خيبة أمل من أوباما
ايتمار ايخنر/"يديعوت احرونوت"
حتى وإن كان رئيس الحكومة نتنياهو يشعر بالخيبة إزاء نجاح الرئيس الأمريكي براك اوباما بتجنيد الغالبية المطلوبة لضمان مصادقة الكونغرس على الاتفاق مع إيران، إلا انه، حسب المقربين منه، لا يعتبر ذلك فشلا. رغم الجهود الكبيرة التي استثمرها وما سببته من ضرر للعلاقات بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، لم يوهم نتنياهو نفسه بأنه سينجح في إقناع ثلثي أعضاء الكونغرس بالخروج ضد الرئيس والتصويت ضد الفيتو الرئاسي. لقد تحدثت التكهنات المبكرة للخبراء الصهاينة عن نجاح اوباما بنسبة 90% بالحصول على الغالبية المطلوبة للمصادقة على الفيتو، وبالتالي المصادقة على الاتفاق. فلماذا قرر نتنياهو، رغم ذلك، تحريض أعضاء الكونغرس والاصطدام رأسا برأس مع الرئيس؟
حسب مصدر مقرب من نتنياهو فإن رئيس الحكومة أصر على تقويض شرعية الاتفاق، حتى وإن كان سيتم التصديق عليه في نهاية المطاف، وقد نجح بفعل ذلك. ويعتقد مسؤول رفيع في القدس أن "عرض انجاز اوباما كفشل للإعلام الصهيوني يعني عدم فهم السياسة الأمريكية. إذ لا يوجد هنا أي فشل صهيوني، بل على العكس، لقد اضطر اوباما، بفضل المعارضة الصهيونية، إلى تمرير الاتفاق فقط بمساعدة الفيتو وليس بفضل الغالبية، وهذا انجاز إعلامي ضخم".
ويقول أحد الوزراء الكبار في الحكومة: "عندما تم عرض الاتفاق، دعمه نصف الأمريكيين وعارضه النصف الآخر، واما الآن، بعد الحملة الصهيونية، فقد أصبحت هناك غالبية واضحة في صفوف الأمريكيين، تعارض الاتفاق. ولو كنا قد وافقنا على الاتفاق، فمن المؤكد انه كان سيحظى بغالبية على الفور في الكونغرس. إذا لم تكن مستعدا للانتحار ضد الاتفاق، فما هي فرص انتحار عضو ديموقراطي في مجلس الشيوخ ضد اوباما؟ لقد كانت هنا رسالة هامة بعثت بها الحكومة الصهيونية إلى العالم، وبات من الواضح للجميع الآن، بأن الاتفاق لا يحظى بشرعية أمريكية كاملة".
سبب آخر يكمن في كون نتنياهو يتطلع إلى العهد الذي سيلي اوباما، وبكلمات أخرى، إلى الانتخابات في الولايات المتحدة التي ستجري في نوفمبر 2016. وحسب ما يقوله وزير في الحكومة، فإن نتنياهو يبني على أن الرئيس المقبل سيلغي الاتفاق أو لا ينفذه. وقالت مصادر سياسية أمس، ردا على ذلك، أن "رئيس الحكومة أوضح قبل خطابه في الكونغرس، في آذار، أن من واجبه عرض القلق الصهيوني بشأن الاتفاق مع إيران، أمام الشعب الأمريكي وممثليه. وغالبية الجمهور الأمريكي وأعضاء الكونغرس يدعمون الموقف الصهيوني.
وكلما ازدادت المعارضة للاتفاق مع إيران، كلما انعكس ذلك في السياسة الأمريكية ازاء الكيان الصهيوني والمنطقة في المستقبل. التحالف الأمريكي – الصهيوني راسخ وليس لدى نتنياهو ادنى شك بأن العمل بين البلدين سيتواصل لمواجهة التحديات الكبرى". إلى جانب المحاولات التي يقوم بها بعض المقربين من نتنياهو لتقليص الفشل، تصر المعارضة على حدوث فشل صارم.
وقال رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، إن نتنياهو "قاد حكومة إسرائيل إلى أصعب مواجهة في تاريخها مع الرئيس الامريكي". وأضافت النائب تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) انه "في ضوء الخبر الذي وصل من الولايات المتحدة، وعشية يوم الغفران، يتحتم على نتنياهو إجراء حساب حقيقي مع النفس في الموضوع الإيراني". وما الذي سيحدث الآن؟ لقد قال رئيس الحكومة طوال الوقت، انه لن يجري مفاوضات مع اوباما حول حجم التعويض الذي ستحصل عليه الحكومة الصهيونية في أعقاب المصادقة على الاتفاق في الكونغرس.
لكن نتنياهو على اقتناع بأن اوباما لن يعاقب الكيان الصهيوني وسيظهر ذات المستوى من السخاء رغم ما فعله نتنياهو ضده في الفترة الأخيرة، والذي من المؤكد انه لم يسبب له الرضا، وهذه هي أيضا الرسائل التي ينقلها مسؤولون أمريكيون إلى نظرائهم الصهاينة في الأيام الأخيرة. أضف إلى ذلك أن الحكومة الصهيونية تبني حتى على صفقة تعويضات اكبر، تكون كافية لتهدئة ضمائر أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الذين سيصوتون إلى جانب الاتفاق وسيرغبون بمصالحة الكيان الصهيوني.