ساعات حاسمة في إدلب
بدأت تركيا منذ أسابيع بالتحضير لعملية عسكرية واسعة النطاق لطرد هيئة تحرير الشام من مدينة إدلب شمال سوريا، وعلى رأس الاستعدادات التركية التوافق مع روسيا على منطقة وقف إطلاق نار في محيط إدلب، كما أبدت تركيا معارضة شديدة لأي تدخل روسي في إدلب كونها تحتوي على كتلة سكانية ضخمة قد تنفجر بإتجاه الحدود التركية في حال اندلعت معركة بين الروس والجماعات المسلحة في المدينة وضواحيها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مقاتلين من الجماعات السورية المؤيدة للثورة سينفذون عملية عسكرية مدعومة من تركيا في إدلب، ستكون شبيهة بعملية "درع الفرات". وبدأت القوات التركية بحشد المئات من العربات المجنزرة والمدفعية وآلاف الجنود على الحدود السورية التركية كما أزالت أجزاء من جدار حدودي.
وقال إردوغان في كلمة لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه "هناك عملية كبيرة في إدلب السورية وستستمر" مضيفا أن تركيا لن تسمح بوجود "ممر إرهابي" على حدودها مع سوريا. وتابع قائلا "في الوقت الراهن ينفذ الجيش السوري الحر العملية هناك... روسيا تدعم تلك العملية من الجو وقواتنا من داخل الحدود التركية".
وقال مصطفى السيجري وهو مسؤول بارز في لواء المعتصم وهو جماعة سورية معارضة تشارك في العملية إن الطائرات الروسية لن تدعم مقاتلي الثورة عسكريا، وسيكون دورهم فقط في مناطق سيطرة النظام السوري.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو للصحفيين "المراقبون الروس والإيرانيون سيكونون في بعض المناطق هنا ومراقبونا سيكونون في داخل إدلب. وبطبيعة الحال سيكونون في مناطق آمنة ومن ثم لن تكون هناك أي مخاطر".
وكانت جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى العام الماضي عندما غيرت اسمها وأعلنت انفصالها عن التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن.
ومثلت هذه الجماعة قوة عسكرية هائلة منذ وقت مبكر في الحرب السورية إذ انتقلت من مرحلة تنفيذ هجمات تفجيرية في المدن إلى مرحلة حرب العصابات ضد الجيش السوري والتي قاتلت خلالها في صفوف كثير من الفصائل الأخرى.
ومنذ أوائل العام الجاري قاتلت هيئة تحرير الشام جماعات معارضة أخرى في إدلب وأنحاء أخرى من سوريا بينما ركز النظام السوري على مقاتلة جماعات معارضة أخرى.
وفي يوليو تموز سيطرت هيئة تحرير الشام على أراض في محيط معبر باب الهوى الحدودي بين سوريا وتركيا مما جعل معظم المنطقة الحدودية داخل سوريا تحت سيطرتها. وقالت واشنطن إنها تدعم جهود تركيا في مكافحة الإرهاب، وقال المتحدث باسم البنتاجون إريك باهون "نؤيد جهود تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي لتأمين حدودها ومكافحة الإرهاب ومنع الملاذات الآمنة للمنظمات الإرهابية".
وقبل عام دعمت تركيا المعارضة شرقي إدلب في عملية عرفت باسم درع الفرات لطرد عناصر تنظيم داعش ومنع المقاتلين الأكراد من تحقيق المزيد من المكاسب على حدودها.
وبثت كتائب الحمزة، وهي أيضا جزء من حملة درع الفرات، تسجيل فيديو على الإنترنت لما قالت إنها قافلة لقواتها تتجه صوب إدلب.
ورفض إردوغان تقديم تفاصيل لدى سؤاله عن الحد الذي يمكن أن تصل له تركيا في نشر قوات داخل سوريا. وقال إردوغان "عندما تخوض مباراة للملاكمة لا تحصي عدد اللكمات التي تسددها".
وكشف وزير الخارجية التركية عن وجود وحدات عسكرية تركية وعناصر من الاستخبارات تقيم الأوضاع داخل ادلب في الوقت الراهن، مبيناً بأن القرارات تتخذ وفق تقييمات تلك القوات.