الموقف الباكستاني من حرب اليمن
* تتمتع باكستان بعلاقات عميقة مع السعودية تمثلت في دعم المشروع النووي الباكستاني و كذلك تزويد باكستان بالنفط بدون مقابل خلال مواجهتها مع الهند في سبعينات القرن الماضي، كذلك التبادل التجاري الذي يصل إلى 35 مليار دولار، و عمالة باكستانية في السعودية وحدها تقدر بــ2 مليون عامل.. بخلاف الدعم الخيري للمؤسسات التعليمية و الطبية و الدينية في باكستان.
* لباكستان حدود برية طويلة مع إيران، و لا يزيد حجم التبادل التجاري بين الطرفين عن مليار دولار يصب في صالح الميزان التجاري الإيراني. عام 2010 وقعت إيران وباكستان اتفاقية لإنشاء خط لنقل الغاز الطبيعي إلى الهند مرورا بالأراضي الباكستانية بطول يزيد عن 700 كلم، كان من المفترض أن يكتمل المشروع خلال عامين لكن تم تعطيله بسبب متطلبات هندية، من فوائد المشروع أن تقوم إيران بتزويد باكستان بالغاز لمدة 25 عام بدأ من عام 2014,, يوجد كذلك قضية بلوشستان التي تمثل قضية شائكة حيث تشن جماعات سنية بلوشية هجمات تستهدف الجيش الإيراني على طول الحدود مع باكستان.
* صناعة القرار السياسي في باكستان يرجع إلى المؤسسة العسكرية التي تحكم البلاد منذ نشأت البلاد، يتمتع رئيس الوزراء نواز شريف زعيم حزب الرابطة الإسلامية بأغلبية في البرلمان بعد فوزه في الانتخابات الأخيرة عام 2013. احتضنته السعودية منذ عام 1997 بعد الإطاحة به من قبل برويز مشرف قائد الجيش في حينه، و يتمتع بعلاقات وثيقة مع أركان الحكم في السعودية، لكن البرلمان الذي يمتلك أغلبية فيه صوت بالإجماع لصالح رفض طلب السعودية بشأن تقديم دعم عسكري باكستاني في الحرب على الحوثيين.. الاعتقاد السائد أن باكستان التي يعيش جيشها حالة استنفار دائم على طول الحدود مع عدوها الأبدي الهند، و تحارب حركة طالبان في بلوشستان و تعيش حالة توتر طائفي بين السنة و الشيعية حيث يمثل السنة فيها 80% و الشيعة يمثلون أكثر من 40% من شيعة العالم، ترفض الإنجرار في حرب ستهدد بشكل استراتيجي الحفاظ على سيادتها، أو أنها تريد ثمن أكبر مقابل التدخل في الحرب التي إن تطورت لتدخل مباشر من إيران ستشعل حربا على طول الحدود بين البلدين.
* تركيا.. لن تؤثر في مجريات الصراع و لن تقدم أكثر مما قدمته في سوريا، لأنها ترتبط بإلتزامات اقتصادية ضخمة مع إيران أولها أنها تستورد 20% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من إيران بخلاف الطائفة الشيعية الموجود في تركيا و كذلك العمق الاقتصادي الإيراني المتغلغل في تركيا..
* أمام السعودية بشأن باكستان عدة خيارات أولها اللعب على وتر المصالح الإقتصادية، أو استخدام ورقة الجماعات الإسلامية التي تمثل عمق الشارع الباكستاني و التي فعليا بدأت تخرج مظاهرات في بيشاور وإسلام أباد ولا هور.. وستأتي ثمارها عما قريب، و لا أستبعد أن يطرأ تغير على الموقف الباكستاني خلال الأيام المقبلة إذا تطورت مستويات المعركة..
* قرار مجلس الأمن الأخير الذي وقف مساندا للمملكة يعكس انتكاسة جديدة لإيران، لذلك ستقوم السعودية بإستخدام الحرب لتوفير بيئة مناسبة تخرج منافسين جدد على الساحة اليمنية للحوثيين، لكن يبقى الرهان على الجماعات الإسلامية في اليمن التي من الممكن بشكل قاطع أن تكون البديل الثالث..