• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الوجه الأمريكي الوحيد

الوجه الأمريكي الوحيد

 

تخلف المناظرات السياسية التي يقدم عليها المتنافسون على كرسي الرئاسة الأمريكي انطباعاً لا تعرف تأثيراته الحقيقية إلا بعد صدور نتائج الانتخابات و إعلان الفائز، وفي تلك اللحظة يمكن التحقق من الشخصية الأكثر تأثيراً و الأكثر إيجابية بالنسبة للمواطن الأمريكي لكن ما حدث مع نائب الرئيس الديمقراطي "جو بايدن" وخصمه الجمهوري بول راين في المناظرة الأخيرة كان يظهر موقف الجانبين من قضايا مركزية في السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية، وبذلك يتمكن الجمهور من اختيار السياسية التي تناسبه لكن ليس بالضرورة أن يلتزم كلا الطرفين بتطبيق هذه الشعارات الانتخابية.

يمكننا القول بأن "بايدن" قدم أداء جيد عدل من أثر أداء "أوباما" الضعيف و الأنظار تتجه للمناظرة القادمة الثلاثاء القادم و ستتركز على السياسة الداخلية، بعكس "رومني" التاجر المغامر و الذي يعشق المغامرات و التجارب مهما كلفت، وهي مشكلة في السياسة وقد كلفت أمريكا و العالم الكثير أيام بوش كثيراً حيث ورط بلاده في حرب كلفتها نكسة اقتصادية سيئة. فإن سياسة إدارة "أوباما" متأنية جدا في اتخاذ القرارات و هو يعكس شخصية "أوباما" الأكاديمية في بعض الأحيان والتي يتجنب فيها المغامرات وهذه قد تكون سلبية أحيانا، وهذا يظهر في تصريحات "بايدن" التي قال خلالها إن إيران لا تملك سلاحاً نووياً وبعيدة بمراحل عن امتلاك السلاح النووي، وهذه المعلومة مؤكد من قبل الاستخبارات الأمريكية و الإسرائيلية، و أضاف كذلك إنهم لا يريدون الحرب إلا أذا فرضت عليهم و هو مقتنع بإمكانية احتواء إيران بدون حرب، وكان ذلك واضحا جدا في موقفه. أما في الشأن السوري فحاول مقارنة الأوضاع في ليبيا مع الوضع الحالي في سورية، فأشار إلى قلة عدد السكان في ليبيا بعكس سورية التي تضم عدد كبير، لكن مساحة الأرض في ليبيا كبيرة بخلاف سورية كما أشار إلى المحيط المختلف في كلا الحالتين. ما لم يقله "بايدن" أنهم لا يريدون الدخول في مغامرات وقت الانتخابات لإعطاء منافسيهم فرصة لمهاجمتهم. تم ملاحظة الحذر الشديد على ردود "بايدن"، وهذا أظهر جيدا أن "أوباما" يريد إسقاط الأسد وإنهاء حكمه، حيث قال: "الأسد يجب أن يسقط وسوف يسقط".

ولم يغفل "بايدن" جانب مهم خلال حديثه عن ليبيا فقد أكد عدم وجود تصور واضح و أشخاص مؤثرين معروفين كما كان الوضع في ليبيا، أو الخليفة السياسي المناسب للنظام الحالي، وهذا الأمر لن يشجع الإدارة الأمريكية على فتح أبواب الدعم بشكل قوي يحسم الأمر. وكذلك مصادر المعلومات في سورية لا تصل بشكل مباشر وهذا قد يؤثر في القدرة على اتخاذ القرار. عدم ثقة الولايات المتحدة بالجيش الحر يمكن أن يكون بسبب وجود الجماعات الإسلامية بشكل كبير في صفوفه وهذا الأمر جعل "بايدن" يقول: ندعم الجيش الحر و المعارضة بحذر و بتأني من خلال التنسيق مع تركيا و الأردن و بعض دول الخليج و لكن بشروط .

طبعا موقف راين و ميت رامني المعلن هو أن "أوباما" ضعيف و كان عليه دعم المقاتلين في سورية و التعجيل بالإطاحة بالأسد في أسرع وقت ممكن دون تدخل عسكري،كما هاجم راين إدارة "أوباما" في الموقف من الوضع في سورية وكان رد "بايدن" تفصيل للموقف الحقيقي من إدارة "أوباما" مما يحصل في سورية، وبدا راين كمن حفظ بعض العبارات ورددها ولكن كان "بايدن" يرد عليه بقوة ويقاطعه في كل مغالطة، وبدا أصدق و أقرب لواقعية من تنظير راين الغير الواقعي، لوحظ أن "بايدن" كان أدائه جيد أكثر من "أوباما" و كان طرحه أقوى و أكثر تركيزا وكان عامل الخبرة الطويلة والمعرفة في صالحه.

تعقيباً على أداء "بايدن" قال تشارلز فرانكلين أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويسكونسن ماديسون "لم يقف "بايدن" على الحياد وان كان الديمقراطيون يرغبون بمرشح هجومي، فقد وجدوا ما كانوا يريدونه".

وقال بول راين تعقيبا على الموقف الأمريكي من إيران "حين انتخب باراك "أوباما" كان (الإيرانيون) يملكون ما يكفي من المواد النووية لصنع قنبلة، آما اليوم فيملكون ما يكفي لصنع خمس قنابل". وهذا كلام غير دقيق يعكس أسلوب التهييج و التخويف الذي يتبعه رامني و رفيقه للفوز بالانتخابات.

وأكد نائب الرئيس في المناظرة التي أشرفت على إدارتها بأسلوب حازم يتقصى التفاصيل الصحافية مارثا راداتز من شبكة (ايه بي سي نيوز) "لن ندع الإيرانيين يحصلون على السلاح النووي".

وفي ختام المناظرة التي شاهدها "أوباما" على التلفزيون على متن الطائرة الرئاسية قال انه "فخور جدا" بنائبه واكد لدى نزوله من الطائرة " أود الاشارة إلى أن "جو بايدن" كان ممتازا هذا المساء".وتجري المناظرتان الرئاسيتان الأخيرتان بين "أوباما" و"رومني" في 16 و22 أكتوبر. ويمكننا القول إنه بالرغم من اختلاف الكلمات التي يختارونها إلا أنهم يرسمون سياسات تخدم مصالح بلدهم، بعكس الحالة التي نعيشها في بلدان العالم الثالث، فإننا مرتهنون بتطبيق مايريدون وليس ما نريد نحن، لذلك فالانتخابات الأمريكية مهما تعدد المتنافسين فيها سيكون الناتج واحد بالنسبة لنا نحن المسلمين.

أعلى