"إرهاب" مسكوت عنه
في الفترة العصيبة التي تعيشها الأمة الإسلامية وخصوصاً الإسلام السني في العالم فرض الواقع على المملكة العربية السعودية أن تتصدر المشهد في المعركة مع بقايا الإمبراطورية الفارسية القديمة التي تسمى "إيران"، ومع وجود حالة الإنقسام التي تعيشها الأمة و الفوضى الخلاقة التي صنعتها إيران بالتعاون مع المنظومة الغربية في المنطقة، فإن السعودية مضطرة إلى خوض هذه المعركة حتى النهاية ليس للدفاع عن العرب و المسلمين فقط بل للدفاع عن استقرارها و أمنها الداخلي و الإقليمي فإيران التي لطالما عبرت عن طمعها في السيطرة على منطقة الخليج واستعادة أمجاد فارس التي أنهتها الخلافة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تحاول استعادة ذكرى ما قبل معركة "القادسية" من خلال تجنيد وشراء الشيعة العرب وغيرهم بثمن بخس ليكونوا وقود معركتها في المنطقة، سواء في حربها في اليمن أو لبنان أو العراق أو سوريا.. في تصريحات واضحة ، الجمعة، الماضية قال نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي إن إيران تمددت في منطقة شرق المتوسط، وإنها وحلفاءها من الفصائل والمليشيات في سوريا ولبنان واليمن باتوا لاعبين رئيسيين بالمنطقة.
أكثر من 25 فصيلأ ومليشيا مكونة من عشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة الذين جاءوا للقتال في سوريا و اليمن و لبنان والعراق دفاعاً عن المشروع الإيراني في المنطقة، أبرزهم حزب الله اللبناني الذي يشارك بحسب وكالة فرانس برس الفرنسية ب4000 مقاتل منذ بداية الثورة السورية في لبنان، و أصغرهم لواء أسد الله وهي مليشيات عراقية لا يزيد عددها عن 1000 مقاتل و يحملون شارات قوات الشرطة الخاصة العراقية.. في سوريا بحسب الإحصاءات الأممية بلغ عدد القتلى الذين سقطوا على يد مليشيات تدعمها إيران قرابة 250 ألف قتيل بخلاف ملايين المشردين و اللاجئين و البيوت المدمرة. أما الأحواز فهي قصة أخرى من قصص الإرهاب الإيراني حيث تقول الأمم المتحدة أنها أحصت، ما لا يقل عن 852 حالة إعدام في الأشهر الـ 15 الأخيرة في إيران، أي معدل الإعدامات الأعلى في العالم نسبة إلى عدد السكان. وذكر المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، أن الحكومة الإيرانية اعترفت رسميا في يوليو الماضي، بتنفيذها 246 حكما بالإعدام خلال عام 2015، فيما أشارت تقارير إلى صدور 448 حكما بالإعدام في هذه الفترة الزمنية. حملة الإعدامات هذه تطال كل من يعارض النظام الإيراني ويطالب بإستقلال وانفصال الأحواز العربية عن إيران.
في العراق الذي احتلته واشنطن وتركته لقمة سهلة لإيران قصة أخرى عن الإرهاب الإيراني لا تختلف كثيرا عن سوريا فقد دعم الحرس الثوري الإيراني منذ تسعينيات القرن الماضي إنشاء عدد من المنظمات الشيعية التي تمارس القتل و السرقة و التطهير العرقي ضد كل ما هو عربي سني في العراق، ومن أبرز تلك المليشيات، "فيلق بدر" و"جيش المهدي" و"عصائب أهل الحق" و"جيش المختار" و"لواء أبو الفضل العباس"، وقد كان آخرها مجزرة الرمادي حيث تم اختطاف 1300 مدني قتل من قتل و شرد من شرد ولا يزال الكثيرين منهم مفقودين، تحت ذريعة محاربة تنظيم "داعش"، في الرمادي بحسب المصادر العراقية دمر 65 % من البيوت ومنع العرب السنة من العودة لبيوتهم. العراق قدم مئات الآلاف من الشهداء في معركته مع إيران ولا يزال يقدم، في لبنان كذلك حيث يسيطر حزب الله على الجنوب ويمارس بلطجته في جميع المدن أبرز جرائمه التي لم تحل إلى هذا اليوم، قضية قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وغيرها من عمليات القتل و التصفية التي استهدفت أهل السنة في لبنان.
بإعدام نمر النمر الذي تربى في أحضان المراجع الشيعية الإيرانية أرسلت المملكة العربية السعودية رسالة واضحة لإيران بأن الرد على مخططاتها تجاه منطقة الخليج سيكون من الآن فصاعداً رداً عملياً يتجاوز التصريحات الإعلامية، فقد بدأت المملكة بعاصفة الحزم و استكملت ذلك بإعدام النمر وآخرين متهمين بــ" الإرهاب". النمر دعا خلال خطبه المتكررة في منطقة القطيف بإستمرار إلى ضم مدينة الإحساء و مدينة القطيف إلى البحرين وإعلان دولة شيعية كذلك حرض كثيراً على مؤسسات الدولة السعودية و كان من أبرز رموز التحريض على أمن المملكة العربية السعودية، لذلك كانت رسالة قاسية أوجعت المراجع الشيعية الموالية لإيران في المنطقة وكذلك أوجعت طهران نفسها التي هددت بإنتقام شديد..