• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تمرد فاغنر.. انقلاب مرتزقة بوتين على جيشه

عاشت روسيا ساعات من التوتر والقلق بعدما توالت الأحداث بسرعة فائقة عقب إعلان يفغيني بريغوزين، قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التمرد على الجيش الروسي وانسحاب قواته من جبهات القتال في أوكرانيا


يبدو أن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية والذي كان من المتوقع أن يكون طويل الأمد لن يطول كثيرًا، إذ انقلب أمراء الحرب الروس على بعضهم البعض، انقلب مرتزقة فاغنر على الجيش الروسي النظامي وسط اتهامات متبادلة بهجمات مميتة وخيانة وعصيان وتمرد، دعا قائد فاغنر يفغيني بريغوزين إلى الزحف نحو موسكو لمعاقبة وزير الدفاع الروسي ورئيس الأركان العامة، واصفًا الأمر بأنه "مسيرة من أجل العدالة"، فيما خاطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمة متعهدًا بمعاقبة "أولئك الذين ساروا في طريق الخيانة"، ورغم انتهاء التمرد بعد تدخل رئيس بيلاروسيا لحل الأزمة إلا أنه لا يزال على الروس حماية أراضيهم من أنفسهم، فكيف وصلت الأمور إلى تلك النقطة؟، وما هي مآلاتها وعواقبها المتوقعة؟، وكيف ينظر الغرب إلى هذه الفوضى؟

شرارة البدء

عاشت روسيا ساعات من التوتر والقلق بعدما توالت الأحداث بسرعة فائقة عقب إعلان يفغيني بريغوزين، قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التمرد على الجيش الروسي وانسحاب قواته من جبهات القتال في أوكرانيا، معطيًا أوامره لمرتزقته ببدء الزحف نحو موسكو بعدما دخلوا إلى مدينة روستوف أون دون الواقعة في الجنوب، زعم بريغوزين في رسالة صوتية أن قواته تعرضت للقصف المتعمد من قِبَل القوات الروسية النظامية، واتهم بريغوزين وزير الدفاع سيرجي شويغو بأنه فرَّ بشكل جبان من روستوف أون دون في جنوب روسيا وأعطى الأوامر بشن هجوم على قوات فاغنر، متوعدًا بالزحف صوب موسكو فيما أسماها "مسيرة من أجل العدالة"، مؤكدًا على أنه قد "حان الوقت للانتهاء من هذه الفوضى"، كان بريغوزين يتحدث من أمام معسكر تابع لفاغنر قصفته القوات الروسية، وزعم أن العديد من جنوده قد قُتلوا خلال هذا الهجوم، متوعدًا من "أهملوا حياة الجنود ونسوا كلمة العدالة، أولئك الذين دمروا رجالنا اليوم، وعشرات الآلاف من أرواح الجنود الروس" بأنهم سينالون العقاب، ودعا المواطنين الروس للانضمام إلى حملته المناهضة للقادة العسكريين.

 

وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه أمام جبهتين، وهو موقف معقد وصعب للغاية، فخرج مسرعًا ليتعهد بسحق التمرد الذي وصفه بـ "طعنة في الظهر" ومحاسبة من أسماهم بـ "الخونة"

مما لا شك فيه أن نيران تمرد فاغنر الأخيرة كانت قد بدأت منذ عدة أشهر، عندما توالت شرارات الانتقاد واللوم من بريغوزين صوب القيادة العسكرية الروسية، ورغم أن الانتقاد العلني للسلطات في روسيا قد ينتهي بعقوبات قاسية، لا سيما انتقاد القيادة العسكرية الذي يعدّ جريمة جنائية، إلا أن بريغوزين سبق وأن شنَّ هجومًا شفهيًا استثنائيًا على وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف، مشيرًا إلى أن غزو أوكرانيا كان قائمًا على الأكاذيب وأن مبررات الكرملين وراء هذا الغزو واهية، كان هذا التصريح مناقضًا بشكل كبير للتفسيرات الرسمية العامة للحرب، بما في ذلك الادعاء الذي أدلى به بوتين نفسه بأن الغزو كان ضروريًا لمنع أي هجوم من أوكرانيا وأن الحرب ما هي إلا عملية دفاعية لحماية روسيا، لكن بريغوزين ـ الذي لعب مقاتلوه دورًا ملموسًا في ذلك الغزو ـ قال إن هذا ليس صحيحًا وأنه لم يكن هناك أي خطر وشيك من حدوث هجوم من أوكرانيا، وقال بشكل واضح: "تحاول وزارة الدفاع الآن خداع المجتمع وإخباره رواية مفادها أن ثمة عدوان سيتم شنّه من أوكرانيا، وأن الأوكرانيين كانوا يعتزمون مهاجمتنا بالتعاون مع حلف الناتو"، ظهر بريغوزين في مقاطع فيديو أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر تحديثات شبه يومية عن الحرب، لكنه في الإطار كان يوجه سهام نقده صوب وزارة الدفاع ومجموعة الأوليغارشية على دورهم في بدء الحرب، متهمًا إياهم بالسعي وراء المجد عبر الرغبة في احتلال أوكرانيا ونهب ثرواتها، واتهم شويغو وجيراسيموف بإدخال روسيا في نكسات عميقة.

 في سياق خطوة التمرد المفاجئة؛ أعلن بريغوزين أن مجموعته، البالغ قوامها 25 ألفا، "مستعدة للموت من أجل الوطن الأم وتحرير الشعب الروسي من التسلسل الهرمي العسكري"، لكن المثير للدهشة أن انتقادات بريغوزين المتكررة لم تصل إلى حد انتقاد بوتين بشكل مباشر، بل زعم ذات مرة أن الرئيس قد تعرض للخداع من قبل جنرالاته وشخصيات أخرى ممن حوله، على الرغم من أن بوتين - وليس شويغو أو جيراسيموف - هو من أخذ زمام المبادرة في نشر مبررات الغزو، وأنه هو من أشار إلى أن العملية العسكرية تهدف إلى إزالة النازية من أوكرانيا، لكن ثمة تكهنات تشير إلى أن بريغوزين ربما كان يتحدث بهذا الأسلوب وينتقد بشكل حاد بموافقة ضمنية من الكرملين الذي قد يتطلع في لحظةٍ ما إلى نقل اللوم عن الحرب من بوتين من خلال إلقاء اللوم على شخصيات أخرى مثل شويغو، ففي ظل الخسائر الفادحة التي تتكبدها القوات الروسية منذ بدء الغزو قد يحتاج بوتين إلى "كبش فداء" ليتحمل النتائج الكارثية التي حوّلت الغزو من نصر سهل إلى عملية عسكرية فاشلة.

طعنة في الظهر

على الجانب الآخر؛ وجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه أمام جبهتين، وهو موقف معقد وصعب للغاية، فخرج مسرعًا ليتعهد بسحق التمرد الذي وصفه بـ "طعنة في الظهر" ومحاسبة من أسماهم بـ "الخونة"، داعيًا الروس إلى الوحدة في مواجهة التمرد المسلح الذي يقوده بريغوزين، كان بوتين يدرك جيدًا أن الوقوف إلى جانب الجيش النظامي مهما كانت الأخطاء التي ارتكبها قادته هو الخيار الأمثل، لأن الجيش ببساطة هو الجانب الأقوى في تلك المعادلة، أعلن بوتين عن دعمه لوزارة الدفاع الروسية ومؤسسات الدولة وما تصدره من بيانات وقرارات كانت جميعها ضد مرتزقة فاغنر، فأصدر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بيانًا يتهم فيه بريغوزين بالدعوة إلى نزاع أهلي مسلح في روسيا، ودعا البيان المقاتلين إلى عدم إتباع أوامر بريغوزين والمساعدة في اعتقاله، خرج بوتين في خطاب مقتضب حافل بالانتقادات اللاذعة لمنظمي التمرد الذين قال إنهم سيُقدَّمون إلى العدالة، وكان اللافت أن بوتين لم يسم في خطابه قائد فاغنر بريغوزين، وفي نفس الوقت وصف جنود فاغنر المنتظمين بأنهم "وطنيون"، معلنًا أنه سيسمح لهم بالانضمام إلى الجيش الروسي أو التوجه إلى بيلاروسيا أو العودة إلى ديارهم.

رغم أن تصريحات بريغوزين لم تشر إلى بوتين بسوء، إلا أن الأخير قد أخذ الأزمة منذ مهدها على محمل الجد، فألقى خطابًا إذاعيًا مدته خمس دقائق يدين تصرفات فاغنر، وقال إن "كل من شرع عمدًا في طريق الخيانة وقام بإعداد تمرد مسلح أو اختار طريق الابتزاز والأساليب الإرهابية، فسوف يتعرض لعقوبة حتمية"، من جهتها أعلنت السلطات الروسية حالة مكافحة الإرهاب منذ احتلال عناصر فاغنر لأكبر مدن الجنوب الروسي الواقعة على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية؛ مدينة روستوف التي تعدّ منتج رئيسي للحبوب في المنطقة وتضم ميناء مهم لتصديرها، قال بريغوزين إن قواته كانت قادرة على الاستيلاء على روستوف دون إطلاق رصاصة واحدة، كما استولوا على منشآت عسكرية قريبة في مدينة فورونيج.

 

شخصية بريغوزين مثيرة للجدل والانقسام في آن واحد؛ فهناك من يدعمه ويعتبره بطلًا ساعد البلاد في حروبها الخارجية، وهناك من ينظر إليه على أنه قاتل مأجور يقوم بأعمال قذرة

رجل بوتين وعدوه

كان بريغوزين في الأصل رجل أعمال اكتسب ثروته من مشاريعه في قطاع الطاقة والنفط والغاز في روسيا، ومع ذلك فقد اتجه لاحقاً لتأسيس فرقة مرتزقة خاصة تدعم مصالح روسيا في الخارج وتكون رأس حربتها في معاركها، يعدّ بريغوزين حليفًا وثيقًا لبوتين ومقرّبًا منه، أو "طباخه" كما يوصف إعلاميًا، ورغم أنه يعمل بموافقة ضمنية أو أوامر مباشرة من بوتين يصرّ الكرملين على إنكار أية صلة رسمية بينهما، لطالما تكاثرت الأسئلة حول مجموعة فاغنر التي ساندت نظام بشار الأسد في سوريا، ووفرت دعمًا عسكريًا لقوات حفتر خلال النزاع الليبي وكان لها انتشارًا ميدانيًا في أوكرانيا ومالي وأفريقيا الوسطى وموزمبيق وغيرها من المناطق، لكن بوتين شخصيًا كان كثيرًا ما يبرئ الدولة الروسية من تحركات هذه المجموعة، معتبرًا أنها مجرد شركة وما يحركها هي مصالحها.

شخصية بريغوزين مثيرة للجدل والانقسام في آن واحد؛ فهناك من يدعمه ويعتبره بطلًا ساعد البلاد في حروبها الخارجية، وهناك من ينظر إليه على أنه قاتل مأجور يقوم بأعمال قذرة بأوامر الكرملين، ولديه سجل أسود في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية وأنه أحد أمراء الحرب المعاصرين، وبين هذا وذاك يظل بريغوزين واحدًا من أكثر الأشخاص تأثيرًا في النظام السياسي الروسي حاليًا، لكن على مدى الـ 16 شهرًا الماضية منذ بدء غزو روسيا لأوكرانيا، تفاقمت انتقادات بريغوزين للقيادة العسكرية الروسية، لا سيما بعدما فقدت فاغنر مقاتلين بأعداد كبيرة خلال الحملة الدموية للاستيلاء على باخموت وهي معركة أعلنت روسيا انتصارها الكامل فيها رغم أن أوكرانيا تنفي ذلك، وبين النصر والنفي ألقى بريغوزين باللوم على الجيش الروسي في نقص الإمدادات وإخفاقات قيادته في توفير العتاد وتعطيل التقدم العسكري لأسباب بيروقراطية، وفي نفس الوقت كان هؤلاء القادة ينسبون لأنفسهم جميع الانتصارات التي حققها مقاتلو فاغنر، كان هذا يتنافى مع سعي فاغنر لتصوير نفسها على أنها الوحدة الروسية الوحيدة القادرة على شن عمليات هجومية ناجحة.

ترقب وترحيب

تباينت ردود الفعل حيال الأحداث في روسيا، على الفور بدأ الجيران بتشديد الأمن على الحدود؛ مثل لاتفيا والتشيك وإستونيا، فيما حذرت دول أخرى مواطنيها من السفر إلى روسيا، لكن ردود الأفعال الرئيسية كانت كالتالي:

الموقف الأوكراني:

لا أحد يكره أن يرى عدوه ينهار، رحب الأوكرانيون منذ اللحظة الأولى بالتمرد باعتباره مصدر إلهاء لروسيا، ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي ضعف روسيا بأنه واضح، وأن تمرد فاغنر يدلل على عدم الاستقرار السياسي في روسيا، وسخر من قيام بوتين بإرسال مئات آلاف الأشخاص إلى الحرب فيما يتحصن الآن في موسكو للاحتماء من هؤلاء الذين سلحهم بنفسه.

أمريكا وحلفاؤها في الناتو:

الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو قالوا إنهم يراقبون الوضع عن كثب، وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بشأن تمرد فاغنر، وقالت رئيسة وزراء إيطاليا إن تمرد فاغنر يظهر أن غزو روسيا لأوكرانيا جاء بنتائج عكسية على بوتين نفسه، أما وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين فقال إن هذا التمرد أظهر تصدعات خطيرة للغاية في سلطة بوتين ونظامه الحاكم.

حلفاء روسيا:

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إنه عرض مساعدة بوتين على تركيا في السعي إلى حل سلمي، فيما أعلن المسؤولون الإيرانيون اعترافهم بسيادة القانون الروسية وأن الأحداث في روسيا شأن داخلي، أما الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين الوثيق، فقال إن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد التمرد واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر. أما بيلاروسيا المجاورة والحليفة القوية لروسيا فقد كانت الأكثر تأثيرًا في الأزمة، حيث سعى رئيسها ألكسندر لوكاشينكو منذ اللحظة الأولى للأزمة لتقريب وجهات النظر والوساطة بين الطرفين، وقد نجح بالفعل في مهمته عبر إقناع بريغوزين بإعطاء الأوامر لمقاتلي فاغنر بالعودة إلى قواعدهم السابقة في لوغانسك لتجنب إراقة الدماء، مع لجوء بريغوزين إلى بيلاروسيا وإسقاط التهم الجنائية الموجهة ضده في روسيا، وقد حصل لوكاشينكو على ضمانة بوتين لإتمام اتفاق التسوية هذا.

دلالات بين السطور

يمثل تمرد فاغنر الذي استمر لمدة 24 ساعة فقط أخطر تحدٍ حقيقي حتى الآن لحكم بوتين الطويل الذي بدأ في أواخر العام 1999م، كما أنه قد يمهّد الطريق لانقلابات أخرى قد تحدث في أي وقت، ويمكن قراءة عدة دلالات من وراء هذا التمرد وما صاحبه من تصريحات وقرارات: كانت الصورة الضمنية التي قدمها بريغوزين عن بوتين ـ رجل روسيا القوي ـ باعتباره ضعيفًا وبعيدًا عن الواقع لافتة للنظر، فقد أشار بريغوزين إلى أنه تم التلاعب بالرئيس الروسي من قبل رجال الأعمال الأثرياء المتمترسين حوله وأنه تعرض للكذب والخداع من قادة جيشه، قال بريغوزين بالنص: "هناك أجندتان تتشكلان؛ أحدهما على الأرض والأخرى على طاولة الرئيس، فقيادة وزارة الدفاع تخدع الرئيس تمامًا، ويتلقى الرئيس تقارير لا تتوافق مع الواقع بأي شكل من الأشكال"، لقد أدى تمرد بريغوزين الفاشل إلى ثقب صورة الرجل القوي لبوتين سواء بالنسبة لزعماء العالم أو للروس العاديين، وكان من اللافت أن بوتين عندما خرج في خطابه بعد انتهاء التمرد قال إنه سمح عمدًا بتمرد ميليشيا فاغنر القصير لتجنب إراقة الدماء وأنه كان يهدف من وراء ذلك إلى تعزيز الوحدة الوطنية، لكن ثمة حقيقة هامة هنا، وهي أن تدخل رئيس بيلاروسيا هو الذي أدى إلى إنهاء التمرد، وليس أي أقوال أو أفعال من بوتين.

لغز بريغوزين:

تسبب بريغوزين في إلحاق ضرر كبير ببوتين الذي كان يتمتع بقوة كبيرة منذ بدء حكمه، والذي لم يواجه معارضة حقيقية من قبل، وأي معارضة لحكمه ـ سواء كانت من معارضين منفيين في الخارج أو من المحتجين في الداخل ـ كان يتم تصويرهم ببساطة على أنهم جزء من مؤامرة غربية لإضعاف روسيا، ومن ثمَّ ينالون العقاب القاسي، لكن الآن من الصعب على وسائل الدعاية التابعة لبوتين أن تجادل بأن بريغوزين هو أيضًا أداة من أدوات الغرب، وفي هذا الإطار لا يزال أمر بريغوزين لغزًا؛ لماذا لم يتحرك بوتين للتخلص منه قبل الآن؟، هل كان طموح بريغوزين أكبر من مجرد لفت الانتباه أو الإطاحة بوزير الدفاع ورئيس الأركان؟، هذه من الألغاز العديدة للسياسة الروسية والتي قد ننتظر طويلًا لمعرفة حلولها.

أعلى