• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
هلع صهيوني من احتمال انهيار سلطة عباس

هلع صهيوني من احتمال انهيار سلطة عباس


يبدو الكيان الصهيوني في غاية القلق من إمكانية انهيار السلطة الفلسطينية بفعل تأثير تواصل انتفاضة القدس؛ حيث يسود اعتقاد لدى دوائر صنع القرار ومحافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أن فرص نجاح السلطة في البقاء تَؤول إلى الصفر.

ونظراً لخطورة تحقُّق هذا السيناريو، فقد عمد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماعات للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن لبحث تداعيات تحقُّق هذا السيناريو.

لكن قلق نتنياهو لا يحول دون مجاهرة القيادات العسكرية الصهيونية بتبرمها من سلوك حكومته، ولا تتردد في اتهامها بأنها لا تُقدِم على خطوات تضمن بقاء السلطة الفلسطينية، على الرغم من الدور الحاسم الذي تلعبه السلطة في الحفاظ على الأمن الصهيوني وإسهامها الجلي في الحرب  على المقاومة الفلسطينية.

فقد نقلت قناة التلفزة الصهيوني الثانية مساء أمس الإثنين عن قيادات عسكرية بارزة في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال قولها إن الصهاينة سرعان ما "سيشتاقون" لعباس وسلطته بعدما يتبين لهم حجم التحديات الأمنية التي سيتحملها الكيان الصهيوني في حال غابت هذه السلطة.

ولأنه يحظر على المستويات العسكرية التعبير عن مواقف ذات طابع سياسي في الكيان الصهيوني، فقد عمد عدد من كبار الجنرالات إلى تسريب معطيات تعكس حجم الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في الدفاع عن المصالح الصهيونية، وذلك للضغط على نتنياهو للقيام بخطوات تهدف إلى مساعدة هذه السلطة على البقاء.

وقد صرح جنرال صهيوني لقناة التلفزة الصهيونية الأولى مساء الأحد الماضي قائلاً إنه على الرغم من الانتقادات التي يوجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لسياسات تل أبيب في الأراضي المحتلة إلا أنه يحرص من خلال تعليماته الصارمة للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على تعميق مظاهر التعاون الأمني، ولا يتوانى في تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.

ومن أجل التدليل على إسهامات عباس في الدفاع عن المصالح الصهيونية، فقد كشفت قناة التلفزة الصهيونية الثانية النقاب عن أن عباس قدم تعهداً لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالعمل على تهدئة الانتفاضة ووضع حد لعمليات المقاومة.

وحسب القناة، فأن خيبة الأمل الكبيرة التي مُني بها عباس بسبب طروحات كيري خلال اللقاء الذي جمعهما في رام الله الأسبوع الماضي، لم تمنعه من تقديم تعهد بمواصلة بذل الجهود من أجل تهدئة الظروف.

وقد شرعت بعض النخب السياسية في تل أبيب في كيل المديح لعباس وسلطته وذلك في مسعى للتحذير من التداعيات الكارثية لسقوط هذه السلطة وانهيارها.

فقد قالت وزيرة الخارجية الأسبق تسيفي ليفني إن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تقوم بجهود كبيرة من أجل منع تنفيذ عمليات ضد المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وفي مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة الأولى شددت ليفني على أنه بالرغم من الانتقادات التي يوجهها عباس لحكومة نتنياهو فإنه يثبت بالأفعال حرصاً على وقف هذه الموجة من العمليات.

ونوهت ليفني إلى أنه استناداً إلى معلومات حصلت عليها من قادة في الجيش فقد تبين لها أن الكثير من عمليات المقاومة الفلسطينية التي خططت ضد أهداف صهيونية قد أحبطت بفعل التنسيق مع أجهزة السلطة الأمنية.

ومما يدلل أكثر من أي شيء آخر على عمق المخاوف الصهيونية من انهيار السلطة، أن وسائل الإعلام الصهيونية أفردت مساحات كبيرة لما قاله مفتش الشرطة الصهيوني الجديد الجنرال روني الشيخ: "السلطة الفلسطينية مثل مريض يرقد على السرير في غرفة الانعاش وعلينا الحرص على مده بالدواء والعلاج والعناية؛ لأنه في حال فارق الحياة، فإننا الإسرائيليون سنرقد مكانه".

فعلى الرغم من أن الشيخ يعد من غلاة المتطرفين الصهاينة، فإن هذا لم يحل دون تحذيره من تداعيات انهيار السلطة.

من ناحية ثانية تبين أن العجز عن مواجهة المقاومة قد فاقم من حدة الخلافات بين الحكومة والجيش في تل أبيب.

فقد كشفت قناة التلفزة الصهيونية العاشرة أنه لم يحدث أن تفجر خلاف بين المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب حول قضية ما كما هو حاصل الآن بشأن الموقف من الانتفاضة.

 وحسب ألون بن دافيد (معلق الشؤون العسكرية في القناة) فإن قادة الجيش يصرون على أن العقوبات الجماعية التي يطالب الوزراء بفرضها ضد الفلسطينيين سيكون لها تداعيات عكسية، في حين يصر الوزراء على أنه يتوجب على قيادة الجيش تطبيق التعليمات بدون مناقشة وتردد.

ويشير بن دافيد إلى أن قادة الجيش والاستخبارات يجاهرون بالقول إن الوزراء معنيون بتعزيز مكانتهم السياسية من خلال إطلاق هذه الدعوات وفي حال فشلت السياسة الأمنية فإنهم سرعان ما يحملون المسؤولية للمستوى العسكري وقيادة أركان الجيش ليواجهوا تبعات لجان التحقيق التي ستشَّكل عندها.

وأشار بن دافيد إلى أن نتنياهو "تفجر غضباً" بسبب تسريب عدد كبير من قادة الجيش معلومات لوسائل الإعلام تدلل على يأسهم من إمكانية حسم المواجهة مع الانتفاضة بالوسائل العسكرية؛ حيث اعتبر نتنياهو أن مثل هذه التسريبات تصيب الدعاية الصهيونية في مقتل وتشجع الفلسطينيين على مواصلة الانتفاضة.

في هذه الأثناء تدلل المعطيات على دور انتفاضة القدس في تراجع المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس وفشله في تحسين ميزان التوازن الديموغرافي لصالح المستوطنين اليهود، على الرغم من الإمكانيات الاقتصادية واللوجستية والأمنية الهائلة التي تستثمرها إسرائيل في دعمه.

 فحسب حركة "السلام الآن" الصهيونية التي تعنى بمراقبة الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، فإن نسبة المستوطنين اليهود من تعداد السكان في الضفة الغربية لا تتجاوز حالياً 12% في حين تبلغ نسبة الفلسطينيين 88%.

وأظهرت خريطة نشرتها الحركة على حسابها على "تويتر" مؤخراً، أنه حدث تراجع على نسبة المستوطنين اليهود؛ حيث إن نسبتهم خلال عام 1995م كانت أكثر من 15%.

من ناحية أخرى يلفت الجنرال شاؤون أرئيلي (القائد الأسبق لقوات جيش الاحتلال في قطاع غزة) الأنظار إلى أن الاستثمار في المشروع الاستيطاني مثَّل فشلاً اقتصادياً واجتماعياً لحكومات إسرائيل المتعاقبة. 

أعلى