• - الموافق2024/11/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي

الأسد عاد لاستخدام السلاح الكيماوي

 

عاموس هرئيل/ هآرتس
 

 استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد مؤخراً السلاح الكيماوي في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شرقي العاصمة دمشق، وهي خطوة استثنائية منذ تطبيق اتفاق تفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية التابعة للنظام السوري في صيف 2013.

ووقعت المعارك في منطقة الغوطة شرقي العاصمة قبل أقل من أسبوع. وكما يبدو فقد قرر نظام الأسد تفعيل السلاح الكيماوي – فحسب المعلومات تم استخدام غاز السارين القاتل – عقب مهاجمة قوات داعش قاعدتين لسلاح الجو السوري إلى الشرق من دمشق. وكان الأسد قد استخدم السلاح الكيماوي عدة مرات في 2013 ضد تنظيمات المتمردين. وفي أعقاب مقتل أكثر من ألف مدني نتيجة استخدام السلاح الكيماوي، أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرئيس السوري اجتاز الخط الأحمر، وهددت بمهاجمة سورية، لكنها تراجعت عن ذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع روسيا يقضي بتفكيك مستودعات الأسلحة الكيماوية.

وتم حتى مطلع 2014 إخراج مستودعات الأسلحة الكيماوية من سورية، وقدرت أجهزة الاستخبارات في الغرب أن النظام يحتفظ بكمية صغيرة من السلاح الكيماوي، وسيقوم بتفعيلها في حال تعرض سلطته لتهديد مباشر. وقام النظام في عدة حالات باستخدام سلاح كيماوي يعتبر أقل فتكاً، كقنابل الكلور. كما قام تنظيم الدولة الإسلامية بتفعيل أسلحة كيماوية خلال الحرب. ومع ذلك فإن عودة النظام إلى استخدام السلاح الكيماوي الفتاك يعتبر مسألة استثنائية ويمكن أن تدلَّ على أهمية المعركة الجارية بالنسبة للنظام، ومستوى الأمن الذي راكمه الأسد في ظل المساعدات العسكرية المكثفة من قبل روسيا، منذ أيلول الأخير.

كما واصل نظام الأسد - بدعم روسي - ارتكاب مذابح بواسطة أسلحة تقليدية. وأسفرت الهجمات الثقيلة على مدينة حلب في شمال سورية عن قتل مئات الناس، من بينهم أكثر من 50 قتلوا داخل مستشفى قامت بتفعيله منظمة "أطباء بلا حدود". وأفاد شهود عيان بأن المستشفى تعرض إلى هجمات متعمَّدة وتم قصفه مراراً. لكن موسكو ودمشق أنكرتا ضلوعَهما في قصف المستشفى، رغم أن مسؤولية النظام عن عمليات القصف واضحةٌ ومعروفة. ومن المؤكد أن سلاح الجو الروسي شارك مؤخراً في عدة هجمات جوية على حلب، تمت من دون إظهار أي جهد للتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

ويسود انطباع في الكيان الصهيوني بأن النظام يركز جهوده على شل بقايا الخدمات المدنية في المدينة، من أجل حث المدنيين المتبقين فيها على الهرب. ويسيطر الجيش السوري والميليشيات المرتبطة به حالياً على غرب حلب، بينما يسيطر تحالف المتمردين الهش على شرقي المدينة. وكما يبدو فإن السعي إلى دفع المواطنين الذين يقدَّر عددهم بحوالي 200 ألف للهرب، هدفه السماح للقوات بالسيطرة التدريجية على الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون.

في حال نجاح الأسد بتحقيق انتصار عسكري في حلب، فإن من شأن ذلك تعزيز سيطرة السلطة على شمال البلاد، إلى جانب تحقيق الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها في شمال غرب الدولة، حيث تتركز الطائفة العلوية حول مدينتي اللاذقية وطرطوس.

بعد مرور أكثر من شهرين على إعلان وقف إطلاق النار، يطرح استمرارُ الحرب الشرسة في حلب علامةَ استفهام كبيرة حول استمرار الهدوء النسبي في المعارك السورية، والذي لم يكن شاملاً في أي مرحلة؟ وتبذل الولايات المتحدة حالياً، الجهود من أجل إعادة تهدئة الأجواء وإقناع روسيا ونظام الأسد بالتوقف عن قصف حلب. وعلى خلفية الحرب في حلب، تهدد كثير من تنظيمات المتمردين بوقف التمسك بالهدنة.

سورية ليست الجبهة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تواجه فيها واشنطن مصاعب كبيرة في الأيام الأخيرة؛ الأزمة الخطيرة في بغداد حيث دخلت الحكومة في مواجهات داخلية مع قوات أخرى من الشيعة، تهدد الحملة التي تسعى الولايات المتحدة لقيادتها من أجل استعادة الموصل من أيدي داعش. رغم أن هذا التحالف يحقق إنجازاتٍ ملموسةً ضد التنظيم (بواسطة اغتيال مسؤوليه الكبار وقصف مجمعات النفط ومنظومته المالية) إلا أنه يبدو أن التحالف سيجد صعوبة في ضم الجيش العراقي إلى عملية فاعلة في الموصل خلال الفترة القريبة، خاصة في ضوء الصراعات الداخلية في بغداد.

أعلى