهة نتائج قد تكون مخيفة للحزب الجمهوري لجئ الكثير من الجمهوريين لمساعدة ترامب في منع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، رغم أن استطلاعات الرأي قد تحبط جهودهم تلك، فقد حاول العديد منهم إثارة القضايا التي يتبناها ترامب مثل مسألة المهاجرين و الأمن القومي وذلك بهدف إثارة حماسة مؤيديه للخروج للإنتخابات. يجب على الديمقراطيين الفوز بمقعدين في مجلس الشيوخ و23 مقعداً في مجلس النواب للحصول على أغلبية وتلك النتيجة قد تكون مرجحة وفق إستطلاعات الراي.
يقول مرشحو الحزب الديمقراطي إن قانون الضرائب الذي أقره الكونجرس العام الماضي كان نعمة للأثرياء بينما الفقراء قلقون أكثر بشأن نظام الرعاية الصحية. يقول جيب فاين، المتحدث باسم باسم مجموعة تدعى "بيت الأغلبية" وهي تدعم الحزب الديمقراطي" ليس لديهم أي نوع من الرسائل الاقتصادية الثابتة التي يمكن الرهان عليها".
الشهر الماضي بدأت فرص الديمقراطيين بالفوز أكثر سطوعاً، لكن ترامب حاول إخفاء بريقها عبر انتصاره بمعركة تعيين القاضي في المحكمة العليا "بريت كافانوغ"، لكن ذلك لا يزال يوحي بأن الولايات المتحدة ستغرق في فوضى دستورية في حال فاز الديمقراطيين في الانتخابات القادمة.
ورغم أن اغلب أقطاب الحزب الجمهوري تحذر من خطر صعود الديمقراطيين على السلطة في أمريكا ويؤكدون على ضرورة تبني نهج ترامب في مواجهتهم إلا أن ذلك لم يكن فعالاً حينما حرض المرشح الجمهوري في فرجينيا إيدي جليسبي على المهاجرين واتهمهم بتشكيل عصابات فقد خسر خسارة حاسمة.
يستطيع الحزب الديمقراطي في حال حصل على الأغلبية في مجلس النواب تعطيل قرارات الرئيس ترامب وفتح الباب أمام التحقيق معه في قضايا تم تحصينه منها بفضل أغلبية الجمهوريين الحالية وهي 23 مقعداً في المجلس المكون من 435 مقعداً. أما في مجلس الشيوخ فيسيطر الحزب الجمهوري على 41 مقعدا من أصل مائة لكنها غير مؤثرة نظراً للصفة التداولية للمجلس.
يحاول الديمقراطيون الإستيلاء على 10 مقاعد فاز بها الحزب الجمهوري في عام 2016، ويمتلكون في ذلك فرصة ضخمة للفوز. ويسعى الحزب الديمقراطي في حملته للتركيز على الولايات التي وصفها خبراء استراتيجيين بالحاسمة في الانتخابات وهي فلوريدا وأريزونا ونيفادا. هناك إجماع على حتمية حصوص الجمهوريين على مقاعد جديدة في مجلس الشيوخ بينما سيكون لديهم خسائر قد تحرمهم من الأغلبية في مجلس النواب وهو الأكثر فاعلية في العامين الآخرين من الفترة الرئاسية للرئيس دونالد ترامب الذي يحاول التركيز على قضايا المهاجرين والأمن القومي خلال قيادته للحملة الانتخابية للحزب الجمهوري مقابل رهان الديمقراطيين على ملف الرعاية الصحية.