• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الحرب على لبنان: بين المشروع الأمريكي والإيراني

الحرب على لبنان: بين المشروع الأمريكي والإيراني

 

لا يخرج العدوان على لبنان عن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تريد الولايات المتّحدة زرعه في المنطقة العربية والإسلامية، والذي يشكل تقاطعاً مع المشروع الإيراني الإقليمي. لبنان بطبيعته بلد شديد التعقيد من الناحية السياسية، وتجتمع فيه كل التناقضات الاجتماعية الطبقية، والدينية الطائفية والمذهبية، وترتبط به وفيه العديد من القوى الإقليمية والدولية التي تتلاقى مصالحها في بعض الأحيان وتختلف في كثير منها.

هذا التوصيف الواقعي لحالة لبنان ينطبق على الحرب التي شُنّت عليه من قِبَل الدولة الصهيونية. فهذه الحرب كانت تتماشى مع التراكمات الكبيرة لهذه التناقضات التي تجتمع فيه نتيجة لتضارب المصالح الإقليمية والدولية. ومن الطبيعي أن يكون لبنان ساحة للانفجار وضحية له لكونه الخاصرة الرخوة والأضعف في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، فإن الحديث عن « حزب الله اللبناني » يحتاج إلى توصيف بسيط وكلام دقيق خاصة في هذه المرحلة؛ فإن صارحنا الجميعَ والناسَ بالحقائق التي تخالف التيار العام تمّ اتّهامنا بأنّنا نروّج لمنطق الدولة الصهيونية، وبدا وكأنّ صوتنا صوت نشاز في السياق العام، وإن تكلّمنا بالمديح والدعم نكون قد خدعنا أنفسنا وخدعنا الآخرين ونحن نعرف حقيقة الأمر.

كما أن من المفيد أن نشير إلى أنّ أكبر خطأ قد يرتكبه أي قارئ أو متابع للأحداث هو التطرق إلى حزب الله من خلال واقعة معينة أو حدث معين متجاهلاً السياق العام للحزب وتوجهاته.

 (من المفيد مراجعة مقال: « مستقبل حزب الله » الذي نشرناه في مجلة البيان سابقاً للوقوف على أسس لتقييم أداء الحزب وأجندته وعلاقته مع سورية وإيران) [1].

* البعد الداخلي للحرب اللبنانية (الطوائف وامتداداتها ومصالحها):

أرسى اتّفاق الطائف في عام 1989م أسس قيام دولة لبنانية بعد انتهاء الحرب التي مرّ بها. ونصّ هذا الاتفاق الذي يعتبر أساس التوافق بين جميع الطوائف اللبنانية من بين ما نص علىه سحب سلاح جميع الميليشيات اللبنانية. وبالفعل تمّ سحب كل الأسلحة من قِبَل سورية التي تدخّلت في الحرب اللبنانية قبل ذلك بناءً على طلب أمريكي لدفع المقاتلين الفلسطينيين خارج لبنان. الاستثناء الوحيد الذي سمحت به سورية هو « حزب الله » الذي أبقت سلاحه، بل زوّدته مع إيران بأسلحة متطورة مع مرور الوقت. الداخل اللبناني امتعض جداً من هذا الوضع خوفاً على فقدان التوازن الطائفي الذي يعتبر أن وجود سلاح مع الطائفة الشيعية يعطيها أفضلية على بقية الطوائف، خاصة بعد تحرير الجنوب في عام 2000 حيث كان الحزب قد أنجز عدداً من الأهداف (كتحرير جنوب لبنان، إطلاق سراح عدد من الأسرى... وغيرها) التي عمل بواسطتها على رفع شعبيته ونشر إيديولوجيته وبث سياسته بين العامة في لبنان وخارج لبنان بمساعدة سورية

وإيران.

وقد وصل هذا الامتعاض إلى ذروته إثر اغتيال الحريري، فاستغل المجتمع الدولي هذه الأجواء وأصدر مجلس الأمن القرار 1559 الذي ينص ضمناً على سحب سلاح حزب الله. ترك المجتمع الدولي للبنان فرصة حل مشاكله الداخلية ونزع سلاح حزب الله، إلاّ أنّ الحوار الذي أقاموه بدا وكأنه خوض في المجهول وهرولة في دائرة مغلقة. كان جميع اللبنانيين يسعون إلى تشكيل قرار موحد فيما يتعلق بمصير لبنان بعد خروج السوريين منه، وبدا حزب الله بشكل أساسي وكأنه خروج عن هذا الإجماع. فإذا كانت حجّة إبقاء سلاحه هو مقاومة العدو، فعندها لا يجوز احتكار المقاومة وحصرها بشكل طائفي لأهداف معروفة تفيد إيران وسورية خارجياً بالدرجة الأولى والطائفة الشيعية داخلياً. النقاش الذي كان يدور في الحوار بين اللبنانيين هو أنّه لا يمكن السماح للغرب بسحب سلاح حزب الله؛ لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى مضاعفات داخلية سلبية لا يحمد عقباها، وهو ما يعني أنّه سيتم تخوين جميع الطوائف اللبنانية. وفي المقابل يجب على حزب الله أن ينزع سلاحه بنفسه، وأن يعي أنه من غير المسموح به من الآن وصاعداً أخذ قرار انفرادي من قِبَله وجر كل الشعب اللبناني وراءه دون استعداد؛ ليكونوا محرقة لبرنامجه الخاص الداخلي والخارجي.

* البعد الخارجي (المشروع الأمريكي والإيراني):

هناك مشروعان إقليميان تقودهما كل من أمريكا وإيران حالياً. اتّفق الطرفإن منذ عام 2001 على تجاوز بعض العقبات المشتركة التي تقف في طريقهما مثل أفغانستان و العراق، على أن يستعرض كل طرف أوراقه المتاحة فيما بعد في صراع المشروعين لتحقيقهما معاً أو لانتصار أحدهما على الآخر نهائياً.

- المشروع الأمريكي: بات من الواضح جداً أنّ المشروع الأمريكي يتمثّل بمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الشرق الأوسط الجديد. هذا المشروع الأمريكي يسعى إلى إقامة بيئة حليفة أو غير معادية على الأقل في كل هذه المنطقة التي عرفت في ما مضى بـ (الهلال الخصيب) ومحيطها. وتسعى الولايات المتّحدة إلى إعادة رسم الخارطة القديمة للمنطقة على أساس طائفي وإثني وقومي؛ بحيث تنشأ دول جديدة وتضمحل أخرى. وقد نشرت مجلة عسكرية أمريكية مؤخراً خرائط دقيقة للمنطقة التي تريد إعادة رسمها في تقرير مهم؛ على أن تكون أدوات هذا المشروع هي القوة العسكرية، المالية، الإعلامية، والديمقراطية الأمريكية؛ بالإضافة إلى الاستعانة بجهود الدول الحليفة والصديقة ورؤسائها. ونقطة الانطلاق في هذا المشروع برمّته تبدأ في العراق، ومن ثم تنتقل إلى الدول الأخرى.

- المشروع الإيراني: المشروع الإيراني هو مشروع قومي إقليمي لإعادة تأسيس الإمبراطورية الإيرانية على الرقعة التي كانت تمتد عليها الإمبراطورية الفارسية السابقة. هذا المشروع بالأصل هو مشروع الشاه، ولم يتغير شيء فيه باستثناء أنّه قد تمّ استبدال العمامة بالتاج. يعتمد هذا المشروع على الذكاء السياسي والبراغماتية للاستناد على عدد من الأدوات التي يتم تنفيذه عبرها وهي:

أولاً: الاعتماد على التشيع كأساس متين له.

ثانياً: استخدام المقدّسات الإسلامية والقضايا الإسلامية والمتاجرة بها لتصب في إطار جذب السنّة إلى الساحة الشيعية تحت مسميات عديدة.

ثالثاً: الدعاية القوية والبروز الدائم على الساحة الإقليمية والدولية وذلك إما باستحداث قضايا جدلية، وإما بالاحتكاك بقوى دولية.

الهلال الشيعي بهذا المعنى هو مشروع قديم، وينقصه قوة رادعة تؤمّن النفوذ الإيراني فيه وهي « القوة النووية » التي يسعى الإيرانيون لامتلاكها رغم كل المصاعب والمخاطر التي تواجههم.

السؤال المطروح هنا: ما علاقة المشروعين بالحرب التي اندلعت على لبنان، وما هو دور الحزب ودور العدو الصهيوني في هذا الموضوع؟ البعد الخارجي للحرب على لبنان يتمثل في صراع مشروعين: أمريكي وإيراني؛ بحيث تستخدم الأولى العدو كأداة لها، وتستخدم الثانية حزب الله.

وللحقيقة، فإنّه من الخطأ القول إنّ إيران اختارت هذه الحرب في هذا التوقيت. فإيران عبر حزب الله كانت تريد استعراض ورقتها (حزب الله) في لبنان عبر عملية أسر الجنديّين الصهيونيين، وخاصّة أن الحدث تزامن مع فشل محادثات ( خافيير سولانا) مع إيران حول برنامجها النووي الذي وصل إلى طريق مسدود.

لكن الذي حصل أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية التي سئمت المماطلة الإيرانية أرادت تفجير الوضع في لبنان في محاولة للقضاء على الورقة الإيرانية للانقضاض على الأوراق الأخرى قبل التفكير بشن أي هجوم عسكري مستقبلاً على إيران لتجريدها من قدراتها النووية. والذي يؤكّد هذا الكلام تصريح أمين عام حزب الله حسن نصر الله الذي قال بنفسه إنّه لم يردها حرباً مفتوحة، وأنّ الصهاينة هم من أرادوا ذلك وسيحصلون عليها. هذا التصريح يحمل عدّة معانٍ هامة؛ منها:

أولاً: أنّ الحزب لا يخوض حرب إلغاء مع العدو أو حرب وجود، إنما هي حرب محدودة يستثمر نتائجها في سبيل الترويج لنفسه ولإيران؛ ولهذا فإنّ حروباً كتلك يكون لها قواعد وخطوط حمراء وإشارات ثنائية.

ثانياً: أنّ الحروب التي خاضها الحزب سابقاً لم تكن بأي حال من الأحوال مفتوحة، وأنّها لم تكن خياراً استراتيجياً وعقائدياً بقدر ما هي خيار تكتيكي وموسمي الهدف منها قطف ثمارها إعلامياً وإقليمياً وتوظيفها لصالح إيران وسورية.

وإلاّ فأنا لم أعرف أنّ هناك مجاهدين أو مقاومين في تاريخ الشعوب يمنعون الآخرين من الجهاد والقتال إلا إذا كان لهم مصلحة معينة في حصر القتال بهم، وهذا ما يفعله حزب الله.

فحسابات الحزب عندما قام بعملية الأسر كانت تنحصر بالجانب الدعائي فقط كما كان يحصل في المرات السابقة، وأراد عبرها تحقيق عدد من الأهداف. ومن هذا المنطلق رأى الحزب أنّ الوقت الآن هو أفضل وقت لتنفيذ عملية سريعة وخاطفة يتحقّق عبرها تسجيل عدّة نقاط داخلية وخارجية لصالح حزب الله ولصالح الداعمين له ومنها:

1 - إعادة إحياء شعبية حزب الله على الصعيد الداخلي من خلال تبنيه قضيّة الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وهي بالطبع قضية وطنيّة سيتّحد كل الشعب اللبناني عليها وسيتّخذون موقفاً إيجابياً منها، ومن ثَم استخدام هذه الشعبية التي سيحصل عليها كورقة ضغط في التفاوض على طاولة الحوار اللبنانية لتحقيق العديد من المكاسب دون أن يظهر أنّ حزب الله متعنّت ومعزول داخلياً وخارجياً.

2 - الحصول على دعم شعبي واسع في العالم الإسلامي واستغلاله في محو الصورة السيئة التي نشأت عن امتناع شيعة العراق عن مقاومة الاحتلال الأمريكي وانخراطهم في إطار حملة مشبوهة لتصفية المقاومة العراقية الإسلامية والوطنيّة بالإضافة إلى التجمّعات السنيّة المعزولة إقليمياً ودولياً بسبب انتماء المقاومة لها.

3 - إظهار التضامن أو التلاقي مع غزّة وما يجري فيها، ومن ثَم الحصول على دعم عربي شعبي كبير، وإظهار حالة الضعف العسكري للعدو.

4 - الرد غير المباشر على مسألة التهديد الصهيوني لسورية عندما أعلنت الطائرات الحربية الصهيونية قبل ما يقرب من أسبوع تحليقها فوق القصر الرئاسي للرئيس بشّار الأسد في قلب وعمق سورية مع إمكانية إعادة إدخال سورية إلى لبنان سياسياً أو عملياً من خلال إمكانية إقحامها في دورٍ مَّا في مسألة التفاوض على الجنود والأسرى.

5 - توافق العملية مع دخول خافيير سولانا في اجتماع مع الإيرانيين بخصوص البرنامج النووي الإيراني مع علم الجميع أنّ الاجتماع لم يكن ليتوصل إلى أي شيء ممّا يعني أنّه سيكون هناك تصعيد ضدّ إيران، فجاءت هذه العملية ضمن هذا السياق أيضاً.

لكن ما جرى، هو عكس ما كان الحزب يعد له، إذا قرر العدو قلب الطاولة، فوجد الحزب نفسه في موقع آخر، فبنى حساباته على أساس تقديرات خاصة.

أمّا وقد وقعت هذه الحرب وأرادتها إسرائيل مفتوحة، فإنه يجب استغلالها لتصب في صالحه كحزب طائفي، وأفضل طريقة لذلك هو الإعلان أنها حرب عن الأمة، وأنّها دفاع عن فلسطين، وأنّها الجهاد الذي ما بعده جهاد، وبهذا يكون الحزب وإن خسر الداخل اللبناني الذي سينقم عليه؛ فإنه سيربح الشارعين العربي والإسلامي خارجياً؛ وهذا نصر ما بعده نصر حتى وإن خسروا المعركة العسكرية مع العدو.

لمن يريد التأكد من هذا القول فليراجع موقف الحزب من احتلال العراق ومقاومته؛ فهل المناوشات مع العدو الصهيوني والاستفادة منها سياسياً أمر حلال، أم المقاومة العراقية التي تريد إلغاء الولايات المتحدة والعدو، والجهاد حتى النهاية في نظر الحزب حرام؟

ومن هنا يأتي الاستغراب من مقاومة تنشد دعم نظام ديكتاتوري وآخر طائفي وتدّعي الحفاظ على الإسلام و المسلمين وحقوقهم، وتحرّم على الآخرين مشاركتها المقاومة في لبنان أو الاشتراك في المقاومة الإقليمية للمشروع الأمريكي والإيراني.

من هذا المنطلق نستطيع أن نفهم أن ما يجري هو حرب مصالح؛ فطالما أنّ الوضع ممتاز بالنسبة لإيران في العراق فلا بد للحزب وأتباعه من وصف المقاومة هناك بأنها إما صدّامية وإمّا تكفيرية، ولا داعي للمقاومة المسلحة، وهو الخطاب نفسه الذي تطرحه أمريكا.

هذه الحرب التي تحصل على لبنان يؤدي حسمها لجهة أحد الطرفين: الأمريكي والإيراني، إلى تقوية موقفه الإقليمي والدولي؛ فالانتصار الصهيوني هنا يعني أنّ إيران فقدت أحد أكبر أوراقها الإقليمية قوة، ولكنها ربحت الشارع العربي الذي كان عصياً عليها إبّان افتضاح أمرها في أفغانستان والعراق، وانتصار حزب الله يعني أنّ إيران ماضية بثبات وقوة في الوصول إلى القنبلة النووية التي ستغير موازين القوى الإقليمية والتي ستخلق واقعاً جديداً. والمشكلة في كل هذا الواقع أنّ الحرب تجري على أرض عربية، وأنّ الجماهير مضطرة إلى اتّخاذ موقف إلى جانب حزب الله، لكونها ملّت القمع الرسمي العربي والانحلال السياسي والعسكري للأنظمة، وهي جماهير بسيطة لا تفهم تعقيدات مجريات الأمور وتضارب المصالح (ليس تقليلاً من شأنها ووعيها بقدر ما هو أنّها غير مضطّرة إلى فهم هذه التعقيدات). الجماهير لا يهمها إلاّ ما تراه أمامها؛ وهذا طبيعي، لكن الإشكال الحاصل والذي حشر هذه الجماهير وحشرنا هو الموقف الرسمي والديني العربي؛ إذ لو اضطلع هؤلاء بدورهم في محاربة « العدو » الذي لا يملك أيّاً من مكونات الصمود أمام أي من المجاهدين، كما هو الحال في العراق أو أفغانستان أو الشيشان، لكانت أعفتنا من الوقوع في هذا الموقف الصعب الذي يعمل الآخرون على فرضه علينا في أن نكون إمّا مع المشروع الأمريكي، وإمّا مع المشروع الإيراني.

واهم ٌجداً من يعتقد أنّ المشروع الأمريكي ينقذنا من المشروع الإيراني، وفي المقابل فإنّ الوقوف إلى جانب المشروع الإيراني يعني أن نقدّم أنفسنا قرباناً له بينما يستفيد هو فيما بعد من ذلك في فرض علاقات قوية مع الولايات المتّحدة الأمريكية.

* الوقوف على الحياد أمر سلبي للغاية:

لا أكاد أُبالغ عندما أقول إنّ معظم إن لم تكن كل المشكلات التي يعاني منها العالم العربي والإسلامي منذ الاستقلال المزعوم وحتى اليوم إنما يعود إلى شلل القرار السياسي العربي الذي تدرّج في السلبيّة والتنازلات وصولاً إلى الانهيار الكامل الذي نشهده حالياً. هذا القرار السياسي العربي فشل في حسم خياراته من موقع القوّة سواء في الحرب أو السلم، فخاض حروباً شكلية مع العدو أدّت إلى هزيمته دون أن تهزم الشعوب، ثمّ اختار السلم (الاستسلام) خياراً استراتيجياً فارضاً إياه على شعوبه بالقوة متناسياً أنّ تحقيق السلم يحتاج إلى القوة بنفس القدر الذي تحتاج إليه الحرب؛ وذلك لكي لا يتحول السلم إلى استسلام.

هذه الحالة العربية رافقها قمع داخلي للشعوب واستبداد وحالة عارمة من الفساد والانعزال أدّت إلى حصول حالة فراغ إقليمية في المنطقة العربية، وهو الأمر الذي قوّى التدخلات الخارجية الدولية وخاصة الأمريكية، وإلى ازدياد النفوذ الإيراني بشكل كبير جداً.

فالعرب في حالة انهيار شامل وكامل وغير مسبوق على المستوى التاريخي يرافقه عدم وجود أي مشروع إقليمي فاعل جامع لمواجهة المشروعين الأمريكي والإيراني، وللدفاع عن المقدسات ومنع الآخرين من استغلالها.

أمام المطرقة والسندان علينا أن نعي أنّ الصهاينة والولايات المتّحدة هما العدو الأول، وأنّ من يحاربهما سيكسب مصداقية كبيرة لدى الشارع؛ وعليه فقد يكون هناك مخرج لهذا الموقف الحرج ودحر المشروع الإيراني؛ والخطوة الأولى تبدأ باعتراف الدول العربية بالمقاومة في كل مكان ومنها العراق، ودعمها بشكل غير محدود، والدفاع عن الحقوق والمقدسات كي لا يزايد علينا أحد أو أن يستغلها أي أحد.

:: البيان تنشر - مـلـف خـاص- (الـخـطـر الإيـرانـي يـتـمـدد)


 (1) انظر العدد: (223) ص 74، بعنوان، رؤيه في حاضر ومستقبل حزب الله اللبناني.

 

أعلى