• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ما يحذره نتنياهو في عدوانه على غزة

ما يحذره نتنياهو في عدوانه على غزة



تحت ضغط قوى اليمين الديني والعلماني شرع الكيان الصهيوني في حملة "الصخرة الثابتة" ضد حركات المقاومة في قطاع غزة بهدف إجبارها على وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المستوطنات الصهيونية. وحسب التسريبات الصهيونية، فقد تم تقسيم الحملة إلى  ثلاث مراحل، يتم تطبيقها بشكل متدرج، بحيث أنه في حال لم تنجح مرحلة ما في وقف إطلاق الصواريخ، ينتقل لتطبيق المرحلة التالية. حسب التسريبات الصهيونية، فإن المرحلة الأولى تتضمن ممارسة ضغوط نفسية على الجمهور الفلسطيني في القطاع من خلال استهداف مقار ومؤسسات وأراضي عبر إلقاء قنابل ضخمة لإحداث ضجيج هائل، لكن في ظل أقل قدر من الإصابة بالأنفس، على اعتبار أن الأهداف تتم مهاجمتها مع التأكد أنها خالية. وقد شرع الكيان الصهيوني منذ الليلة الماضية في تطبيق هذه المرحلة، حيث يراهن أن التأثير النفسي لعمليات القصف على الجمهور الفلسطيني سيدفعه لممارسة ضغوط على المقاومة لوقف إطلاق الصواريخ. أما المرحلة الثانية فتتمثل في استهداف البنى التحتية والكادر البشري للمقاومة، عبر قصف ما يعتبره الكيان الصهيوني معامل لانتاج الصواريخ محلية الصنع، وفي الوقت ذاته استهداف نشطاء المقاومة، سيما أولئك الذين لهم علاقة بإطلاق الصواريخ. وفي حال لم تنجح هذه المرحلة في وقف إطلاق الصورايخ، فأن الكيان الصهيوني يعد العدة لشن حملة برية في عمق القطاع. لكن هناك ما يؤشر على أن قيادة الكيان الصهيوني تخشى تبعات هذه المغامرة، لذلك طلبت من حكومة الانقلاب في مصر التدخل لدى حماس لمحاولة استعادة العمل بتفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها في أعقاب حرب 2012. لكن الكيان الصهيوني يصر على رفض أن تكون العودة لتفاهمات التهدئة مرتبطة بأي انجاز للمقاومة، سيما رفع الحصار عن القطاع وإطلاق سراح الأسرى الذين أفرج الكيان الصهيوني عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى مع حماس قبل ثلاثة أعوام وأعادة اعتقالهم بعد خطف المستوطنين الثلاثة. ويرى المعلق الصهيوني بن كاسبيت أن على الرغم من أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يميل إلى انهاء الجولة الحالية من التصعيد بأسرع وقت، إلا أنه قد يجد نفسه في أتون المستنقع الغزي بكل تبعاته. ويشير كاسبيت إلى أنه على الرغم من طابع نتنياهو الحذر، إلا أن الضغوط التي يتعرض لها من اليمين "الإسرائيلي" ستدفعه للتصرف بعكس قناعاته، متوقعاً أن يضطر لتوسيع العمليات العسكرية ضد غزة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حدة العمليات العسكرية الصهيونية ستدفع المقاومة الفلسطينية للرد بالمثل، مما يعني بلورة دائرة كبيرة من التصعيد غير المنتهي. ولا يتردد كاسبيت في تحديد هوية الطرف الخاسر في المواجهة الحالية، قائلاً: "إسرائيل ستخضع أولاً، حيث أن الفلسطينيين سيصمدون لأنه لا يوجد لديهم ما يخسرونه. ومما يجعل نتنياهو يخضو غمار هذه المواجهة بدون حماسة كبيرة، حقيقة خوفه من أن تسهم الحملة العسكرية على قطاع غزة في الدفع نحو تفجر انتفاضة ثالثة، سيما في ظل الغضب العارم الذي يجتاح الضفة الغربية وفلسطينيي 48 في أعقاب خطف وحرق الفتى الفلسطيني محمود أبو خضير حياً. ويخشى نتنياهو أن تفضي الحملة العسكرية إلى المس بالجبهة الداخلية الصهيونية، والمرافق الاقتصادية والسياحية. فمن المؤكد أن المقاومة سترد بإطلاق مئات الصواريخ، التي يصل مداها إلى شمال تل أبيب والقدس المحتلتين، علاوة على أن الأمر قد يفضي إلى تداعيات إقليمية خطيرة. ويذكر أنه وفق تقرير صادر عن "لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية" الصهيونية، فأن حركة حماس تملك مئات الصواريخ القادرة للوصول إلى شمال تل أبيب، مع العلم أن القيادي في حركة حماس محمود الزهار قد صرح مؤخراً أن لدى حركته صواريخ بإمكانها الوصول إلى أية نقطة داخل الكيان الصهيوني. وفي تل أبيب يخشون أن تؤدي عملية عسكري طويلة إلى تعزيز موقف إيران في المفاوضات الجارية حالياً حول مستقبل برنامجها النووي. وقد صرح أكثر من مسؤول صهيوني بأنه ليس من مصلحة تل أبيب لفت أنظار المجتمع الدولي عن البرنامج النووي الإيراني عبر فتح جبهة مع غزة. لكن المتحمسين للحرب في الحكومة الصهيونية، والذين يشكلون الأغلبية فيرون أن شن حملة طويلة مهم لترميم قوة الردع في مواجهة المقاومة الفلسطينية، علاوة على أنهم يؤمنون أن البيئة الإقليمية والدولية تسمح للكيان الصهيوني باستنفاذ خياراته العسكرية في مواجهة حماس. ومن بين الوزارء المتحمسين للحرب جدعون ساعر الذي قال إنه يتوجب توجيه ضربة موجعة لغزة "لأنه إن كانت الأمور في مستوطناتنا صعبة، فيجيب أن تكون الظروف في قطاع غزة أصعب بكثير جداً،  المجتمع الدولي "بات يدرك الحاجة لأن تقوم إسرائيل بالرد بما يتناسب مع هجمات حماس".

وفي الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال غاراته الجوية على قطاع غزة، فأن أكثر ما يثير مخاوف قادة المؤسسة الأمنية الصهيونية للتردد في توسيع العمليات العسكرية ضد القطاع وشن حملة برية هو الفزع من "الأنفاق الحربية"، التي تدعي تل أبيب أن "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة حماس قد نجح في حفرها خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويجمع المعلقون العسكريون الصهاينة على أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن توظف "كتائب عز الدين القسام" الأنفاق التي تمتد من قطاع غزة إلى ما وراء الحدود مع الكيان الصهيوني إما في التسلل خلف خطوط جيش الاحتلال أثناء توغله في القطاع والهجوم على مؤخرة القوات الصهيونية، أو استخدام الأنفاق في تسهيل عمليات خطف الجنود، إلى جانب الخشية من أن ينطلق عناصر "كتائب القسام" عبر هذه الانفاق لتنفيذ عمليات في قلب التجمعات الاستيطانية اليهودية داخل الكيان الصهيوني، في الوقت الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في القطاع. وقال روني دانئيل،معلق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الثانية الصهيونية إن قيادة جيش الاحتلال تأخذ بعين الاعتبار أن تقوم حركة حماس بتفخيخ الأنفاق بالمواد الناسفة وتعمل على تفجيرها أثناء تحرك قوات الاحتلال فوقها أو بالقرب منها، منوهاً إلى أن قيادة الجيش تخشى أيضاً أن تلجاً "كتائب القسام" إلى استدراج جنود الاحتلال إلى داخل الأنفاق ومن ثم تفجيرها، مشيراً إلى أن حركة حماس وظفت "الأنفاق المفخخة" خلال الانتفاضة الثانية. وفي تعليق له نوه دانئيل إلى أن قيادة جيش الاحتلال تخشى أن يتم توظيف العمليات عبر الأنفاق العسكرية في المس بمعنويات الجمهور "الإسرائيلي".من ناحيته نقل ألون بن دافيد،المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله إنه نظراً لتفوق الجيش  الصهيوني المطلق في الجو والبر والبحر "فقد اختار الجناح العسكري لحركة حماس باطن الأرض كساحة تضمن تفوقه النسبي".وأردف قائلاً: "حماس لا تملك سلاح جو ولا كتائب مدرعة ولا سلاح بحرية، لهذا فهي تحاول إيجاد ساحة مواجهة تتحكم في ظروفها"وأشار بن دافيد إلى أن وحدة الهندسة الميدانية في جيش الاحتلال قامت بعمليات بمناورات للتدريب على تدمير الأنفاق،منوهاً إلى أن عناصر الوحدة أقاموا معسكرات تدريب في منطقة "تسئيليم" في النقب، حيث أجروا مناورات تحاكي عمليات تفجير نفق.

قصارى القول، الصهاينة يشنون العدوان على غزة بقلوب واهنة وأقدام غير راسخة.

 

أعلى