الوقف أنموذج إسلامي فريد يتجلى فيه
الإبداع وعمق النظر وبُعد الرؤية، ومن أهم مقاصده: استمرار العطاء
واستقرار أبواب المعروف؛ فالمال عرضة للزوال، والوقف سببٌ لحفظه
وتنميته.
إنَّ بعض المشاريع الإسلامية ربما
تتعثر بسبب ضعف التدفقات المالية، وربما تحاصَر ويضيَّق عليها، والوقف
هو المخرج المستقبلي الآمن؛ فتعزيز ثقافته عند المقتدرين من أهل
الدثور، وعند رواد الدعوة والإصلاح؛ من الأولويات المهمة التي تضمن
حُسن التخطيط، وبناء الأهداف، ورسم التطلعات المستقبلية.
وفي هذا العصر تعدَّدت فرص الوقف،
وتنوعت ميادينه، وتأكدت ضرورته، مع توسع مصالح المسلمين، وكثرة
حاجاتهم؛ وهذا يعني أننا أحوج ما نكون إلى العناية به وتطويره وتعزيز
دوره الدعوي والإصلاحي والتنموي.
وهنا نحن في مجلة البيان نفتح هذا الملف ليكون لبنة في نشر ثقافة
الوقف، وجسراً لبناء الوعي، ونرحب بأي مقالات إثرائية أخرى تتم الملف
وتعالج أبعاده الأخرى.
|