• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الصهاينة يستعدون لضرب المعارضة السورية

الصهاينة يستعدون لضرب المعارضة السورية


تتواصل الاستعدادات الصهيونية على قدم وساق لتوجيه ضربات عسكرية للقوى الإسلامية التي تمثل عصب المقاومة المسلحة لنظام الأسد في سوريا.

فقد ذكرت مصادر صهيونية واسعة الإطلاع أن هذه الاستعدادات التي تتواصل بتوجيهات مباشرة من كل من وزير الحرب موشيه يعلون ورئيس هيئة الأركان جادي آيزنكوت، جاءت بعد أن توفر لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب الكثير من المؤشرات التي تؤكد أن قدرة النظام على الصمود باتت محدودة جداً.

ونوهت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر بتاريخ 10-5 إلى أن التقدير العام السائد في أروقة صنع القرار في تل أبيب يقول إن الجماعات الإسلامية التي تحتكر تقريباً كل العمل العسكري في سوريا هي المرشحة للتفرغ لاستهداف الكيان الصهيوني بعد سقوط النظام.

وأشارت الصحيفة إلى أن التعليمات صدرت لكل من جهازي الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" ببذل جهود كبيرة من أجل جمع معلومات استخبارية عن التنظيمات الإسلامية، سيما عن تحركاتها وعن مقرات قياداتها ونمط حياتهم اليومي ومخازن السلاح لديها.

وأكدت الصحيفة أن التوجه العام للحكومة الصهيونية هو المبادرة باستهداف هذه الحركات بمجرد سقوط نظام الأسد.

ومما يدلل على حقيقة التوجهات الصهيونية، فقد حث مسؤول صهيوني بشكل علني لتوجيه ضربات عسكرية عاجلة ضد ما أسماها بـ "الجماعات الجهادية" العاملة في سوريا.

وقال أيوب قرا، الدرزي، الذي يشغل منصب نائب وزير التعاون الإقليمي في الكيان الصهيوني إنه في حال لم يتم مواجهة التهديد الذي تشكله التنظيمات الإسلامية العاملة في سوريا فإن صواريخ الكاتيوشا ستتساقط على المدن الصهيونية.

وأعاد قرا، الذي تسرح من الجيش الصهيوني برتبة رائد، بعد أن قاد إحدى الكتائب في لواء "جفعاتي" للأذهان حقيقة أنه بالقرب من الحدود مع سوريا تتواجد الكثير من المرافق الحيوية والبنى التحتية الصهيونية، التي يمكن أن تتعرض للإصابة بفعل ضربات من أسماهم بـ "الجهاديين".

وأضاف:"تماماً بعد أن يفرغ الجهاديون من إسقاط الأسد سيتوجهون لضرب عمقنا، فعلينا التحرك بسرعة واستباق الأمر بتوجيه ضربات متتالية لهم".

من ناحيته أوضح المعلق العسكري الصهيوني ألون بن دافيد أن سلاح الجو الصهيوني سيوظف المعلومات الاستخبارية التي سيتم جمعها عن الجماعات الإسلامية المقاومة لنظام الأسد من أجل تصميم بنك أهداف تمهيداً لضربها.

واستدرك بن دافيد قائلاً أن مهاجمة القوى الإسلامية التي تواجه الأسد تمثل مخاطرة كبيرة، مشيراً إلى أن هذا قد يورط الكيان الصهيوني في مواجهة مفتوحة ومكلفة مع الإسلاميين.

ونقل بن دافيد عن مصدر عسكري صهيوني كبير قوله إنه من الصعب على الجيش الصهيوني إعداد بنك أهداف حول الإسلاميين، على اعتبار أن هناك عدد كبير من التنظيمات التي من الصعب أن يتم جلب معلومات استخبارية عنها.

وأضاف المصدر أنه يتوجب تحقيق إحاطة استخبارية كبيرة حول هذه التنظيمات قبل التفكير بتوجيه ضربات إليها مشيراً إلى أن التنظيمات الإسلامية تمتاز بتماسكها الداخلي مما يقلص من القدرة على اختراقها.

ونوه المصدر إلى أنه مما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة إدراك إسرائيل أن استهدافها لأي تنظيم على الأرض السورية يمكن أن يفضي إلى سلسلة من ردات الفعل تشارك فيها تنظيمات لم تستهدف.

وتوقع المصدر أن تفضي أية مواجهة عسكرية مع الإسلاميين في سوريا إلى وقوع خسائر بشرية ومادة هائلة في الجانب الصهيوني.

وفي السياق، أكدت محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب إلى أن هناك العديد من المظاهر التي تدلل على تراجع قوة نظام الأسد بشكل كبير.

قد أشار المعلقون الصهاينة بشكل خاص إلى أن إيران وحزب الله فشلا فشلاً مدوياً في كل الجبهات التي فتحت في سوريا، ابتداء من درعا في أقصى الجنوب وانتهاءً بحلب في أقصى الشمال.

وأكد المعلقون أن دوائر التقدير الإستراتيجي في تل أبيب فوجئت من سهولة انهيار الإستراتيجية التي وضعتها إيران وحزب الله من أجل استعادة الجنوب السوري من الثوار، مشيرين إلى أنه عبر استخدام قوات محدودة وإمكانيات عسكرية محدودة تمكن الثوار من احباط الهجوم الذي شنته قوات حزب الله والنظام بإشراف قائد قوات "القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني.

وحسب التقدير الصهيوني فأن قوات النظام وحزب الله تحولت إلى أهداف سهلة لقوات المعارضة التي أجبرتها على التحول من وضع الهجوم إلى وضع الدفاع.

ويرى يارون فريدمان رئيس دائرة الاستشراق في جامعة تل أبيب أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تمكين الثوار من تحقيق انجازات كبيرة تمثل في توحيد فصائل الثوار وتشكيل "جيش الفتح".

وأوضح فريدمان في مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" بتاريخ 8-5 أن تشكيل جيش الفتح سمح للمعارضة المسلحة مراكمة قوتها وتنظيم صفوفها مما زاد من تأثير أدائها، معتبراً أن هذه الخطوة مثلت نقطة تحول فارقة في الصراع على سوريا.

وشدد فريدمان على أن السعودية لعبت دوراً مهما في تغليب كفة الثوار من خلال قرارها زيادة انتاج النفط وخفض أسعاره.

وأضاف:"لقد أدى القرار السعودي إلى المس بعوائد النفط لدى كل من إيران وسوريا مما قلص من عوائده في كل من موسكو وطهران وما أسهم في تراجع الدعم الروسي والإيراني لنظام الأسد".

وحسب منطق فريدمان فإن انشغال تنظيم "داعش" بمواجهة القوات العراقية في محيط بغداد قلص الضغط على قوات الثوار في شمال سوريا وجعلها تتفرغ للتخطيط للتقدم صوب معاقل نظام الأسد التقليدية، حيث أن "داعش" كانت تستنزف طاقة قوات المعارضة.

 في الوقت ذاته أشارت وسائل الإعلام الصهيونية إلى الكثير من المظاهر التي تؤكد انهيار معنويات الفرق العسكرية التي يقودها العلويون، الذين يمثلون النواة الصلبة التي يعتمد عليها نظام الأسد.

وأشار موقع "واي نت" إلى أن جاء في شريط الفيديو الذي عرضته مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه القائد العلوي سهيل الحسن، الذي يقود قوات النظام في منطقة حلب وقد انهارت قواه أثناء اجرائه مكالمة مع وزير الدفاع في نظام الأسد.

وأشار الموقع إلى أن الحسن كان يستجدي تقديم المساعدة له ولجنوده بعدما كان ينظر لهذا القائد على أنه "أسطورة حية" بسبب دوره في الدفاع عن النظام.

من ناحية ثانية، دعت نخب صهيونية لاستغلال الأوضاع في الشام والدفع عن تقسيم سوريا.

وقال الباحث بنحاس عنبري إنه يتوجب على الحكومة الصهيونية اقناع العالم، سيما أوروبا والولايات المتحدة بالعمل على تقسيم سوريا على اعتبار أن هذه يمثل مصلحة لكل من الغرب والكيان الصهيوني.

وحذر عنبري من أن السماح بسقوط الأسد في هذه الأثناء يعني وقوع سوريا تحت تأثير الجماعات "الإسلامية المتطرفة"، وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان المسلمين، الذي توقع أن يؤول إليها حكم سوريا بسبب قوتها الجماهيرية.

وقال عنبري في بحث نشره موقع "مركز دراسة المجتمع والدولة" إن سورية يمكن أن تتحول إلى نواة لقوة سنية كبيرة، مشدداً على أن ما يزيد الأمور تعقيداً حقيقة أن تركيا أردوغان ستلعب دوراً خطيراً فيها.

 

أعلى