• - الموافق2024/11/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
هل يعيد بايدن ضبط العلاقة بين دولة الكيان والأردن من جديد؟

يسعى بايدن إلى إعادة تحالفاته في المنطقة من جديد، بعدما تراجعت في عهد سلفه ترامب، من أجل تعزيز الدور الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط، ولعب دور أساسي لإعادة الهيمنة الأمريكية بأدوات عربية حليفة


لقد تعرضت العلاقات الأمريكية الأردنية لضربة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأن العلاقات الوثيقة لإدارة ترامب مع دولة الكيان والخليج جاءت على حساب الأردن، التي لم تكن شريكًا في خطة إدارة ترامب "السلام من أجل الازدهار" لحل الصراع الصهيوني الفلسطيني.

الولايات المتحدة الجديدة في عهد بايدن ترى أن الأردن هي مفتاح الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وعليه يرى بايدن أهمية عودة الأردن كشريك كامل في الإستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، وإعادة العلاقات الصهيونية الأردنية التي تدهورت في عهد نتنياهو، بسبب معارضة نتنياهو لحل الدولتين، ورفضه وقف الاستيطان غير القانوني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتجاهله المتعمد لخطة السلام العربية لعام 2002، التي تعرض التطبيع العربي بعد اتفاق سلام صهيوني فلسطيني.

اجتماع البيت الأبيض الشهر المنصرم  بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أعاد التأكيد على القوة الدائمة للشراكة التي كانت ولا تزال ركيزة من ركائز الدبلوماسية والإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. حيث يرى بايدن أن الالتزام الشخصي  بالشراكة الأمريكية الأردنية أمرًا حاسمًا لإحداث تحول في العلاقات الصهيونية الأردنية، التي وصلت إلى الحضيض في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو.

دولة الكيان في عهد الحكومة الجديدة ورئيس الوزراء الجديد نفتالي بينيت لديها القناعة الكاملة بأهمية الشراكة مع الأردن فسارع بينيت في وقت سابق من هذا الشهر للقاء الملك في عمان وأبرم صفقة بشأن تقاسم المياه، كما قام وزير الخارجية يائير لبيد بزيارة إلى الأردن بعد فترة وجيزة، لمناقشة الصفقة والعديد من القضايا المشتركة التي تهم الطرفين كما أفاد الصحفي في جريدة معاريف "بن كاسبيت" أن دولته تخطط لقائمة طويلة من الاتفاقيات مع المملكة لإعادة تأهيل العلاقة واستعادة العديد من جوانب التعاون، خاصة فيما يتعلق بالمياه وسماح الأردن للمزارعين الصهاينة بزراعة الأراضي الحدودية في منطقة الباقورة والغمر التي كانت تستخدمها دولة الكيان للزراعة والتي سلمتها إلى الأردن في عام 2019، بعد 25 عاما من استئجارها.

بايدن من خلال لقائه العاهل الأردني في أول زيارة لزعيم عربي إلى البيت الأبيض منذ تولّيه سدّة الرئاسة في 20 كانون الثاني/ يناير، أعاد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط إلى مسارها التقليدي، لا سيما بتأييده تسوية النزاع الصهيوني الفلسطيني على أساس حل الدولتين بعدما سعى سلفه دونالد ترامب إلى الالتفاف على هذا الحل الذي تعتبره عمّان أساساً لا غنى عنه للتوصّل إلى سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط.

يسعى بايدن إلى إعادة تحالفاته في المنطقة من جديد، بعدما تراجعت في عهد سلفه ترامب، من أجل تعزيز الدور الأمريكي في قضايا الشرق الأوسط، ولعب دور أساسي لإعادة الهيمنة الأمريكية بأدوات عربية حليفة، تكون قادرة على فرض الرؤية الأمريكية وتحديد الاستراتيجيات والأولويات من أجل إعادة تمركز وتموضع القضايا الرئيسية، التي يمكن أن تكون أساس من أجل دعم الموقف العربي المساهم في تعزيز الدور الأمريكي، القادر على فرض الرؤية على جميع الأطراف بموافقة عربية ضمن هذه التحالفات، لذلك يسعى بايدن  لإعادة العلاقة بين بلاده والأردن إلى الواجهة من جديد لمواجهة التحديات التي تواجهها بلاده في تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ، خاصة مع دولة الكيان كونه يرى أن الأردن  مستعدة لتحمل العبء الأكبر في المنطقة.

يمكن القول أن العلاقات الصهيونية الأردنية تتعلق بالسياسات أكثر مما تتعلق بالشخصيات، فليس غياب نتنياهو يعني زوال الخلافات بين البلدين، لأن بينيت في نهجه بشأن حل الدولتين والمستوطنات لا يختلف عن سلفه نتنياهو، لذلك لا يمكن وصف  العلاقة مع دولة الكيان بالحميمة أو المستقرة كونها من الممكن أن تتصاعد مرة أخرى إلى أزمة في أي لحظة، على خلفية المواجهات الأخيرة في القدس الشرقية أو المسجد الأقصى، بغض النظر عن اتفاقية السلام الصهيونية الأردنية لعام 1994، التي لا يمكن المبالغة فيها باعتبارها ركيزة للأمن الصهيوني والإقليمي.

 

أعلى