• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لماذا بوتين بطل صهيوني؟

لماذا بوتين بطل صهيوني؟

هذا السؤال أجاب عنه استطلاع رأي نشره موقع "واللا" العبري، حيث توج فلاديمير بوتين بطلاً قومياً بالنسبة للصهاينة نظراً لمكانته الدولية لعام 2015م ودعمه الواضح للحكومة الصهيونية.

بالإمكان التعجب من الخيار الشعبي الصهيوني لكن إذا نظرنا للواقع فإننا سنجد أن روسيا هي الحليف الثاني بعد الولايات المتحدة بالنسبة للكيان الصهيوني؛ فمن الناحية العملية رغم المجازر التي ارتكبتها الحكومات الصهيونية المتعاقبة ضد الشعب الفلسطيني إلا أن روسيا لم تحرك ساكناً تجاه هذه المجازر واستمرت تتبجح في تصريحات حول الحفاظ على عملية السلام التي هي أصلاً مجرد وَهْم بالإضافة إلى المساندة الكاملة للكيان الصهيوني في أروقة الأمم المتحدة. حينما صدر قرار تقسيم فلسطين عام 1947م اجتمع جوزيف ستالين مع أعضاء الحزب الشيوعي لحسم موقف الاتحاد السوفييتي من هذه القضية، وكانت كلمته الشهيرة التي قال فيها إنه سيزرع شوكة في خاصرة العرب إلى ما لا نهاية، عوضاً عن موقف العرب في الحرب الألمانية الروسية.

يقول الكاتب ديمتري شوماسكي في صحيفة "هآرتس": إن روسيا في سياستها الشرق أوسطية تدعم علانية المسار الشيعي بما في ذلك "الشيطان" الإيراني الذي لعبت الحرب الدبلوماسية الواهية ضده حتى الآونة الأخيرة دوراً مركزياً في عملية تحصين سلطة التخويف التي يقودها بنيامين نتنياهو.

ويضيف الكاتب: منذ خَرْقِها الفظِّ قبل حوالي عامين للقانون الدولي في سيطرتها على منطقة سيادية لدولة مجاورة (ضم شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا)، يشعر كثير من الصهاينة الذين يعتبر خرق القانون الدولي خبرهم اليومي منذ أجيال، يشعرون بشيء من وحدة المصير بين دولتهم وبين الاتحاد الروسي.

يضيف الكاتب الصهيوني أنه بفضل بلطجة بوتين في أوكرانيا فإن العالم المساند للإنسانية في أوروبا والذي استطاع الفلسطينيون إقناعه بمظلوميته وبشاعة المحتل الصهيوني لن يجد سبيلاً لمقاومة مثل هذا السلوك البلطجي، فإن شكل الصمود المتعنت والناجح لبوتين أمام العقوبات الدولية، سيشكل بالنسبة للمدافعين عن "احتلالنا المتنور"، مثالاً للاقتداء به ومصدراً للتشجيع.

كذلك حصَّن بوتين من خلال تبنيه محاربة أعداء "السامية" الورقة الصهيونية الرابحة التي طالما رُفعت في وجه خصوم الكيان الصهيوني، حتى وإن كان الجانبان يخترقان القانون الدولي باستمراره وقد قام الرئيس الروسي، أكثر من مرة، بوصف عدوانه على أوكرانيا كتحدٍ للتطرف اللاسامي، من خلال نعته لكل من يعارضون الإمبريالية الروسية بأنهم يكملون طريق المتعاونين مع النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

نقاط مهمة أيضاً حاضرة تحسب لبوتين خصوصاً الملف السوري والأزمة السورية برمتها؛ فقد حمت روسيا بطريقة أو بأخرى الأمن القومي الصهيوني من خلال محافظتها على النظام السوري النصيري، كذلك التدخل العسكري الذي قامت به روسيا في سوريا لصالح النظام والذي كانت غايته تدمير بنية التنظيمات الإسلامية التي تعتبر أكثر عداءً للكيان الصهيوني من النظام السوري.

في مصر أيضاً عززت روسيا من شرعية النظام الرئاسي الذي أعقب الرئيس السابق محمد مرسي، وأعطته كثيراً من الشرعية الدولية حينما استقبل بوتين الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصره قبل انتخابه رئيساً لمصر وعقب الانتخابات أيضاً، وفي الفترة الحالية أظهر السيسي بحصاره لقطاع غزة أنه من أكثر المتمسكين بمصالحهم مع الكيان الصهيوني على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.  

أعلى