• - الموافق2024/11/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
طرابلس سقطت بإيمان ثوارها

طرابلس سقطت بإيمان ثوارها

لاحظ الكثير من المتابعين للشأن الليبي أن القرار الذي استصدرته الولايات المتحدة وحلفاءها من مجلس الأمن بداية الثورة الليبية للتدخل هناك كان يقتصر على حماية المدنيين، ولم يكن القرار كما حدث في العراق حينما شن حلف الناتو حرباً على نظام "صدام حسين" لإسقاطه والسيطرة على ثروات العراق.

ويظهر ذلك أن أسباب كثيرة منعت الحلف من الدخول بقوات برية إلى الأراضي الليبية، و قبل الحديث عن هذه الأسباب ينبغي التطرق إلى رفض الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لنشر قوة برية أمريكية على الأراضي الليبية بعد انتهاء الثورة !!.

فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس "باراك أوباما" مازال يرفض إرسال قوات برية أمريكية إلى ليبيا لكنه يؤيد قرار فرنسا وبريطانيا  بإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار الذين يقاتلون الزعيم الليبي "معمر القذّافي".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "جاي كارني" للصحفيين الرئيس بالطبع يعلم بهذا القرار ويؤيده ويأمل ويعتقد أنه سيساعد الثوار.  والعجيب في الأمر أن إثارة هذا الموضوع بعد إنتهاء الثورة وسقوط "القذّافي" لا يحمل سوى دلاله واحده ألا وهي خبث الإدارة الأمريكية وحلفاءها والتمهيد لمرحلة لربما تحتاج فيها إلى دخول ليبيا بجيش بري إذا استولى الإسلاميين على الحكم فقد يكون ذلك ذريعة مناسبة لذلك.

ومن أهم العوامل التي منعت دخول جيش بري إلى ليبيا :

أولاً: الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الإدارة الأمريكية والإتحاد الأوروبي.

ثانياً: المساحة الواسعة لليبيا والتي تقارب المليوني كيلومتر مربع بالإضافة إلى طول الحدود التي تربط ليبيا مع العالم العربي من جميع الجهات بالإضافة إلى ساحل يمتد على البحر المتوسط لألفي كيلو متر مربع.

ثالثاً: تدين المجتمع الليبي الإسلامي و أسلمت الثورة الليبية التي يقود جماعاتها العسكرية نشطاء إسلاميين عانوا من قمع "القذّافي".

رابعاً: إمكانية تسلل جهاديين عرب من الحدود الواسعة حول ليبيا إذا دخلت قوات برية أمريكية، باعتبارها احتلال مشابه لما يجري في العراق وأفغانستان.

يحاول الناتو بوسائله المختلفة من تضخيم حجم إنجازاته في ليبيا ويحاول كذلك إيجاد الأسباب والذرائع التي تساعد في بقاء نفوذه في ليبيا، للمساهمة في تشكيل ليبيا الحديثة وفقا للرؤية الأمريكية، لكن الأحاديث الصحفية التي تنشر نقلا عن قيادات في الثورة الليبية تجمع بأن ليبيا بلد إسلامي سنى ولا يمكن أن يجعل غير الشريعة الإسلامية منهجاً للتشريع.

وكان الدكتور "علي الصلابي" المعارض الإسلامي المعروف قد صرح لوكالة قدس برس أنه تقدم بمقترح دستوري لليبيا بعد "القذّافي"، وقال: لقد قدمت بمعية الدكتور "علي بن سدرة" مقترحاً دستورياً لتثقيف الشباب الليبي على الحياة السياسية والدستورية يتضمن رؤية لبناء الدولة الديمقراطية بعد زوال القذّافي، وقد طبعت هذه الورقة وتم توزيعها في المناطق المحررة ووجدت إقبالا واسعا وطيبا من الليبيين من مختلف الانتماءات الفكرية والسياسية.

وقد أكدنا فيها أن الحياة الدستورية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية والدينية أصيلة في الإسلام وأن دستور المدينة الذي تأسست به أول دولة إسلامية دليلنا إلى ذلك.

وحول تفاصيل دخول الثوّار إلى طرابلس الغرب قال تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قادة الثوّار أطلقوا اسم (ساعة الصفر) على اللحظة التي سيقوم فيها سكان طرابلس بالانتفاضة ضد قوات معمر "القذّافي" بعد حرب دامت ستة أشهر في الصحراء وفشلت في القضاء على حكمه الذي استمر لاثنتين وأربعين سنة.

وذكرت أيضاً أن قادة الثوّار قاموا بالتخطيط لثورتهم داخل طرابلس خلال الأسابيع العديدة الماضية، فقاموا بتهريب أسلحة إلى العاصمة وإخفائها في منازل آمنة، كما نشروا بين الثوريين داخل العاصمة أن مظاهرات واسعة سوف تبدأ بعد صلاة التراويح في اليوم الموعود. واختاروا يوم 20 أغسطس (آب) للقيام بهذا العمل، وتصادف ذلك مع ذكرى فتح مكة على يد النبي محمد على الصلاة والسلام.

في النهاية، تغلبت الثورة في طرابلس يوم السبت الماضي، التي صحبها تقدم الثوار المسلحين عبر ثلاث جهات نحو العاصمة، على جنود القذّافي المحاصرين، على الرغم من استمرار القتال داخل العاصمة.

وتهاوت حصون العقيد في باب العزيزية دون مقاومة، ليظهر جليا أن حصون من سراب حاول "القذّافي" تخويف الثوار بها أسقطها إرادة أهالي طرابلس وثوّارها الذين انتظروا لحظة الحسم للإنتفاض ضد الدكتاتور الذي استعبدهم لعقود.

وتقدمت قوات الثوّار نحو طرابلس بواسطة القوارب، حيث توجه أسطول صغير من مصراتة قدر عدد المشاركين فيه بمائتي مقاتل، في عملية أطلق عليها الثوّار اسم (فجر عروس البحر). ومع انهيار النظام، قال مسؤولون أميركيون إن مساعدين قريبين من "القذّافي" اتصلوا بالعديد من المسؤولين في إدارة "أوباما"، بما فيهم السفير الأميركي "جين كريتز" و"جيفري فيلتمان"، مساعد وزير الخارجية، في محاولة للتعجيل بعقد هدنة.

وقال مسؤولون أميركيون إنه عندما وصل القتال في شرق ليبيا إلى طريق مسدود، كانت القوات في جبل نفوسة في الغرب تكسب أرضا من قوات "القذّافي" وتقوم بمنع وصول الإمدادات إلى العاصمة الليبية. وقد حقق الثوار في الغرب وفقا تقدما مطردا خلال الشهر الماضي، حيث اتجهوا شمالاً نحو ساحل البحر المتوسط وقاموا بالاستيلاء على مصفاة للنفط في الزاوية، التي تقع على بعد 30 ميلا غرب طرابلس.

وعلى طول الطريق، بحسب الصحيفة، اشتبك الثوار مع جنود مرتزقة من تشاد وغيرها من الدول الأفريقية الأخرى، كان "القذّافي" قد قام بتجنيدهم لتعزيز قواته المنهكة. وذكر العديد من المسؤولين الأميركيين أن سقوط الزاوية ربما كان نقطة التحول الرئيسية للحملة، حيث إنه أعاق جميع إمدادات الوقود المتبقية تقريباً مما يعد مشكلة رئيسية أمام الحكومة في طرابلس.

وتم إمداد الثوار مرة أخرى بالأسلحة من جانب القوات القطرية، بالإضافة إلى تزويدهم بصور الأقمار الصناعية من جانب مستشارين عسكريين فرنسيين وبريطانيين. وقامت الولايات المتحدة بنقل أجزاء من محادثات تليفونية تم اعتراضها كان فيها قادة ليبيون يشتكون من نقص الأغذية والماء والمعدات، وذلك لتعزيز الروح المعنوية للثوار.

وعندما بدأت المظاهرات مساء السبت، كانت قوات "القذّافي" في انتظارهم خارج المساجد وبدأوا إطلاق النار على المتظاهرين، حسب ما ذكر العديد من السكان قالوا إنهم شاهدوا أعمال العنف. وذكر قادة الثوار أنهم قاموا بإرسال نحو 600 مقاتل من طرابلس، صباح الأحد، وذلك لتعزيز المجموعة التي تتقدم نحو العاصمة الليبية من ناحية الغرب. وقال "محمد"، مستشار الثوّار، إن نحو 100 عضو من هذه الوحدة تلقوا تدريبات متخصصة في قطر. وكانت محاولة تقدم الثوّار نحو العاصمة الليبية صباح الأحد على وشك الإجهاض عندما حاولت فرقة من قوات الحكومة الليبية الالتفاف حول الثوّار والدخول إلى الزاوية مرة أخرى.

ولذا، تساءلت قيادات الثوّار عما إذا كانت مجموعة الموالين "للقذافي" قد هزمت أم أنهم تفرقوا حتى يمكنهم القتال في يوم آخر.

وشملت هذه الإستراتيجية تقدم الثوّار خلال الأيام الأخيرة من ثلاثة اتجاهات: مصراتة والبريقة من الشرق، والزاوية من الغرب، وغريان من الجنوب. وقال المسؤولون إن تراجع القوات الحكومية قد سمح للثوّار بالتقدم وأصبحت الأهداف واضحة لقوات الناتو.

وقال الكولونيل "ديفيد لابان"، المتحدث باسم البنتاغون: لدينا صورة عملياتية جيدة للمكان الذي توجد به القوات في ساحة المعركة.

وقال دبلوماسي أوروبي بارز إن القوات الحكومية قد بدأت بالاختفاء بمجرد وصول الثوّار إلى العاصمة، وأضاف: وصل الثوّار إلى نقطة تحول واضحة في طرابلس، بدلاً من الجمود الذي ساد لفترة طويلة.

قال مسؤولون أميركيون إن المدة التي سيتسمر فيها القتال في العاصمة لم تتضح بعد، وأعربوا عن قلقهم من أن يستخدم الموالون "للقذافي" تكتيكات إرهابية في المعركة النهائية. وقال مسؤول في الاستخبارات الأميركية: ما زال هناك بعض القتال في العاصمة، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر تبدو قوات النظام الليبي غير مشاركة في القتال. يكمن التحدي الآن في أنك حصلت على مدينة بها مليوني شخص، وأصبحنا في حرب مدن الآن.

وصرح المسؤولون بأن ما يتبقى الآن هو معرفة مكان "القذّافي" وإلى أي مدى يحتفظ بالقدرة على التحكم أو الاتصال بقواته.

وأضاف المسؤولون أن القوات الخاصة البريطانية والفرنسية والقطرية تعمل على الأرض في ليبيا لبعض الوقت وساعدت الثوار على تطوير وتنسيق استراتيجية الكماشة. وفي الوقت نفسه، يقوم عملاء وكالة الاستخبارات المركزية داخل البلاد - جنباً إلى جنب مع اعتراض الاتصالات بين مسؤولي الحكومة الليبية - بتوفير فهم أعمق لكيفية انهيار قوات القذّافي.

وقال مسؤول بحلف الناتو إن حلفاء الناتو ولا سيما القطريون قد عملوا بشكل وثيق مع القيادة العسكرية والسياسية للثوّار. وكان حلف شمال الأطلسي، الذي يتمتع بتفويض من الأمم المتحدة يقتصر على حماية المدنيين الليبيين، قلقا من ألا يتم النظر إليه بوصفه القوة الجوية للثوار من خلال استراتيجية منسقة.

وذكر مسؤول أميركي آخر، وفقاً لـ"واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يتابعون من كثب مخزونات الأسلحة الكيميائية في ليبيا منذ بدء الصراع، وخاصة خلال هذه الفترة العصيبة، وهناك أولوية لليقظة والحذر في ما يتعلق بهذه المسألة. وأشار المسؤول إلى أن "القذّافي" قد دمر من قبل العديد من أسلحته الأكثر خطورة وأن الكثير من الأسلحة المتبقية قديمة أو يصعب تشغيلها.

 وقال الدبلوماسي الأوروبي: من الواضح أننا أصبحنا نفكر الآن في نقطة ما بعد "القذّافي". وفي حين أصبح انهيار النظام العراقي بعد الغزو الأميركي للعراق (في أذهان الجميع)، تم وضع خطط لتحقيق الاستقرار.

ويرى المشاهد للتقارير التلفزيونية التي تبثها القنوات الإخبارية أن الثوّار الليبيين كانوا يرددون أو يكتبون شعارات إسلامية تدلل على أن الثورة كانت في ليبيا تسير بروح إسلامية ساهمت بإذكاء روح الجهاد في نفوس أبناء الشعب الليبي الذي سقط له آلاف الشهداء في هذه المعركة و حاول الناتو إطالة أمدها لزيادة تغلغله في الأرضي الليبية لكن معية الله حفظت المجاهدين الثوّار وسددت خطوهم وخيبت ظنون أعداءهم لتجعل طرابلس تسقط من الداخل بدون صواريخ حلف الناتو الذي جلس ستة أشهر يحارب "القذّافي" الذي لا يملك سوى مجموعات مسلحة لم توصف يوما بأنها جيش .

واشنطن بوست

أعلى