تقوم إسرائيل من آن لآخر باغتيال العلماء والباحثين العرب والمسلمين، وهي بذلك تأكد أن الصراع ليس صراع حدود بل صراع وجود، فأي محاولة للنهوض فإن الأيدي الصهيونية جاهزة لاغتيالها. والقائمة في ذلك تطول.
أثارت وفاة ريم حامد، طالبة الدكتوراة المصرية التي كانت تدرس في فرنسا، في مساء الخميس 22 أغسطس 2024م، جدلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، نظرًا لما نُسب إليها من منشورات عبر حساباتها على مواقع التواصل قبيل وفاتها، تشير إلى أنها مُراقَبة ومستهدفة وتستغيث بالأجهزة الأمنية لحمايتها من خطر يهدد حياتها. بيد أن وفاة ريم أعادت إلى الأذهان حوادث أخرى تعرض لها علماء مصريين وعرب في الخارج، أدت إلى وفاتهم وسط غموض ومزاعم بأن هذه الحوادث ما هي إلا جرائم اغتيال مدبرة حتى لا تستفيد مصر أو أي دولة عربية أو إسلامية أخرى من علم أبنائها.
تصفية العقول
على مدى عقود؛ كان من الملاحظ أنه قد تمت تصفية الكثير من العلماء العرب والمسلمين المتخصصين في مجالات علمية وتقنية متطورة، وبلا شك فإن الدول العربية والإسلامية كانت تنتظر عودة أبنائها النابغين في تلك المجالات كي تتم الاستفادة من علمهم ونبوغهم، إلا أن أيدي الاغتيال القذرة قد حالت دون ذلك، نرصد فيما يلي أبرز العلماء الذين تم اغتيالهم خلال السنوات الماضية:
* مصطفى مشرفة.. آينشتاين العرب:
يعدّ د. علي مصطفى مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تقتيت الذرة، ومن أبرز العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة فتاكة في الحروب، رفض تطوير أبحاث صنع القنبلة الهيدروجينية بعدما ألمّ بتقنيات استخدام الهيدروجين في تصنيع قنبلة مدمرة، إذ لم يكن يتمنى أن تُصنع تلك القنبلة، رغم أنها صُنِعَت للأسف بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، تُقدر أبحاث د. مشرفة المتميزة في نظريات الكم والذرة والإشعاع والميكانيكا بنحو 15 بحثًا، وقد بلغت مسودات أبحاثه العلمية قبل وفاته نحو 200 مسودة.
وُلِدَ مشرفة في 11 يوليو 1898م بمدينة دمياط في شمال مصر، حفظ القرآن الكريم منذ صغره، وتلقى دروسه الأولى على يد والده الذي كان حريصًا أيضا على تنشئته دينيًا وأخلاقيًا بما لا يقل عن تنشئته علميًا، وقد انعكس ذلك جليًا في محافظة د. مشرفة على شعائر الإسلام طوال حياته كما علمه والده، ورغم تفوقه في الدراسة وحصوله على علامات مرتفعة ـ وخاصةً المواد العلمية ـ إلا أنه فضّلَ الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرج منها بعد 3 سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف لبعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها، ونظرًا لتفوقه اللافت فقد تابع دراسة العلوم بالكلية الملكية في جامعة لندن في عام 1920م، وذلك بعد انتهاء فترة البعثة، وحصل في عام 1924م على الدكتوراة في فلسفة العلوم، وهي أعلى درجة علمية في العالم آنذاك، إذ لم يتمكن من الحصول عليها سوى 11 عالمًا في ذلك الوقت، وكان أول مصري يحصل على هذه الدرجة العلمية، وكانت تحت إشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927م.
مع افتتاح جامعة القاهرة في عام 1925م، عاد مشرفة إلى مصر، حيث عُيّن أستاذا مشاركًا في الرياضيات التطبيقية بكلية العلوم، ثم انتخب عميدًا للكلية عام 1936م، فأصبح بذلك أول عميد مصري لها، وتتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر، ومن بينهم عالمة الذرة سميرة موسى، ورغم صغر سنّه إلا أن أبحاثه قد بدأت تأخذ مكانها في الدوريات العلمية، كما ألّف عدة كتب في الميكانيكا العلمية والنظرية والهندسة الوصفية والمستوية والفراغية والذرة والقنابل الذرية، لكن هذا النبوغ المذهل لم يزهر في وطنه طويلًا ويثري عقول أبناء وطنه، إذ توفي د. مشرفة في 15 يناير 1950م إثر أزمة قلبية مفاجئة، ويعتقد أنه مات مسمومًا من خلال إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.
* د. يحيى المشد:
قصة نبوغ أخرى اغتالتها يد الغدر، إنها قصة د. يحيي المشد الذي تخرج من قسم الهندسة الكهربائية بجامعة الإسكندرية المصرية، وبفضل تفوقه سافر ضمن بعثة دراسية إلى جامعة كامبريدج في لندن عام 1956م، لكن سرعان ما تحولت البعثة إلى موسكو بسبب العدوان الثلاثي على مصر، عاد إلى مصر بعد 6 سنوات من الدراسة، بوصفه عالمًا وخبيرًا في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية، فبدأ مساره المهني في المفاعل النووي بأنشاص، لكنه سافر مجددًا إلى النرويج للتدريس، ظل يرفض لسنوات عروضًا لتجنيسه بالرغم من الضغوط المتوالية، وكان دائم الانتقاد للحركة الصهيونية ومناصر للقضية الفلسطينية، وهو ما جلب إليه العداء والتضييق، فاضطر إلى العودة مجددًا إلى مصر، وبعدها سافر مجددًا إلى العراق ليكون جزءًا من مهمة تأسيس برنامج نووي عراقي.
كان المشد على رأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك، وكان دائم السفر بين فرنسا والعراق للحصول على التقنية النووية وعلى اليورانيوم المخصب من أجل تحقيق الحلم العربي بالحصول على سلاح رادع يقوي شوكة العرب ويعيد هيبتهم، وقد استدعي ذات مرة إلى فرنسا لمعاينة شحنة من اليورانيوم، لكن كانت تلك رحلته الأخيرة، حيث عثر عليه مذبوحًا داخل غرفته بأحد فنادق باريس في 14 يونيو 1980م، وُجِهَت الاتهامات إلى الموساد الذي ظل يترصد خطوات كل من يدعم إيجاد التقنية النووية في بلدان معادية لإسرائيل، لكن الغريب أن تحقيقات الشرطة الفرنسية لم تخلص إلى شيء، وقيدت القضية في نهاية المطاف ضد مجهول.
* د. سميرة موسى.. مس كوري المصرية:
وُلِدَت د. سميرة موسى في 3 مارس 1917م بمدينة زفتى بمحافظة الغربية في دلتا نيل مصر، تميزت بنبوغها الدراسي منذ صغرها، كانت الأولى على دفعتها بكلية العلوم، وسافرت بعد تخرجها إلى بريطانيا للحصول على الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات، بعد رجوعها إلى مصر عادت مرة أخرى إلى بريطانيا حيث درست الإشعاع النووي، وحصلت على درجة الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيراتها على المواد، نظرًا لنبوغها اللافت فقد دأبت الولايات المتحدة على تبني موهبتها وعرضت عليها التجنيس أكثر من مرة، لكن د. سميرة رفضت ذلك وعادت إلى مصر، وأنشأت هيئة الطاقة الذرية، وعملت على تنظيم لقاءات دولية حول الطاقة الذرية وكيفية تسخيرها لخدمة الإنسان.
في أغسطس 1952م، تمت دعوتها للمشاركة في ندوات علمية بولاية كاليفورنيا الأمريكية وزيارة معامل نووية هناك، وخلال قيادتها على طريقًا وعرة ومرتفعة، فاجأتها سيارة من الاتجاه الآخر صدمتها وألقت بها في المنحدر، حيث لقيت ربها، لم تنجح الشرطة الأمريكية في كشف ملابسات الحادث وقيّدته ضد مجهول، ولم تظهر حقيقة ما جرى نهائيا، لكن في عام 2015م كشفت ريتا ديفيد توماس، حفيدة الممثلة الراحلة راشيل أبراهام ليفي (التي اشتهرت في مصر بلقبها الفني راقية إبراهيم)، أن جدتها ساهمت في اغتيال سميرة موسى، حيث سبق وأن عرضت عليها نسيان فكرة البرنامج النووي المصري ودعتها للحصول على الجنسية الأمريكية، وحذرتها من مصير مجهول في حال رفضت ذلك.
* جمال حمدان:
كمتخصص في الجغرافيا؛ تمكن د. جمال حمدان من توظيف معرفته في فهم حركية التاريخ وتطورات الأحداث العالمية، وكان من القلائل الذين تميزوا بقدرتهم على فهم الأبعاد الإستراتيجية للقضايا الكبرى، إذ تنبأ في عام 1968م بانهيار الاتحاد السوفيتي بعد دراسات وافية، لكن اهتمامه الأكبر تركز على إسرائيل وتفكيك بنيتها الفكرية والأصول التي بنت عليها مشروعها، وقد نجح بالفعل في هدم مقولاتها من وجهة نظر أنثروبولوجية. وفي 17 أبريل 1993م عُثِرَ على جثة حمدان ملقاة في بيته ونصفها الأسفل محترق، وظن الجميع أن الواقعة سببها تسرب غاز، لكن دلائل عديدة كانت تشير إلى أن الحادثة مدبرة، وأشار بعض المقربين إلى أن حمدان كان قبيل وفاته قد انتهى من تأليف 3 كتب عن إسرائيل؛ وهي: "اليهود والصهيونية وبنو إسرائيل"، و"العالم الإسلامي المعاصر"، وكتاب ثالث عن علم الجغرافيا، وكل هذه الكتب قد اختفت بعد موته.
* د. سلوى حبيب:
تميزت د. سلوى حبيب بعطاء علمي بارز وبأبحاث مناهضة للحركة الصهيونية تكشف محاولات سيطرة إسرائيل على منابع القوة في الدول الأفريقية، وكأستاذة في معهد الدراسات الأفريقية، أنجزت بحثا قيما عن "التغلغل الصهيوني في أفريقيا"، إلى جانب نحو 30 بحثًا تتحدث جميعها عن إسرائيل والدول الأفريقية من جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وبأساليب علمية توثيقية واضحة، وكان لأبحاثها أثر كبير في التطرق إلى موضوعات لم تكن مدروسة من قبل، لكن مع الأسف سرعان ما عُثِرَ على جثتها مذبوحة في شقتها السكنية، ولم تنجح الأجهزة الأمنية في العثور على القتلة الذين نفذوا عملية الاغتيال بشكل احترافي، لكن كل الاتهامات كانت موجهة إلى الموساد الإسرائيلي.
* د. سمير نجيب:
كان د. سمير نجيب ضمن الفوج الأول للمشروع النووي المصري، ونظرًا لنبوغه في مجال الذرة تم ترشيحه لمنحة في جامعة ديترويت بالولايات المتحدة وتدرب على يد كبار أساتذة الذرة هناك، ورغم العديد من العروض للبقاء بأمريكا، لكنه رفضها مفضلا العودة لمصر، لكنه لم يتمكن من العودة لأرض الوطن، فأثناء تحركه بسيارته في عام 1967م قبيل رحلة العودة إلى مصر بساعات، فوجئ بسيارة نقل ضخمة تتعقبه، وفي لحظة مأساوية أسرعت السيارة وصدمته بقوة، ليلقى مصرعه على الفور، وكعادة هذه الحوادث، كانت الجملة الأخيرة التي تسدل الستار عليها أن "الفاعل مجهول"
* د. نبيل القليني:
أوفدته كلية العلوم بجامعة القاهرة في بعثة إلى تشيكوسلوفاكيا، للحصول على درجة الدكتوراة في الذرة من جامعة راغ، فأصبح من أشهر النوابغ هناك حتى أن الصحف هناك كانت تصفه دائما بـ "عبقري الذرة"، لا سيما لقيمة أبحاثه العلمية، وهو في سن لا يتعدى الثلاثين من عمره، وفي صباح يوم 27 يناير 1975م دق جرس الهاتف في شقته السكنية، ليجيب د. نبيل على الهاتف، ثم يغادر شقته مسرعًا، ولم يظهر بعدها.
* د. سعيد السيد بدير:
يُعدّ د. سعيد السيد بدير من أبرز العلماء المصريين في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، وُلِدَ بدير في 4 يناير 1949م، أمضى جزءًا من حياته بالتدريس في ألمانيا، وقد نجح في التوصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، لكنه توفي في 14 يوليو 1989م بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة، وقد أكدت زوجته أن إحدى الجهات المخابراتية وراء اغتيال زوجها.
* د. أبو بكر عبدالمنعم رمضان:
يعتبر د. أبوبكر رمضان من العلماء المصريين النابغين في مجال الطاقة النووية، فقد كان رئيس الشبكة القومية للمرصد الإشعاعي في هيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، وخلال حضوره أحد المؤتمرات العلمية في مدينة مراكش المغربية، سرعان ما عُثِرَ على جثته في ظروفٍ غامِضةٍ خلال إقامته في أحد الفنادق في المنطقة السياحية، اللافت أن هذه الوفاة قد جاءت بعد تكليفه بدراسة الآثار المُحتَملة للمُفاعِلات النووية الإسرائيلية.
* أسماء لا حصر لها:
ولا يتوقف مسلسل اغتيال العقول والأدمغة عند حدود العلماء المصريين، بل يتجاوزه إلى جنسيات عربية وإسلامية أخرى عديدة، ومن أبرز الأسماء التي طالتها مخالب الموساد؛ عالم الذرة الفلسطيني نبيل فليفل، والعالم العراقي إبراهيم الظاهر، وعالم الاقتصاد العراقي جاسم الذهبي، ومهندس الطيران التونسي محمد الزواري.
الموساد.. المتهم الأول
تشير أصابع الاتهام وراء اغتيال العقول العربية والإسلامية إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، وسواء وقعت الاغتيالات في ظروف غامضة أو بشكل سافر ومبرمج، فإن الكيان الصهيوني لا يؤكد ولا ينفي تلك العمليات، وفي حالات نادرة تتم الإشارة إليها في إطار ما يصفه بـ "سياسة الردع"، وهو تكتيك تنتهجه إسرائيل لتخويف العلماء ودفعهم على الهجرة من بلدانهم، وتعطيل أي مشروع علمي للنهوض بأي دولة عربية أو مسلمة، خاصة في المجال العسكري، ولا سيما تطوير الأسلحة النووية، حيث تخشى إسرائيل من أن تتجاوز أي دولة من خصومها القدرات العسكرية والتكنولوجية لإسرائيل.
مما لا شك فيه أن سياسة اغتيال العقول العربية والمسلمة، بالإضافة إلى تدمير المنشآت البحثية، قد سمحا لإسرائيل على سبيل المثال باجتثاث البرنامج النووي العراقي في السبعينات والثمانينات، ولم تكتف إسرائيل بتدمير معدات المفاعل النووي قبل شحنها من فرنسا، بل قامت بتدمير مقره بالعراق في قصف جوي مفاجئ، ومن اللافت أيضا أن الموساد يركز على قطاعات أخرى غير العلمية، ويتجلى ذلك في تتبعه واغتياله للمفكرين الذين سلطوا الضوء على الصهيونية ومشاريع إسرائيل التوسعية.
استراتيجية الغـدر
على مدى أكثر من 7 عقود، اكتسب جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، سمعة أنه الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، بميزانية سنوية تتجاوز الـ 3 مليارات دولار، وحوالي 7 آلاف موظف موزعين بين المقر الرئيسي في تل أبيب وبقية المقار الخارجية، فضلاً عن قرابة نصف مليون آخرون من عملاء وضباط ومندوبين ينتشرون في كافة أنحاء العالم من جميع الجنسيات، يعتبر الموساد من أبرز وكالات الاستخبارات والتجسس العالمية التي تتكفل بمهام وعمليات خاصة خارج حدود الكيان الصهيوني.
برز الموساد كجهاز استخباراتي يتسم بالسرية والغموض، إذ لم تقتصر عملياته على اغتيال وتصفية القيادات الفلسطينية والعربية، والسياسيين والعلماء فحسب، بل تجاوزت ذلك إلى تنفيذ عمليات نوعية أخرى، كإنهاء البرنامج النووي السوري، والمساعدة في تهريب اليهود من الدول العربية وأثيوبيا إلى إسرائيل، هذا الغموض المتعمد الذي يحيط بنشاط الموساد ساهم في خلق هالة من القصص والأساطير حوله، مما عزز من قوته المفترضة كجزء من الحرب النفسية المستمرة ضد أعداء إسرائيل في المنطقة والعالم، وعلى الرغم من إنجازاته في استهداف خصومه من الدول المعادية، إلا أن الموساد لم يتردد أيضًا في تنفيذ عملياته التجسسية حتى ضد دول صديقة وحليفة لإسرائيل، مستفيدًا من شبكته الواسعة التي تعمل على الساحة الدولية بمهارة ودهاء.
على الرغم من سجل الموساد الحافل بالاغتيالات، إلا أن بعض المحاولات قد باءت بالفشل، مما كشف عن جوانب من ضعف هذا الجهاز، أبرز تلك الإخفاقات كان محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس خالد مشعل في العاصمة عمان عام 1997م، والتي انتهت باعتقال عملاء الموساد وإجبار إسرائيل على القبول بصفقة تبادلية، تضمنت الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، كما برز فشل آخر في عملية الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في سوريا بعد اكتشاف نشاطاته التجسسية لصالح الموساد، رغم النجاح الأولي الذي حققه في بناء علاقات وثيقة مع قيادات سياسية وعسكرية سورية، ما أتاح له الوصول إلى معلومات حساسة، ختامًا فإن هذه الأحداث تظل شاهدة على تقلبات القدرات الاستخباراتية للموساد بين النجاح والفشل، وتعكس طبيعة عمله القائمة على الغدر.