• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
رهانات حماس وفتح ومستقبل القضية

رهانات حماس وفتح ومستقبل القضية


في فلسطين المحتلة يوجد 13 فصيلاً، غالبيتها محسوبةٌ على منظمة التحرير الذي تعتبر الوصيَ على الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي، غالبيتها مثل المشاريع الخيرية تنتظر الممول والداعم حتى تحافظَ على استمراريتها، مثل اليسار الفلسطيني بكافة أطيافه الذي يعيش نصفه على فتات النظام السوري والإيراني، ومنها الجبهة الشعبية القيادة العامة وقوات الصاعقة "طلائع حرب التحرير"، والجبهة الديمقراطية، أما حركة فتح التي تواجه أزمة قيادة وصراعاً من أجل البقاء؛ لأنها راهنت على استمرارية وجود السلطة الفلسطينية وتخلت عن مشروعها النضالي لإرضاء الكيان الصهيوني والحفاظ على مسار العملية السلمية، فهي تواجه اليوم مستقبلاً غامضاً في ظل حديث صحيفة هآرتس عن وجود مشاورات أمنية صهيونية حول مستقبل الضفة المحتلة في حال انهيار السلطة بسبب عاملين أساسيين، هما انتفاضة القدس والأزمة الاقتصادية الحادة.

"حركة فتح" منذ أوسلو اعتمدت على السلطة كشريان حياة لتمويل أنشطتها، لكن الدول المانحة اليوم بدأت تقلص من دعمها للسلطة؛ لأن السلطة تخلت عن وظيفتها الأساسية في حماية السلام الصهيوني.

يبقى التيار الإسلامي المتمثل في حركتي الجهاد الإسلامي وحماس بالإضافة إلى فصائل صغيرة دعمتها حركة حماس، غالبيتها خرج من رحم حركة فتح مثل حركة الأحرار ولجان المقاومة الشعبية. تقول حركة حماس إنها قطعت علاقتها بإيران، وفي الفترة الأخيرة مرت حركة الجهاد الإسلامي بأزمة مالية خانقة بسبب شروط إيرانية لاستمرار تمويلها، منها التماهي مع أجندتها في سوريا، لكنَّ رفضَ الحركة جعل طهران تخفف دعمها، بل دعمت فصيلاً جديداً يدعى حركة صابرين خرج من رحم حركة الجهاد الإسلامي. مصادر في الأمن الداخلي الفلسطيني تحدثت أن حماس اتفقت مع الفصائل القريبة منها على منع حركة صابرين وتقليم أظافرها؛ كونها تريد نشر التشيع في قطاع غزة.

في المحصلة فإن المشروع الوطني الفلسطيني منذ أن ضاعت هويته الإسلامية وهو جزء من اللعبة السياسية في المنطقة؛ تارة مع إيران، وتارة مع أمريكا، وتارة أخرى مع الناصرية المصرية... أضحت الحاضنة الشعبية الفلسطينية تشعر بحالة ترهل كبيرة بسبب الإحباط المتواصل من مسيرة الفصائل السياسية؛ فلا وحدة تحققت ولا تقدُّم سياسي على الأرض يجري. فبقدر انتظار حركة حماس لتغيُّر الحالة السياسية الإقليمية في المنطقة ورهانها على حلفائها مثل قطر في تغيير موازين القوى لصالحها، فإن حركة فتح بقيادة محمود عباس ما تزال تنتظر الضغط الأمريكي على الكيان الصهيوني للقبول بالعودة للمفاوضات ورفع حاجز هنا أو هناك.

حالة من الإهمال تعانيها القضية الفلسطينية على الصعيد العربي والإسلامي باستثناء دعم إنساني دون المستوى المطلوب... حدود التدخل العربي والإسلامي لا سيما تركيا والسعودية يبقى قريباً جداً من السياق الدولي... لذلك أعتقد أن المرحلة تتطلب دعم الانتفاضة الشعبية وتعزيز صمود الشارع في القدس المحتلة؛ لأن الحراك الميداني هو الوحيد الذي يمكن أن يحقق نتائج فاعلة على الأرض.

ملخص المرحلة: أن الرهان على واشنطن بالنسبة لفتح سيخيب الكثير من آمالها، وكذلك الرهان على قطر وتركيا لتحقيق تغيُّر بالنسبة لحركة حماس لن يحقق نتيجة فهما يتماشيان مع التيار الدولي، لأن الأولويات السياسية في المنطقة اليوم لأمرين، هما: ملف "الإرهاب" الذي يسعى الغرب لجعله الأبرز على خريطة السياسات الدولية. وملف سوريا والصراع على النفوذ في الشرق الأوسط بين واشنطن وموسكو. ويبقى الأمل الوحيد في وحدة الصف الفلسطيني وتبنِّي خيار المقاومة.

أعلى