في عام 1991م تم دبلجة أول مسلسل باللغة
العربية الفصحى ، كانت البداية دبلجة المسلسلات المكسيكية ، ثم تبعتها التركية ،
وتعد قناة mbc هي أول من عرض المسلسلات التركية المدبلجة ، ثم انتقلت بعدها العدوى
إلى بعض القنوات العربية : أبو ظبي ، الرأي ، الحياة ... وهكذا .
فقد وجدت هذه القنوات أن المسلسلات المدبلجة
هي أقصر الطرق للربح السريع – بزعمها - من خلال جذب المشاهدين .
وأصبح إقبال الناس على هذه المسلسلات كبيراً
لأنها تبث واقع مجتمعات مختلفة ، وبلغة عربية فصيحة تعيها جميع الشعوب الناطقة
بالعربية على اختلاف أجناسها ودياناتها ، وبأصوات تُحسن افتعال التعابير الواقعية
للمشاهد التي تُبث في المسلسل .
وتُفصح الجهات المسؤولة في هذه القنوات أنها تسعى
قريباً لدبلجة المسلسلات الصينية والهندية والإيرانية ... وغيرها .
إن المتابع لأحوال الناس مع هذه المسلسلات
المدبلجة يجد أن بعض الأسر لا تُمانع من مشاهدة جميع أفرادها لها دون قيود ، في
حين أن بعض الأسر العربية تتحفظ على أبنائها وبناتها من متابعة هذه المسلسلات
المدبلجة إن لم يكن كلها فعلى بعضها ، خوفاً على الأسرة من التأثر بالمشاهد
واللقطات والقيم التي تبثها هذه المسلسلات ، ونسمع ونطالع ونقرأ بين الفينة
والأخرى نداءات وصرخات - من الأسر ومن الجهات التربوية والمثقفة والمهتمة بالشأن
الدعوي والإرشادي - تحذر وتطالب بمنعها لخطرها عقائدياً وأخلاقياً وتربوياً
وسلوكياً .
وأود في هذه المقالة أن أذكر نقاطاً محيرةً ، وأَدَعُ القراء
الكرام يشاركونني الرأي .
- المسلسلات المدبلجة تبث عادات وقيماً لمجتمعات وشعوب مختلفة
، وهي بهذا تتعرض في كل حلقاتها لزعزعة ثوابت وآداب وقيم من ديننا الإسلامي دون تدخل
مقص الرقيب إلا في المكشوف منها بقصد أو بغير قصد ، لأن هذه المسلسلات أصلاً تقوم
على إثارة تلك الأحداث كالتحرش ، والاغتصاب ، والإجهاض ، والمثلية ، وعشق المحارم ...
وهكذا ، تلك التي إن حُذفت مشاهد منها ذهبت الحبكة الدرامية من البناء الفني
للمسلسل ، وهي بهذه الصور تشكل أنماطَ مجتمعاتهم وشعوبهم التي يعيشونها ، بما فيها
من إخلال لثوابت الاستقرار الاجتماعي ، والتماسك الأسري ، والانضباط الأخلاقي ، والتفلُّت
الديني ، فلا ضير عندهم من وجودها ، لكن وجود هذه المسلسلات في مجتمعاتنا العربية
والإسلامية يشكل خطراً كبيراً أو تهديداً مفزعاً لهدم كيان الأسرة ، ومسخ الثوابت
والقيم التي تميزه عن غيره من المجتمعات .
- هذه المسلسلات تصور بطريقة جذابة جداً
، وتطول حلقاتها ، فيعيش الشباب والشابات معها ويدمنون على متابعتها ، وقد تصل بعض
حلقاتها إلى 150 حلقة ، وفي هذا تشرُّب للمفاهيم التي تُبث ، وإشباع للعين والعقل
الباطن من الانبهار بالشخصيات التي تؤدي الأدوار ، فهي الطريق المختصر لتغريب
أبنائنا وبناتنا ، هذا غير إهدار الوقت ، وإزهاق الزمن دون إنتاج أو عمل مثمر .
- انبهرت الكثير من الفتيات
بالممثلات في هذه المسلسلات وقلدنهن في قصات شعورهن ،
وفي الأصباغ والمكاييج ، بل وسمت بعض الأسر أسماء أبنائهن وبناتهن بأسماء شخصيات
هذه المسلسلات .
- من العجائب أن بعض المسلسلات
التركية المدبلجة مُنع عرضها في تركيا ، ولكنها عُرِضَت في
بلادنا العربية ولاقت قبولاً لافتاً من فئة المراهقين والمراهقات ، وأصبح ممثلوها
يُستقبلون بحفاوة بالغة في بلادنا العربية ، بل وتستأجر ممثلاتها لتأدية أدوار في
مسلسلات بمبالغ باهضة ، مما يزيد الأمر سوءاً .
- مما يبعث الخوف والقلق أن
أكثر المتابعين لهذه المسلسلات هم فئة الشباب والشابات والمراهقين على وجه التحديد
، وهذا ينبئ بخطر فادح ، وشَرخٍ قادح ، حيث التقليد الأعمى ، والتأثر الغير منضبط
.
- يخيم على هذه المسلسلات
الهدوء ، فلا توجد فيها كوميديا ، ولا عنف ، ولا
خيال علمي ، وإنما تراجيديا خفيفة ، مشربة برومانسية فارطة تتغلغل في قلوب الفتيات
، فتشغلهن ويتأثرنَ بها .
- أصبح من المعتاد في كل عام أن
تنتظر المجتمعات العربية والإسلامية مسلسلات مدبلجة جديدة .
- بعض الأسماء اللامعة في هذه
المسلسلات المدبلجة مشبوهة ، ولديها رصيد من السمعة
السيئة ، فكيف تكون قدوة لأبنائنا وبناتنا ؟!.
تساؤلات واستفهامات ، أتمنى من القراء الكرام
أن يشاطرونني فيها ، وأن يضيفوا إليها في أحاديثهم الجانبية مع أسرهم وأصدقائهم ،
لعل في إثارتها علمياً وإعلامياً وتربوياً إظهاراً لخفايا غائبة ، وتنبيهاً لبعض
الحائرين .
خربشات إعلامية 1
خربشات إعلامية 2
خربشات إعلامية 3
خربشات إعلامية 4